أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد جميل حمودي - هابرماس: من نقد الماركسية إلى نقد ما بعد الحداثة















المزيد.....


هابرماس: من نقد الماركسية إلى نقد ما بعد الحداثة


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نظرة عامة: (المترجم)
وصل يورغن هابرماس إلى درجة من الشهرة والتأثير العالمي لم ينجح الرعيل الأول من ممثلي النظرية النقدية الاجتماعية والمعروفة في حقل الفلسفة المعاصرة بمدرسة فرانكفورت في الوصول إليها. فعلى الرغم من الثقل العلمي لأفكار الجيل الأول (هوركهيمر، أدورنو، ماركوزه، إريك فروم…)، إلا أن هابرماس هو الفيلسوف الوحيد الذي فرض نفسه على المشهد السياسي والثقافي في ألمانيا كـ"فيلسوف الجمهورية الألمانية الجديدة" وفقاً لتعبير وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، وذلك منذ أكثر من خمسين عاماً.

انه بالفعل يعتبر الوريث الرئيسي المعاصر لتركة مدرسة فرانكفورت كما يعبر عن ذلك ايان كريب، وعلى الرغم من أن هناك افكارمشتركة واضحة بينه وبين أسلافه، فإنه نحا بهذه المدرسة منحى مختلفاً. واذا كان ما يجمع أعمال أدورنو وهوركهايمر وما ركوزه الاهتمام الشديد بحرية الإنسان مهما بعدت إمكانية وجود تلك الحرية عن أرض الواقع، فإن هابرماس أقل حماسا في هذا الجانب رغم وجوده .إنه يتحرر من التذبذب بين التفاؤل والتشاؤم ويركز جل تفكيره بدلاً من ذلك على تحليل الفعل والبنى الاجتماعية، ولا جدال في انتماء هابرماس إلى اليسار، إلا أنه، وربما بشكل غير متوقع ينتقد التقاليد الفكرية التي تنتمي إليها، الأمر الذي اتنهى به إلى النأي بنفسه عن الحركة الطلابية التي ظهرت في الستينات. ويمكن النظر إليه، أولا، باعتباره متماسكا بتصور يزاوج بين البنية والفعل في نظرية كلية واحدة.وثانيا، بوصفه مدافعاً عن مشروع الحداثة، بالأخص عن فكرتي العقل والاخلاق الكليين.أما حجته في ذلك فهي أن مشروع الحداثة لم يفشل بل بالأحرى لم يتجسد ابداً ،ولذا، فالحداثة لم تنته بعد. ويظهر أن هذا الموقف يضعه في اتجاه معارض تماماً مع أسلافه بالنظر إلى موقفهم من نقد عقل التنوير، إلا أن موقفه يتضمن الإصرار على جدل التنوير، أي أن عملية التنوير لها جانبان: يتضمن أحدهما فكر البناء الهرمي والإستبعاد، في حين يحمل الجانب الآخر إمكانية إقامة مجتمع حر يسعد به الجميع على الأقل .إن نظرية ما بعد الحداثة تفتقد حسب هابرماس إلى هذا العنصر الأخير.

اما المصالح المعرفية فتعني عند هابرماس أننا دائما نطور المعرفة لغرض معين، وتحقيق ذلك الغرض هو أساس مصلحتنا في تلك المعرفة، والمصالح التي يناقشها هابرماس هي مصالح مشتركة بين الناس جميعاً، بحكم أننا أعضاء في المجتمع الإنساني، فيذهب هابرماس إلى أن العمل ليس وحده ما يميز البشر عن الحيوانات، بل واللغة ايضاً، فالعمل يؤدي إلى ظهور المصلحة التقنية، وهي المتمثلة في السيطرة على العمليات الطبيعية واستغلالها لمصلحتنا. وتؤدي اللغة، وهي الوسيلة الأخرى التي يحوّل بواسطتها البشر بيئتهم إلى ظهور ما يدعوه هابرماس "المصلحة العملية" وهذه بدورها تؤدي إلى ظهور العلوم التأويلية. ويذهب هابرماس إلى أن المصلحة العملية تفضي إلى نوع ثالث من المصلحة وهي مصلحة الانعتاق والتحرر، وهذه الأخيرة تسعى لتخليص التفاعل والتواصل في العناصر التي تشوههاعن طريق اصلاحها ومصلحة الانعتاق والتحرر تؤدي إلى ظهور العلوم النقدية.

يتوجه هابرماس في أعماله الاخيرة وبخاصة في" نظرية فعل التواصل" (1984-1987) إلى فلسفة اللغة ابتغاء توسيع أساس التظرية النقدية وقد قدم أطروحة صعبة سنجملها في مراحل ثلاث:

1- المرحلة الأولى: يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوعي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات و الموضوع (أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي).

2- المرحلة الثانية: يمكن أن يتخذ الفعل صورتين، الفعل الاستراتيجي وفعل التواصل. الأول يتضمن الفعل الغائي العقلاني، في حين أن فعل التواصل هو ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم.

3- يترتب على فعل التواصل الأولية عدة أمور:

أولاً، العقلانية بهذا المعنى ليس مثالا نقتنصه من السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، إن هذه العقلانية تستلزم نسقاً اجتماعياً ديمقراطياً لا يستبعد أحداً.

ثانياً، ثمة نظام أخلاقي ضمني يحاول هابرماس الكشف عنه، وهو الأخلاق الكلية الذي لا يتوجه إلى تحليل مضمون المعايير بقدر توجهه إلى طريقة التوصل إليها، و التوصل إليها -حسب هابرماس- يكون عبر نقاش حر عقلاني.

ويمكن ملاحظة أن مناقشة هابرماس للرأسمالية الحديثة تفتقد للحماس الذي اتسمت به أعمال الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت. فهابرماس يرى في الرأسمالية، أساساً، مرحلة يمكن أن تنحرف فتؤدي إلى كارثة، لكنها عنده ليست شراً مستطيراً. ولقد ركز شأن الرعيل الأول على ظاهرة الهيمنة التقنية والعقل الأداتي السائد في هذا النظام. وحول ماركس يرى هابرماس أن الجزء المبدع لأعماله أصبح مدفوناً تحت خرسانة النزعة الأداتية والوصفية. ويرى هابرماس أن مسؤولية ذلك على عاتق ماركس نفسه، وعلى تركيزه تركيزاً شديداً على العمل باعتباره الخاصية المميزة للبشر.

لقد وجهت لهابرماس مجموعة انتقادات أهمها اثنان:

1- لم يثبت ولا يستطيع أن يثبت أولوية فعل التواصل على الفعل الاستراتيجي.

2 – مرتبط بالنقد الأول، أن أطروحته حول الانعتاق والتحرر لم تثبت، ليس هذا فقط، بل إن محاولة إقامة النقد على التفرقة بين النقد والحياة اليومية تقوض وضع التحرر الذي يزعمه والمشكوك فيه أصلاً. وبذلك يظهر أن مشروع هابرماس يعاني بمجمله من تناقض في الأهداف، فإن أخذنا مشروعه الأكبر بأوضح معانيه، فسيظهر أن محاولة تأمين أولوية التواصل في فلسفة اللغة، تجهضها تلك التفرقة التي يقيمها بين النسق والحياة اليومية. وهكذا إن إعطاء الأولوية لطرف على آخر في معادلة الفعل أو البنية تقوض النظرية من عروشها.

وإذ أقدم هذه الترجمة لهابرماس أشعر بثقل المهمة لصعوبة أبجديات الفلسفة التي يطرحها، بالإضافة إلى المصطلحات التي صكّها والتي تحتاج منّا وضعها في سياقاتها التي أرادها لها صائغها . إنني أعتبر هابرماس نموذجاً للمثقف الديناميكي الذي يتفاعل مع حركة المجتمع والتاريخ، إيمانا منه أن النظرية تحتاج دائماً إلى أن تدلل على نفسها كلما حاولت أن تطبق نفسها في ميدان أو آخر.

السيرة الذاتية:
ولد يورغن هابرماس Jürgen Habermas في دسلدورف Düsseldorf، شمال الراين- ويستفاليا حاليا Westphalia. والده ايرنست هابرماس كان مديراً تنفيذياً لغرفة الصناعة والتجارة، ووصفه هابرماس الإبن كمتعاطف نازي. لقد تربى في أسرة بروتستانتية، درس في جامعات جوتنجين 1949- 1950، وزيوريخ1950- 1951 ، وبون1951-1955، ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة من بون في 1954 مع أطروحته " المعنونة المطلق و التاريخ؛ حول التناقض في فكر شلينغ" The absolute and history: on the contradiction in Schelling،s thought. كان من بين لجنة أطروحته اريك روذاكير Erich Rothacker واوسكار بيكر Oskar Becker.

في 1956، درس الفلسفة وعلم الإجتماع تحت يديّ المنظرين النقديين مثل ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو في معهد البحث الإجتماعي/مدرسة فرانكفورت، لكن بسبب الخلاف بين الإثنين على أطروحته، بالإضافة إلى اعتقاده الخاص أن مدرسة فرانكفورت كانت قد أَصبحت مشلولة بالشكوكية skepticism والإزدراء disdain السياسي للثقافة الحديثة، أنهى دراسته في العلوم السياسة في جامعة ماربورج Marburg تحت يد الماركسي ولفجانج ابيندروث Wolfgang Abendroth. دراسته كانت قد عنونت " التحولات البنيوية للاوضاع الاجتماعية: تساؤلات ضمن أصناف المجتمع البرجوازي" The Structural Transformation of the Public Sphere: an Inquiry into a Category of Bourgeois Society. في 1961 أصبح أستاذاً في جامعة بورج، في تلك الفترة كان تحركه غير عادي بالنسبة للمشهد الأكاديمي الألماني، هو اقترح كأستاذ استثنائي (أستاذ بدون كرسي) للفلسفة في جامعة هيديلبيرج Heidelberg بتحريض من هانز جورج جادامر Hans-Georg Gadamer وكارل لويث Karl Lِwith. في 1964 عاد إلى مدرسة فرانكفرت مدعوماً من قبل أدورنو لتولي كرسي هوركهايمر في مجال الفلسفة وعلم الاجتماع.

تسلم منصب مدير معهد ماكس بلانك Max Planck Institute في ستيرنبيرج Starnberg (قرب ميونخ) في 1971، وعمل هناك حتى 1983، اي بعد سنتين من نشر رائعته، نظرية الفعل التواصلي Theory of Communicative Action. بعد ذلك عاد هابرماس إلى كرسيه في فرانكفورت ومديراً لمعهد البحث الاجتماعي. منذ أن تقاعد من فرانكفورت في العام 1993، استمر بنشر أعماله بشكل واسع النطاق.

طرح هابرماس خطابا حول تأهيل الدور العام للدين في السياق العلماني، بخصوص تطور الفصل بين الكنيسة والدولة من الحياد إلى العلمانية الحادّة.

تتلمذ على يديه العديد من الأساتذة المعروفين الآن. من أبرزهم : عالم الإجتماع السياسي كلوس اوفّ Claus Offe، الفيلسوف الإجتماعي يوهان ارناسون Johann Arnason، المنظّر الإجتماعي هانز جوس Hans Joas، منظّر التطور الاجتماعي كلاوس ايدير Klaus Eder، الفيلسوف الإجتماعي اكسل هونيث Axel Honneth (المدير الحالي لمعهد البحث الإجتماعي)، الفيلسوف الأمريكي توماس مكارثي Thomas McCarthy، الباحث الاجتماعي جيرمي Jeremy J. شابيرو Shapiro، ورئيس الوزراء الصربي المغتاَل زوران دينديك Zoran indic.

النظرية:

بنى هابرماس إطارا شاملا للنظرية الإجتماعية ورسم الفلسفة من خلال عدد من التقاليد الثقافية:

- الفكر الفلسفي الألماني لإمانويل كانت Kant، فريدريك سكيلينج Schelling،هيجل Hegel، فلهلم Wilhelm، إدموند هسرل Husserl، وهانز جادمير Gadamer

- التقاليد الماركسية Marxian نظرية كارل ماركس نفسه، بالإضافة إلى النظرية الماركسية الجديدة النقدية لمدرسة فرانكفورت، وبمعنى آخر: ماكس هوركهايمرHorkheimer، أدورنو Adorno، وهيربيرت ماركوس Marcuse…

- النظريات الاجتماعية لماكس ويبير Weber، اميل دوركايم Durkheim، و جورج هيربيرت مييد Mead

- الفلسفة اللغوية ونظريات الفعل الخطابي speech act theories لودفيج ويتجينستين Wittgenstein،أوستن Austin،ستراوسون Strawson، ستيفن تويلمين Toulmin وجون سيرل Searle .

- علم نفس النموdevelopment psychology لجين بياجيه Piaget ولورانس كولبيرج Kohlberg

- التقاليد البراجمتية الأمريكيِة American pragmatist لتشارلز ساندرز بيرس Peirce، وجون ديوي Dewey

- نظرية النظم الإجتماعية لتالكوت بارسونز Talcott Parsons، ونيكلس لوهمان Niklas Luhmann

- الفكر الكانتي الجديد Neo-Kantian

اعتبر هابرماس أن إنجازه الرئيسي تطوير مفهوم ونظرية العقلانية التواصلية communicative rationality،الذي يميزه عن التقليد العقلاني بتحديد العقلانية في بنى الاتصال اللغوي الشخصي. تقدم هذه النظرية الإجتماعية أهداف الانعتاق أو التحرر الإنساني، بينما يبقى الإطارالأخلاقي الشامل.هذا الإطار يستند إلى حجّة تدعى البرجماتية الشاملة universal pragmatics - كل الأفعال الخطابية لَها نهاية متـأصلة — وهي هدف الفهم المتبادل، وأن البشر يمتلكون القدرة التواصلية لجلب مثل هذا الفهم. بنى هابرماس إطارا خارج فلسفة الفعل الخطابي لودفيج ويتجينستين Wittgenstein، وأوستن، وجون سيرل Searle، والنظرية الاجتماعية للعرف الثقافي interactional constitution للعقل لجورج هربرت مييد، ونظريات التنمية الأخلاقية لجين بياجيه Piaget ولورانس كولبيرج Kohlberg، وأخلاقيات الخطاب لكارل هيديلبيرج - اوتو ابل Heidelberg colleague Karl-Otto Apel.

قدّم تقاليد كانت Kant والتنوير Enlightenment والاشتراكية الديمقراطية democratic socialism من خلال تأكيده على الإمكانية لتحويل العالم ووصوله إلى أكثر إنسانية، ومجتمع عادل من خلال إدراك الإمكانية البشرية للمنطق، جزئياً من خلال أخلاقيات الجدل. بينما اعترف هابرماس بأن التنوير "مشروع غير منتهي" نجده يجادل بأنه يجب أن يصحح ويتمم، وليس أن ينبذ. و هو في هذا أبعد نفسه عن مدرسة فرانكفورت، بل انتقدها، للتشاؤم المفرط والراديكاليات والمبالغات المضللة. بالإضافة إلى نقده معظم فكر مابعد الحداثة postmodernist.

في سياق علم الاجتماع، مساهمة هابرماس الرئيسية كانت تطويرالنظرية الشاملة للتطور الاجتماعي الحضاريِ وتركيز الحداثة modernization على الاختلاف بين العقلانية - المذهب العقلي الذي يقول بأن العقل غير مسعف بالوحي الالهي، والعقل هو الهادي الوحيد إلى الحقيقة الدينية او المعرفة - المترجم - والعقلانية التواصلية من ناحية إستراتيجية /العقلانية الأداتية. هذا يتضمن نقد من وجهة نظر صريحة لنظرية التفاضل أو التمايز differentiation- المؤسسة للنظم الإجتماعية المطورة من قبل نيكلاس لوهمان،وتالكوت.

دفاعه عن الحداثة والمجتمع المدني modernity and civil society كان مصدر إلهام للآخرين، واعتبر كبديل فلسفي رئيسي لتنويعات ما بعد البنيوية poststructuralism. وقد طرح أيضا تحليلا مؤثرا ً للرأسمالية المتأخرة.

رأى هابرماس في العقلانية ، والأنسنة humanization، ودمقرطة المجتمع من الناحية المؤسساتية institutionalization الإمكانية للعقلانية المتأصلة في الفاعلية التواصلية communicative competence التي هي حالة متفردة للنوع الانساني. اعتقد هابرماس أن الفاعلية التواصلية طورت من خلال مسار التطور، لكن المجتمع المعاصر- الذي يقمع في أغلب الأحيان عن طريق المجالات الرئيسية للحياة الاجتماعية، مثل السوق، الدولة، والمنظمات - سيطر عليه عن طريق العقلانية الإستراتيجيِة / الأداتية.

إعادة بناء العلوم:

يقدّم هابرماس مفهوم “ إعادة بناء العلوم ” Reconstructive science لهدف مزدوج: لوضع “ نظرية عامة للمجتمع ” بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ولرأب الصدع الحاصل بين “ التنظير ”theorization و“ البحث الميداني ” empirical research. نموذج “ إعادة بناء العقلانية ” يمثّل الخيط الرئيسي للمسوح حول "بنى" عالم الحياة ("الثقافة" و"المجتمع" و"الشخصية" ) واستجاباتها "الوظيفية" الخاصة (إعادة الإنتاج الثقافي، التكامل الاجتماعي والتنشئة الإجتماعية). لهذا الهدف، فإن الجدل حول “ التمثيل الرمزي ”symbolic representation “ يجِب أن يعتبر الحاق البنى لكل عوالم الحياة ( العلاقات الداخلية) و“ إعادة الانتاج المادي ” للنظم الاجتماعية في تعقيداتها (“ العلاقات الخارجية ” بين النظم الاجتماعية والبيئة). يجد هذا النموذج تطبيقاً، قبل كل شيء، في “ نظرية التطور الإجتماعي ”، بدءاً من إعادة بناء الشروط الضرورية للفيلوجينيا phylogeny ( التطور العرقي) لصيغ الحياة الثقافية الإجتماعية ("الانسنة" ) حتى تحليل تطوير “ الصيغ الاجتماعية ”، التي يقسّمها هابرماس لصيغ معاصرة وحديثة وتقليدية وبدائية.

هذا الطرح محاولة، أولاً، لصياغة نموذج “ إعادة بناء منطق التطوير ” “ الصيغ الاجتماعية ” لخصت من قبل هابرماس من خلال التفاضل أو التمايز بين العالم الحيوي والنظم الاجتماعية (، وضمّنها، من خلال “ عقلنة عالم الحياة ” و“ النمو في تعقيدات النظم الاجتماعية ”). ثانياً، يحاول البعض عرض التوضيحات المنهجية حول “ تفسير الديناميكيات ” “ العمليات التأريخية ”، وبشكل خاص، حول “ المعاني النظرية ” لمقترحات النظرية التطورية.

حوار مع بابا الفاتيكان بنيديكت السّادس عشر :

في أوائل 2007، صحيفة إجناتيوس Ignatius نشرت حوارا بين هابرماس و بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر Benedict XVI، عنون ب"جدلية العلمانية" Secularization. عالج الأسئلة المعاصرة المهمة من مثل: هل الثقافة العامّة للمنطق والحرية المنظمة ممكنة في عصر مابعد الميتافيزيقا؟ هل هذا الانحراف عن العقلانية يشير إلى أزمة عميقة للدين نفسه؟

في هذا النقاش، التغيير الأخير لهابرماس أصبح واضحاً. بشكل خاص التفكير ثانية بالدور العام للدين. تصريحات لعلماني صرف نصف قرن وهو يجادل ضد الحجّة الأخلاقية للدين، بعض تصريحاته كانت مدهشة، في مقالة 2004 المعنونة ب "عصر التحول" كرر:

"المسيحية، ولا شيء ما عدا ذلك، المؤسسة النهائية للحرية، والضمير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. إلى يومنا هذا، نحن ليس لدينا خيارات أخرى. نواصل تغذية أنفسنا من هذا المصدر. كل شيء آخر ثرثرة مابعد الحداثة"!! .

الأعمال الرئيسية:

التحولات البنيوية للأوضاع الاجتماعية (1962)

النظرية والممارسة (1963)

منطق العلوم الإجتماعية (1967)

نحو مجتمع عقلاني (1967)

التكنولوجيا والعلم كايديولوجية (1968)

المعرفة والمصالح البشرية (1968)

"الهوية الاجتماعية"(1974)

التواصل وتطور المجتمع (1976)

براجماتيات التفاعل الاجتماعي (1976)

نظرية الفعل الصريحة (1981)

الوعي الأخلاقي والفعل التواصلي (1983)

لمحات فلسفية - سياسية (1983)

الخطاب الفلسفي للحداثة (1985)

المحافظيّة الجديدة (1985)

تفكير مابعد الميتافيزيقا (1988)

التبرير والتطبيق (1991)

بين الحقائق والمعايير: مساهمات لنظرية جدل القانون والديمقراطية (1992)

براجماتيات التواصل (1992)

تضمين الآخرين (1996)

جمهورية برلين (1997)، مجموعة مقابلات مع هابرماس

العقلانية والدين (1998)

الحقيقة والتبرير (1998)

مستقبل الطبيعة البشرية (2003)

أوروبا القديمة، أوروبا الجديدة، قلب أوروبا (2005)

الغرب المنقسم (2006)

جدل العلمانية (2007)

المراجع:

Jürgen Habermas: a philosophical—political profile / Martin Matuštík.

Postnational identity: critical theory and existential philosophy in Habermas، Kierkegaard، and Havel / Matuštík.

Thomas McCarthy، The Critical Theory of Jürgen Habermas، MIT Press، 1978.

A highly regarded interpretation in English of Habermas’s earlier work، written just as Habermas was developing his full-fledged communication theory.

Raymond Geuss، The Idea of a Critical Theory، Cambridge University Press، 1981.

A clear account of Habermas’ early philosophical views.

J.G. Finlayson، Habermas: A Very Short Introduction، Oxford University Press، 2004.

A recent، brief introduction to Habermas، focusing on his communication theory of society.

Jane Braaten، Habermas’s Critical Theory of Society، State University of New York Press، 1991.

Erik Oddvar Eriksen and Jarle Weigard، Understanding Habermas: Communicative Action and Deliberative Democracy، Continuum International Publishing، 2004 (ISBN 082647179X).

A recent and comprehensive introduction to Habermas’ mature theory and its political implications both national and global.

Detlef Horster. Habermas: An Introduction." Pennbridge، 1992 (ISBN 1-880055-01-5)

Martin Jay، Marxism and Totality: The Adventures of a Concept from Lukacs to Habermas (Chapter 9)، University of California Press، 1986. (ISBN 0-520-05742-2)

Mike Sandbothe، Habermas، Pragmatism، and the Media، Online publication: sandbothe.net 2008; German original in: Über Habermas. Gespräche mit Zeitgenossen، ed. by Michael Funken، Darmstadt: Primus 2008

Massimo Ampola - Luca Corchia، Dialogo su Jürgen Habermas. Le trasformazioni della modernità، Pisa، Edizioni ETS، 2007، ISBN 978-884671933-6.

Luca Corchia، Bibliografia dell’opera di Jürgen Habermas (1952-2007)، in «Il Trimestrale del Laboratorio. The Lab’s Quarterly»، 1، 2008، ss. 65، ISSN 1724-451X.

Luca Corchia، La teoria della socializzazione di Jürgen Habermas. Un’applicazione ontogenetica delle scienze ricostruttive، Pisa، Edizioni ETS، 2008 - ISBN 978-884672285-4

ملاحظة: صادر عن فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب http://www.3almani.org

ترجمة: أحمد جميل حمودي



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل ان تحين ساعة الصفر
- هل هناك امكانية لسعادة الانسان من دون الدين؟
- مدرسة فرانكفورت: شعلة اليسار الجديد
- باولو فريري: من معاقل الثّورة إلى معاقل التّعليم
- التدين يساوي موت العقل : قراءة في نص ديني ميثولوجي معاصر
- بيير بورديو : الوريث الراحل للمدرسة النقدية -الراديكالية-
- الفرد والدولة بين هيجل وماركس
- ادونيس صدمة الصراع: مراجعة نقدية
- التربية المقارنة: سياسات التعليم المهني في ضوء خبرات ماليزيا ...
- واقع سياسات تنمية الموارد البشرية بمؤسسات التدريب والتعليم ا ...
- تفكيك الثنائيات الفكرية العربية: الأزمة والمشاريع البديلة
- اصلاح خطبة الجمعة ومقاربة الصادق النيهوم
- التربية المقارنة: سياسات تنمية الموارد البشرية في ضوء تجارب ...
- التربية المقارنة: استراتيجيات تنمية الموارد البشرية -سيناريو ...
- موت المخترع: من بيداغوجيا التعليم الى ايكولوجيا التعلم
- التربية المقارنة: تطبيقات المنهج المقارن (6)
- التربية المقارنة: منهج البحث المقارن في التربية(5)
- التربية المقارنة: مجالات البحث المقارن في التربية (4)
- التربية المقارنة: تاريخانية المجال ومراحله المتطورة(3)
- التربية المقارنة: الابعاد المتعددة في طور الالفية الجديدة (2 ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد جميل حمودي - هابرماس: من نقد الماركسية إلى نقد ما بعد الحداثة