أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماعين يعقوبي - من اجل قطعة زفت -دائرة اسول- اقليم الرشيدية المغرب














المزيد.....

من اجل قطعة زفت -دائرة اسول- اقليم الرشيدية المغرب


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:41
المحور: حقوق الانسان
    


1-

لقد كثر الحديث في السنين الأخيرة, وخصوصا عند اقتراب موعد الانتخابات سواء منها الجماعية آو التشريعية أو المهنية, عن وجود برنامج وصفقة عامة لتعبيد الطريق الرابطة بين قصر المصلى باسول وقصور المو – اسرير – اغرم –تستفين باكوراي التي تتحول عند هطول الأمطار أو الثلوج إلى حفر لا تصلح إلا لدفن الأحياء أما الأموات فقصة وحديث آخر.
ولحساسية الموضوع, فان المواطنين بالمنطقة, يتهافتون على صناديق الاقتراع التي لم تنتج لهم سوى خيبات الأمل الواحدة تلو الأخرى: غياب البنية التحتية, إشكالية التدريس, التلاعب بمواد التغذية والألبسة والافرشة بكل من الداخلية ودار الطالب, الفقر المدقع في حين اغتنى البعض من المأساة ومن تسويقها.
إلا أن استغفال السكان لا يمكن أن يتم ويستمر إلى الأبد, وتجار المأساة في المنطقة سيدركون أن طاقة الإنسان لتجاوز ظروف القهر كبيرة جدا ولا تنضب, فدروس مقاطعة الانتخابات غير خافية على أحد وليست بعيدة على المنطقة, ومسيرات سكان املشيل والمناطق المجاورة ونساء أسول, رأتها الأعين قبل ان تسمع بها الآذان.
وكإجراء أولى- ومن اجل إحقاق حق عادل, قيل ويقال إن الدراسات الخاصة به أجريت والميزانية رصدت في حين نؤكد نحن أن التنفيذ لم يتم- قام مجموعة من السكان المتضررين من هذا الواقع وكدا المتضامنين معهم بتوقيع عريضة جاء فيها:

>>في عز خطاب المبادرات والأوراش الكبرى, التنمية القروية والتنمية المستدامة, يأبى المسؤولون بإقليم الرشيدية إلا أن يستمروا في حرماننا من ابسط شروط الحياة.
وعليه, نطالب نحن الموقعون أسفله, برفع الحيف والعزلة المفروضة على اكثر من 700 عائلة تقطن ب قصور: أسول- المو – اسرير – اغرم – و تستفين, وذلك عبر تعبيد الطريق الرابطة بين هذه القصور على مسافة لا تتعدى ست (6) كلمترات<<.

2-

تصاعدت النداءات عبر جميع الأبواق الرسمية وغير الرسمية, فالتلفزات والراديوهات بجميع قنواتها المدفوعة تكاليفها من أموال الشعب وجيوب المواطنين التي أتى عليها غلاء المعيشة وغياب العمل كما تأتي النار على الحطب, وجل الأحزاب انساقت وراءها كما يتبع العبد سيده, لتقول لنا وبصوت مرتفع وصل حد صداع الرأس ولا يعرف الخجل رغم الدمار الذي خلفه في حياة المواطنين قبل نفوسهم:
"بتسجيلكم وتصويتكم ستنتخبون من يعبد طرقكم وينظف أحياءكم ويزودكم بالماء والكهرباء والتين والزيتون" ...لكن بعد طول سنين.
سكان قصر المصلى باسول, وسكان قصر اكوراي بكل من المو- اسرير- اغرم وتستفين... -هؤلاء المجاهدون في التسجيل والتصويت, والمقبلون عليهما إلى حد الحرب المعلنة بين المتنافسين كما يقبل التلميذ على نيل دبلوم البكالوريا, والطالب على نيل اجازته, والمعطل على نيل وظيفته, والموظف على نيل راتب آخر الشهر, والعامل على عمل, والفلاح على جني محصوله...- لم يروا شيئا, وعود ثم وعود, وتنقلب الساعة: المعارض مكان المسير القديم ومرة أخرى وعود ثم وعود, وتدور الساعة ويحل المتحفظ مكان المعارض والمسير القديم ليجدوا نفس السمفونية وكلها وعود على وعود.
ونحن من موقعنا نتساءل: ماذا يطلب هؤلاء الناس ولم كل هذا التجاهل؟.
1- هل يريدون الحكم الذاتي؟ طبعا لا, فهم لا يعرفون حتى معناه وما بالك بالتفكير فيه.
2- هل يريدون إسقاط نظام الحكم؟ أظن ان القليل منهم يعرفه وما بالك بالتفكير في إسقاطه
3- هل يطلبون مطارا وطنيا أو دوليا؟ لا بالطبع, فهم لا يعرفون التمييز بين طائرة مدنية وعسكرية وهيليكوبتير. ومن سخريات سياسة التجهيل التي مورست عليهم ان وقع جدال بين بعض من رأوا طائرة تحلق في السماء, فنطق احدهم مدعيا بأنها طائرة ملكية, وعلى الفور أجابه احد العارفين بأمور الدين والدنيا انه لو كانت ملكية لكانت بجوارها دراجات الدرك الملكي..
4- هل يريدون الجهاد؟ حتما لا, فجهادهم الوحيد يمارسونه ضد الطبيعة التي ما ان يرفعوا حجرة واحدة عن أراضيهم حتى تأتيهم عشرة أخرى, وهكذا دواليك.
5- هل يريدون امتلاك الدنيا؟ قطعا لا, فكل أعينهم على فدان (فدان مغربي) من بضعة أمتار غير مربعة, ان روي وأعطى منتوجا جيدا حتى ترى وجوههم مبشورة واقبلوا على أبنائهم وزوجاتهم بكيلو لحم للاحتفال بالعام الجيد إقبال عنترة على خصومه.
6- هل يريدون الآخرة؟ هذه كل أمنيتهم, لكن قساوة الظروف وشراسة الانسان وضيق الأفق بين تلك الجبال الجبارة منحتهم معنى آخر للآخرة.
الآخرة بالنسبة لهؤلاء مدرسة مفتوحة في وجه الجميع, حذاء لكل واحد, أساتذة يقومون بواجبهم الدراسي, خمسون درهما كل أسبوع لاقتناء ضرورات المطبخ وجلسات الشاي, طريق معبدة تترك وجوههم ناصعة نصاعة الثلج الذي يتزحلق فوقه البعض ويدفن تحته أبناؤنا وهم أحياء.
هذه هي الآخرة بالنسبة لهم. فهل تحرموهم جزاء الآخرة بعد حرمانهم من لذات الدنيا؟
كل هؤلاء, يقولون لكم وبصوت مرتفع جدا إلى درجة الصراخ والعويل: لقد اقبلنا على سجلاتكم, وصناديق اقتراعكم, وصوتنا, وتلقينا الضربات الواحدة تلو الأخرى.
يؤكدون لكم أنهم شاركوا وبكل فخر واعتزاز في معركة بادو الخالدة, واعتقلوا واستشهدوا وواجهوا المستعمر الغاشم دون انتظار اعتراف او هدية احد, وركبوا الشاحنات المشاركة في مسيرة الصحراء. رأوا كل شيء بأعينهم لدى الآخرين, فلم تحرمونهم من قطعة زفت؟؟؟؟




#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ المغرب من خلال الذاكرة الشعبية بعد 12 قرنا من التاريخ ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الراب ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الخام ...
- الازمة المالية والاشتراكية
- تاريخ المغرب من خلال الذاكرة الشعبية بعد 12 قرنا من الخطاب ا ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثال ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثان ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الاول ...
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-
- درس في المنهجية الديموقراطية
- الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )
- عقلية التخلف -1-
- الإرهاب فيه وفيه (الجزءالخامس )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الرابع )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثالث )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثاني)
- الإرهاب فيه و فيه
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الخامس-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الرابع-


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماعين يعقوبي - من اجل قطعة زفت -دائرة اسول- اقليم الرشيدية المغرب