أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد جميل حمودي - رفاهية اليأس!














المزيد.....

رفاهية اليأس!


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:10
المحور: حقوق الانسان
    


صحيح ان الواقع يصرخ بمشاعر الانسان ويجعله يتأمل ويتساءل, يحلل ويستنتج أكثر بكثير من قراءة ما سطّرته أيدي الكتّاب من الخبراء والمتخصصين. حقيقة ان الواقع يطغى عليك بمجسّماته فيجعلك تتألم وانت تتأمل. كنت قد مررت في احد الاسواق الشعبية التي يقطنها الفقراء ومن هم تحت الفقر, تجولت بين احياءهم فوجدت البسمة قد علت شفاهم والأهازيج المختلطة بالصخب قد ملأت أحياءهم, توقفت مليا وتساءلت هل هي الفرحة المشربة بالحزن الدفين؟ ام انها سعادة التكيف مع الواقع الذي ولد فيه هذا الانسان وربما سيموت عليه؟ ان هذا الانسان قد حرم من كل شيء حرب اقتصادية يشنّها عليه قراصنة الاقتصاد في ظل سياسات اعادة الهيكلة واقتصاد السوق.....والتي غرق في مستنقعها معظم الانظمة العربية! وحرب سياسية يحرم فيها من ادنى حرية - حتى حرية الكلمة فضلا عن حرية الفعل- قد شنّها عليه زبانية السياسة ومن وراءهم من العسكر! وحرب اجتماعية تضرب في جذوره فتكبّله من ان يصرخ في وجه الطغاة ليقول لا! وهويعيش في سياق العادات والامثال الشعبية(امشي الحيط الحيط وقول يارب الستر,الباب اللي بيجي منو ريح سدو واستريح) والتي ترسّخ التخلف باشكاله المختلفة الظاهرة منه والخفية.وهو اذ يعيش في هذا الواقع المرّ كان لا بد ان يخدع نفسه بأنه سعيد رغم انه قد حرم من كل شيء الا من الحياة المسلوبة من كل كرامة! كان لا بد ان يخرج عن الاضطهاد الذي يعيشه - بطريقة ألفتها الشعوب من بداية تاريخ الظلم والى ينتهي - فيمشي ويجلس ويعمل ويؤرجل(يشرب النرجيلة او الشيشة)وهو يردد كلمات الرضا القانع بأدنى شيء سادرا في غيبوبته, معبّرآ عن حالة الاغتراب عن الذات والآخر, معززا ذلك بآيات الشكر والامتنان لأولياء نعمته من الحكّام وجلاوزته, يضحك بادية نواجذه حتى يستطيع أن يعدّها العاد وهو يقول :
لا تحسبوا أني أرقص بينكم فرحا انما الطير يرقص من شدة الألم
ان هذه القراءة من كتاب الواقع المرّ جعلتني اسميها رفاهية اليأس!







#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا
- الأمّية الجديدة:تدني مستوى اللغة العربية عند غير المتخصصين ف ...
- الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية
- هل التعليم عامل ترابط أم استبعاد اجتماعي?
- الاتجاه الراديكالي اليساري: رؤية نقدية للتربية


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد جميل حمودي - رفاهية اليأس!