أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - بسام البغدادي - هل حان الوقت لمحاكمة نزار قباني؟














المزيد.....

هل حان الوقت لمحاكمة نزار قباني؟


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:13
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


أن تسافر بعيداً و تختفي من عالم ما او محيط ما او بيئة ما هو ان تموت في هذا العالم بشكل بطيئ و تدريجي, هو ان يستمر العالم الذي هجرته بعيداً عنك في زجاجة بلورية صلبة لا تستطيع اختراقها أو المساس فيها لتغيير مجرياتها. فبالرغم من انك موجود وترى كل شئ فيه الا ان وجودك عقيم لا قيمة فعليه له ولا تأثير الا بقدر البذور التي زرعتها في هذا العالم قبل رحيلك و تركتها في نفوس كل من حولك.

قيمة الاشياء الحقيقية تنبع من علاقتنا بهذه الاشياء سلباً او أيجاباً, وبهذا فأنه لا قيمة حقيقية للأشياء خارج محيط أفكارنا وقدرتنا على التواصل معها. وفي اليوم الاول من أنقطاع تواصلك مع محيطك الافتراضي هذا يعطي قانون الانتخاب الطبيعي الفرصة الكاملة لشخص آخر او مجموعة أخرى التفاعل في محيطك بغيابك و ملأ الفجوة التي تركتها ورائك خالية. حسب قاعدة كيميائية ثابته فأن اي زيادة او نقصان في أي نظام تدفع هذا النظام ككل الى محاولة مقاومة هذا التغيير او اعادة موازنته بالصيغة التي تقلل مدى تأثيره على النظام الاساسي ككل. وهذا ما يؤكده لنا التأريخ وهذا ما تأكد لي بعد هجرتي.

الحب في زمن الكوليراً لغارسيا ماركيز و قصائد نزار قباني أكذوبة كبرى لأناس مخادعة عاشت وفقاً لقوانين الطبيعة و أفتت بما يخالفها. ماركيز بكل شاعريته و نزار قباني بكل بلاغته نجحوا في أملاء قوانين مخالفة لطبيعتنا البشرية التي هدفها الوحيد و الواضح هو التناسل و التكاثر بأي ثمن كان. لا قيمة مطلقة للحب, لا قيمة مطلقة للولاء او الوفاء, لا حقيقة واقعة وراء الحب الملتهب و السعادة في ولعة الحب و الانتظار الى الابد لحبيب مسافر. كلها اوهام قام بتصديقها و دفع ثمنها غالياً ملايين من الشباب الذي آمن بحقيقة ما جاء في هذه الكتب, أنها خديعة كبرى ندفع ثمنها كل يوم.

الهدف الاساسي من المشاعر و الاحاسيس التي قد تنتاب احدنا تجاه شخص آخر هو تماماً ما تنص عليه الطبيعة الام وهو ان نقوم بمحاولة أستدراج لهذا الشخص بهدف نشر للجينات من اجل أستمرار النوع لا أكثر. أنه قانون الغاب ولكن بصيغته البشرية المرة التي نرفض الايمان أو التصديق بها. لهذا قمنا بأختراع نواميس وقوانين و أديان حول هذه العملية الطبيعية و التففنا حول هذه النواميس و القوانين و الاديان في كل عصر من اجل الارتقاء بعاطفية اللحظة ورفض الخضوع للأملآت الفوقية التي لا علاقة لها بما نشعر به اساساً و الذي يتناغم مع الطبيعة الام. عدم القدرة على التواصل مع الشخص الذي في ظرف ما رغبت به يدفع شخص آخر الى محاولة التواصل معك وشخص رابع الى محاول التواصل مع الشخص الذي كنت في يوم ما على علاقة معه. ان تختار ان تعيش في وهم كبير يملأ بطون الكتب المقدسة و الروايات و مجموعات نزار قباني هو قرار شخصي يدفعك خارج ساحة الانتخاب الطبيعي و لا يتحمل تبعاته الا شخصك و جيناتك الوراثية.

من هنا أتسآئل شخصياً ان كانت هناك قيمة حقيقية للمشاعر و الاحاسيس التي نملكها تجاه شخص او شي ما؟ هل هناك غاية حقيقية وراء الحب و التعلق بحبيبة او حبيب ما؟ هل هناك هدف وراء حب الاباء و الابناء؟ هل هناك غاية من وراء حب الوطن او الارض او الدين؟ ما هو الهدف من حب الرسول او يسوع او حتى الله؟ هل هناك غاية تناسلية للحفاظ على النوع من خلال هذه الانواع من الحب و الصفات الاخرى للحب؟ نعم بالتأكيد, الحفاظ على النوع هو الغاية الوحيدة التي من اجلها زودتنا الطبيعة بكل هذه المنظومة المعقدة من المشاعر و الاحاسيس و الولائات بكل درجاتها الغير حقيقة او الغير منطقية. بكل بشاعة هذه الحقيقة أجد نفسي مضطراً للقبول بها و تصديقها كحقيقة ثابتة لا اجد لها منازع فلسفي بعد. ولو أختبرنا كل انماط المشاعر و الاحاسيس بل وحتى الافكار التي تنتابنا نجد انها تصب في خانة واحدة وهي استمرار النوع لا أكثر ومن اجل هذا الهدف تستطيع الطبيعة ان تتركنا ندفع الثمن غالياً من أيام حياتنا و أهم مشاعرنا و رغباتنا في حال محاولتنا التصديق بأوهام شاعرية و عاطفية تبتعد عن هذا الهدف الاساسي.

الشخصية الرئيسية فلورنتينو أريثا في رواية الحب في زمن الكوليرا مثال واضح على حجم الثمن الكبير الذي قد يدفعه الانسان في محاولته الغير مجدية للسير بعكس التيار الطبيعي و الذي قام شاعرنا الكبير نزار قباني بوصفه بشاعرية اكبر حين قال. (الحب مواجهة كبرى, أبحار ضد التيار). فهل حان الوقت لمحاكمة نزار قباني و غارسيا ماركيز على حجم الاذى الكبير الذي الحقوه بطبيعتنا الحيوانية بصبغها بصبغة عاطفية أسميناها رغماً عنا شاعرية ؟ نعم شخصياً أعتقد هذا.

الثمن الذي ندفعه من أعمارنا في كل يوم يمر كبير جداً فداء لخديعة كبرى اسمها الحب الخالد, خديعة كبرى اسمها الولاء للحبيب, خديعة كبرى اسمها الموت في الحب. هل هناك مهرب من هذا الحب؟ لا اعرف ولا زلت ابحث.

بسام البغدادي








#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجازات عام سعيد اسمه 2008
- مؤتمر صحفي مع الله ومحمد و المسيح
- هل سيغير الفيسبوك شكل الخريطة السياسية في العراق؟
- هل تؤمن بالله؟ مفارقات الايمان الاعمى
- مقارنة بين عشتار اله الحياة و الله اله الموت
- عشرة أسئلة لكل من يدعي انه مؤمن ب الله
- القتل بأسم الشعوب
- أثنان وعشرون سوآلا لاتحتمل التأجيل
- المسؤول رقم واحد
- كتابة السيناريو الاحترافي -الجزء الاول
- حين يخجل الرجال ان يكونوا رجال
- السفارة العراقية في السويد
- ميادة العسكري ابنة العراق
- وصايا التاريخ العشرة
- وصايا التأريخ المقدسة العشرة
- كي لا ننسى! الى روح الشهيد احسان
- عندما نصوم ونفطر على بباي
- لا أنتخابات ولا هم يحزنون
- لماذا لا يكون اسم رئيسنا زينة


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - بسام البغدادي - هل حان الوقت لمحاكمة نزار قباني؟