أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بسام البغدادي - السفارة العراقية في السويد














المزيد.....

السفارة العراقية في السويد


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 08:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان يوما باردا رسمت الثلوج فيه لوحة بيضاء على وجه ستوكهولم التي من يدخلها ينتابه احساس بانه قد وطا التو خلية نحل كل الذين فيها منطلقين مسرعين في اتجاه ما وفي هدف ما وكل شخص فيها محاط بعالمه الخاص من الامنتيات و الاحلام.

اليوم وبعد تجهيزات طويلة لسفرتنا الى الوطن الام, العراق, بعد اتصالات كثير و تساؤلات اجابها الايمان بمشيئة الله وانه هو الوحيد القادر على اخذها كما اعطاها.. وبعد الاتفاق مع كل الاهل و الاصدقاء في الداخل و الخارج على انني خلال ايام سوف ارحل الى بلدي الحبيب. وكخطوة اولى الاتجاه الى سفارتنا التى طالما ارهبتنا في الزمن الماضي ولكني اليوم سعيد لانني اول مرة منذ سنين طويلة سوف اطأ في ارض السفارة العراقية.. الارض التي حسب الاعراف الدولية يعترف بها جزأ من ارض الدولة التي تمتلك السفارة.. يعني سوف اطا ارض العراق.. الطاهرة التي تستحق التقبيل.

بعد تحقيقات طويلة ومتابعات شيقة من تلفزيوننا الحبيب الفيحاء الذي رسم لنا صورة وردية عن سفاراتنا العراقية وخصوصا السويدية منها. انتابني شعور بالعودة الى احضان الوطن.. نعم سوف اطا ارض السفارة وهناك سوف اكون في جزء من ارض الوطن. احساس لا يوصف. بعد ما شاهدته من قناة الفيحاء الغرة شأت وبقلب حار ان انتفخ مثل الديك و قمت باصطحاب اصدقائي من جنسيات اخرى. " شاب دنماركي يعمل معي وفتاة سويدية كذلك". بعد سوآل هنا وسوآل هناك تمكنا من الوصول الى السفارة العراقية التي لم يبدو عليها لا علم ولا حتى قطعة توضيحية. وبعد محاولات لمدة 3 ساعات في الاتصال بهم لم يتم الاجابة علينا سوى باغلاق الهاتف في وجهنا.

شعرت ببعض الاحراج لكنني كنت اجد اعذار مختلفة للاخوان في سفارتنا العراقية الذين يمثلون جمهورية العراق. بلدي الحبيب الذي يتغنى به الشعراء على قناة الفيحاء كل يوم. بلد العلم و الادب و الطب و النظام و القانون الاول في هذه البسيطة. على كل .. توجهت الى السفارة ودخلت من بوابتها ومن الواضح انها بوابة خلفية لانها كانت عبارة عن ممر ضيق متسخ الارض وملئ بالقاذورات.. الحائط ملي باوراق معبأة باسماء لم افهم ما هي.. هل هي اسماء المسرحين من الخدمة ام المحكوم عليهم بالاعدام ام المطلوبين للعدالة سأل احد الاصدقاء معي.. فاجبته بانني لا اعلم اكثر منه عن هذه الاوراق التي ملات الجدران.

وجوه العالم التي تواجدت في الممر مألوفة فهي سمراء او حنطاوية رسم الحزن عليها صورته فعرفت انها السفارة العراقية..

السلام عليكم: فلم يجبني احد.. دخلت قاصدا اكتشاف المكان.. فوجدت ما يشبه غرفة الاستعلامات باضاءة ضعيفة وبعض النساء يجلسن على كراسي لا تشبه بعضها البعض وكأنها "من كل قطر اغنية" في جهة الاستعلامات توجد ثلاث شبابيك, امام كل شباك يقف خمسة او ستة مراجعين في صف واحد جوار بعض و الجميع يتحدث مع الموضف الذي يجب الاول حينا و الثاني حينا اخرى ثم يصرخ احد من ورائي مسلما على الموظف الذي يدعوه لتناول الشاي معه في الداخل.. وبالطبع بعد دقائق يدخل هذا الشخص الذي لم نعلم ان كان عاملا ام صديقا لهذا الموظف الخارق الذي يصر على اتمام معاملة ستة اشخاص دفعة واحدة. المهم بعد بحث بسيط وجدت ان جهاز تسلسل الصف موجود في زاوية الغرفة ولا اعلم ان كان احد قد استعمله قبلي.. فضغطت علي الزر فجائني رقم 35 وكنت سعيدا ان هناك 35 شخصا استعملوا هذا الجهاز هذا اليوم ربما..ولن اكون متشائما كي اقول انني رقم 35 في عمر الجهاز كله.
جلست محاولا شرح الامر لاصدقائي محاولا افهامهم ان الذي يجري امامهم ليس فوضى وانما هو ان بعض الاشخاص على عجلة من امرهم فقط الان. على كل.. جلست لما يقارب النصف ساعة وانا انتظر ان يتم الضغط على رقم 35 ولكن لم يظهر اي رقم.. ولم اسمع ان صوت يدل على ان هذا الجهاز الذي استعملته كان على قيد العمل. فتوجت الى احد الشبابيك الذي كان يجلس خلفه موظف مكتئب الوجه وكانه في عجلة من امره منتظرا ان اقول ما لدي.

مساء الخير.. حييته.. فاجاتب تفضل..
عفوا.. اريد اطلع الجواز العراقي علمود ارجع للعراق بجواز عراقي..
فاستدار و اعطاني ورقة واحدة فقيرة.. تفضل
فاجبته بان لدي مشكلة الاوراق الثبوتية حيث انني لا املك اي شي..
فصرخ في وجهي اخي هاي مو مشكلتنا.. روح دبر لك شهادة جنسية وهوية وتعال بعدين..
فاجبته اخي العزيز تدري ان العراقيين اللي هنا ضحوا بكلشي لحد ما وصلوا واي اوراق ثبوتيه ما عندي..
فصرخ في وجهي اخي ما اكدر اساعدك جيب الاورق بعدين دز عليهم من العراق لو من اي مكان..
فحاولت ان احافظ على الابتسامة في وجهي وقلت بصوت بدا يعلوا قليلا..
اخي العزيز آني عراقي وآني هسة بالسفارة العراقية واي اوراق ما عندي وماعندي شخص بالعراق يكدر يساعدني فلو تكدر انطيني رقم تلفون دائرة معينة بالعراق اتصل بيهم علمود الاوراق مالتي..
فاجابني بانهم ليسوا مسؤولون عن مثل هذه الاعمال وان المشكلة مشكلتي.. رغم انني املك اوراق من الدوائر السويدية التي تثبت عراقيتي كذلك املك اوراق جوازات وهويات والدي العراقيين ولكن كل هذا لم ينفعني في شي حسب ما ابلغني الاخ الموظف المسكين في تلك السفارة المسكينة.

خرجت من سفارتنا خلال ذلك الممر القذر وبيدي ورقة فقيرة والناس لازلت تصرخ امام تلك النوافذ الضيقة للاستعلامات التي يجلس خلفها موظفين يستقبلون خمسة او ستة مراجعين مرة واحدة.

أرفع مشكلتي الى من يهمه الامر وارجو ايجاد حلا لهذه المشكلة وكذلك اتمنى ان كان حل مشكلتي مستحيلا اتمنى على المسؤليين ان يحسنوا صورة العراق في الخارج من خلال تحسين وضع السفارات و اشغالها بالناس الكفؤيين الذين يقدرون قيمة عملهم في تمثيل العراق العظيم في الخارج.

اخيرا اود ان اقول انني اريد العودة الى بلدي.

بسام البغدادي
مخرج وكاتب سينمائي



#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميادة العسكري ابنة العراق
- وصايا التاريخ العشرة
- وصايا التأريخ المقدسة العشرة
- كي لا ننسى! الى روح الشهيد احسان
- عندما نصوم ونفطر على بباي
- لا أنتخابات ولا هم يحزنون
- لماذا لا يكون اسم رئيسنا زينة


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بسام البغدادي - السفارة العراقية في السويد