أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - رسالة للدعاة














المزيد.....

رسالة للدعاة


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كسب حزب الدعوة جولة انتخابات مجالس المحافظات.. لاول مرة بدون دعم المرجعية وبدون استخدام الدين وبدون الاعتماد على الانقسامات الطائفية، وهذا يدل على امرين اثنين.. ان الحزب فهم لعبة الدولة وانه، مضطرا كان او مختارا، بدأ يعي ان هناك حاجة ماسة للتخلي عن كل ذلك في العمل السياسي.. وان الشعب العراقي كذلك خطى خطوات جيدة بعيدا عن الاندفاعات العاطفية المجردة من العقل.
الا ان هذه بداية، بداية متعسرة مرت بالكثير من المشاكل والعقبات والدماء والسرقات مر بها العراق في سنيه الستة الماضية، وهناك المزيد من الخطوات والكثير مما ينبغي فعله لان تكون البداية نقطة انطلاق نحو خط بياني متصاعد يفي بعملية بناء الدولة وفق اسس حديثة، ويعيد للعراقيين ثقتهم بنظامهم السياسي، وينهي حالة الفوضى التي مر بها البلد، لتنطوي بذلك حقبة الدم القديمة والحاضرة تماما.
وكي اكون اكثر وضوحا، ان هناك الكثير امام حزب الدعوة ليتحول من حزب دعوة دينية الى حزب دعوة مدنية، وتتحول الخطابات بشكل حقيقي موثوق به، وليس لمجرد التكتيك، من منطق الدين الى منطق الدولة، وما ابعد الخطابين عن بعضهما. صحيح ان هناك انطباعات كثيرة تدل على شيء من التحول في النظرة، وان هناك تصريحات تصدر من بعض القيادات بان العمل الان منصب على عملية بناء دولة مدنية بعيدا عن الولاءات الدينية، الا ان هذا لا يمثل شيئا امام نصف قرن انغمس فيها الدعاة باحثين عن دولة دينية. ولهذا يحتاج دعاة المدنية داخل الحزب وفي مقدمتهم رئيسه الى اجراء تعديلات ذات سمة مدنية في الخطاب السياسي للحزب، وفي العملية الاعلامية، وفي البرامج الداخلية، وفي اطار التحالفات ومجمل الفعل السياسي في المرحلة المقبلة.
اولى هذه الخطوات تتركز في داخل حزب الدعوة، قيادات وكوادر، فالحزب الذي تأسس على فكرة دينية ويوصف بانه امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر وكان غرضه في بداية الامر التصدي للمد الشيوعي وثم تحول الى العمل على اقامة حكم اسلامي يمهد لدولة المهدي الموعودة، قد تربت كوادره وقياداته على هذا النهج، ويحتاج تحرر البشر الموجودين فيه من تلك النزعة الى وقت اطول.. ومن كان قريبا من الدعاة يعي صعوبة المهمة، فهؤلاء كانوا يوما ما نخبة ترى في نفسها ثلة الوعي الديني الابرز في العراق، وحاملة الوهج الاسلامي في "مجتمع جاهل" تلاطمته حمى التيارات العلمانية الحديثة، او هيمنت عليه المؤسسة الدينية التقليدية التي يرى بعض الدعاة انها تكرس الجهل بين الناس، وهم الابناء الشرعيون لمؤسسي ايدلوجيا الاسلام السياسي المنظم لدى شيعة العراق. ولهذا فان المهمة ستكون صعبة وصعبة جدا وتحتاج الى اجراءات شاملة تفي بالتحولات وتعيد الصياغات وتغير المفاهيم. ودور رئيس الحزب وكل من امن بالدولة المدنية من الفريق المحيط به، دورهم هو العمل على ازاحة العقبات ضمن التنظيمات الحزبية ووضع ستراتيجيات بعيدة الامد في سبيل احداث انسجام بين الخطوات العامة التي يتخذها المالكي والقاعدة التي يتسند اليها حزبيا.
وايضا على حزب الدعوة ان يعيد النظر بالتحالفات القائمة، اما باصلاحها جذريا او بالتخلي عنها واستبدالها بتحالفات اخرى رصينة وغير دينية وغير طائفية وايضا تخدم الناس. خصوصا وان هناك مخاوف من التحالف مع اطراف مرفوضة من قبل ناخبي قائمة ائتلاف دولة القانون.
وكذلك لابد من اتخاذ مواقف جدية لاصلاح الوضع العراقي من الناحيتين الخدمية والاقتصادية، مع الاخذ بعين الاعتبار او الواقع الاقتصادي والخدمي لم يتحسن بخلاف ما تطرحه الحكومة من تراجع التضخم والبطالة.
كل هذه الامور ان كانت المؤشرات الدالة على وجود تحولات فكرية وتنظيمية في صفوف حزب الدعوة مؤشرات حقيقة.. والا فان الكلام يصبح هواء في شبك.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخب العلماني...!!
- البكاء على الجدران
- معركة الشعائرالمؤجلة
- من ينصر الله؟
- عراقي شريف!!
- ديدان الارض
- ايران المدنية
- -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!
- بدائل الخرافة.. عقلنة اللامعقول
- بدائل الخرافة.. علاجات اضحت مأزقا
- الصحوة في العراق..نجاح وخطر
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1


المزيد.....




- -بلومبيرغ-: مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يعملان على فرض عق ...
- روسيا تمتنع عن التصويت لتمديد مهمة عملية -إيريني- قبالة ليبي ...
- خبير مصري يكشف ما مصير مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة
- بلجيكا تؤكد حظر استخدام أسلحتها خارج أراضي أوكرانيا
- هزة أرضية خفيفة تضرب مدينة المرج الليبية للمرة الثانية خلال ...
- غوتيريش يعول على إحلال سلام طويل الأمد في غزة بعد مقترح جديد ...
- خارجية ليتوانيا: يمكن لهنغاريا التأثير على روسيا لحل الصراع ...
- -مسار للخروج من المأزق-.. ألمانيا تعلن دعمها لمقترح إسرائيلي ...
- نتنياهو يتلقى دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بمجلسي ...
- انتشال جثامين عشرات الشهداء من جباليا بعد انسحاب قوات الاحتل ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - رسالة للدعاة