أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - ياكلنا.. ياوحدنا..!!














المزيد.....

ياكلنا.. ياوحدنا..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:49
المحور: القضية الفلسطينية
    



الآن.. الآن.. وليس غدا ..أجراس الوحدة فلتقرع..!!
حانت لحظة الحقيقة لكل ما هو فلسطيني يا فيروز..
الميركفاة المفولذة من أمامنا وزوارق الدبورا الشرسة من خلفنا ووتشكيلة الزنانات والاباتشي والاف 16 من فوقنا وكلها لم يجربها طارق بن زياد وقت أن كانت الحرب سيفا في مواجهة سيف..!!
حانت لحظة الحقيقة على خلفية من اتساع متوقع لبقعة الزيت في مواجهة الرصاص المصبوب..!!

لم نعد كلنا مستهدفين بل أصبحنا بالفعل عجينا بشريا بفعل احدث صيحات القنابل المنضبة الفتاكة تختلط فيه أشلاء اسر كاملة بكتل الباطون والدخان والغبار.. بركة من دم الأطفال الرخيص عربيا ودوليا تغطي وجه غزة.. !!
موت في غزة لا يفرق بين المؤمنين والمرجفين ولا يميز بين الصابرين والمنافقين وكل التسميات والألقاب ودرجات التصنيف التي لا زال يطلقها البعض على البعض في ذات المحرقة أصبحت تثير الضحك الهستيري والسخرية معا ..وكأنهم يرشون على المر سكر..!!
يااااااا
كلنا تحت رحمة قنابل زنتها طن ونصف صنعت خصيصا في أمريكا تدمر في لمع البصر كل شيء في مساحة 100م مربع وبعمق 7 أمتار ..!!
ياكلنا معمل تجارب حقيقي لأحدث ما تتفتق عنه عقلية القتل والتدمير..!!
والنتيجة المأساوية بين الكف والمخرز 1:100
ياكلنا نتشهد جماعة على أرواحنا قبل أن يقهرنا النعاس سويعات قليلة بعد اللهاث المستمر بين محطات ال اف ام المقاتلة

الفاخورة..اسم لن ينساه حتى من يعانون الالزهايمر.. خاصة وان50 شهيدا جلهم من الأطفال أصعدوا إلى الرب وفي وجبة واحدة ..!!

أبعاد دموية جديدة لها مغزى لمذابح تنفذها حمامات السلام العبرية بدقة متناهية في مدارس وكالة الغوث التي لجأ إليها الهاربون من قصف الدبابات
في اليوم العاشر..
في اليوم العشرين ..
لم تعد للأيام قيمة وعدد الشهداء يهرع نحو الألف وعدد الجرحى في طريقه إلى الخمسة آلاف
لم يعد للأخبار من معنى وهي تتحدث عن مساعي جول ومفاوضات سركوزي ومداولات مجلس الأمن ..بينما طاحونة اللحم الطري تدور بوحشية لا نظير لها..!!
قلبي مع المتمترسين..
قلبي مع المقاومة.. وصورة تلميذي ذي العشرين ربيعا لا تفارقني
قلبي مع الثكالى و الأيامى و اليتامى
قلبي على الجراح الساخنة الأنفي الزيتون..والشجاعية..وجبل الكاشف ..!!
قلبي مع رفح التي لم ترتجف أمام ليل المجزرة..!!
لكنها الأسئلة التي تلح علي وتطاردني كما تطاردني أم العيال طلبا لأشياء شبه مستحيلة تحت القصف
لماذا وصلنا إلى هاهنا..؟!!
وكيف الخروج..؟!!
ألم يكن استقطابنا إلى محورين وما جرى بسببه من انقسام معجلا في الوصول إلى هذه اللحظة..؟!!
هل وجدنا عدا الخطابات النارية والعقلانية من يخفف الضغط عنا بفتح جبهة عسكرية في الشمال أو الشرق أو الجنوب..؟!!
ما الحقيقة المرة..والعارية التي لم تعد تخفى حتى على عيون أطفالنا الخائفة..!!
يا وحدنا.. استعيدها من درويش الذي قالها في لحظة مماثلة..
يا وحدنا..
برغم الدعوات والتمنيات والبكائيات والتوسلات والفضائيات والعنتريات..!!
يا وحدنا
برغم نظريات القومجة و الأسلمة وحتى الأنسنة..
يا وحدنا..
نستدفئ بمظاهرات عارمة عاجزة من أقصى الأرض إلى أقصاها..!!
نشحن روحنا المعنوية من حنجرة "احمد سعيد" وبلاغة "الصحاف" في فضائيات البسوس وصحف الشرذمة..!!
نحلم بأن يهب القادة العرب من فرط لعناتنا ودعواتنا عليهم ويدركوننا في اللحظة الأخيرة كما في نهايات الأفلام العربية..!!
عشرات الأغاني الوطنية والإسلامية..
ومئات القصائد والمقالات النارية والتحليلات السياسية والعسكرية العاطفية تؤكد حتمية النصر..
أتمنى و أدعو الله الذي لا يحتكره أحد أن يلطف بنا ليس من أجل حزب أو فصيل بعينه وإنما من أجل شعب مقهور لم يجد بعد إلى الخلاص من سبيل..!!
ولكن مع الاحترام للحليف والرديف والثقيل والخفيف..نحن وحدنا ولم نجد سندا حقيقيا وملموسا في مواجهة عجلة الموت عدا ظواهر صوتية لا تحمي من رصاصة..!!
في لحظة الحقيقة هذه نحن جميعا في القصعة وحدنا مدعوون إلى ما يلي للخروج من محنتنا وانقاذ مستقبل أجيالنا القادمة :

أولا: التوقف فورا عن المشاتمات والشماتات والملاحقات والمزايدات وتجسيد الوحدة الوطنية بأجلى صورها أمام الهجمة الغادرة.
ولا تقولوا لي كيف..!!

ثانيا: التوقف عن رجم مصر بالحق وبالباطل متناسين عن عمد تاريخها وشهدائها وعروبتها و لا يليق الغمز في قناة قادتها اليوم وتبادل القبلات مع كيل المديح بعد أسبوع.

ثالثا: مراجعة خطواتنا ..طالما أردنا الاقتداء بحزب الله فخورين طبعا بالبطولات واستبسالات الصمود حتى الآن فالفلسطيني لا يقل قطعا شجاعة وبسالة عن اللبناني
فلربما أخطأنا في بداية هذه الحرب كما أخطأ حزب الله وعلينا أن نمتلك شجاعة الاعتراف كما اعترف السيد نصر الله بخطأ خطف الجنود في بداية حرب 2006

حقا ستنتهي الحرب اليوم أو غدا.. بالسلاح أو بقرار سياسي وسيسارع القاتل والقتيل على السواء إلى إعلان النصر.. ولكني
على ثقة من أن هذا الثمن الباهظ والمفتوح من ضحايانا سيحرم الجميع من متعة انتصار تتلاشى أمام غزارة الدم خجلا ..
أفكر الآن فقط في كيفية الخروج بأطفال جدد مرشحين للمقصلة..
أفكر الآن فقط في بأسر كاملة أخرى قد تهرسها قنابل الشيطان..
فأصرخ من قهري وبأشلاء بريئة مقطعة في العالم المتحضر : لست جديرا بحياة لم تصن حقنا فيها ..!!

يا لله..ليس من قلة في الإيمان أو زيادة في الخوف إنما
لا املك قدرة الآخرين على تحمل المزيد من صور الأطفال الشهداء من اجل شهوة أو نشوة ..!!
أفكر الآن في اللحظة القادمة.. بينما المذياع يزعق بنغمة الدلعونا "يا غزة ويلو ياللي يعادينا"..!!










الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا غزة..!!
- الحامي ..من ضرب الصرامي..!!
- دغام بابور كاز..!!
- حج..ياحج..!!
- حوار أم ردح..!!
- فتافيت من نوفمبر..!!
- مظاهرة في القاهرة..!!
- ياااا..عشوائي..!!
- ليلة الغدر..!!
- صبر..صبرا..صبرة..!!
- كعب داير..!!
- عار...خمس نجوم..!!
- بين ناكر ونكير..!!
- آخر قباحة..!!
- أنت الان ..نحن..!!
- هس ولا نفس..!!
- مانخوليا..!!
- ناصر..ثورة..56..!!
- حزب الله..، وحزب الليل..!!
- صواريخ واللا بيزنس..!!


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - ياكلنا.. ياوحدنا..!!