الشرق الأوسط الكبير مخطط أمريكي بامتياز

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 771 - 2004 / 3 / 12 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد نشرت أكثر من صحيفة عالمية تصريح كل من وزير الخارجية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط " مارتن أنديك" والصحفي المشهور " توماس فريدمان " والذي تضمن دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها بتونس في نهاية مارس 2004، وذلك باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت دولة شرق أوسطية منذ احتلالها للعراق.

وفي هذا الصدد عملت أمريكا على التحرك في المنطقة اعتبارا لكون تلك القمة ستنعقد شهورا قبل الانتخابات الرئاسية بأمريكا، ولا بد لجورج بوش – الذي يطمع في ولاية ثانية – لضمان حماس أغلب القيادات العربية كما حدث في الانتخابات السابقة التي قادته إلى ولاية أولى.

لكن الأهم من هذا هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لتكون القمة العربية القادمة بداية انطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير بأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية وهو مشروع يهدف بالأساس إلى فرض تعديلات جوهرية على البنيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمنطقة الشرق الأوسط، وقد اختارت واشنطن الشروع بالعمل الثنائي مع كل دولة على حدة قصد التواصل إلى غاية، علما منها أن العمل مع دولة المنطقة مجتمعة سوف لن يمكنها من المبتغى.
كما تسعى واشنطن جاهزة إلى إشراك أوربا في عهد المخطط لتتقاسم معها الأعباء باعتبار أن المهمة ستكون شاقة لا محالة.

وفي هذا الإطار تدخل زيارة ولي عهد البحرين في 12 فبراير 2004 و الرئيس التونسي في منتصف فبراير ورئيس الحكومة الإسرائيلية في أواخر فبراير والرئيس المصري في بداية مارس إلى واشنطن.
وقد أشارت مختلف وسائل الإعلام أن موضوع زيارة المسؤول البحريني لأمريكا تمحور حول منطقة التبادل الحر بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية وبذلك تكون البحرين ثاني دولة عربية – بعد الأردن – توقع مثل هذه الاتفاقية وذلك في انتظار التحاق مصر والمغرب ودول أخرى.

وفيما يخص تونس فقد لاحظ الجميع توثيق علاقاتها بواشنطن في السنوات الأخيرة لاسيما وأنها لعبت دورا كبيرا في جهود تفكيك أسلحة الدمار الشامل بليبيا، في هذا الإطار كشفت الصحف على استعداد أمريكا للقيام بتداريب ومناورات عسكرية مع تونس والمساهمة في تدريب الأجهزة الأمنية التونسية وتقديم دعم مالي واستثماري لتعزيز الاستقرار الداخلي بتونس.

أما بخصوص إسرائيل، فيبدو أن خطة إخلاء مستوطنات قطاع غزة تسعى بالأساس للحصول إلى المزيد من الدعم الأمريكي لاسيما الدعم المالي والدعم العسكري .

وبخصوص مصر، فإن القضية الفلسطينية لازال حاضرة في عمق المحادثات، لاسيما وان القاهرة لازالت تطرح ضرورة حل القضية الفلسطينية باعتبارها تمثل جسرا لحل جملة من القضايا، لاسيما الداخلية منها على المستوى العربي، ومثل هذا الطرح لن يرضي واشنطن، الشيء الذي دفعها إلى تهميش مصر في جملة من القضايا كما أن الكونغرس الأمريكي سعى إلى إيقاف المعونات العسكرية المخصصة لها وأقر بالاكتفاء بالمساعدات الاقتصادية.

وهكذا تبين أن واشنطن سائرة بخطوات أكيدة في تهييء الشروط الثنائية مع البلدان العربية على حدة، لجعل العالم العربي أمام الأمر الواقع بخصوص مشروعها بالمنطقة.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات