آن الاوان لتطوير النضال الوطني والعالمي ضد الامبريالية الامريكية واداتها الاجرامية اسرائيل

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اتسع الوعي الوطني والعالمي للدور الفعال للنضال التضامني العالمي واتضح تاثير انتصار أي شعب من شعوب العالم على الوضع العام للبشرية بل ويشكل نصر لها. وان كل تجربة ناجحة هي اغناء لتجارب البشرية في النضال ولذلك عمد اعداء البشرية ولاسيما الامبريالية الامريكية وادواتها من انظمة دكتاتورية وعنصرية على استخدام افضع الجرائم ضد بعض الشعوب لتقديمها مثلا لتركيع شعوب العالم . واحتل الشعب الفلسطيني المختبر الرئيس لكل تلك الجرائم ومن ثم الشعب العراقي . واتسع الوعي الوطني والعالمي بالدور الموكول لاسرائيل كاداة لفرض الهيمنة الامبريالية على الشرق الاوسط واتسعت الادانة الوطنية والعالمية لما اقترفته اسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وبحق شعوب البلدان العربية المجاورة وحتى البعيدة عبر حروبها العدوانية واجهزتها الاستخبارية ومنظماتها الاجرامية خلال ما يزيد عن نصف قرن . وتطور النضال منذ تاسيسها من مظاهرات سنوية ضد وعد بلفور البريطاني الى تشكيل اول الفصائل المقاومة لاقامة اسسها . ورغم اقرار مجلس الامن بتأسيس دولة اسرائيل على الاراضي الفلسطينية المغتصبة دون اعتراض مندوب الاتحاد السوفيتي، الذي سجلبذلك اكبر برهان على انحراف الحزب الشيوعي السوفيتي عن النهج الماركسي، تطور النضال ضد سلب الشعب الفلسطيني ارضه من تظاهرات تعم البلدان العربية الى تظاهرات تعم العالم ضد حروبها العدوانية التوسعية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة .
وعبر نصف قرن عانت خلالها البشرية من انهيار طلائعها الثورية تمكنت الامبريالية الامريكية من تدجين معظم الانظمة العربية ولاسيما النظام المصري والاردني والسعودي لدعم هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط بقيادة اسرائيلية بل وفرضت عليهم عقد الاحلاف العسكرية والسياسية مع اسرائيل . وتمكنت اسرائيل من احتلال كل فلسطين بل والتوسع على حساب الدول العربية المجاورة في سوريا والاردن ولبنان. ولكنها لا ولن تستطع تركيع الشعب الفلسطيني ووقف مقاومته . اكثر من نصف قرن وشعب ينزف دما ويرضع اجياله دما ويعلم شعوب العالم دروسا في المقاومة وينبوع للابداع في فنون المقاومة بل وبفنون القيادة الجماهيرية التي لايمكن لاي متخاذل او انتهازي ان يضللها او يركعها . انها صرح لقانون ديالكتيك مادي تاريخي قانون مقاومة الظلم والاستبداد والاستعباد قانون سيبقى سائدا ومتطورا ما دام على الارض علاقات انتاج قائمة على الاستغلال والاستعباد وسلاح فعال لتحرير كل شعب ولتحرير عموم البشرية . فلا مهادنة ولا استسلام لاعداء البشرية فكل مهادنة واستسلام تطيل في عمر النظام الراسمالي وادواته الانظمة الامبريالية والعنصرية .
واذ تهب شعوب العالم اليوم لنصرة الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على غزة المحاصرة وتتصاعد الادانة لحرب الابادة الاسرائيلية ضد غزة وتبرز شعارات مطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل . في حين يقف مجلس الامن الذي مرر عبر تاريخه كل جرائم الامبريالية الامريكية واسرائيل في فلسطين وفي جميع مناطق العالم داعما لموقف اسرائيل ومساويا بين المجرم والضحية مشترطا قتل المقاومة الفلسطينية كاكبر طموح لاعداء البشرية واسطع امل ومدرسة لعموم البشرية . ولم يتجرأ أي من الانظمة العربية التي اقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل على قطع علاقاته معها وتستمر بل وتتصاعد حرب الابادة بحق الشعب الفلسطيني فقد آن الاوان لتطوير وسائل واساليب الكفاح الوطني والعالمي . فعلى شعوب العالم ولاسيما العربية منها وعلى طلائعها الثورية تطوير وسائل واساليب كفاحها لتهديد مصالح الامبريالية الامريكية القائمة على نهب واستثمار ثروات العالم ولاسيما استخدام سلاح النفط الذي رفعته شعوبنا ابان العدوان الثلاثي على مصر في خمسينات القرن الماضي وثبت نجاحه الباهر . بل ويجب تطويره في حال رفض الانظمة العربية التابعة من تنفيذه بفرض عمال النفط المدعمين بتضامن شعوبهم وشعوب العالم على وقف انتاج وتصدير النفط . وهنالك سلاح فعال اخر والامبريالية الامريكية تمر باخطر ازمة اقتصادية وهو سحب الارصدة العربية من البنوك الامريكية الذي لايمكن ان يتم الا بتصعيد النضال الجماهيري على الصعيد الوطني والعالمي . كما يمكن لعمال العالم ان يرغموا اعداء البشرية على وقف جرائمهم باضرابات عامة شاملة لجميع الموانئ الامريكية والاسرائيلية لشل الاقتصاد الامريكي والاسرائيلي الطفيليين .
ان البشرية بوحدتها ووحدة اهدافها تملك من الطاقات والامكانيات والخبر والتجارب ما يمكنها من قهر اعدائها والتحرر من جرائمهم بتعزيز ثقتها بنفسها وبقدراتها واطلاق العنان لفكرها وطموحاتها واستخدام كل ما انجزته عبر تاريخها من علوم وتكنولوجيا ليس في تطوير وسائل واساليب مقاومتها للظلم والاستعباد فقط بل والتدرب على تنظيم كل جوانب حياتها الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية دون الحاجة الى طبقات او فئات تتحكم بها وبقدراتها وتعيش على دمها وتجثم على اكتافها.
سعاد خيري في 5/1/2009

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات