أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار السبيعي - تمهلوا بالحكم على الديمقراطية في الشرق الأوسط














المزيد.....

تمهلوا بالحكم على الديمقراطية في الشرق الأوسط


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يتسارع الكتاب العرب دائماً في إطلاق الحكم على أمال الشعوب بالحياة الكريمة والديمقراطية في الشارع العربي بالخيبة والهزيمة في غضون سنوات قليلة من الصراع الحضاري على تلك المفاهيم التي طالما نادت بها الشعوب والأمم منذ العصر اليوناني إلى يومنا هذا. وتغفل النخبة المثقفة منهم على فهم ماهو أدنى رغبة طبيعية عند الشعوب في حق تقرير المصير وغريزة الإنسان بالحرية التي زرعها الله عز وجل في روحه وعقله منذ خلقه له.

البعض من كتاب النخبة العرب يروا أن المشروع الديمقراطي اليوم في الشرق الأوسط والبلدان العربية قد هزم، وأننا اليوم على مشارف عصر جديد يتسلط به "الديكتاتور العادل" كما أسموه، ويمضي في حكمه الشمولي والإقصائي لمجتمعنا العربي والإسلامي بكل مكوناته وأطيافه. ويستندوا في تحليلاتهم على إخفاق العقلانية الديمقراطية أمام حشود ماسموه ب "الفوضى الإسلاموية" التي حققت نجاح جزئي اليوم في العراق ومصر وغزة ولبنان وأعطت الديكتاتورية السورية الشرعية في الحكم عبر المفاوضات التي تجريها مع إسرائيل بضمانة "الإسلاميين الأتراك".

ماغفل على مثقفينا الكرام، أن المشروع الديمقراطي في الشرق الأوسط اليوم ماهو إلا نتيجة حتمية لتطور الوعي الشعبي عند المواطن و تجدد إهتمامه بالشأن العام لأمور الدولة والمجتمع، وأن هذا المجتمع اليوم ينشئ أبطال ورجال يحملون في وعيهم وعقولهم أسمى وأنبل ماعرفه التاريخ النضالي في دعم الديمقراطية والحريات العامة أكثر من أي زمن أخر. وأن الوعي العام عند المواطن اليوم لايعاني من قصور أو جمود أو نقص وإنما ينبض قلبه اليوم في ضلوع أبناء الوطن العربي في كل من سوريا، والعراق ولبنان وفلسطين.

ففي سوريا يتمثل هذا الوعي بالتضحية التي تقدمها و تشهدها المعارضة السورية في الداخل والخارج في صراعها السلمي للتغيير. فبعد أن كثر الكلام على قوة النظام الأمني والإستخباراتي الذي يصف النظام السوري منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن، وبعد أن سحقت أمال الشعب السوري مؤقتاً في خريف دمشق بعد أن تراجعت الحكومة السورية عن وعودها بالإصلاح السياسي الذي وعد به الرئيس بشار الأسد بعد تسلمه السلطة عام 2001، تعالت أصوات المعارضة في غضون سنوات وأنجبت تحت أنف هذا النظام "إعلان دمشق للتغيير الوطني" في عام 2005، وبعد سنة على ذلك ولدت "جبهة الخلاص الوطني في سوريا" في الخارج.

أما في العراق، فبعد أن أطيح بالديكتاتور صدام حسين، وإنصبت أيادي الأنظمة الظلامية الإيرانية والسورية لإخفاق المشروع الديمقراطي بإشعال الفتنة الطائفية والحرب الأهلية فيه، ورغم كل التحديات الأمنية المعيقة إستطاع أبناء العراق في خوض أول إنتخابات نيابية تعددية حرة منذ تاريخها الإستقلالي شارك فيها أكثر من 6655 مرشحاً، ووصل تعداد لوائح الإنتخابات إلى أكثر من 110 لوائح، و تنافس فيها أكثر من 307 أحزاب و 19 تحالفاً من التيارات والأحزاب والمستقلين، و تم مراقبتها من قبل أكثر من مايقارب على 12000 مراقب دولي، وشارك بها أكثر من 70% من أصل 15 مليون ناخب.

أما في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي أوائل كانون الأول من عام 2006 فقد كانت إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عبر صندوق الإقتراع دليل على وعي الشعب الفلسطيني في ممارسته للعملية الديمقراطية، و قد وصفت البعثة الكندية لمراقبة الإنتخابات حينها بأن ماحصل كان فيه "تحسينات جوهرية في الممارسات الديمقراطية" و "إنجازات ديمقراطية مرموقة".

أما في لبنان فبعد ثورة الأرز البيضاء وتحرير لبنان من عصبة العسكرتاريا السورية، وبعد سنة ونصف من الصدام السياسي والأيديولوجي بين قوى الديمقراطية الوطنية المتمثلة في تيار المستقبل و 14 أذار والمعارضة المتمثلة في حزب الله، إستطاعت الأطراف الوطنية بأجمعها أن يصلوا إلى صيغة تفاهمية تمنع إستعمال العنف والسلاح بين جميع أطراف النزاع في لبنان في المستقبل، وتم إنتخاب رئيس توافقي وحكومة توافقية، وأثبتوا أن خيار العنف لم يعد يجدي أو ينفع.

هذا لايعنى أبداً أن ماحصل بعدها من إخفاقات رجحت كفة القوى الرجعية المتصارعة على السلطة في هذه البلدان مؤقتاً هو الدليل على هزيمة المشروع الديمقراطي في المنطقة اليوم بل على العكس تماماً، فهو إن دل على شئ يكون قد أثبت أن الوعي الشعبي اليوم في الشرق الأوسط قد أدرك أكثر من أي وقت أخر أن الحراك الديمقراطي للشعوب هو عملية خلاقة تنويرة مستمرة وفي صراع مستمر مع القوى الرجعية والظلامية، وأن الحداثة والمدنية إستطاعت في أقسى الظروف والإمكانيات أن تواجه تلك التيارات الشمولية والفئوية التي تفتك في مجتمعاتنا العربية والإسلامية اليوم وتدفعها نحو التطرف والإرهاب.

هناك قول مشهور بالإنكليزية يقول "روما لم تبنى في يوم واحد". اليوم يتصور البعض من كتابنا الأفاضل أن شعوب المنطقة عاجزة عن أن تصنع مستقبلها لوحدها ويعولون على القوى الخارجية لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد كما تصورتها إدارة بوش الأمريكية بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن من يعمل ويدفع الثمن يومياً في هذه البلدان هم أبناؤها الأبرار وشعوبها العريقة، فكم من إمبراطورية غاصبة وسلاطين جائرة مرت على تلك البقعة من الأرض وزالت بعدها كما تزول رمال الصحراء في العاصفة ليبقى شعبنا الأبي، شامخاً متعالياُ في كرامته وعزته يرفض الذل والقهر والإستبداد ليعيد الأمل في الحرية والكرامة والإستقلال ليبني بأيديه ورغبته الغريزية التي زرعها الله فيه دولة العدل والحرية والديمقراطية.



#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة موضوعية في عواطف المعارضة السورية
- من أجل حفنة من اليوروهات الأوروبية..
- الغزل الفرنسي السوري والمعارضة السورية
- هل ستطل شمس الوطنية على ساسة لبنان؟
- سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!! (2)
- سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!!
- زيارة كارتر لسوريا تحرق الأحرار والديمقراطية
- فتنة مابعدها فتنة..
- الحديث الجائرعن منظمات حقوق الإنسان الدولية في سوريا
- من الرماد تأتي الحياة...عبرة لمن إعتبر
- المعارضة السورية والأقلام المأجورة...
- خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...
- هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال
- الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية
- لما تستغرب؟ فهم لايعرفون بديل
- الصلاة شفاء من كل داء
- الفتاة العربية و غشاء البكارة
- وفاء سلطان و العقل العربي الإسلامي
- ضجيج عربي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار السبيعي - تمهلوا بالحكم على الديمقراطية في الشرق الأوسط