أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - قضية شيخ العرب حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه















المزيد.....

قضية شيخ العرب حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:18
المحور: حقوق الانسان
    



من الملفات التي طغت على السطح مؤخرا بخصوص ضحايا العنف السياسي الذي عاشه المغرب قبيل الاستقلال، هناك ملف شيخ العرب وتنظيمه.

وإذا كان البعض منهم أعدموا على يد الجنرال أفقير في يونيو 1964، والذي رمى جثتهم في شاطئ الدار البيضاء، فإن أغلب مناضلي التنظيم ذاقوا أنكل أنواع التعذيب والاختطاف والاعتقال القسري سنة 1967.

فمن المعلوم أن ستينات القرن الماضي ظلت مطبوعة باحترام الصراع بين القصر وحلفائه من جهة والجناح الجذري الراديكالي للحركة الوطنية من جهة أخرى ومنذ سنة 1956 إلى نهاية ستينات القرن الماضي عاش المغرب صرا عات دموية تخللتها تصفيات جسدية واغتيالات واختطافات من أجل القتل والتنحية استهدفت بالأساس قادة سياسيين ومقاومين ورؤوس جيش التحرير المغربي، وهذا دون الحديث على اعتقالات التعسفية بالجملة وعن النفي الاضطراري للكثير من المناضلين ومن بين هؤلاء هناك شيخ العرب، وهو مغربي من أصل سوسي ( جنوب المغرب) من أبناء إقليم طاطا التحق بصفوف جيش التحرير بالجنوب لاستكمال مواصلة الكفاح المسلح من أجل استكمال تحرير بالجنوب لاستكمال مواصلة الكفاح المسلح من أجل استكمال تحرير باقي المناطق المغربية التي طلت محتلة بعد الإعلان عن الاستقلال سنة 1956 والذي اعتبره بمعية جملة من رفاقه استقلالا مبتورا وناقصا علما أن الشق الجنوبي لجيش التحرير المغربي رفض شروط الاستقلال المعلن سنة 1956 كما رفض الواقع السياسي الذي تمخض عنه لاسيما المناضلين وأعضاء جيش التحرير الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال وكرامة المغاربة وشيخ العرب – رفقة جملة من رفاق دربة النضال، مثل أحمد بوشلاكن وحميدو وعبد الله الصنهاجي – كان من المؤمنين بالكفاح المسلح لاستكمال استقلال البلاد، وبالتالي دافع على ضرورة الاستمرار في النضال وحمل السلاح إلى أن يتم تحرير آخر شبر من أراضي المغرب، وبذلك اعترض بشدة على تذويب جيش التحرير أقصى كليا من أي مشاركة في مفاوضات إيكس ليبان مع فرنسا والتي تمخض عنها استقلال سنة 1956 الذي اعتبره جزء كبير من جيش التحرير المغربي استقلالا مبتورا، وكان سبب هذا الإقصاء هو بالأساس نشبت قادة جيش التحرير والمقاومة المسلحة بضرورة تحرير كل الأراضي المغربية ( ومن ضمنها الصحراء آنذاك).
وعندما تم الإعلان عن الاستقلال وحل جيش التحرير المغربي وإلحاق رجالاته ( لاسيما جيش التحرير بالشمال) بصفوف القوات المسلحة الملكية، تأسست خلايا ضمت الرافضين والمعارضين لهذا المسار.
وقد بدأ شيخ العرب مشواره الكفاحي بإقليم طاطا بالجنوب الشرقي للمغرب، قبل أن يلتجأ إلى الرباط لتأطير خلايا المقاومة هناك، حيث أشرف على تدريب أعضائها على استعمال السلاح وساهم في تخطيط وتنفيذ جملة من العمليات الفدائية، إلى أن أعتقل سنة 1954 وسجن بالسجن المركزي بمدينة القنيطرة ( ميناء اليوطي سنة 1954) وسجن بالسجن المركزي بمدينة القنيطرة ( ميناء اليوطي آنذاك) بتهمة تنظيم محاولات اغتيال وحمل السلاح واستعماله، وبعد اعتقاله توجه أعضاء الخلايا الناخبين من الاعتقال الجنوب لمواصلة كفاحهم المسلح والقيام بعمليات فدائية.

اعتقل شيخ العرب سنة 1954 وأودع بالسجن المركزي بالقنيطرة بتهمة تنظيم محاولات اغتيال مسلحة وحمل السلاح وفي دجنبر 1955 بدأت عمليات الإفراج على المعتقلين، وأعطيت الأولوية لمعتقلي فاس والرباط مكناس، حيث تم تعيينهم مباشرة في مناصب إدارية، في حين تم الاحتفاظ بشيخ العرب ورفاقه من أبناء سوس والريف وراء القضبان الحديدية السميكة وخلف الأسوار العالية، انتظر هؤلاء الإفراج لكن بدون جدوى، لذلك قرروا الفرار.

وفي بداية شهر مايو 1956 تمكن شيخ العرب ورفاقه من الفرار من السجن، وقد تسترت السلطات الرسمية على هذا الفرار تفاديا للفضيحة باعتبار استمرار اعتقال المقاومين، وقد اختبأ بدار إحدى المقاومين بمدينة القنيطرة قبل التنقل إلى مدينة الرباط لإعادة ربط الاتصال بأعضاء تنظيميه، وبعد ذلك توجه إلى الجنوب ليلتحق بصفوف جيش التحرير سنة 1957.

وقد كان شيخ العرب ورفاقه يوجهون ضرباتهم ضد الخونة والعلماء والفاسدين في الجهاز الإداري، لاسيما وأن رفاق الأمس عملوا على إقفال جميع الأبواب أمامهم مستغلين مواقعهم بهرم السلطة.
ولما تمادى شيخ العرب في انتقاد ومحاسبة قيادة جيش التحرير، عمل هؤلاء على طرده من صفوفه.
وبعد اعتقال العديد من قادة حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية في صيف 1963 – وكان من ضمنهم اليوسفي والفقيه البصري وعمر بنجلون وآخرون – اضطر شيخ العرب إلى التوجه إلى الجزائر فرارا من المطاردة وهناك واصل عمله في بناء الخلايا المسلحة وتدريبها قبل العودة من جديد إلى المغرب لمواصلة مسيرته.
لقد ظل شيخ العرب على امتداد عشرين سنة، من 1944 إلى 1964 ثائرا تربك خطط الأجهزة الأمنية التي كان يشرف عليها آنذاك الجنرال أفقير.

وفي صباح 7 غشت 1964 حاصرت القوات العمومية شيخ العرب رفقة رفاقه – ومن ضمنهم إبراهيم الحلاوي وجوهر أحمد – في أحد المنازل العتيقة بالدار البيضاء، إلا أن شيخ العرب لم يستسلم وظل يتراشق بالرصاص مع القوات العمومية، وفي الأخير أطلق الرصاص على نفسه وبذلك فوت الفرصة على الجنرال أفقير – الذي كان يقود الحصار بنفسه – اعتقاله وإلقاء القبض عليه حيا علما أن السلطات أذاعت آنذاك أن شيخ العرب قد أصيب برصاص قوات الأمن عندما رفض الاستسلام.
ورغم موت شيخ العرب واعتقال وإعدام عدد من أعضاء تنظيمه إلا أن العديد منهم استمروا في النضال بعد التحاقهم بتنظيم الفقيه البصري، إلى أن اعتقلوا وحوكموا، وبعضهم أعدم في 1971 و 1973 و 1975.

" وشيخ العرب " هو لقب والاسم الحقيقي للمناضل هو فوزي، ولهذا اللقب حكاية ظريفة كشف عنها المناضل محمد لومة في إحدى كتاباته، مقول الأستاذ لومة أنه خلال الأيام الأولى لاعتقال المناضل فوزي، لاحظ بأن بعض المعتقلين من مدينة فاس ومكناس والرباط تأتيهم وجبات غذائية من مطعم خاض بالقنيطرة، بينما يكتفي باقي السجناء بطعام السجن الرديء جدا فبادر إلى تنظيم إضراب عن الطعام لوقف هذا التمييز رافعا شعار " إما المساواة في الطعام وإما لا أكل على الإطلاق، واعتبارا لما كان معروفا عنه من أخلاق عالية وتدين فقد أطلق عليه البعض لقب شيخ الإسلام إلا أنه رفضه، لكنه قبل لقب شيخ العرب، ومنذ ئد ظل يعرف بشيخ العرب.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحاب فكر الدكتور المهدي المنجرة - الحلقة الأخيرة
- في رحاب فكر الدكتور المهدي المنجرة -حلقة3
- في رحاب فكر الدكتور المهدي المنجرة حلقة2
- في رحاب فكر الدكتور المهدي المنجرة - الحلقة1
- لامناص من استمرارية التفكير النقدي بالمغرب
- طبيعة العمل الجمعوي حاليا بالمغرب
- الترجمة أضحت حاجة دائمة مستمرة
- سياسة المدينة رهان المستقبل بالمغرب
- كتاب - قضايا مغربية
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- العــــالـم بالـمـغـرب مـجـرد مـوظـف
- لقد فات الأوان - مجموعة قصصية
- إشكالية النفايات الطبية بالمغرب
- الاتجار في الحياة
- منع آخر للدكتور المهدي المنجرة بالمغرب
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- المغرب والتطرف الديني
- خاصية التطرف الديني بالمغرب
- لازال المغرب في حاجة لإصلاحات
- تداعيات الإرهاب بالمغرب - قراءة متعددة الزوايا -


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - قضية شيخ العرب حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه