أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد جميل حمودي - الاتجاه النقدي( الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية الممكنة في عصر العولمة(2)















المزيد.....



الاتجاه النقدي( الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية الممكنة في عصر العولمة(2)


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النقد: المفهوم والاهمية
يمكن ان نعرّف النقد كمصطلح مجرد بأنه: "النظر الى الامور بهدف التمييز, والمناقشة من أجل التقويم . فالناقد اذن هو الشخص الماهر في تكوين الاحكام عن شيء ما وخصوصا في الاعمال الفكرية " وتبرز اهمية النقد في انه "اساس التقدم العلمي والتقني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتربوي. اذ انه يعد الخطوة الاولى للعقل ازاء رفض شيء ما بهدف تعديله أو الغائه. والنقد الحق يرتكز على سرد المحاسن والعيوب بلا جور ولامحاباة وقد يذهب بصاحبه الى التوفيق بين الآراء المختلفة وهذا ما يمكن أن نسميه بالنقد الموضوعي المتثل بعدم التمحور حول الذات. أما اذا أردنا أن نعرّف النظرية النقدية في اطارها الفلسفي فيمكن القول بانها: "ذلك التوجّه الذي يتناول المفكر والباحث من خلاله مجموعة قضايا تشكل اطارا نظريا لنقد النظام الاجتماعي القائم او الكشف عن تناقضاته بحثا عن نظام اجتماعي تنتفي فيه هذه المتناقضات". اذن هناك علاقة عضوية بين النظرية النقدية والنظرية الاجتماعية حيث تعتبر الاولى فرعا عن الاخيرة حتى أصبح أحد فروع علم الاجتماع ما يعرف بعلم الاجتماع النقديCritical sociology . وتكمن اهمية دراسة النظرية النقدية للمجتمع وتحليل الاتجاهات التربوية الغربية التي تأثرت بها في انها تضع بين ايدي مفكري التربية والمهتمين في البحث التربوي طرقآ بديلة للتفكير في مفهوم (العلم) و(طبيعة النظرية) و(المنهج العلمي) والاهم من ذلك انها تساعد في استيضاح العلاقة بين البحث وآلياته وبين الحياة الاجتماعية وتطورها- واخيرا – توجّهنا الى تلمّس ارهاصات نظرية نقدية عربية للتربية.
النشأة والتطور:
ان النقد الفلسفي قديم بقدم الفكر البشري فالنقد شائع في كل الحضارات. ولسنا بصدد التأريخ للتفكير النقدي عبر العصور انما تستطيع القول بأنه "اساس محاولات ارسطو ومن قبله افلاطون ومن قبلهما سقراط الذي انشأ في صراعه مع السفسطائيين ما عرف بمنهج التهكم والتوليد الذي هو في حقيقته توجه نقدي, وكذلك للنقد اهمية في الحضارة الاسلامية خاصة لدى الفاربي (ت950م), ابن تيمية(ت728م), وابن رشد(ت1198م), اما في العصور الحديثة فان المحاولات النقدية نجدها لدى كل من فرنسيس بيبكون (1620), ديكارت(1679),ليبنتز(1716م), ديفدهيوم(1776م), كنط (1804م), وراسل(1871م). ويعد كنط مؤسس المشروع النقدي في عصر التنوير.
لكن لو اردنا التحدث عن نشأةالاتجاه النقدي كنظرية عملية لها اسسها ومنهجها واهدافها فترجع الى النصف الاول من القرن العشرين نتيجة ازمات عنيفة واجهت المجتمع الغربي. ولكن لهذه الفلسفة خلفية تاريخية تمثّلت بظهور الرأسمالية الصناعية وفي مقابلها الاشتراكية وهنا بدأت "معركة كبرى بين الوضعية - يعد اوجست كونت مؤسس الوضعية- باعتبارها ايديولوجية الطبقات البرجوازية المحتكرة للسلطة في المجتمعات الاوربية وبين الاشتراكية باعتبارها ايديولوجيا الطبقة العاملة. ويمكن - بعد التأمل- تقسيم الفلسفة النقدية الى مستويين المستوى الاول :الاتجاه النقدي (الاجتماعي) اذ يعبّر النقد الاجتماعي هنا عن حركة احتجاج اجتماعي شامل يستهدف تأكيد ضرورة التغيير الاساسي والجوهري للانماط الحضارية القائمة. اما المستوى الثاني:الاتجاه النقدي (الابستمولوجيي) Epistemology .وهذا نوع من النقد بدرجة اقل راديكالية وشمولية ذلك لأن النقد من هذا النمط يصبح نقدا ثقافيا تنويريا فقط، اذ يستهدف عملية التغيير الثقافي والتنويري لتشكيل توجهات ثقافية وقيمية جديدة تحكم التفاعل الكائن في الواقع الاجتماعي والحضاري. ويعبّر عن الاتجاه النقدي(الاجتماعي) أعضاء مدرسة فرانكفورت كما بينت في الجزء الأول من هذه الاطروحة في الحوار المتمدن - العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 أن الماركسية التقليدية Marxist classical لم تعد موائمة لأوضاع القرن العشرين ونتيجة لذلك ظهرت الاتجاهات الراديكاليةRadical ممثلة في رواد مدرسة فرانكفورتFrankfurt school - في ألمانيا- نتيجة للظروف السياسية والأيديولوجية والفكرية والثقافية وظروف العصر المجتمعية عامة التي كانت موجودة خلال النصف الأول من القرن العشرين. فخلال فترة مابين الحربين العالمية الأولى والثانية ظهرت مجموعة من الشبان الباحثين في ألمانيا متأثرة بأفكار ماركس وكانت ولا تزال تعمل هذه الجماعة في معهد البحث الاجتماعي Institute of Research بمدينة فرانكفورت والتي سعت بصفة عامة لإعادة تقييم الفكر الماركسي وحاولت أن تخرج من هذا الفكر بتصور جديد يتماشى مع التيارات الفكرية الأخرى التي ظهرت في العالم الغربي الرأسمالي. ومن أهم رواد هذه المدرسة ماركوزMarcuse واد ورنوAdorno وهركهايمرHorkheimer وفروم Fromm بالإضافة إلى هابرماس Habermas الذي يعتبر الوريث الرئيسي المعاصر لتركة مدرسة فرانكفورت.
أما الاتجاه النقدي (الابستمولوجي): فنستطيع ان نعتبر ان كارل ادموند بوبر (1902-1994) من أغزر المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين حصل على درجة الدكتوراه في مجال علم نفس الادراك اصدر كتابه المهم سنة (1979م) وهو (المشكلتان الرئيسيتان في النظرية المعرفية). وترجع اهمية بوبر في تمييزه الرائع بين العلم واللاعلم او ما اسماه بالعلم الكاذب وكذلك تميزه بين منطق المعرفةKnowledge Logic وسيكولوجيا المعرفةPsychology Knowledge . آمن بوبر بقيمة العقل ودوره وقدرته وتبنى النقد منهجا لعمل العقل وتقدّم المعرفة وناهض كل نزعة نسبية او ارتيابية او اصطلاحية في العلم وفي الشؤون البشرية بعامة. وفي مجال البحث التربوي نجد صدى الفلسفة النقدية (الابستمولوجية) في عمل باينر وزملائه (1995) في مجال دراسة المناهج في كتابهم (فهم المنهج مقدمة الى دراسة الخطابات التاريخية والمعاصرة) حيث وصف- باينر- تعليم المناهج بالبلقنة حيث يقوم الاستاذ بتعليم طلابه ما يتفق مع وجهات نظره ويغفل وجهات نظر الآخرين. واذا كان باينر وزملائه قد قدّموا النموذج الاساسي المعاصر لدراسة المناهج باعتبار فهم المنهج فانه يمكن وفقا لطرحهم لمفهوم "الفهم" ان نطلق عليه نموذج التأويل والنقد. ويظهر جليا ان هذا النموذج يأتي في مواجهة النموذج التقليدي عن "تطوير المنهج". انهم تحولوا من مقولة "تطوير المنهج "الى مقولة" التأويل والنقد " ويرون ان القطاع الاكبر من المتخصصين في دراسة المناهج ما زالوا مهتمين بخدمة الحاجات اليومية والفنّية للعاملين في المدارس وانهم يعبّرون عن أسئلتهم ومداخلهم واجاباتهم في خطابات تقليدية تتعلق بتطوير المنهج. ويلخص كينشيليو شروط البحث التربوي الناقد ب:
1- رفض الوضعية الناقدة.
2- الربط بين منظورات العاملين في الممارسة المدرسية وتفسير البحث لممارساتهم التربوية.
3- تحليل التفسيرات المحمّلة بالايدلوجية بقدر كبير من العناية.
4- العمل على تحليل الوعي الزائف مع وضع الاستراتيجيات التي يمكن ان تستخدم في مواجهة تأثيراته.
التطبيقات التربوية للاتجاه النقدي ( الراديكالي):
1- يرى الاتجاه النقدي ان التعليم ليس وحده هو الذي يحدد مستوى الوظيفة والدخل والمكانة الاجتماعية انما هناك عوامل اخرى, منها سمات الشخصية والجنس واللون والمستوى الاقتصادي والاجتماعي. فهي بهذا ترى ان التعليم وحده لا يحل مشكلة الفقر- كما يقول القادة وصانعوا السياسة- فلقد اوضحت ابحاث Levin, Coleman& Jencks على وجه التحديد ان مجهودات الاصلاح والتوسيع في التعليم لم تؤدي الى ازالة فقر اطفال العمّال والاقليات. واوضحت ابحاث اخرى ان الخلفية الاجتماعية للطفل هي التي تؤثر في مستواه الاجتماعي والاقتصادي في الكبر حتى وان اكمل تعليمه, وحينما يتساوى المستوى التعليمي فان المتغير الاجتماعي هو الذي يؤثر في وضعية الفرد الاجتماعية والاقتصادية, وبشيء من القطعية يرون ان الاختلافات بين البيض والسود في الولايات المتحدة فيما يتعلق بعائد التعليم قد يزول حينما يتساويان في مستوى الطبقة الاجتماعية.
2- تنظر الفسفة النقدية الى ان التعليم وسيلة للثبات الاجتماعي والمحافظة على الوضع الاجتماعي وانتقال اللامساواة من الآباء عن طريق توفير فرص لابناء الطبقات العليا والمتوسطة وحرمان ابناء الطبقات الدنيا منها. فهي بهذا تبدد المقولة السائدة ان التعليم وسيلة للحراك الاجتماعيSocial Mobility من الطبقات الدنيا الى الطبقات العليا. فلقد كشفت دراسات متعددة في فرنسا وانكلترة والسويد عن ان الهوّة بين توزّع الطبقات الاجتماعية وبين مدى كونها ممثلة في مؤسسات التعليم تزداد عمقا في المراحل المتقدمة من التعليم وتبلغ اوجها في التعليم الجامعي حيث ان الطبقات العليا والمتوسطة استأثرت بكليات القمة (الطب والصيدلة والهندسة) وبالمدارس الكبرى وببعض انواع الدراسات العالية الخاصة كالسينما والمسرح والتصوير وان الطبقات الدنيا لم تجد امامها الا التخصصات الاكاديمية ذات النتاج الفكري والتي تعرف بالعلوم الانسانية.
3- يعتقد الاتجاه النقدي ان دور المعلمين دورا مركزيا في اعادة الانتاج الاجتماعيReproduction اي في ترسيخ الطبقية فالمعلّمون لهم من خبراتهم التربوية الكلية ما يجعلهم متأهبين للعمل من أجل ديمومة نظام القيم الذي يرتكز عليه رأسمالهم الثقافي،لذلك نجد ان المعلمين عموما يعتقدون بقيمة التربية التي يقدمونها للطلاب بحد ذاتها.
4- يؤكد الاتجاه النقدي ان التعليم طريق للهيمنةDomination وان هناك علاقة وثيقة بين التعليم والايديولوجيا. ويصل الرأي الشائع عند الدارسين اليوم ان الهيمنة هي المفهوم الشامل للدولة اي السياسة + الثقافة. اذ ان الدولة كي تعيد انتاجها وتضمن استمرارها وتطور طرق سيطرتها على الجماهير تلجأ الى وسيلتيين القمع والاقناع.وتفسير ذلك ان الدول المستبدة لاتعتمد فقط على جهازها القمعي المكوّن من البوليس والجيش والتشريعات القهرية بل في خلقها (ثقافة) تضمن اخلاص المواطنين حتى لاهداف متناقضة مع مصالحهم الحقيقية. وهكذا نرى ان الدولة تقوم بدورتربوي خطير وهو ما يمكن ان نسميه بالاهداف الضمنية للتعليم او المنهج الخفي Conceal Method بمعناه السلبي التي تحرك لاشعوريآ الكثير من المنظمات والافراد. ويرى مارتن كارنوي ان التعليم بدلا من نشر التعليم استطاع ان "يعقلن مالا يقبله العقل" وبدلا من تنمية الديمقراطية والفكر الناقد لعب التعليم دوره في اسكان الناس والرضا ببنية القوة في مجتمعهم من غير اعتراض. وهذا هو الجانب الاستعماري في التعليم. ولعلنا نتذكر القول المأثور للمربي باولو فريري "التعليم عملية سياسية كما ان السياسة عملية تربوية" ومقولته الاشهر " لايوجد تعليم محايد فهو اما للقهر واما للتحرير".
5- يرى الاتجاه النقدي ان التعليم يعاني من ازمة التبعية. انها بالطبع تبعية دول الهامش لدول المركز اي تبعية العالم الثالث للدول الرأسمالية, الذي كان له انعكاساته السلبية على النظم التعليمية. حيث يدور التعليم في دول المركز حول المعارف الانتاجية بينما نجد التعليم في دول الاطراف التابعة يدور حول المعرفة الاستهلاكية. ولذلك يرى كارنوي ان دور الوكالات الدولية في احداث التغيير في الدول ذات الدخول المنخفضة هو بغرض توجيه هذا التغيير في اتجاهات معينة تتماشى مع مصالح البرجوازية الدولية المتقدمة والبرجوازيات في الدول التابعة نفسها. وهذه التبعية كثيرا ما يصفها اقطاب الفلسفة النقدية الراديكالية بانها حالة الاغتراب عن الذات التي يعرّفها ايرك فروم بأنها "تلك الحالة التي لايشعر فيها الانسان بانه المالك الحقيقي لثرواته وطاقاته بل يشعر بانه كائن ضعيف يعتمد كيانه على وجود قوى خارجية لا تمت لذاتيته بصلة".
6- ينظر الاتجاه النقدي الى انسان العالم الثالث بانه الانسان المازوكي المقهور(المازوكية: الشعور بالدونية واللاجدوى الفردية...). وتبدأ قصة هذا القهر مبكرا مع التدريب المبكر للطفل في كبت المشاعر التلقائية واستبدالها برغبات مفروضة على الافعال النفسية الاصلية. ويختار فروم مثالا عن المشاعر التي تخص العداوة والكراهية حيث يجري تعليم الطفل على ان يكون لديه مشاعر ليست على الاطلاق مشاعره (هو) وخاصة انه يجري تعليمه ان يحب الناس وان يكون ودودا معهم بشكل غير نقدي. وتنتقل هذه الحالة مع الطفل الى المدرسة المتمثلة في صورة التعليم التلقيني او كما سماه فريري بالتعليم البنكي, وشكل هذا النوع من التعليم القاصر هو ان الطلاب ينحصر دورهم في دور الحفظ والتذكر واعادة الجمل التي سمعوها دون ان يتعمقوا مضمونها. وكلما كان المعلم قادرا على اداء اسلوب التعليم البنكي كان ذلك دليلا على كفاءته. وهكذا اصبح التعليم ضربا من الايداع تحوّل الطلاب فيه الى بنوك يقوم الاساتذة بدور المودعين. ثم هناك حلقة اخرى من حلقات القهر الذي يمارس على مختلف المستويات في حياة الانسان المتخلف فمن حيث المستويات فان المواد الدراسية تظل اجمالا غريبة عن الاطار الحياتي للتلميذ. انه يتعلم عموما اما محتويات دراسية مستوردة من خارج المجتمع (نظريات وعلوم الغرب مطبّقة على ظواهره) في المراحل العليا واما مواد لا تمت الى واقع التلميذ من الفئات الشعبية في المراحل الابتدائية والمتوسطة, فمعظم المناهج التي تعالج تنتمي الى حياة الطبقة المسيطرة وتغرس في نفس الطفل المثل العليا السائدة لهذه الطبقية والتي لايمكنه عمليا وواقعيا ممارستها في حياته اليومية.
7- واخيرا يرى الاتجاه النقدي الى انه لاشيء يخدم النظام القائم اكثر من الاختبارات –الامتحانات Evaluation التي لايرقى اليها الشك او العيب والتي قد تدعي قياس قدرة الشخص على القيام بوظائف مهنية معينة.
اهم ملامح نقد الفلسفة النقدية : يمكنني ان اوجّه بعض نقاط النقد سريعا للاتجاه النقدي نظرآ لما لا تتحمله طبيعة هذه المقاربة فهي سعت الى:
1- أدلجة الصراع الطبقي : فالصراع بين الحق والباطل قائم منذ خلق الانسان. لكن مفهوم الصراع والتناقض في المجتمع في الاتجاه النقدي اصبح مفهوما ايديولوجيا لايمكن التخلي عنه.
2- رأت ان النظام وضع لخدمة الفرد وبالتالي هي ترى ان اي خلل بين النظام والفرد فان الخطأ يرجع الى النظام ووسائل تطبيقه. وهذا تعميم خاطىء غير مسؤول, فصحيح ان الناس على دين ملوكهم ولكن في نفس الوقت ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
3- رأت ان التعليم احد اجهزة الدولة : الا اننا نجد ان التعليم يتمتع احيانا بقدر من الاستقلالية بحيث يتاح له ان يساهم في تشكيل وعي الاجيال الجديدة بصورة معاكسة لما ترسمه الدولة من خطط وسياسات.
آفاق الاتجاه النقدي في عصر العولمةGlobalization :
ان القارىء لموضع منظومة التعليم المجتمعية الشاملة يجد انها انتقلت من مجتمع الصناعة الى مجتمع اقتصاد المعرفة ومنه الى مجتمع التعلم، الغاية القصوى لتطور المجتمع الانساني يتعلم فيه الجميع: البشر والنظم والآلات، يصبح التعليم بمثابة ايكولوجيا عامة تتنسم فيه المعرفة هواء منعشا يتنفسه الجميع. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن بلوغ هذا المنال في ظل العولمة؟ كما يذهب الباحثون الى انحسار دور المؤسسات الاجتماعية في ظل العولمة وعلى رأسها المدرسة, خاصة امام دعوات الغاء مجانية التعليم والاتجاه نحو خصخصته. لقد شاع في الآونة الاخيرة مصطلح الفجوة الرقمية في خطاب التنمية المعلوماتية ويقصد به تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة والدول النامية في النفاذ الى مصادر المعلومات والمعرفة والقدرة على استغلالها "انها الفجوة الرقمية بين الدول" الغنى والفقر ،التقدم والتخلف،الشمال والجنوب،المركز والاطراف،بين من يملك المعرفة وادوات استغلالها وبين من لايملك .... لقد بات في حكم اليقين ان التكنولوجيا كلما ارتقت زادت قدرتها على الغربلة الاقتصادية والاجتماعية وتفاقمت حدة مشاكلها. ان تراكم الثورة المعرفية نتاجآ لتكنولوجيا المعلومات سيعمل على احكام قبضة القوى الراسمالية على مصائر البشر وما على فقراء العالم وفقا لما يراه اغنياءه الا ان يتحلوا بفضيلة الصبر فالفرج آت عما قريب! فحل مشاكل التكنولوجيا هو مزيد من التكنولوجيا وحل مشاكل العولمة هو مزيد من الخصخصة وتحرير الاقتصاد وفتح الاسواق وتسارع حركة رؤوس الاموال.ومع تزايد ثراء هؤلاء الاغنياء ستنمو لديهم نزعة فعل الخير وسيتساقط على الفقراء نزر زهيد من هذا الفيض يكفي لاشباع افواههم وسد احتياجاتهم! ويكفي ان ندلل على هذا الواقع المأساوي بين تخمة الاغنياء وضمور بطون الفقراء أن 258رجل اعمال يملكون اكثر من نصف سكان الارض!!. في ظل العولمة ترفع شعارات رنّانة من قبيل (المعرفة للجميع والاتصالات بالمجان وفرص التعليم لجميع الاعمار) لتتردد في صداها صيحات تطالب بكمبيوتر لكل طالب وفي كل بيت وعلى كل مكتب ونت في كل مدرسة ومؤسسة ومركز لخدمات المعلومات لكل جماعة وقرية ويتبرع الكثيرون –وما اكثر الانتهازيون منهم – بالحلول الناجعة المهداة على صواني من فضة. وان دل ذلك على شيء فانما يدل على ان بشر ايامنا هذه ما زالوا عاجزين عن استيعاب دروس الماضي والتي مفادها : ان التكنولوجيا على مدى تاريخها قد انحازت الى صفّ القوي على حساب الضعيف. لقد قسّم نبيل علي في كتابه "الفجوة الرقمية" الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة الى عدة فجوات, لكن ما يهمّنا منها فجوة التعلم. أقدّم اليكم بعض الاحصاءات المفزعة مما اسماه بفنتازيا الارقام:
* يفوق عد الكمبيوترات في الولايات المتحدة اجمالي عددها في بقية العالم.
* يبلغ عدد من لديه كمبيوتر في الدول المتقدمة 315 لكل الف في حين تبلغ هذه النسبة في افريقيا جنوب الصحراء 0,75 –اي اقل من كمبيوتر-لكل الف.
* كلفة شراء كمبيوتر في بنجلادش توازي راتب ثماني سنوات لشخص متوسط الدخل في حين توازي هذه الكلفة في الولايات الممتحدة راتب شهر واحد.
* عدد مستخدمي الانترنت في العالم ما يزيد عن مليار مستخدم يبلغ نصيب اغنى ثلاثين دولة في العالم من اجمالي مستخدمي الشبكة 79% في حين لايزيد نصيب افريقيا كلها عن 1% .وقد قدّمت الى اليونسكو اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين عدة تقارير تبين الهوة الساحقة بين واقع التعلم في المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة فيما يتعلق بالانشطة التعليمية وانشطة البحث والتطوير في عام 1990 كانت هذه الانشطة تحظى ب 42,8% من الانفاق على البحث والتطوير في امريكا الشمالية و23,2% في اوربا مقابل 0,2% في افريقيا جنوب الصحراء 0,7% في الدول العربية.
يقترح نبيل علي منطلقات لتضييق فجوة التعلم اهمها:
*التعلم لا التعليم مدخلا.
* الجامعات هي التي تعلّم وتبحث وتوجّه مسيرة التعليم.
*لامجتمع بلالغة أم.
*انتاج محتوى تعليمي عالي الجودة.
*محو الامية وظيفيا لا ابجديا فقط.
*مراجعة شاملة لبرامج تأهيل المعلمين وخطة منهجية مدروسة لادخال ت.م.ص(تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) في مناهج التعليم ومراحله المختلفة.
*نشر ثقافة التعلم.
*استغلال الفرص التي تتيحها ت.م.ص.لمصلحة تعلم المرأة.
نحو فلسفة عربية نقدية للتربية:
ان العلاقة التربوية في العالم العربي تاخذ شكلا ابويا من الاسرة الى المدرسة الى المؤسسة........... والسؤال الذي يطرح نفسه هل تعود هذه السلطة الابوية الى تراكمات تاريخية ام الى سمات الشخصية العربية ام غير ذلك ؟ اذا كانت العلاقة التربوية الابوية تعود الى افتراض تراكمات تاريخية تربوية فهذا تجنّ على التاريخ وابتعاد عن الموضوعية ،فالنماذج على ديمقراطية التربية في تراثنا العربي الاسلامي ليس لها مثيل، انني استطيع القول ان العلاقة التربوية الابوية في الاسرة هي انعكاس لما يحصل في المؤسسات والنظم الحاكمة اي ان المسؤول اذا كان ديكتاتوريا في تعامله مع موظفيه لا بد ان يكون كذلك في تعامله مع الاسرة وكذلك الحال عند المعلّم.... واحيانا ابوية التربية تكون منحصرة خارج مؤسسة الاسرة اي في البيت قطّآ وفي خارجه اسدا كما صورت ذلك المراة العربية زوجها قائلة: "زوجي ان خرج اسد(بكسر الخاء) وان دخل فهد(بكسر الهاء) ...". يكتب باولو فريري رسائل الى المعلّمين الذين يتجاسرون على اتخاذ التدريس مهنة، ويعنون احدى رسائله "من مجرد الحديث الى الطلاب الى الحديث اليهم ومعهم ومن مجرد الاستماع اليهم الى جعلهم يستمعون الينا". ويرى ان المعلمين اذا كانوا يمثلون التسلط بانتظام فهم دائما الذين يبدأون بالكلام بينما الطلاب خاضعين لخطابهم وهم في هذه الحالة يتحدثون الى وعن وحول الطلاب وليس معهم،موقع علوي الى مستوى ادنى, واثقين من صحة كل ما يقولونه حتى عندما يتحدثون مع المتعلمين يشعرون كما لو انهم يقدمون لهم معروفا, مؤكدين على قوة اصواتهم وسلطتها. ان مظاهر السلطوية في العالم العربي تصرخ في كل جنبات المنظومة التعليمية.ومن اهم هذه المظاهر مصمموا المناهج وخاصة في الجامعات يتسلّم الدكتور المقرر ويطلب منه في غضون اشهر قليلة ان يؤلف بحوثا في مادته, وفي غمرة الانشغالات والالتزامات المهنية يؤلف الكتاب هكذا جزافا دون تدقيق منهجي وعندما يضيق الوقت بهذا الاكاديمي يجمع مادة بحثه من كتبه القديمة او من مؤلفات اخرين! ولاشك ان هذه الظاهرة لها جوانب سلبية عدة لكن الاهم من هذا لم لا تكون لجنة علمية تضع منهجا يتناسب مع الخصائص العقلية والنفسية للمتلقي؟ طالما يردد دائما بان هذا من اهم اهداف التربية الحديثة، لماذا لاتترك الحرية للمتعلم في اختيار افكار مادته؟ ولعل التجربة الامريكية في اعداد المناهج قد يستفاد منها في اطار الظروف الثقافية والحضارية والذاتية لهذه الامة. ام ان العرب هم هكذا دائما في آ خر الركب؟ لا نطبق ما هو مفروض ان يطبق الا بعد ان يمجّها الاخر. العالم الحديث مر بالثورة الاقتصادية ثم الصناعية ثم ثورة المعلومات والاتصالات المتفجرة اليوم ونحن مازلنا نتساءل في اي صورة نحن وبعقلية من يمر عالمنا العربي؟؟؟
2- من مظاهر السلطوية التربوية ايضا ما نراه مطبّقا في بعض الدول العربية ما يعرف في الادارة المدرسية بالموجّه الذي يرتبط في اذهان الطلاب بداية انه رجل يحمل العصا صارم قوي الشخصية ينشد قول الشاعر العربي المتسلط:
لاتشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد!
وان كان في السنوات الاخيرة ألغي نظام الموجه في – ظل بعض الاصلاحات التربوية- واستبدل بالمرشد النفسي وان كان ما تزال نتائجه غير ملموسة على ارض الواقع وهناك كثير من التحديات التي تواجهه.
3- من مظاهر السلطوية التربوية كذلك, تجربة التعليم المفتوح في سوريا. صرّح بعض المسؤولين في وزارة التربية بان هذا النوع من التعليم مجرد تزويد ثقافي ما ادى الى دعوة مجموعة من الطلاب الى الاعتصام – وليس التظاهر طبعا- امام مبنى وزارة التعليم العالي في 26/2/2007 لكن الذعر والخوف جعل فناء وزارة التعليم العالي فارغا لا تسمع فيه الا صدى الارواح لا الاجساد فالاجسام قد سجنت في مستنقع القهر والقاهرين!. في ظل هذا الواقع المتأزم في العالم العربي نجد انفسنا بحاجة ملحة الى صياغة " فلسفة نقدية عربية جديدة للتربية" وهذا لايعني الزعم بشرعية اتخاذ النظرية النقدية الغربية- والامريكية منها خصوصا- للبحث التربوي العربي الناقد. اننا قد درجنا على ان نستقبل معظم افكارنا التربوية الحديثة اما من العالم الراسمالي واما من العالم الاشتراكي فهناك يتم انتاج الفكر الذي يضيف جديدا الى بنية الفكر التربوي وما على شعوبنا الا ان تمارس وظيفتها المعتادة في الوقوف عند حد استهلاك الفكر المنتج والآتي من هناك..... ان الحق الذي يجب ان يقال ان دول العالم الثالث خالية تماما من الانتاج الفكري التربوي الجيّد الذي يمكن ان يضيف ان مشكلة مجتمعات هذه الدول ما عبر عنه ابن خلدون "المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب".
ومع ذلك فان من الموضوعية القول ان حركة النقد نشطت بعد الخمسينيات في ظل انتشار الثقافة التنويرية في الوطن العربي وبات يتردد مصطلحات مثل نقد الفكر العربي ونقد النقد وقرأنا مشاريع فلسفية نقدية لمجموعة من المثقفين العرب امثال: الطيب تيزيني ،علي حرب،محمد اركون،محمد عبد الجابري ،عبدالله العروي،ادونس،فؤاد زكريا...........وغيرهم لكننا نحتاج وبكل جدية الى صياغة نظرية نقدية عربية للتربية تصاغ في ظل شروط معينة ليس مجال ذكرها الان. وللامانة العلمية فان هناك اسهام لجماعة اجتماعات التربية برابطة التربية الحديثة-مصر في تناولهم السياق السياسي فيما يتعلق بتطبيقات النظرية النقدية، وكذلك عمل حسن البيلاوي في مجال البحث التربوي لكن من اهم شروط صياغة نظرية نقدية عربية للتربية:
1- ان تكون واضحة. تبرز موقفها بوضوح من الحداثة وما بعدها, ومن العولمة ايضا دون استخدام اللكننة.
2- ان تكون نابعة من ذاتية وظروف الامة. وهذا لايعني ابدا عدم الاستفادة من خبرات وثقافات الاخرين.
نبيل علي يطرح في كتابه المذكور آنفا مشروع بارادايم( النموذج الارشادي والنهج المحوري) تربوي جديد لعالمنا العربي. اهم الاسس التي يقوم عليها هذا البارادايم الجديد هي :
أ- مرعاة الوحدة المركّبة للطبيعة الانسانية. من حيث كون الانسان كائنا فيزيائيا وبيولوجيا ونفسيا وثقافيا واجتماعيا وتاريخيا....
ب- تحقيق الوفاق بين المتناقضات الكامنة في منظومة التعليم. التناقضات مابين العالمي والمحلي وبين الذاتي والموضوعي وبين التقليدي والحداثي وبين المادي والروحي .
ج- التوازن بين العناصر التربوية. ونقصد التوازن بين ثلاثية العلمي والتكنولوجي –الاخلاقي والثقافي – الاقتصادي والاجتماعي. وهنا نستطيع ان نفسّر لماذا انصرفت البحوث العلمية في مجال الدواء عن الادوية الوقائية ومكافحة الاوبئة التي تهدد فقراء عالمنا الى بحوث مستحضرات التجميل وعلاج الاكتئاب لدى الكلاب!!.
د- التصدي لظاهرة انفجار المعرفة. كيف نوائم بين تضخم المعرفة وبين قدرة الانسان على استيعابها.
ه- التغلب على آفة التلقي السلبي. ان يكون التعلم شيئا يفعله الطلبة وليس شيئا يفعل لهم.
و- دمقرطة التعليم. ومعنى ذلك تبني مبدأ البناء من اسفل بعد ان ثبت ان التعليم لا يقبل اصلاحات تأتيه من اعلى والتحدي الحقيقي بالنسبة الينا نحن العرب كيف يمكن لبراعم الديمقراطية ان تنبت في تربة تعليمنا الصخرية؟.
ز- التمحور حول المتعلم. جعل التعلم حسب ظروف طالبه ضرورة مراعاة خلفية المتعلم المعرفية, وهنا تبرز أهمية دراسات علم النفس التربوي.
س- تعدد مسارات التعلم وتداخلها. اي التخلص من مفهوم السلّم التعليمي ذي البداية والنهاية المحدّدتين وتعزيز مبدأ التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة.
ك- نظام تقييم مختلف. اي لايقوم على ما يسهل قياسه كمّيا بل يركز على كيفية اكتساب المعرفة وتوظيفها في مجال التنمية الانسانية. نظام تقييم يؤكد مواضع النجاح ولايتصيد مواضع الاخفاق.
خاتمة:
رأينا من خلال هذا العرض السريع أن الاتجاه النقدي هو عبارة عن توليفة بين الفلسفة الماركسية وظروف ومتغيرات المجتمع الغربي الرأسمالي قام بهذه التوليفة اليسار الجديد الذي آمن بكثير من مقولات الماركسية لكنه في نفس الوقت وجد نفسه ملزما بألا ينسى أساليب ومناخ المجتمع الغربي الذي قام على الرأسمالية، فجاء نفر من علماء الاجتماع والتربويين ليؤكدوا أن الازمة ليست ازمة تعليم بقدر ما هي ازمة مجتمع وانه ليس بالتعليم وحده يمكن تغيير المجتمع بل ان استمرار التعليم في ظل استمرار المجتمع المختل يجعل من التعليم اداة لتكريس الخلل وعلى راسها الطبقية . وكان لابد للعالم النامي أن يجد نفسه في هذه الفلسفة، تعكس همّه الاساسي الا و هو انه يعيش قهرا مكّن لقوى البغي والاستغلال أن تمتص دماءه لا بالقوة العسكرية فقط وانما عن طريق تربية قطيع ليس عليه الا ان يطيع ويسمع, ليكون همّها الاساسي هو الاحتجاج على هذا النوع من التربية (الذي هو تربية القهر) داعية الى نوع اخر من التربية هو التربية للتحرير يقوم على المناقشة والنقد والحوار والاعتماد على الذات.
المراجع:
1- سعيد اسماعيل علي : فلسفات تربوية معاصرة،سلسلة عالم المعرفة،الكويت, عدد198،1995
2- نبيل علي وناديا حجازي:الفجوة الرقمية ،سلسلة عالم المعرفة ،الكويت ،عدد318 ,2005
3- باولو فريري :المعلمون بناة ثقافة ،ترجمة حامد عمار واخرون ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة ,عام 2004
4- جاك ديلور واخرون : التعلم ذلك الكنز المكنون ،تقرير قدمته الى اليونسكو اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين ،مطبوعات اليونسكو،القاهرة عام 1999
5- حسن حنفي وآخرون : فلسفة النقد ونقد الفلسفة في الفكر العربي والغربي ،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت,بدون تاريخ
6- سمير نعيم أحمد: النظرية في علم الاجتماع ،دار المعارف،القاهرة, 1982
7- عادل مصطفى: كارل بوبر مئة عام من التنوير ونضرة العقل ،القاهرة ،دار النهضةالعربية,بدون تاريخ
8- فايز مراد مينا: مجال دراسة المناهج من التطوير الى التأويل والنقد نظرة الى عمل باينر وزملائه،مجلة مستقبل التربية العربية ،مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ،العددالثالث،القاهرة, عام 1995
9- شبكة المعلومات: تاريخ الاتاحة 28/2/2007www.asharqalawast.com
10- شبكة المعلومات: تاريخ الاتاحة 28/2/2007 http://www.adabwafan.com



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظائف الإدارة وتطبيقاتها المدرسية
- العوامل الاجتماعية/ غير المدرسية المرتبطة بالتحصيل الدراسي: ...
- الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..
- القراءة للجميع أم الخبز للجميع؟: واقع القرائية في العالم الع ...
- رفاهية اليأس!
- وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا
- الأمّية الجديدة:تدني مستوى اللغة العربية عند غير المتخصصين ف ...
- الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية
- هل التعليم عامل ترابط أم استبعاد اجتماعي?
- الاتجاه الراديكالي اليساري: رؤية نقدية للتربية


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد جميل حمودي - الاتجاه النقدي( الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية الممكنة في عصر العولمة(2)