أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - هذا جان جُنيه ... هل هناك طفل عراقي مشرد ومعذب مثله ؟ ...














المزيد.....

هذا جان جُنيه ... هل هناك طفل عراقي مشرد ومعذب مثله ؟ ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


ببالغ الألم ، انهيت على قرابة 300 صفحة من كتاب بعنوان شعرية التمرد ... انه مجموعة كتابات عن جان جنيه وله مع لقاءات عديدة .. انه باختصار ضحية من ضحايا مجتمعه .. بل حالة انسحاق مدمرة لكرامته في اصلاحية من اصلاحيات الصبيان .. وهو فوق ذلك ابن غير شرعي ، وسارق في عين القانون بل كثير السرقات .. وهو باختصار مهان في روحه وجسده ووطنه .
هل يمكن ان يتصور المرء مشهدا دونيا لسجن اكثر من سجن لاميتري ؟ ياللهول :
" كانت سجون الصبيان التي عاش فيها جنيه وصورها تتميز بنوع من الهرمية الاقطاعية " هكذا يقول الكاتب وباختصار فهناك في امبراطورية اللواط : القتلة وهم ابدا في المرتبة الاولى والاقوياء ومن ثم الضعفاء- الجواري والملكات – واقل من الجواري هناك الحثالة ! وهم عوائل !
وهناك صبي متسلط مسؤول عن دجاجاته ... هناك في الدرك الأسفل كان جان جنيه !!!.
هذا الرجل المحطم في الروح ، كأي انسان مغتصب ، أقام "أقام بالضجة الدنيا واقعدها " والذي ادرك سفالة النظام ، راح يرد الصاع صاعين له :
- على جبهة اللغة ، راح يتعلم الفرنسية الاكاديمية بأرقى ديباجاتها . ليرد على سفالة الطبقات الارستقراطية والبورجوازية " الشريفة جدا " بلغة يفهمونها وبذات الوقت ليرشق في وجوههم لغة لاميتري السجن اي لغة القاع الاجتماعي الشارعية والسجنية المنحطة اي انه يخدش كل حياء . هذا هو الرد على منبر النيافة والشرف وأي رد ؟ انه رد الحقيقة المعذبة حيث يهان المرء في كل مكان بينما منبر الطبقات العالية في شموخ وسمو !
- خيانة الوطن لابد من خيانة الوطن : وقوف جان جنيه مع المستعمرات والحركات الثورية في بلاده هو معيار لتمرده على فرنسا التي اضطهدته .
- الموقف التحرري من كل ماتعرف عليه العقل المحافظ من صحة وتشبث بالحاضر او الماضي بينما الثورة على آخر قناعة وتغييرها الى موجبات الغد وضروراته هو موقف ثقافي ثوري مسؤول عن كرامة الانسان في حق التغيير الدائم وهذا مافعله جان جنيه .
- مسرحياته وكتاباته أخذت هذا المنحى وبدعم من كوكتو وسارتر وخيرة ادباء فرنسا ، وبموهبته هو وبألمه وعنفوانه راح يتألق في عالم التمرد والابداع .
كم من جان جنيه في ارض محروقة كالعراق ، فيها الملايين من الأيتام والارامل والمشردين والمشردات .. كم من ألم ممض في حياة الاشخاص من السجناء وعوائل الشهداء ، ومن المعذبين سجنيا والمغتصبين والمغتصبات ، كم من الضائعين ومكسوري العين ومن المتسولين ، كم من ضحايا الجوع ممن باعوا اجسادهم او ممن بعن اجسادهن ... كل هذه الكرامات المهدورة هي الاخرى عنفوان تحت ارض العراق الساخنة ، كلها ستتدافع في البحث عن القتلة السياسيين والمغتصبين اللآأخلاقيين ..
كل الم عراقي وجرح عراقي سيطالب بحقه ، سيثور على الأكاذيب ، على الفساد الاخلاقي والسياسي ، على الحزب الواحد ، على المذهب الديني الواحد ، على تفضيل الذات وسحق الكائنات الاخرى ، وبشتى الوسائل اللآاخلاقية منها كما حدث لجان جنيه او السياسية حيث يعج تاريخ العراق القريب بالتعذيب الجسدي والجنسي .
لابد من هد جدران السجن المبني بالآجر ، وهد جدار الفكر الأخرق الذي يقتل الانسان من اجل فكرة ! من اجل ايديولوجيا حزبية هي زائلة مع الزمن لامحالة مثلما زالت ترسانات فكرية كبيرة ... الانسان الانسان هو قرة عين الكون والمجتمع فلمن يعذبه الحاكم الغاشم بفكرة الآفل وبأدوات تعذيبة الزائلة ؟
كم من ضحية في وطني ، هي محط الاستنهاض والاعلاء واعادة التأهيل الى الحياة بالعلم والدربة والفكر ، واحياء الأمل في الحياة ... كم من مشرد اغتصب ويغتصب في كل يوم هو الأجدر بالتعلم لينطق بالحقيقة ، وبفرصة الحياة الكريمة ليدافع عن الكرامة فهو كما ضاع جان جنيه وتشرد ، سينهض ليتمرد ضد الظلم وليقف مع كل المضطهدين اينما كانوا .
جان جنيه المتمرد في الفكر هو الأبقى في أقيام الثورة على الدناءة والسفالة ، وهذا مايجب الأخذ بيده .. ولكي لايضطهد طفل في كرامته لابد من انقاذ الوف مؤلفة من مشردي الشوارع والمتسولين والايتام والحفاظ عليهم وعلى انسانيتهم وحاضرهم ومستقبلهم
ان العمل على جبهة انقاذ الطفل الشريد والضائع والمعذب والمضطهد هي من اول موجبات انقاذ كرامة مجتمع يدعي التحول والتطور والشفاء .
طوبى لمن يقوى ان يشق طريقه رغم الألم الى الأمل وتلك أروع خاصة في هيبة المرء ونيافته ألا وهي إعلاء الذات الشخصية والذات العامية اي الذات المجتمعية خاصة وهي في حالة انسحاق واهانة .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصالِحيّة ِ يوم َ ناداك ِ الهوى ...
- هامُ العراقيين ...
- - تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي الى حزب النور -
- غصن سلام الى غزة ...
- حزب الشيوعيين حزب القمر
- معركتي ليست معك
- بشموع نوروز َ العراق ُ سيُبتنى ...
- انتخبوا الشهيد كامل شياع
- - أ كرم ببغداد دارا ً أيها الغجري - ...
- قاموس ديننا الجديد ...
- أطِل ْ ياصباح الخير فوق بلادي ...
- اعلان بحث عن امرأة ...
- - أنا بالحكومة والسياسة جاهل ُ -
- - أبِلاط أم بَلاط ٌ ام ملاط !-
- أسفري ياابنة فهر ٍ أسفري
- إحذروا الشيوعيين !!! ...
- سِكّير في نفق ...
- هه شاعرة !!! ...
- قصيدة الى - أبو حالوب - !!!
- قصيدة ضد - الدين - !!! .


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - هذا جان جُنيه ... هل هناك طفل عراقي مشرد ومعذب مثله ؟ ...