أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روشن قاسم - الحلم الضائع التركي في وادي الأكراد














المزيد.....

الحلم الضائع التركي في وادي الأكراد


روشن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 07:47
المحور: القضية الكردية
    


أن الاهتمام الذي حصدته الدراما التركية المدبلجة خلال العام الفائت وحتى الآن، لدى الشارع العربي بدا واضحا وجليا خاصة وان الكم الهائل من هذه الدراما بدت تجتاح العديد من الفضائيات العربية بعد أن كانت مقتصرة على قنوات mbc ولاشك إن الدراما التركية المدبلجة باللهجة السورية والمؤدلجة للأفكار والثقافة التركية أصبحت تستحوذ على شاشات بل واهتمامات الشارع العربي بصورة فاقت التصورات، ولكن أن يتعدى الأمر المتعة البصرية والحسية للقصص التي تجسدها الشخوص الدرامية لتغدو وسيلة وتفريغا ساخرا لتطلعات السيطرة المقنعة والطوعية للدولة التركية من خلال نوعية درامية تٌسخر للولوج إلى مبررات التدخل التركي ومحاولات تركيا الرامية لبسط سيطرتها واسترجاع حلمها الضائع في السلطنة العثمانية.
و حال الدراما التركية هي حال الإعلام التركي الذي فطم على الفكر الشوفيني التركي القائم على تشويه الحقائق وتزييف الوقائع لخدمة غطرسة دولة العسكر ،ومسلسل وادي الذئاب والذي يعرض حاليا على قناة أبو ظبي يعتبر خير دليل على ذلك، فان هذا المسلسل قد أثار السخط والامتعاض لدى الشارع الكردي بعد أن تعرض في حلقاته للعديد من الشخصيات الكردية واتهامها بدعم المافيا في تركيا إضافة إلى إلقاء اللوم على إقليم كردستان ووصفها بؤرة للمافيا، كل هذا كان مرافقا لتلك المحاولات الغير المجدية والتي تسعى من خلالها تركيا إيجاد مسلك تستطيع من خلاله التدخل في الشأن العراقي عامة وإقليم كردستان بشكل خاص.
وعلى الرغم من أن الدراما التركية تعتمد التقنية المتقدمة إضافة إلى قدرتها في تجسيد المشكلات وتطلعات وهواجس الشارع التركي إلا إنها تبقى رهينة الفكر التركي الشوفيني وهي أداة بيد السلطة التركية و وسيلة تركية للنفوذ إلى دول الجوار وإيجاد أرضية ملائمة لتطلعاتها الهادفة إلى الهيمنة وإيجاد دور لها في المنطقة و الملاحظ في هذه الدراما هو الإصرار على نزاهة أنظمتها و التركيز على الأخطار الخارجية التي تستهدف الأمن التركي، وهي ترهات أخفقت السلطة التركية في إقناعنا بها، ولا يخفى على أحد أن خلف تلك المظاهر الخداعة للديمقراطية والعلمانية التي تقدمها الدولة التركية عن نظامها معتبرة إياه نموذجا للحداثة والمدنية في المنطقة أمام المجتمع الدولي إضافة إلى محاولاتها الحثيثة لكسب رضا المجموعة الأوربية وتصدير مسببات الإرهاب والمافيا إلى الدول المجاورة دون الرجوع إلى حل مشاكلها الداخلية الموروثة منذ السلطنة العثمانية.
فمن المعلوم أن الجمهورية التركية الحديثة التي أعلنها كمال أتاتورك في 26 أكتوبر 1923 من رفات الإمبراطورية العثمانية والمطلع على تاريخ هذه الدولة وممارساتها ومنهجيتها في التطهير العرقي يدرك أن المادة الواقعية في الداخل التركي لا تستطيع أن تبرر وتبرهن تلك الادعاءات التركية أمام المجتمع الدولي وتغير النظرة إليها كونها دولة لها تاريخ حافل في سياسات التطهير العرقي تجاه العديد من القوميات التي أصبحت من نصيب الدولة التركية بعد اتفاقية سايكس بيكو ومنها الشعب الكردي.
وما تعرض مسلسل وادي الذئاب للشخصيات الكردية الاعتبارية واتهاماتها الصريحة لإقليم كردستان إنما ترد إلى دوافع هي ذاتها التي تستهدف أصلا الوجود الكردي في المنطقة من قبل العقلية الكمالية والذي -الوجود الكردي- كان ومازال يؤرق دولة العسكر في تركيا ما جاء في وادي الذئاب من اتهامات لإقليم كردستان إنما هو استكمال للمخططات التركية وغيرها من الدول لطمس هوية هذا الشعب وتشويه تاريخه وماهيته القومية ولا ننسى إن الأسس التي تقوم عليها الدولة التركية هي أسس شوفينية كرسها كمال أتاتورك العسكري وسار على نهجه خلفاؤه العسكر الذين يحكمون ويديرون سدة الحكم في الدولة التركية، والتاريخ مازال يذكر عندما عبر الرئيس التركي ((كمال غورسيل)) عن إعجابه بكتاب أصدره الشريف ((فرات))يقول فيه إن الكرد هم أتراك في الأصل الأمر الذي ساعد على انتشار جملة تقول(ابصق في كل من يقول لك أنت كردي ) وتجعل تلك الجملة من كلمة كردي شتيمة ومسبة.
ومازالت محاولات القضاء على جميع المظاهر الثقافية والقومية الكردية وتشويه كل ما يمت بهذه القومية بصلة تأخذ أشكالا وأدوات متعددة مرورا بالقوانين التي تمجد الترك وتميزهم عن باقي القوميات التي تعيش في تركيا، وصولا لصهر هذه المكونات إلى أن وصل بهم الأمر إلى اعتبار عيد رأس السنة الكردية (عيد نوروز) يوما للقومية التركية واعتبار ألوان العلم الكردية ( الأخضر – الأحمر – الأصفر) هي أعلام الفرق العثمانية متناسية السلطة التركية في الوقت ذاته محاولاتها السابقة لتغير ألوان إشارات المرور في( باتمان) المدينة الكردية وذلك باستبدال اللون الأخضر الكردي باللون الأزرق .
والمتتبع للسياسات الشوفينية التركية، والتي لم توفر جهدا في اضطهاد الشعب الكردي ومحو وجوده التاريخي يدرك أن المغالطات التي تحاول تركيا تمريرها وإيهامنا بها من خلال وادي الذئاب وغيرها من المسلسلات التلفزيونية التركية، هي محاولات خرقاء إضافة إلى المسؤولية التي تقع على عاتق من يبث هذه التخريفات، ومن يقومون بدبلجة هذه المسلسلات دون الرجوع لمحتواها ومضمونها ومدى توافقها مع اهتمامات الشارع العربي والتي تعتبر مسؤولية أخلاقية تعتمد الاختيار وفقا للنوعية والمضمون وليس تنفيذا لمخططات وتطلعات الدولة التركية في استهدافها لتشويه قومية ما أو شعبا ما.
وما سعي تركيا وشاكلتها من الدول الأخرى في تمرير الانطباعات المغلطة والأفكار المشوهة عن إقليم كردستان والشعب الكردي إلا تأكيد على إصرار هذه المنظومة الشوفينية لترسيخ المفاهيم الأحادية والعدائية في مجتمعاتها وغيرها من المجتمعات. والتي لا تتوافق مع الأفكار المتحمسة لإطلاق فكرة الديمقراطية وتصحيح المسارات الملتوية التي أضاعت على شعوبها فرصة العيش بسلام في ظل الحكم الاستبدادي والخطوط الحمر التي أنهكت كاهل شعوب المنطقة لصالح قلة سيطر عليها التسلط ونفي الآخر بأي طريقة كانت .



#روشن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لإعلامي استبدل قلمه بفردة حذاء
- في نوروز.. استنكار خجول.. وممارسات بعثية فاحشة ...ودم كردي ي ...
- تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية
- دعاء حالة لاتقبل الزحزحة أو التجاوز
- الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة
- إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.
- استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا
- الى متى ستبقى سوريا معلبة بحافظة الفكر البعثي الاوحد؟ !
- المغازلة الايرانية لتركيا الى ماذا تفضي؟!
- مقامرة جديدة حول الوجود الكردي في المنطقة
- النظام السوري بين الفكرالقومجي والهلال الشيعي - القاحل.
- المرأة الكردية بين رحلة النضال وخيبة الانصاف
- الاعلام لن يبرح .... الارهاب سوف يغور
- هروب النظام السوري من الاستحقاقات يحقن الازمة الملتهبة في ال ...
- تراخي الاعلام العربي يخدم دكتاتوريات الشرق
- غيمة الاسلام الاصولي تبدد سماء كردستان
- سوريا اخرجت ورقة الشاهد فجوبهت بجوكر المقبرة الجماعية
- جولة المعلم هل هي ضربة معلم..!؟
- المواطن في سوريا كلمة تنطق عند الحاجة!!
- الاصلاح والتغيير في سوريا بين هرم الحركة الكردية والمعارضة ا ...


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روشن قاسم - الحلم الضائع التركي في وادي الأكراد