كيف ينظر الاتحاد الأوربي لاتحاد المغرب العربي

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

سيبلغ سكان اتحاد المغرب العربي أكثر من 100 مليون نسمة، بذلك سيشكل سوقا مهما للاستهلاك وعلاوة على هذا يحتل الإتحاد موقعا جيواستراتيجي حيوي بالرغم من التفاوتات بين مختلف الدول لكن من الأكيد أن الإتحاد الأوربي يعتبر منذ 1995 على الأقل أن اتحاد المغرب العربي من أهم الورقات الحاضرة بقوة في استراتيجية على الصعيد الإقليمي أو الصعيد العالمي، إلا أن أوربا تفضل أن تتعامل مع اتحاد المغرب العربي كوحدة وليس كبلدان مكونة للاتحاد.

فهل هذا يعني أ، أوربا تجاوزت العقلية التي كانت تستغل الحساسيات بين الدول المغاربية وتداعيات القائمين على أمورها فيما بينهم واستعمال بعض الخلافات الآتية ومهما يكن من أمر فإن دول المغرب العربي تمتاز عن باقي الدول العربية الإسلامية بميزة أساسية ألا وهي أن 90% من ساكنته مسلمين سنيين مالكيين وهذه قوة تميز المغرب العربي عن الشرقيين الأوسط والأدنى.

إن السيرورة المتوسطية التي تعرفها المنطقة بدء من برشلونة في نونبر 1995 قد بسطت الطريق بتوقيع اتفاقيات الشراكة مع المغرب وتونس والجزائر، وتزداد أهمية هذه السيرورة اعتبارا بان دول المغرب العربي تشكل الواجهة الجنوبية للحلف الأطلسي أقرب نقطة لأكبر منتجي البترول في العالم وسبيل أساسي لمصدر موقع هذه الثروة النفطية، أي أقرب طريق بالنسبة لوربا في اتجاه الخليج وآسيا.

في هذا الإطار العام يجب وضع اهتمام أوربا الحالي بالديموقراطية بالمنطقة وبالتصدي للفقر والفوارق الاجتماعية العالمية.

وكانت أوربا ترغب منذ الحرب الباردة في السيطرة على المغرب العربي وفي هذا الاتجاه عملت على دعم الحوار العربي الأوربي المتوسطي، ونفس السيرورة عرفها مسلسل نهج التعاون حيث إن إعلانات التنمية ومبدأ الأفضلية في التعامل تركا مكانهما إلى منظور جديد وهو المتعلق بالشراكة في إطار التبادل الحر.

هكذا تم تخصيص ما يناهز 5 مليار أورو لبرنامج ميدا 1 ما بين 1996-1999 رغم أن هذا البرنامج لم يحقق أدنى النتائج المتوخاة اعتبارا لجملة من العراقيل ولا يخفى على أحد أن من بين الأسباب التي دفعت الإتحاد الأوربي إلى الاهتمام بالمغرب العربي، الاهتمام الأمريكي الكبير بالمنطقة المندرج في إطار ما يسمى باستراتيجية الأولوية أو الأسبقية القصوى المبلورة من طرف البانتغون منذ سنة 1992 وكذلك مشروع الشراكة الأمريكي المغربي المعروف تحت اسم " إيز نسطادت" وكل هذه العوامل ساهمت في تسريع وثيرة اهتمام أوربا بالمغرب العربي بمنظور جديد.

وفي هذا الإطار يمكن إشارة إلى اهتمام القطاع الخاص الأوربي ببلدان المغرب العربي حيث أن مجموعة فيفاندي تمكنت من وضع اليد على 30% من رأسمال اتصالات المغرب، وتمكنت مجموعات برتغالية وإيطالية من وضع اليد على 3 معامل إنتاج الإسمنت بتونس، دون نسيان أن لأبناك الأوربية عملت في السنوات القليلة الأخيرة على تنمية مشاركتها في رأسمال الآبناك المغاربية.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات