التدين يساوي موت العقل : قراءة في نص ديني ميثولوجي معاصر

أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 03:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

منذ زمن وأنا مؤرق من واقع الخطاب الإسلامي المطروح, والذي يبدو في غالبه قد تجاوز التاريخ وقصف العقل في جذوره,وترك الانسان يعيش في مناخ أساطير الأولين. حكاية المقال أن جارتنا المصرية طلبت من زوجتي العزيزة- إحراجا- كتابة محاضرة دينيةلإحدى الشيخات المصرية, وقد وقعت صدفة في يدي وربّ صدفة خير من ألف ميعاد. هي ليست محاضرة إنما هو خطاب ينتمي إلى العصر الحجري و يعبر عن مناخ التدين السائد في عالمنا العربي عموما, تدين الشعارات وفراغ المضمون.شعائر دينية تجدها في جنبات الطرق وأزقة المدينة في مساكن الدراويش وفيلات المجتمع المخملي. لحية متهدلة على الجسد, نقاب تطل منه العينان المكحلتان, مسبحة طويلة يتمتم صاحبها بترانيم الصباح والمساء في مظهر يعبّر عن تخلف الانسان العربي مقارنة برقي الانسان الغربي الذي يتدلى بن يديه قراءة المسطور او بين عينيه قراءة الكون بإبداعاته وتراسيمه! شعائر اسّميها دائما "عدّة الدجل". وعلى الجانب الآخر فراغ مضمون هذا الإنسان العربي التائه من كل أخلاقيات هذا الدين الذي نتبجح دائما بالانتماء إليه, فالكذب وخلف الوعود واللامبالاة والاستغلال والأنانية تصرخ بين ثنايا هذا الإنسان. ان مظاهر التدين المؤلمة لي ولدعاة التحرر من كل أشكال التدين المجذوم بالتخلف والرجعية, جعلتني اقتنع ان الشعار الذي ينبغي أن يرفعه إنساننا العربي "تستّر بالدين تربح كثيرا"!!. لن أطيل على القارئ العزيز, سوف اتركه يقرأ هذه المحاضرة الدينية الموثّقة من الواقع, واترك له التحليل والذي سوف يختلط بالكوميديا السوداء والتراجيديا المؤلمة.

نص المحاضرة:
( لو خفنا من الفطور في العيادة لا بد من الهجوم في العبادة!! ). لا بد من الاستعانة بالله في كل شيء وتصحيح النية لوجه الله واحتساب كل الاعمال لله وحده.
بداية العشر كانت يوم السبت وهي أول يوم من ذي الحجة.وشعارنا فيها الهجوم في العبادة في بداية الطاعة لانها ايام لا تعوض في مضاعفة الاعمال والشعار الثاني يا ليتني قدمت لحياتي.
(صفحة جديدة مع الله):
1- المشروع الاول:ختم القرآن كل عشرة أيام أي كل يوم ثلاثة أجزاء وهي بأجر نصف مليون حسنة
اما كما ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم
3-5-7-9-11-13.........واما 1-2-3-4-5-6-!.......وهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن الكريم.
الثواب :القرآن هو الرفيق المخلص في الدنيا والاخرة وفي لحظة البعث وفي الجنة وفي الحر الرهيب تأتي البقرة وآل عمران سحابتان تغطي من الحر.
2- المشروع الثاني:الذكر وهو خير لك من انفاق الذهب والفضة وهنا الذكر ياتي تحت بند ذكر الله في كل شيء(كاذكار الصباح والمساء-عند الخروج من المنزل والدخول اليه-عند دخول الحمام والخروج منه-عند الاكل والشرب.....)وقال صلى الله عليه وسلم في العشر من ذي الحجة اكثروا من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد(سبحان الله –الحمد لله –لا اله الا الله- الله اكبر)والعشر ايام ذكر ولا ننسى فيها صلاة التسابيح كل يوم مرة .
3- المشروع الثالث: التلبيةالفورية (لبيك اللهم لبيك ) وهي عند سماع الاذان نضع كل شيء من ايدينا ونذهب للقاء الله وهذه الطريقة تجعلنا نتذوق طعم الطاعة الحقيقية.
4- المشروع الرابع:وهي الوضوء قبل الصلاة وترديد الاذان والدعاء للمسلمين ولنفسي بين الاذان والاقامة (لان الدعاء بين الاذان والاقامة مجاب باذن الله) وثواب المشي الى المسجد والدعاء عند دخوله والخروج منه وثواب السنة القبليةوثواب السنة المؤكدة وغير المؤكدة بعد الصلاة.
5- المشروع الخامس:احياء سنة التكبير:
التكبير في الشارع في البيت في المواصلات في المسجد في كل مكان.(لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك).
6-المشروع السادس:كيف تصبح ممن يملكون القناطيرفي الفردوس الاعلى قال صلى الله عليه وسلم من قام الليل ب 1000 آية كان من المقنطرين!! . الثواب تأخذ 35 مليون ألف حسنة ومن الممكن قيام الليل (بجزء عم –تبارك )لان مجموعهما 955 اية والفاتحة 7 ايات هذا ما يعادل 1000 اية واكثر.
7- المشروع السابع :حجة في بلدك: الاعمال التي تعمل في المنزل مثل جلسة الضحى وهي بعد صلاة الفجر ،تبقى جالسا تذكر الله لبعد طلوع الشمس بما يقارب نصف ساعة ثم تصلي ركعتي الضحى وبذلك تأخذ اجر حجة وعمرة تامة تامة تامة كما قال صلى الله عليه وسلم.
8- المشروع الثامن:الصيام بأجر 630 سنة يباعد الله بها وجهك عن النار ،وهو صيام أول تسعة ايام من ذي الحجة.
9- المشروع التاسع:صيام يوم عرفة يمحي الله بها ذنوب السنة الماضية والسنة الحالية ويجلس الناس في هذا اليوم (الرجال)في المساجد و(النساء) في المنازل! لتقليد الناس في الحجة وهو يوم التجلس للناس كلها تكبر لاحياء سنة رسول الله.
10- المشروع العاشر:تفطير الصائمين يوم عرفة بثواب سنتين حاول اخي/اختي المسلمة على قدر الامكان ان تفطر صائم او اكثر وزيادة الخير خير ان شاء الله وخاصة في هذه الايام.
11- المشروع الحادي عشر:بر الوالدين بكل الطرق حاول ان ترضي والديك باي طريقة فيما لا يغضب الله تعالى(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
12- المشروع الثاني عشر:يوم العيد هو افضل يوم عند الله وما من عبد يسر الله له ان يضحي ولم يفعل فهو آثم .وافضل الاعمال النحر في هذه الايام.(ايام العيد).
فرص ذهبية
زيارة 10 بيوت كل يوم! ، وصلاة 12 ركعة السنن الراتبة، و10مرات في اليوم توضأ، واقرأ سورة الاخلاص 10 مرات . اما الربح يأتي عند الموت وفي القبر وفي الصراط.وهنا تنبيه الى ايام العيد وما يستحب فيها (صلة الارحام – الذبح – الهدايا للاقارب والاحباب والصغار)
ولا بد من ان نفتح صفحة جديدة مع الله..........
انتهت المحاضرة الخنفشارية
عذرا من القارئ في إضاعتي لوقته, لكن علّها تكون رسما كاريكاتوريا لازمة التدين المنشور في زوايا بيتنا العربي.

#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل