أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - عبوسي في بغداد ..














المزيد.....

عبوسي في بغداد ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبوسي في بغداد ..
جاسم المطير
في هذه الأيام المضيئة من الأيام العراقية الأمينة يجول الفنان حمودي الحارثي في بغداد . يحظى باهتمام المؤسسات والعناصر الفنية والثقافية بعد أن ورث من تاريخه الفني الشعبي لطفا ً سلوكيا ً ودماثة أخلاق حتى غدت شخصيته الشعبية " عبوسي " تتحدد بحب صارم للفن وبحب أبناء الشعب له .
ما معنى أن يكون حمودي الحارثي في بغداد ..؟
ما معنى تكريم حمودي الحارثي ..؟
منذ سنوات عشر ثمة أحلام كثيرة تدق قلب حمودي الحارثي وترهقه .. يريد أن يرى النجوم متلألئة في سماء بغداد .. يريد رؤية نار قادحة حول سمك مسقوف في شارع أبي نواس .. يريد أن يبتسم طريا وهو يسمع مقاما عراقيا في أجواء بلاده برنين مجلجل يتجاوز الحواجز الإسمنتية .. يريد أن يرى الفتاة العراقية تجول بحرية وأمان كفراشات ملونة .. يريد أن يقول لأطفال بغداد غنوا ارقصوا فقد صار الإرهاب جثة هامدة .. يريد أن يرى وطنه لا يستعدي فيه إنسان على إنسان .. يريد أن يرى الفن العراقي حرا لا يخضع لمآرب سياسية .
استيقظ العراق لتوه وكل عراقي صار يتعرف على نفسه وعلى جاره وعلى صديقه وعلى أبناء مدينته وعلى أصحابه المغتربين في دول العالم وها هو الجيل الجديد الخارج لتوه من فراغ الصدمات يتعرف إلى الفنان عبوسي في شوارع بغداد مما يذكــّر جميع الفنانين العراقيين المهاجرين خلال السنوات الخمس الماضية بأن الغياب عن الوطن هو تهميش قاتل كما يذكــّر الدولة العراقية أن استمرار تغييب الفنانين والمثقفين والعلماء العراقيين عن الممارسة الوطنية المركزية في تطوير مجتمعنا وإعادة بناء إنسانه هو أمر خطير لا يخلو من كمية كبرى من إهمال لكثير من جوانب الحياة الجديدة .
ينبغي أن تكون زيارة عبوسي لبغداد بداية لعودة جميع الفنانين والمثقفين والمبدعين وبداية لتحرير الفن العراقي (مسرح ، سينما ، غناء ، موسيقى ، تشكيل ) من قيود الانقسامات الطائفية لضمان أن يكون لكل فنان عراقي صورة ذات صدى وتأثير في أعماق المجتمع العراقي الجديد وان يمنح الفرص كاملة ليكون له موقع ودور ليس فيهما مخاطر لا على حريته الإبداعية ولا على حياته .
بغية تصويب الانطباع السوداوي عن الواقع العراقي الحالي المتحرر من ظلام الميليشيا فأن الضرورة تقتضي أن يساهم الفنانون العراقيون سريعا في تنمية ثقافة الحرية والديمقراطية والسلم الاجتماعي . أولى المهام بهذا الصدد ملقاة على عاتق وزارة الثقافة العراقية وعلى الاتحاد العام للأدباء والكتاب وعلى الجمعيات الفنية باتخاذ القرارات الضرورية والإجراءات العملية لكي ينتقل الفنانون والمثقفون من ممرات الغربة الضيقة إلى الحدائق الواسعة داخل الوطن الحر .
حتى لا يضيع الفنان العراقي طريقه لا بد أن تكون كل الأبواب مفتوحة أمام عودة المغتربين .
لا تتركوا عائدا يقعد في باحة الوزارة منتظرا ،
لا تتركوا فنانا بوصفه أسير الحاجة والعوز ،
لا تتركوا فنانا أو أديبا أو عالما ضحية لغطرسة البيروقراطية والبيروقراطيين ،
لا تتركوا فنانا يرفض تحدي أنياب الهيمنة الطائفية ،
لا تتركوهم مستعبدين ،
لا تتركوهم مستغيثين .
تلك هي معاني وجود عبوسي في بغداد محركا لكل فصائل الفنانين العراقيين المتأهبين لاقتحام كل الجدران العالية وإضاءة جميع المباني الفنية والثقافية والعلمية العراقية ليكون العراق بكل أركانه مليئا بالمسقفات البارزة كما مسقفات بابل وسومر وآشور .
تحية إلى الفنان حمودي الحارثي يسير حالما في شوارع بغداد متحررا من ليالي الغربة المظلمة وتحية لكل منتسبي الجيش والشرطة ممن ساهم بصنع عراق آمن منبثق من أعماق الظلمات والإرهاب .
تحية لكل القلوب الشجاعة القوية التي نهضت لتكريم الفن العراقي في وجه حمودي الحارثي المنطلق دائما بروح الصيف العراقي . لا صيف غيره يحي الحقول ويزهر البراعم على ضفاف النهرين الخالدين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 19 – 1 – 2009



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مع ميسون .. انتخبوها أيها الوطنيون
- عشق ومجد وقرنفل احمر وبانوراما جديدة
- هزّوا شباك العباس أيها الفقراء العراقيون ..!
- بوش الثاني ..وداعا ..!
- أيها المرشحون الديمقراطيون تعلموا من اوباما
- عن داء جديد اسمه الفساد الديني ..!!
- البصرة تزهر ولا تذبل بوجود كاظم الحجاج وصحبه
- تأنق مجهودكن وارتقى تحت شجرة زيزفون صحفية عراقية مزهرة يا مي ...
- أيها البصريون غنوا أغنية كوكو كتي
- هنيبعل يعود من جديد مسموما ..!!
- بيان من القيادة العسكرية العامة للقوات العربية الإسلامية ..! ...
- اكتشاف منافع النوم أهم من اكتشاف النظرية النسبية ..!!
- فيصل لعيبي يشد خيوط النور من الغربة إلى الوطن
- ليس بالتهاني وحدها ينال المواطنون حقوقهم ..!
- أيها الصديق العزيز ماجد الساري : العطشى يعاتبون ..
- أيها الصوت العالي طالب بن غالي
- وزارة الثقافة العراقية تعتقد أن التقوى والسينما نقيضان ..!!
- عن ثرثرة عراقية اسمها حقوق الإنسان ..!
- خطاب غرامي إلى أهالي البصرة عن محبوبة ٍ رقمها 428
- احتجاج الخروف العراقي ..!


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - عبوسي في بغداد ..