أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشار السبيعي - ستسمع أجيالنا صراخ تلك الإمرأة الغزاوية














المزيد.....

ستسمع أجيالنا صراخ تلك الإمرأة الغزاوية


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 06:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يسبح العالم العربي اليوم بين دوامتين أحدهما تجره لمزيد من العنف والحرب والدمار تُدعى المقاومة، والثانية تُجبره على الإصلاح السياسي الشامل في أسس الحكم في بلدانه وتُدعى السلام. الأولى تمثلها حركات مسلحة تخدم أجندة الأمبراطورية الفارسية، والثانية تنتمي للطائفية العائلية وتمارس الأستبداد والقمع على شعوبها لبقائها وأستمراريتها في السلطة. وهذا ماخلف الشرخ العربي الواضح اليوم بين الدول العربية والذي كان نتاجه قمة الكويت الإقتصادية العربية التي في المحصلة أنتجت بيان عام لايُجدي ولاينفع ليذهب كسابقه في سلة المهملات القممية العربية التي أمتلأت بالخداع السياسي والنفاق السلطوي.

فبين مايسمى دول الإعتدال والمقاومة يقف الشارع العربي عاجزاً عن إيصال رغبته في التحرر وتقرير المصير، ومخدوعاً من قوى ظلامية رجعية عقائدية تفتك في عقول شبابه وأطفاله ونسائه وشيوخه وتُوعده بخلافة تعيد له مجده وكرامته الإنسانية.

وتبقى النخبة العربية من المفكرين والمؤرخين والمثقفيين و التي تحمل جزئاً كبيراً من المسؤولية عن إنحطاط هذا العالم تتأرجح بين الغائب المفقود المتصف باللامبالاة، والحاضر المقهور العاجز عن التأثير والذي يعاني الإرهاب من قبل أجهزة القمع الشمولية والسلطوية.

هنا لابد لنا من السؤال الأول والأخير، هل من هناك مُنجدٌ ومُخلصٌ للشعوب العربية من هذه الأزمة الوجودية التي إن لم تُعالج بالتضحية والإخلاص في هذا العصر سيدفع أبنائنا وأحفادنا ثمنها بدمائهم وأجسادهم وستجلب دمار وحروب وخراب لأجيال متتالية.

من هنا يجب علينا أن ننظر إلى مسألة الديمقراطية في الحكم كجوهرالحل، ولابد لنا من أن نعترف أن الخلاص المنشود من السلطوية والشمولية الذي أصبح ضرورة قسوى وملحة لدفع مجتمعاتنا العربية لإحتضان الحداثة والمدنية والدفع بعجلة التنوير والمعرفة لنهضة شعوب المنطقة ليس له من حل منطقي وعقلاني إلا بالإنفتاح الكامل لمجتمعاتنا المنطوية على نفسها في مختلف مجالات الحياة العملية. وهنا لابد من التنويه أن الديمقراطية المنشودة لاتقف في تعريفها عند صندوق الإقتراع بل تتناول جميع نواحي الحياة العملية للمواطن وتسمو في جوهرها إلى إحترام قيمة الإنسان وقدسية روحه في موطنه وتقدم له حقه في السعي وراء العيش الكريم والسعادة من خلال مؤسسات مدنية مستقلة تضمن له العدل والرخاء والأمن والسلام.

السؤال الذي يواجه المواطن العربي والذي جسدته إمرأة عربية مسلمة في أخر عدوان همجي على غزة و في أبسط صيغة له، والذي يتكرر بعد كل عدوان إسرئيلي على أرضنا وشعبنا وأخواننا في دول المواجهة هو أين العرب؟ وأين المسلمين؟ وكيف لدولة لم يتعدى سكانها أقل من مليون ونصف نسمة في عام 1948 أن تهزم هذا العدد الهائل من العرب والمسلمين؟ وكيف لها أن تحقق إنتصاراً بعد الأخر منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا؟

المساومة على مفهوم المقاومة والتحرير والمزايدة على القضية الفلسطينية لم تعد تقنع الشارع العربي في مصداقيتها أو إمكانيتها، المطلوب منا في دول المواجه أن نسأل أنفسنا اليوم كشعوب منطقة إستيراتيجة تتصارع عليها القوى الدولية ويتقاسمها نادي السلطوية المحلية، مالذي نريده؟ الخيار أمامنا واضح كالشمس إما أن نتبع الإنطواء تحت راية المواطنة القطرية ونحتضن قوى التغيير الداخلي والإصلاح السياسي كأول خطوة عملية في بناء الدولة المدنية الحديثة، أو نتبع شعارالمقاومة المسلحة الفضفاض والعواطف الغوغائية ونقع في فخ الدجل السياسي المفبرك والمدعوم والمروج من حكومات سلطوية وشمولية لإمتصاص غضب الشعوب وإحتوائه.

البعض أعتقد خاطئاً أن الغضب الشعبي الذي عبر عنه العالم العربي خلال العدوان الهمجي المسبب للمجازر المأساوية على غزة في مظاهرات صاخبة في عواصم البلدان العربية ماهو إلا دليل على دعم تلك الشعوب لحكومات المقاومة والممانعة والصمود والتصدي، وحتى أن بعضهم ذهب لأبعد الحدود في أستخفاف عقول القراء وإستغلال المناسبة لشرعنة تلك الحكومات السلطوية والحركات الرجعية والظلامية.

المشكلة الأساسية التي تواجهها شعوب المنطقة اليوم ليست معقدة أو صعبة الحل أو المنال في جوهرها إذا ماأرادت هذه الشعوب في العمل على تحقيقها، فهي بالنسبة للمواطن اليوم من البداهة الفكرية ولايختلف عليها أثنين في الرأي. غياب المؤسسات الديمقراطية والشفافية في الحكم هو العائق الأول لمجتمعاتنا العربية في بناء أوطانهم، وقد أصبح تقريرمصيرهم ومستقبلهم ومستقبل أحفادهم بأنفسهم ليس من المسألة الثانوية بل ضرورة ملحة تفرض نفسها على هذه المجتمعات المتعددة في أديانها وأثنياتها وعروقها.

ينبض الشارع العربي اليوم بغضب نابع من صميم القلب على المجازر المأساوية التي شهدناها في غزة والتي وقف العالم العربي والمجتمع الدولي عاجزاً عن صدّها وإيقافها، وتُزهق الأرواح في سبيل ذلك "النصر الإلهي" الذي أصبح السلعة المفضلة على لسان قادة المقاومة والممانعة في حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وتُسرع الدول العربية لرمي الأموال لإعادة بناء ماخربته آلة الحرب الإسرائيلية وعقد المؤتمرات وإصدار التنديدات والبيانات بعد الخلافات والإنشقاقات فيما بينهم، وتبقى تلك الإمرأة الغزاوية تصرخ في المدى... أين العرب؟ وأين المسلمين؟ فهل من سامع عاقل وهل من مجيب؟

يقول الفيلسوف الصيني لاو تسو "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة"، لنبدأ بصرخة سلمية، بإعتصام، أو إحتجاج، ولتبقى عزيمتنا قوية وصامدة أمام القمع والإضطهاد والإستبداد السلطوي والشمولي، وليبقى الشارع العربي غاضباً معبراً عن إستيائه، مطالباً بحقه في تقرير المصير ومضيئاً لشعلة الحرية والديمقراطية، فإن لم نفعل اليوم ستسمع أجيالنا القادمة صراخ تلك الإمرأة الغزاوية.



#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم قسيس السلام والمساواة مارتين لوثر كينغ
- غزة... والعدوان... وآلام العرب والمسلمين
- أمريكا تجدد ثورة الأمل والفكر والحرية
- تمهلوا بالحكم على الديمقراطية في الشرق الأوسط
- قراءة موضوعية في عواطف المعارضة السورية
- من أجل حفنة من اليوروهات الأوروبية..
- الغزل الفرنسي السوري والمعارضة السورية
- هل ستطل شمس الوطنية على ساسة لبنان؟
- سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!! (2)
- سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!!
- زيارة كارتر لسوريا تحرق الأحرار والديمقراطية
- فتنة مابعدها فتنة..
- الحديث الجائرعن منظمات حقوق الإنسان الدولية في سوريا
- من الرماد تأتي الحياة...عبرة لمن إعتبر
- المعارضة السورية والأقلام المأجورة...
- خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...
- هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال
- الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية
- لما تستغرب؟ فهم لايعرفون بديل
- الصلاة شفاء من كل داء


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشار السبيعي - ستسمع أجيالنا صراخ تلك الإمرأة الغزاوية