أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار السواد - -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!














المزيد.....

-لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 06:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"العالم يعاني بسبب غياب الله" كلام اطلقه بابا الفاتيكان.. يأتي هذا الحديث ضمن جهود حثيثة يقوم بها بنيديكت السادس العشر لاعادة تفعيل الايمان المسيحي في اوربا التي تعيش مرحلة علمانية متعالية عن الدين. واذا ما كان بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولص الثاني قد حشد جهوده من اجل التصدي للشيوعية فان الواضح ان البابا الجديد يسعى للبحث عن خصم جديد في العالم من جهة وفي اوربا من جهة اخرى.
المهم الان هو الحديث عن الله.. موضوع حضور الله في الضمير الانساني وغيابه قضية تستحق الوقوف عندها والبحث في الاسباب الحقيقية التي تقف وراء حالة القطيعة السائدة بين الانسان والله، فمن هو المسؤول عن نسيان الضمائر لله؟ ومن هو الذي وقف وما زال يقف وراء جفاء القلوب والعزوف عن السماء؟؟
من المهم فعلا دعوة العالم المادي الى اعادة التمسك بالايمان في نمط الحياة الفردية، واؤكد على الفردية، أي ان موضوع الايمان هو قضية شخصية قيمتها الروحية في بقائها ضمن اطار الفرد لا ان تتحول الى اطار اجتماعي.. ولكن مالذي يضمن عدم استغلال الايمان لتحقيق مصالح تضر بحاضر الانسان ومستقبله وتحجر عليه وتنقل العلاقة بالله من الحب الى قيد اجتماعي تحت مجموعة ذرائع ومقولات.
ان حديث الكنيسة هذا يأتي ضمن حراك تاريخي مستمر من قبل رجال الدين لاحتكار الطريق نحو الله تعالى. انه حراك دفع الناس طيلة احقاب الى الاعتقاد بان لله ادلاء على طريقه لا يمكن العبور منه والسير بوعي فيه الا من خلالهم.
ولكن المفارقة الكبرى كانت دائما في ان الادلاء هم السبب الاكبر الذي اوجد القطيعة بين الضمير الانساني وبين الله تعالى. فنبذ الايمان بالسماء من قبل مجتمعات كثيرة ناتج عن سوء استخدام اسم الله تعالى.. فهناك اساءة لاسمه تعالى. وبملاحظة للتاريخ نجد ان رجل الدين بمؤسسته الكبيرة والمتجذرة وبخطة كهنوتية متوارثة الصق كل اخطائه وانتهاكاته بالله، لقد استخدمه لمباركة طرف او امة او سلوك او منهج ضد الاخرين.
لقد استغل اسم الله تعالى في منع العلم قرونا طويلة وما زال، واستغل في تحقيق الثراء وما زال، واستغل في تعزيز حكم الطغاة واستبدادهم ومازال، واستغل لقتل الخيرين من الناس وما زال، واستغل في ابادات جماعية بحق امم وشعوب وما زال، واستغل في الحجر على الانسان وكبته وحرمانه واستعباده... لكن قليلا من التروي والتفكير يجعلان الانسان يدرك ان الله اكبر بكثير من ان ينتصر للظلم.
العالم بحاجة فعلية للايمان الذي يساعد المرء على الشعور بالطمأنينة في حياة مليئة بالصخب والتعقيد.. وقضية الايمان تمثل مركزا مهما يجب التعاطي معها بجدية وايجابية في اطار البحث المعرفي غير المنقطع عن واقع افضل للانسان ومن اجل الانسان.. غير ان الخطر يكمن في ان من يطلقون هذه الدعوات لا يطلقوها مجردة وخالصة، انما يسعى اكثرهم من وراء العزف على وترها الحساس لايدولوجيا أو عقيدة تحقق امجادا مقدسة طالما تسببت بسحق الانسان وجهله وطوباويته..
ان اوربا قطعت شوطا كبيرا في اطار التطور المعرفي وبناء الذات انطلاقا من منطقة الشك الكبرى، فمن الذي يضمن لها اليوم بعدما تحررت من استغلال القداسات لصناعة جدران القهر الكبيرة التي صنعت في اوربا العصر الوسيط ان لا تعود اليها تحت مسميات عدة. من المؤكد انه لا يمكن ضمان ذلك، خصوصا وان كلام البابا المتقدم جاء ضمن سياق حديثه عن ضرورة توحيد المسيحية في اوربا وحمايتها من التفكك الحادث، وليس من شك ان البابا لا ينظر الى اوربا على انها بيئة علمانية بل يتعاطى مع الاوربيين على انهم جزء من الامة المسيحية، بالضبط كما يعامل أي زعيم ديني مسلم او يهودي...
ان اصحاب "القداسات" والنيافات والسماحات من كل الاديان مدعوون كي يقدموا خدمة يسجلها لهم التاريخ، هم مدعوون الى ان يتخلوا عن الوقوف حراسا على طريق الانسان لله.. لأن الانسان بحاجة لروحانية جديدة، والطريق يبدأ من التفكيك بين اصحاب النيافات والسماحات وبين ذكر الله. فالله ليس بحاجة الى أي حد لأن يوصل الناس اليه بعد قرون من ختم النبوات، والانسان بحاجة الى اله مجرد من الوساطات والدلالات. وطريق الايمان ليس حكرا على احد.. والفكر البشري مدعو الى التفكير مليا بانهاء القطيعة غير الصحيحة مع الايمان، كي لا يتركه حكرا على رجل الدين.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدائل الخرافة.. عقلنة اللامعقول
- بدائل الخرافة.. علاجات اضحت مأزقا
- الصحوة في العراق..نجاح وخطر
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1
- اخشى ان نكون متطرفين على كل حال
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!!
- -التمرغل بدم المجاتيل-
- اين ذهبت حكمة السعودية؟
- هو الهنا كما هو الهكم...
- قلبي معك يا مدينة الفقراء
- انه الشعر.. استبد بنا فجلعنا كلمات فاغرة!!


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار السواد - -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!