أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - طبيعة العمل الجمعوي حاليا بالمغرب















المزيد.....

طبيعة العمل الجمعوي حاليا بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عرف العمل الجمعوي ببلادنا خلال المرحلة الأخيرة انتشارا ملحوظا إذ عاينا تكوين و تأسيس جمعيات في مختلف المدن المغربية و حتى في بعض القرى النائية. و هكذا لم يعد العمل الجمعوي ظاهرة ثقافية فقط و إنما أضحى ظاهرة اجتماعية بامتياز. و قد لاحظنا بروز عدة جمعيات في وقت وجيز اهتمت بمختلف القطاعات و المجالات ( الثقافة، تأطير الطفل و الشباب، المرأة، الترفيه، المعلوميات، المعاقون، العمل الاجتماعي و الرياضي و الفني، التوعية و التعبئة، محاربة الأمية، التربية على المواطنة، التنمية، البيئة...)
فلم يعد العمل الجمعوي بالمغرب هاجس بعض المثقفين أو بعض الهيئات المنحصرة في المدن الكبرى، بل أصبح يعبر عن حاجة ملحة لدى كل المثقفين و المتعلمين في المجتمع المغربي.

لقد عرف العمل الجمعوي تطورا كبيرا و اتساعا في آفاقه و اهتماماته و في الإشكاليات المعتنى بها (الصحة، البيئة، البحث و التوثيق، التراث، التهميش و الإقصاء، الفقر، تفعيل آليات التنمية و المشاركة، التثقيف و التربية على المواطنة و حقوق الإنسان و الديمقراطية...).

أضحينا نعاين باستمرار رجالا و نساء، شبابا و كهولا، يجتمعون لإحداث جمعية قصد تحقيق مشروع مبلور من طرف الإنسان لفائدة الإنسان.و هكذا أضحت الجمعية كيانا مستقلا تشكل مؤسسة جوهرية في المجتمع.  علما أنه في المجتمع الديموقراطي لا غنى عن جمعيات المجتمع المدني لتوسيع دوائر مساهمة الأفراد في مسلسل التنمية.


و هنا يبرز الدور الأكيد لمسألة الحرية، إذ لم يعد تخفى على أحد الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها حرية العمل الجمعوي في مسلسل التنمية و في قيام و دعم دولة الحق و القانون. و حرية العمل الجمعوي تستوجب احترام جملة من المبادئ و المعايير، نذكر منها حق تأسيس و إدارة الجمعيات بحرية و عدم إخضاع أعضائها لأي تدبير يحد من تلك الحرية و عدم إخضاع الجمعيات لأي تدبير إداري بالحل أو التوقيف أو التعليق المؤقت إلا إذا اتخذت من طرف القضاء في إطار محاكمة عادلة.

خصوصا و أن الجمعيات ببلادنا أضحت تقوم بدور فاعل في تلبية جملة من الاحتياجات و تساهم في تسهيل إحداث التغيير الاجتماعي نحو الغد الأفضل.

وكما يقول الشاعر عبد اللطيف اللعبي "العمل الجمعوي يشبه ما يسمى بموجة العمق la lame de fondلأنه يرتبط بهموم و اهتمامات و تطلعات قطاعات اجتماعية لا يستهان بها, تلك القطاعات التي كانت إلى حدود العقد الأخير مهمشة عن الحقل الفكري و الثقافي". و في نظر عبد اللطيف اللعبي عاين المغرب في السنوات الأخيرة دخول متصارع جديد في الحلبة الثقافية، مغاير للعامل الذي كان مسيطرا سابقا و هم المثقفين المرموقين المتمركزين في المدن الكبرى.

و هكذا منذ عقد من الزمن أصبح العمل الجمعوي بالمغرب إطارا تابتا للممارسة الثقافية، كما أصبح يعكس القضايا الفكرية و الثقافية المركزية في الساحة الوطنية و القومية. كما أضحى العمل الجمعوي يساهم بقدر كبير في خلق روابط بين الجماهير المهمشة في الأحياء الشعبية سواء في المدن الكبيرة و الصغيرة أو في القرى من جهة و الإنتاج الفكري و الثقافي من جهة أخرى. و هو الآن يسعى نحو بلورة و إبراز الاهتمامات الفكرية و التعبيرات الثقافية المحلية متأثرا بالتغييرات الاقتصادية و الاجتماعية و فاعلا فيها أحيانا.

و لم يكن ليتأتى له هذا إن هو لم يبدأ بخطو خطوات ثابتة على درب تجاوز العلاقات الآلية التي تحكمه منذ انطلاقته في خضم الحركة الوطنية إلى حدود سبعينات القرن الماضي بالعمل السياسي و خصوصا بالولاء الحزبي الضيق. و هذا في حد ذاته يعتبر تطورا في الوعي بخصوصية العمل الجمعوي و باستقلاليته النسبية عن المجالات الأخرى، و كذلك بطبيعته الديمقراطية المفترضة.

 

 

 

و في تقديري أصبح لازما علينا توفير مختلف الشروط لتكريس هذا المسار باعتبار أن العمل الجمعوي يتميز أكثر من غيره بطابع الممارسة الاجتماعية، و علاقة الجمعية بجمهورها علاقة مباشرة و يومية، و هكذا فإن ممارستها تخضع على الدوام لمحك الواقع و لقانون الصراع، و بالتالي تكون دائما مطالبة بالتطور بوثيرة تجعلها قادرة على تكريس صيرورة تجميع الشروط الدافعة إلى إحداث التغيير بالمجتمع.

إلا أنه لا زالت هناك بعض النواقص. فإذا كان العمل الجمعوي بالمغرب قد تمكن من تجاوز بعض السلبيات التي حدت من فعاليته سابقا، لاسيما تلك المتعلقة بسيادة نزعة تجزئة العمل الجمعوي، الشيء الذي أدى إلى تحويل الجمعيات إلى شبه حلقات مغلقة على نفسها و متنافرة فيما بينها – و كان ذلك على حساب شمولية الفعل الجمعوي- فإن هناك نواقص لازالت حاضرة و مستمرة في فعل فعلها.

إن المتتبع للعمل الجمعوي ببلادنا يلاحظ أن أغلب الجمعيات تفتقر إلى أرضية و رؤية و توجه واضح المعالم و محدد المقاصد، و هذا ما يفسر، إلى حد كبير، استمرار سيادة العفوية و البراغماتية و الارتجالية في العمل الجمعوي و يكرس جملة من السلبيات نكتفي بذكر منها، الاكتفاء بالجاهز و التقوقع في حلقة التكرار المفرغة دون تفعيل آليات الإبداع و الابتكار، و تكريس علاقة شاذة غير خلاقة مابين الجمعيات و الفاعلين المجتمعين الآخرين بما فيها الهيئات و المؤسسات العمومية و السلطات.

) و هذا يجر إلى الحديث، و لو بعجالة عن الثقافة الجمعوية la culture d’association (   و الأسس العامة للعمل الجمعوي.

فالثقافة الجمعوية تشمل مختلف الوسائل التي عبرها و بواسطتها يدبر الإنسان علاقته مع العالم. و يبدو أن أحسن طريق حاليا لدعم الفاعلين الجمعويين تمكينهم من الوعي بالثقافة الجمعوية لأنها ثقافة تسعى بالأساس إلى جعل كل فرد فاعل حر، عن علم و بمسؤولية و روح تضامنية، و تمكينه من المساهمة مع الآخرين في تحقيق مشروع جماعي، كما أنها تسهل الفعل الجمعوي و تقوي انتشاره و تكريسه.

و لامناص كذلك من دعم الوعي بالثقافة الجمعوية بتكريس الأسس العامة للعمل الجمعوي. و من أهمها الأصالة و الإنسانية و الوطنية و الاستقلالية و الانفتاح و الشفافية و الديمقراطية.

فالأصالة ستمكن من الانطلاق من المقاربة العامة للهوية و الإطار المرجعي للحضارة المغربية و التراكم التاريخي للثقافة المغربية. و الإنسانية تضمن اعتبار كل عمل جمعوي

 

عمل إنساني في طبيعته و مقصده. و الوطنية تكرس ارتباط العمل الجمعوي بالشأن الوطني و الروح الوطنية. و الاستقلالية تضمن عدم الارتهان بالمصالح الفئوية الضيقة و رفض توظيفه في الصراعات السياسية. و الانفتاح يقوي الاستعداد الدائم و المستدام للحوار و التواصل. و الشفافية تجنب الغموض في المواقف و الازدواجية في المعايير و الالتباس في التناول و في الممارسة. أما الديمقراطية فتسعى بالأساس إلى إشراك الجميع في اتخاذ القرار بدون وصاية أو إقصاء.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترجمة أضحت حاجة دائمة مستمرة
- سياسة المدينة رهان المستقبل بالمغرب
- كتاب - قضايا مغربية
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- العــــالـم بالـمـغـرب مـجـرد مـوظـف
- لقد فات الأوان - مجموعة قصصية
- إشكالية النفايات الطبية بالمغرب
- الاتجار في الحياة
- منع آخر للدكتور المهدي المنجرة بالمغرب
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- المغرب والتطرف الديني
- خاصية التطرف الديني بالمغرب
- لازال المغرب في حاجة لإصلاحات
- تداعيات الإرهاب بالمغرب - قراءة متعددة الزوايا -
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- لا يمكن الاستمرار على هذا الحال
- التعامل مع الفساد بالمغرب
- اغتصاب الأطفال
- الأحزاب المغربية والغباء السياسي
- حول كتاب ترجمة معاني القرآن للأمازيغية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - طبيعة العمل الجمعوي حاليا بالمغرب