أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد جميل حمودي - وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا















المزيد.....

وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:35
المحور: سيرة ذاتية
    


رحلتي مع المسيري:هذه هي تجربتي مع القدر كلما اوشكت ان اتعرف على فذّ من افذاذنا المفكرين الذين اجتهدوا ان يعيشوا لمجتمعاتهم وان اعاينهم واعانيهم عن قرب خطفهم الموت!وقد يعود ذلك الى ان بيني وبينهم اجيال قد حالت دون لقياهم.... بدأت رحلتي مع المسيري وتعرّفت عليه رغم اني لا اعرفه من خلال اعماله المثيرة, وكانت البداية مع مؤلفه "الايديولوجية الصهونية:دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة" المتمثل في مجلدين صدرا عن سلسلة عالم المعرفة في العام 1982-1983 ثم كان لقائي به اعلاميا منذ شهور قليلة على قناة الجزيرة من خلال برنامج بلا حدود وهو يحدد مؤشرات زوال اسرائيل مستقبلا!
رجل مخضرم: اكاديمي,ناقد ادبي, فيلسوف مفكر,مؤرخ,شاعر,وقاص.حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 من جامعة كولومبيا ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رتجز في الولايات المتحدة في الادب الانجليزي. وانطلاقا من تخصصه الاكاديمي الف عدة كتب في الادب واللغة منها:"اللغة والمجاز:بين التوحيد ووحدة الوجود" "مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي. وعن دراساته الفلسفية والفكرية فقد عالج مشكلات في الحضارة وقضايا ابستمولوجية واسئلة الوجود والذات والهوية.اما دراساته التاريخية اليهودية فهو ما ميزه اعلاميا,وقد وصل في تعدد مواهبه الى محطة الشعر وان لم يطل مقامه عنده فكان له ديوان شعري"أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية"
يقول في مقطوعة من قصيدته:يا أصبع الإله قد أقلقت مضجعي أولدتها حواء ثم مريم
كما ألف عدة قصص وديوان شعر للأطفال منها "نور والذئب" والتي حاول من خلالها ان يوصل افكاره ومشروعه المعرفي...
بين الرشاد والتيه:محطات عديدة مرت بها حياة المسيري، فمن جماعة الإخوان المسلمين التي انضم لها في سني شبابه، إلى الماركسيين الذين لازمهم سنوات ليرصد عن قرب هذا الفكر الجاذب عندئذ، ثم الولع والغرام بالنموذج الغربي الذي ألقاه في بحر الأدب الغربي ينهل منه سنوات طوال، قبل أن تحط سفينته رحالها على شاطئ الثقافة الإسلامية لينطلق في تأملاته وتفسيراته لواقع الأمة الإسلامية والحركات السياسية بها.
وما سبق يشير الى مدى صراع الرجل في بحثه عن الذات والهوية لتحديد ملامح شخصيته وفكره .لقد كانت تحولات المسيري اشبه ما تكون بتحولات حجة الاسلام الغزالي من الفقهية الى التفلسف وحط رحاله اخيرا عند عتبة التمصوف.وكذلك تحولات الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود والذي بدأ بكتابه "خرافة الميتافيزيقا" وانهى حياته العلمية بعمله "رؤية اسلامية". لقد صارع مسائل الانطولوجيا والميتافيزيقا لمدة تزيد على ربع قرن وامتد هذا الصراع حتى الى اختيار شريكة حياته حيث يقول: "لعل أول تجربة كانت طريفة جدا حينما قابلت هدى حجازي التي هي زوجتي وأحببتها وسألت المسؤول عني في الحزب الشيوعي هل أتزوجها وقمنا بتحليل طبقي ووجدنا لا، لانه أنا رجل بروليتاري مناضل وهي برجوازية فبالتالي قررنا أنه ما ينفع هذا الزواج، فالمهم ذهبت إلى والدتي استشيرها ولم أفعل ذلك لا من قبل ولا من بعد لكن هداني الله إلى ذلك، فسألتها هل أتزوج من هذه الفتاة؟ فسألتني هل يشعر قلبك بالبهجة حينما تراها؟ حينما قالت هذه الكلمة سقطت كل الأعباء الأيديولوجية ونسيت شيء بسيط وأساسي مثل البهجة، لكن طبعا لا زلت داخل إطاري المادي، إلى أن وجدت تعريف ماركس للزواج أنه علاقة اقتصادية مفعمة بالحب".
مزايا الرجل:
شانه شان كثير من المفكرين والمبدعين لهم ملامح خاصة تميزهم عن غيرهم من حيث الرؤى الذاتية والتي قد تضعهم في خانة محددة ومن اهم مزايا مفكرنا الراحل:
1- انه مفكر منهجي بامتياز,حيث طور النماذج التفسيرية والتحليلية سواء في ابحاث الصهونية او في ابحاثه العلمانية او حتى في دراساته النقدية.
2-الترابط المنهجي بين مجالات بحثه المتباعدة نظريا, فمدخله الى الصهيونية كان دراسته الادبية ومن الصهيونية الى العلمانية ثم الى ظاهرة التحيز المعرفي.وهو دلل على هذا الاتجاه في احدى مقابلاته الاعلامية يقول:"حينما كنت أدرس الشعر الإنجليزي والأميركي كنت متخصصا أساسا في شعر القرن التاسع عشر وبالتالي كنت أقرأ تاريخ الأفكار أو تاريخ الفكر في ذلك الوقت، هيغل، ماركس، الأفكار العنصرية، الإمبريالية، الفلسفة النفعية، العلمانية، الاحتجاج على التصنيع... كل هذه الأمور التي تحوَّلت إلى مقولات تحليلية فيما بعد ولذلك نجد أن المقولات التحليلية التي استخدمتها في رسالتي للدكتوراه عن أثر وردس ورث على ويتمان والتي كان عنوانها الفرعي دراسة في الوجدان التاريخي والمُعادي للتاريخ, نجد أن نفس المقولات التحليلية هي التي استخدمتها فيما بعد في دراسة الصهيونية, حتى أثناء مناقشة رسالتي للدكتوراه قلت للأساتذة مازحا في الولايات المتحدة إن رسالتي ليست عن الشاعر الإنجليزي وردس ورث ولا عن الشاعر الأميركي ويتمان وإنما هي عن الصراع العربي الإسرائيلي، ان وردس ورث يمثل المجتمعات التاريخية التي عندها إحساس بالتاريخ أما ويتمان فهو نتاج مجتمع استيطاني والمجتمع الأميركي المبني على إنكار التاريخ"
3- تحطيمه لجدار النخبوية الاكاديمية, فقد استطاع ان يصل بفكره الى المثقف العادي,وحاول ان ينزل الى القارىء ليصعد به الى سماء الفكر والتامل,ولذلك نلاحظ في انتاجه المعرفي حاول ان يزاوج بين خطابين خطاب ذو مسستوى عالي سطّره في كتاباته الفلسفية والنظرية المجردة وهو ما يعرف بخطاب النخبة وخطاب تبسيطي- دون التنازل عن عمق الفكرة والرؤية وايصال اطره الفلسفية والمفاهيمية - والذي اداه من خلال وسائل الاعلام وهو بهذا جمع بين تبسيط اللغة وتعقيد المفاهيم!
4- نضاله السياسي,نازلا الى ارض الواقع مع البسطاء والمطحونين بطاحونة الانظمة الاستبدادية ومصححا خللا فظيعا في وضعنا العربي الراهن وهو ان النضال السياسي يبدو خصما للبحث العلمي الاكاديمي.
5- صاحب مدرسة تجديدية حديثة في الفكر الاسلامي,فقد اعاد الاعتبار للفكر الاسلامي وسط فكر اسلامي فشا فيه التسطيح والظاهرية.... فهو رسّخ احد اقدامه في الفكر الغربي الحديث والاخرى في التراث العربي الاسلامي وانضم الى مدرسة فكرية لها روادها تدعو الى ما يسمى ب"اسلمة المعرفة".لقد امتلك الشجاعة الفكرية على تكثيف خبراته المعرفية من اجل صياغة اطر تفسيرية ومنهجيات جديدة وتطبيقها لفهم العديد من الظواهر الاجتماعية العربية.
6- يفكر بطريقة مختلفة,فاليهود غير اليهودية وهذه الاخيرة غير الصهيونية,والعلمانية- حسب رايه- جزئية وشاملة,والاسلام دين ودنيا وليس دينا ودولة,وهذه سمة المبدعين لا نمطية في تفكيرهم ولا سكون في ارائهم فهم دوما في بحر لجيّ تلطم بهم الامواج نحو اليمين او اليسار او الوسط حتى وان اغضب ذلك الاسلاميين او العلمانيين.
مشكلات الحضارة: في اتصاله بالحضارة الغربية وثقافتها عالج قضايا عالقة لازالت تؤرق حركة الثقافة العربية وحاول ان يفض الاشتباك في حدود رؤيته الفكرية.الف عدّة كتابات في هذا المضمار,الفردوس الارضي,الفلسفة المادية وتفكيك الانسان,الحداثة وما بعد الحداثة,ودراسات معرفية عن الحداثة الغربية.....
وقد نقد الادعاء بان هناك فقط "العلم الغربي" الماخوذ عن اليونانية الاغريقية ونفى عنه أل العهدية ليرى ان هناك حضارات اخرى ساهمت بشكل كبير في بناء الحضارة الانسانية مثل الحضارة الصينية والهندية والاسلامية. ولن ادعي ان المسيري هو اول من ابتكر هذه الرؤية الناقدة فقد يكون قد سبقه اليها كثير. لكن المسيري لم يكن ناقدا دوغمائيا للغرب برمته بل كان نقدا اكثر نه نقضا للاسس المعرفية التي قامت عليها منظومة القيم الاساسية لحضارة الغرب مع دعوته لاستيعاب كل ما هو ايجابي من هذه الحضارة واعادة صياغتها وتمثّلها ودمجها في منظومة قيمنا ورؤيتنا الكلية للوجود المتلمحة بحضارتنا العربية الاسلامية. ولعل هذه الرؤية ايضا ليس فيها ابداعا مبتكرا بقدر ما هي تعزيز لمقولات مشاريع فكرية عربية متعددة ترى ان لا جدوى من القطيعة الابستمولوجية للتراث العربي الاسلامي......ولعل تفريقه بين العلمانية الشاملة والجزئية قد اثار جدلا بين المثقفين تبدى ذلك في محاوراته مع عزيز العظمة,فهو يرى ان فصل الدين عن الدولة هوالعلمانية الجزئية وهو يرى ان لا غضاضة في هذا النوع من العلمانية ويستند الى حادثة تأبير النخل حيث ان الرسول(ص) لما هاجر المدينة وجد اهلها يلقحون التمر فنهاهم عن ذلك لانه لم يكن يرى في مكة من يفعل ذلك فلما نخل اهل المدينة شاص(لم ينتج) قال لهم "انتم اعلم بامور دنياكم".اما العلمانية الشاملة فهو يرى انها فصل القيم الانسانية والاخلاقية والدينية عن مجمل حياة الانسان اي هي"نزع القداسة عن الانسان والطبيعة" ومن هذا التفريق يذهب الى ان العلمانية يجب ان تفهم في سياقها وتطورها التاريخي,حيث راى ان هناك تناقضا في تعريفات العلمانية لدى العلمانيين العرب.والجدير بالذكر ان المسيري الف منذ العام 1972 كتابا بعنوان"نهاية التاريخ مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني""
في حين الف بعده بزمن المفكر الامريكي ثقافة فوكوياما كتابا بنفس العنوان الآنف الذكر francis fukuyama:The End of History"1989.
مما حدى بفوكوياما الى الاستغراب واتصل بالمسيري وحدث حوار بينهما من خلال البريد الالكتروني نشر في جريدة الاهرام, لكن طبعا فكرتهما عن نهاية التاريخ مختلفة،نهاية التاريخ عند فوكوياما هي انتصار الليبرالية الديمقراطية أما بالنسبة للمسيري ففكرة نهاية التاريخ هي فكرة فاشية في جوهرها وأن كل الأيدلوجيات الفاشية مبنية على فكرة نهاية التاريخ لأن نهاية التاريخ تعني نهاية الإنسان وكما قال المسيري لفوكوياما في الحوار أنها تعني نهاية التاريخ الإنساني وبداية التاريخ الطبيعي أي تحول الإنسان إلى ظاهرة طبيعية.
الرؤية الابستمولوجية:الف كتابا يحمل عنوان:"إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد"حيث اسقط فيه من قاموسه مايسمى ب"الموضوعية"او ما اسماها بالموضوعية الصمّاء شرط ان يعترف هذا المصطلح بالذاتية والخصوصية لكن التحيز عنده لايعني الوقوع في شرك التبيعية للمركزية الغالبة او التقديس للذات ومن هنا فهو يرى من الضروري التفريق بين التحيز المعرفي والتحيز الايديولوجي حيث ان هذا الاخير يدعي دوما الاكتفاء الذاتي وامتلاك الحقيقة المطلقة. ولعل هذه الرؤية المعرفية اسقطها على سيرته الذاتية الذي اصدره"رحلتي الفكرية:سيرة غير ذاتية غير موضوعية في البذور والحذور والثمار" .
دراسات الصهيونية:
رغم التباعد الظاهري بين التكوين الأكاديمي لعبد الوهاب المسيري وبين اهتماماته الفكرية فإن انتقاله من دراسة الأدب الإنجليزي والأميركي إلى التخصص في دراسة الصهيونية والجماعات اليهودية في العالم لم يمثل تحولا جذريا في مساره الفكري، ذلك أن ميزة مشروعه الأدبي تكمن في أنه ذو طبيعة فكرية بالأساس ولهذا فإن دراسته للأدب لم تكن دراسة فنية للنصوص بقدر ما كانت دراسة إشكاليات فكرية كما تكمن أو تتجلَّى في النصوص. ففي منتصف السبعينات من القرن الماضي كثف دراسته على الحركة الصهيونية تاريخا وتحليلا واستقراء لمستقبلها ومستقبل العرب معها، ولعل أبرز إنجازاته في هذا المجال،موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية التي استغرقت منه زهاء ربع قرن وكلفته أموالا طائلة من ماله الخاص ونشرت عام 1999 بعنوان "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، نموذج تفسيري جديد" وصدرت في ثمانية مجلدات.وخلال ثلاثين عاما، ألف المسيري عشرات الكتب عن الموضوع اليهودي والصهيوني، منها "نهاية التاريخ، مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني" (1972) و"موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، رؤية نقدية" (1975) "الأيديولوجية الصهيونية، دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة" (1981). وفي هذه الفترة صدرت له دراسات باللغة الإنجليزية من أهمها كتاب "أرض الوعد، نقد الصهيونية السياسية" (1977). وتوج هذه الأعمال بموسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" كما صدر له في ذلك الوقت وبعده عدة كتب في نفس الموضوع من أهمها "البروتوكولات واليهودية والصهيونية" (2003) "في الخطاب والمصطلح الصهيوني" (2003-2005). وكان من المفترض أن يصدر له هذا العام كتابان، الأول "الفكر الصهيوني من هرتزل حتى الوقت الحاضر" والثاني بعنوان "من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ أسئلة الهوية والأزمة الصهيونية. ويرى المسيرى ان اليهود كانوا بمثابةجماعات وظيفية كان لكل منها خصوصياتها التاريخية والثقافية والاجتماعية داخل المجتمعات التي وجدوا فيها وانهم لم يكونوا ابدا جماعة واحدة متحدة الهوية كما يصر قادة الحركة الصهيونية على تصويرهم, ولا شك ان له الآراء العديدة المتوافقة او المخالفة للعديد من كتابات ادبيات الصهيونية وتاريخها.....
النضال السياسي:
لقد كان المسيري ينتمي بحق الى فصيل المثقف العضوي الذي يعمل لمصلحة طبقته.فالمثقف العضوي حسب المفكر الايطالي انطوني غرامشي هو الذي يرتبط بطبقته الاجتماعية عضويا وينشر وعيها وتصورها عن العالم.لقد كان نموذجا للمثقف الذي لم يبقى قابعا في برجه العاجي بل نزل بنفسه الى دنيا الواقع.فالتحول الأكبر في حياة المسيري، كما اعتاد أن يردد الفقيد، هو نزوله الشارع السياسي في مصر عضوا مؤسسا لحركة كفاية، أول حركة معارضة شعبية في مصر منذ ثورة يوليو 1952،قبل أن يتولى منصب منسقها العام في يناير/كانون الثاني 2007. وتصدى الرجل في العامين الماضيين للعديد من قضايا الفساد وانتهاك الحريات، وشارك بوقفات وتظاهرات، رغم مرضه وتقدم سنه، للتضامن مع القضاة والصحفيين، والتنديد بمحاولة "توريث الحكم" في مصر.وكان يردد دوما انه يحارب في ثلاث جبهات الشيخوخة والسرطان والفساد.. كما شارك المسيري في حملة مصرية للحفاظ على اللغة العربية أقام بسببها دعوة قضائية ضد الرئيس حسني مبارك، كما تصدى لمقترح إسرائيلي بتدريس اللغة العبرية لغة ثانية في المدارس المصرية، وغيرها من المعارك الثقافية والوطنية التي اعتاد عليها. وتعرض المسيري بسبب معارضته للنظام إلى مضايقات أمنية وصلت إلى حد اختطافه وزوجته وناشطين وإلقائهم في منطقة صحراوية خارج القاهرة، فضلا عن رفض الحكومة علاجه على نفقة الدولة، وتحمل علاجه حينها ثري سعودي,ولم يقم اي من الحكومة بالمشاركة في مواراته التراب!. ولا غرابة في هذا فهذه هي نهاية غالب الصالحين والفلاسفة الذين عذبوا وشردوا وقتلوا بدون قبر؛ فـ (سقراط) انتهى بتجرع سم الشوكران. وطعن (سبينوزا) بسكينة في رقبته، وأحرق (جيوردانو برونو) في ساحة عامة مثل الفروج المشوي وحبس (ابن تيمية) حتى الموت في سجن القلعة بدمشق فانتهى به الأمر أن كان يكتب بالفحم على الحيطان مثل المجانين. ونحر (سعيد بن جبير) بين يدي الحجاج وهو يشخب في دمه ويصيح الحجاج بل أنت شقي بن كسير؟! واذا كنا نتحدث دوما عن ظاهرة نزيف العقول فاننا ينبغي ان نتحدث عن ظاهرة اهانة العقول.
هذاعرض موجز لحياة المفكر الراحل واعماله الفكرية حاولت فيها ان لا اغرق في الشخصانية او الذوبان فقد نختلف مع الراحل او نتفق لكنه من المؤكد انه فجر قضايا شائكة مازالت عائمة على السطح ولم يرسى لها مركب.
بطاقة تعريف:
مفكر عربي يعتبر أحد أبرز المتخصصين في تاريخ الحركة الصهيونية وهو أحد مؤسسي حركة كفاية المصرية المعارضة.
المولد والنشأة:
ولد المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في أكتوبر/تشرين الأول 1938 بدمنهور (محافظة البحيرة).
الدراسة والتكوين:
بعد إنهاء تعليمه الابتدائي والثانوي التحق سنة 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وفي عام 1964 حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة, ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز.
الوظائف والمسؤوليات:
بدأ الدكتور المسيري حياته المهنية معيدا في جامعة الإسكندرية فور تخرجه, وإثر عودته من الولايات المتحدة قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية وجامعة الكويت. كما تقلد عدة مسؤوليات أبرزها: أستاذ زائر في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام, ومستشار ثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك, ومستشار أكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن. واخيرا تولى في يناير/كانون الثاني منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي تدعو لتغيير النظام بالطرق السلمية وتعارض سياسة التوريث في مصر.
الجوائز والأوسمة:
حصل المسيري في حياته على كثير من الشهادات كان آخرها جائزة القدس من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (يونيو/حزيران 2008).
كما حصل على شهادات تقدير من عدد من الجامعات العالمية والنقابات والمنظمات العربية والعالمية.
وفاته: توفي بمستشفى فلسطين بالقاهرة الخميس الماضي في الثاني من يوليو/حزيران 2008 عن سبعين سنة بعد صراع مع مرض السرطان.



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمّية الجديدة:تدني مستوى اللغة العربية عند غير المتخصصين ف ...
- الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية
- هل التعليم عامل ترابط أم استبعاد اجتماعي?
- الاتجاه الراديكالي اليساري: رؤية نقدية للتربية


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد جميل حمودي - وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا