أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالخالق حسين - ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!














المزيد.....

ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قبل سقوط الفاشية في العراق بسنوات، ومن خلال اللقاءات بين قيادات المعارضة العراقية آنذاك مع الحكومة السورية البعثية، كان السوريون يحلمون أن يكونوا هم الوارثين الشرعيين لحكم العراق من خلال تسلهم حزب البعث السلطة في العراق وبدون صدام وتحويله إلى حزب موالي لهم. وقد أكد لي ذلك صديق كان قيادياً في المعارضة، أنه في أحد اللقاءات مع فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري آنذاك، ونائب رئيس الجمهورية الآن، أنه طرح ذلك بمنتهى الصفاقة. ولما اعترض بعض القادة العراقيين وأكدوا له جرائم حزب البعث بحق الشعب، أجابهم قائلاً: (يا أخوان ألا يوجد حتى ولو 20% من البعثيين العراقيين شرفاء؟ نحن نريد منكم أن تسمحوا لهذا الـ 20% فقط يشارك معكم في الحكم بعد صدام). وإذا ما عرفنا أن حزب البعث كان قد أرغم أكثر من مليوني عراقي على الانتماء إلى الحزب، لعرفنا أن 20% يساوي 400 ألف عضو على أقل تقدير. وبالتالي حتى خمس الحزب يكون أقوى من أقوى حزب غير بعثي بعد صدام. وهذا يعني عودة البعث للحكم، وكما يقول المثل العراقي: (تي تي مثل ما رحتي إجيتي).

المهم، عصفت الرياح بغير ما اشتهت سوريا، فصار مصير حزب البعث في مزبلة التاريخ، ولذا بقيت سوريا، وبالتحالف مع حليفها النظام الإيراني، مصممة على عرقلة العملية السياسية وخلق المشاكل للشعب العراقي، فاستقبلت الألوف من فلول البعثيين وقادتهم الذين أفلتوا من العدالة، ووفرت لهم الحماية والإمكانات المطلوبة لإعادة تنظيم أنفسهم وإرسال الإرهابيين إلى العراق عبر الحدود دون انقطاع.

ولذلك واصلت سوريا وإيران معارضتهما المستميتة وبشتى الوسائل ضد الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا لمنع توقيعها، تذرفان دموع التماسيح على السيادة الوطنية العراقية، يعني عراقيون أكثر من العراقيين!! ولكن في النهاية صوت البرلمان بالأغلبية المطلقة لصالح الاتفاقية ولصالح العراق.

وفي نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حصلت القوات الأمريكية على معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود خلية إرهابية في مدينة البوكمال الحدودية تعتزم دخول العراق، فقامت هذه القوات بقصف وكر تلك العصابة الإرهابية، وبذلك جن جنون الحكومة السورية، وكشرت عن أنيابها، وراحت تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، مدعية أن القصف الأمريكي قتل عدداً من العمال المدنيين الأبرياء، ولا يوجد بينهم أي إرهابي، وهو تجاوز على سيادة دولة مستقلة...الخ. بينما أكد زعيم صحوة الأنبار في تقرير نشرته صحفية الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 29/10/2008، صحة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، ومفادها أن الغارة الاميركية داخل الاراضي السورية استهدفت مسؤول إرهابي اسمه الحركي (أبو غادية) واسمه الحقيقي (بدران تركي هيشان المزيدي)، وهو عراقي من الموصل وأحد كبار مهربي المسلحين إلى العراق، وهو مطلوب من جانب القوات الأمريكية منذ مدة طويلة. فيما اشارت مصادر مستقلة الى أن «أبو غادية» هو احد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة في العراق» الذي قتل في غارة اميركية في عام 2006. وأنه وجماعته قتلوا في تلك الغارة. ومنذ ذلك اليوم والنظام السوري يحشد الرأي العام الداخلي والخارجي ضد العراق.

إن آخر ما وصل إلينا من معلومات عن طريق معارف لنا مقيمين في سوريا في رسالة يقول فيها: هل تعرف أن سوريا الآن تجنّد العراقيين للمقاومة؟ تنظمهم تحت ألوية أحزاب عدة، ومن يرفض الانخراط في هذه الألوية ترفض الحكومة السورية تجديد إقامته.. وهذا آخر خبر سمعته قبل يومين. وتضيف الرسالة أنه هدف سوريا من هذا التجنيد هو التجهز لما بعد انسحاب القوات الأمريكية. ومن المتوقع ان ستعم الفوضى في العراق والحرب الطائفية والأهلية... كتمهيد لتسلل المسلحين البعثيين الذين تجندهم سوريا للقيام بحرب العصابات في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية. ولذلك يعتقد كاتب الرسالة أنه من المفترض أن تلتزم أمريكا بالبقاء في العراق حتى تستتب الأمور امنيا، أما انسحابها الآن فكارثة.

كما ويعتقد أن "قلّة العمليات من قبل "المقاومة" الآن سببها أنهم جميعا يحضِّرون حالهم ويتهيئون لما بعد خروج القوات الأمريكية. لان العمليات ضد القوات الأمريكية الآن يمكن أن تؤخر خروجها من العراق. ولان القوة والسلاح ستتم الحاجة إليهما أكثر بعد خروج القوات الأمريكية." ويضيف : "استطاعت أمريكا اختراق القاعدة .. لكنها لم تستطع اختراق المقاومة...".

على أي حال، ومن معرفتنا بسياسات حزب البعث الطائشة والأخطبوطية واللا اخلاقية، سواءً في العراق أو سوريا، فلن نستبعد صحة هذه الأخبار عن عزم النظام السوري تشكيل هذه العصابات المسلحة من الإرهابيين وتحضيرهم لشن عمليات التخريب داخل العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية. وعليه نسترعي انتباه الحكومة العراقية والأمريكية لهذه المخاطر وندعوهم إلى اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، وأن يعيروا الموضوع اهتماماً بالغاً قبل فوات الأوان.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانهيار قريب؟
- محنة أهل القرآن وأهل الإنجيل
- (بنات يعقوب) رواية جديدة لمحمود سعيد
- وأخيراً انتصر العقل...!!
- الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق
- الدستور العراقي...المشاكل والحلول
- حول ترشيح المالكي لجائزة نوبل
- الدلالات الحضارية لانتخاب أوباما رئيساً
- أوباما أو ماكين؟
- مخاطر التدخل الإيراني الفظ في الشأن العراقي
- الاتفاقية... أو الطوفان!!
- العشائر والدولة
- مخاطر تحويل العراق إلى مأتم دائم
- يا حكام دمشق، هذه بضاعتكم ردت إليكم
- لماذا الضغوط لرفض الإتفاقية العراقية-الأمريكية؟
- مهزلة جديدة يرتكبها البرلمان العراقي
- رفع الحصانة عن الآلوسي انتصار لإيران
- في الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر
- من سيكون الرئيس الأمريكي الجديد؟
- قراءة في مذكرات الدكتور محمد المشاط


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالخالق حسين - ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!