أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام حسن - حوار سياسي وفكري مع السيد دهام حسن....















المزيد.....



حوار سياسي وفكري مع السيد دهام حسن....


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترحيب:
يسعدنا أن نستضيف في الحلقة ( 34 ) من " ضيف تحت المجهر " قلما رزينا في مقارباته ، وفي عمق تحليلاته الفكرية، وفي رهافة ذوقه الجمالي ، وفي استحضاره للضمير الجمعي والإنساني ...قلم تمتح مرجعياته الفكرية وممارساته من أكبر المنظومات المعرفية والقيمية والإيديولوجية التي عرفتها الإنسانية ، وخصوصا المنظومات الاشتراكية... فمرحبا بك أخي دهام حسن ضيفا على حلقتنا هذه ، ونرجو أن تكون هذه الحلقة حلقة فكرية بامتياز نلامس ونخلخل معك فيها بعض القضايا الفكرية والإيديولوجية التي تستأثر باهتماماتنا المعاصرة المشتركة ، مع فتح بعض النوافذ إن أمكن على شخصيتك الفكرية والإبداعية والإنسانية عامة ... تمنياتنا للجميع حلقة مفيدة وممتعة كالعادة...

أسئلة الافتتاح:
1 ــ نظرا لاهتمامك بالثقافة الماركسية ، أود أن أسألك في بعض القضايا الفكرية والسياسية المعاصرة المرتبطة بالمنظومة الاشتراكية والرأسمالية أساسا في ظل سيادة القطبية الرأسمالية الأحادية في العالم ، هناك الآن هيمنة للمنظومة الرأسمالية في الخطاب والسياسة العالميين إلى الحد الذي جعل البعض بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وجدار برلين يقول بموت المنظومة الاشتراكية ، ونهاية التاريخ ( فوكوياما ) . في نظرك ، هل بالفعل هناك موت للمنظومة الاشتراكية ( فكرا وسياسة ) ، وبالتالي لم يعد لها أي دور في تاريخنا المعاصر ؟ مع العلم أن مبرر الأطروحات النقيضة للمنظومة الاشتراكية لا زالت قائمة ( الرأسمالية وتناقضاتها المجتمعية والدولية ) ؟
2 ــ في نظرك ما هي أسباب إخفاقات تطبيق وضعف انتشار الخطاب الماركسي في عالمنا العربي ؟ وهل هناك أمل لعودة الماركسية والفكر الاشتراكي خصوصا ونحن نسجل هذه العودة القوية في أمريكا الجنوبية ؟ .. مع مودتي الأخوية..

دهام حسن :
أخي محمد ... بداية أشكرك على تحيتك وترحيبك في هذه المقدمة الكبيرة الفحوى ، التي أسرتني بجميل عباراتها وسمو ذائقة وثقافة صاحبها،والتي فاقت قدراتي الثقافية في التناول والمقاربة ، كما أشكر الأخت العزيزة الزهراء فاطمة على تحيتها السباقة، وهي تحثني على الكتابة في الموضوع ...
لكي أكون متسقا في ردي ، وبحدود معالجتي المتواضعة للموضوع ، سأحاول أن أجتهد في قراءاتي ، وأكون منسجما بالتالي مع قناعاتي .. أنا كإنسان ذي ثقافة ماركسية ، أنظر إلى الماركسية كمنهج علمي ذي قوانين علمية – قانون صراع الأضداد – قانون نفي النفي – قانون الكم والكيف .. وأظن أن هذه القوانين ما زالت صالحة، وتفعل فعلها في المجتمع والتاريخ ، ومن أن تطور المجتمعات عملية طبيعية تاريخية لا تتوقف؛ وفي ضوء ذلك تأتي قراءاتي وتحليلي للأحداث، وتصوري بالتالي للمستقبل ..لهذا عندما أندار إلى النظام السوفيتي السابق ، لا أرى فيه نظاما اشتراكيا، لأن الاشتراكية هي السرور والبحبوحة، وليس الفقر والقمع، فالنظام السوفييتي كان ينفرد بنمط من الإنتاج تحتكره الدولة " الدولنة " أو ما اصطلح عل تسميته تهذيبا ( نمط الإنتاج السوفييتي ) وأني آخذ بفكرة سمير أمين من أن الاشتراكية هدف اجتماعي لا يزال مشروعا مستقبليا ، وليس نموذجا محققا يمكن الاكتفاء والتمثل به، ..لماذا هذه القراءة والجزم بهذا الرأي ؟ وللجواب لا بد من العودة إلى الوراء، إلى البدايات ...
أكد كلاسيكيا الماركسية – ماركس إنجلز- غير مرة عن استحالة بناء الشيوعية دون أن تبلغ الرأسمالية مرحلة من التطور الصناعي ،كما توقعا وقوع ثورة اشتراكية في مجموعة بلدان أوربية في آن معا.. عندما قام البلاشفة بثورة أكتوبر ، كانت روسيا يسبقها نحو خمسين دولة من حيث سلم التطور ولم تكن بلدان العالم حينها بهذا العدد كما هي عليه اليوم، أي أن روسيا كانت تحتل درجة متأخرة جدا من حيث التخلف ، صحيح أن المستوى الموضوعي لنضوج الرأسمالية كان قد تحقق على مستوى عدد من البلدان الرأسمالية، لكن ذلك لم يتحقق في روسيا، لهذا قال غرامشي على ما يرجح :إن ثورة أكتوبر ضد رأس المال ، أي ضد تصور ماركس في كتابه رأس المال ، أي أن الثورة اندلعت في بلد مغرق في التخلف ، حيث لا يمكن بناء الاشتراكية حسب رؤية ماركس المعروفة،كما أن بليخانوف قال عن ثورة أكتوبر بأنها لن تقيم سوى ديكتاتورية قيصرية برداء بلشفي ،والمناشفة لم يتخلفوا عن ركب النقد على لسان زعيمهم مارتوف قوله بأن روسيا لم تنضج بعد للاشتراكية، ولينين نفسه كان يعمل في إطار الفكر الماركسي ، ولم يشذ عنهم.. لهذا عندما قامت الثورة الأولى في عام 1917 قبل ثورة أكتوبر عرفت بثورة تموز1917 إذا أسعفتني الذاكرة، حينها لم تنهض لنجدتها أي من التيارات الماركسية بمن فيهم البلاشفة ،وتم القضاء – كما هو معلوم ــ على تلك الثورة تمسكا بالمبادئ الماركسية، لكن عندما قامت ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 هب البلاشفة وتسنموا قيادتها ، وتذرع لينين وقتها بأن ماركس كان لا يثمن شيئا كما كان يثمن المبادرات الجماهيرية ، وبأن التاريخ مفتوح لاحتمالات عديدة. ودعني هنا أتجرأ وأقل ، أنها كانت ثورة الجياع وكانت تفتقر إلى كثير من النضج والوعي السياسي ...
نقطة أخرى أريد إثارتها وهي مسألة الديمقراطية التي غابت مع تسلم البلاشفة للسلطة،أي (حكم قيصري برداء بلشفي) كما قلنا .. فإنجلز يقرن الديمقراطية بالشيوعية بقوله الديمقراطية في أيامنا هي الشيوعية ، وكاو تسكي يأخذ على البلاشفة في مسألة الديمقراطية وكيف أنهم قضوا على الديمقراطية ، فقضيتهم إذن غير صحيحة حسب تعبيره، وماركس أشاد بالديمقراطية البرجوازية وبأنها حقيقة صحيحة لا يمكن دحضها ، وبالتالي ينبغي البناء عليها لا نفيها ، حتى أن لينين نفسه قبل ثورة أكتوبر كان يقول عن استحالة انتصار الاشتراكية إذا لم تتحقق الديمقراطية ، وبعد الثورة كان الفراق التام بين سلطة البلاشفة والديمقراطية.. هنا نستطيع أن نجمل أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار النظام الاشتراكي السوفييتي ، - الظروف الموضوعية لم تتهيأ في روسيا لثورة اشتراكية، ( درجة من التطور الرأسمالي )- افتقار روسيا لتقاليد ديمقراطية - إذن أحد الأسباب هوا لخلل البنيوي في النظام - احتدام التناقضات الداخلية على صعيد السياسة والمجتمع والاقتصاد، داخل المجتمع - انعزال الحزب عن الجماهير ، تفشي البيروقراطية داخل كوادره- تأليه القائد وهذا يؤدي طبيعيا إلى إضعاف المؤسسات الحزبية ، وتهميش الكوادر، وجرها وإجبارها للولاء للقائد- الإنفاقات العسكرية المكلفة – القضاء الفظ على الملكية الخاصة –فرض نظام حكم الحزب الواحد والذي يؤدي بالتالي إلى تجريد المواطنين من حقوقهم السياسية خاصة ـ الانتخابات مثلا وحرية التعبير عن الرأي المخالف، كان لا بد من التعددية السياسية لتفاعل القوى المتناقضة عبر صراع ينجم عنه قرار سياسي هو أقرب إلى الصواب، فالشيوعية بالتالي ليست قضية حزب ماركسي ، بل هي قضية البشرية جمعاء... روسيا لم تقدم النموذج الجذاب لا للاشتراكية ولا للديمقراطية- غياب الرقابة المجتمعية لشؤون الحكومة والتحكم بالتطور نحو المستقبل، المركزية الديمقراطية المتشددة داخل التنظيم الحزبي، إلغاء الرأي الآخر داخل الحزب، كما قلنا، وربما كان السبب في القضاء على صاحبه ، ففي أحد المصادر جاء أن من أصل 139 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية في عهد ستالين تم اعتقال وتصفية سبعين بالمائة منهم ، وعلى العموم كان نظاما غاية في الخلل والاعتلال .. لكن الشيء الذي لابد من ذكره وهو يعد مأثرة للينين لقراءته العلمية لواقع روسيا آنذاك ، فقد تنبأ بانهيار النظام السوفييتي وعودة الرأسمالية إلى روسيا ، يقول لقد فشلنا كنا نعتقد أنه يمكن بناء الاشتراكية بصيغ سحرية ، لكن الأمر يبدو يتطلب عدة أجيال ، وقد أشاد ترو تسكي بموقف لينين هذا واعتبر المرحلة الستالينية هي تمهيد لعودة الرأسمالية ...
في عالمنا العربي شهدت الماركسية حضورا ملحوظا ، ونشطت أحزابه بقوة ،لكن هذا الحضور لم يتجذر في بنية المجتمع لا معرفيا ولا حتى سياسيا ، فالفقراء انداروا للحزب وكل همهم المساواة ، أو السوائية الشيوعية الفطرية ، لكن في أول رجة للمجتمع تمخض عما بداخله من عفن الفكر القديم المتأصل ، من نزعة أصولية – روح التواكل والتقاعس – عادة القبول بالأمر الواقع دون مقاومة – سيادة العقلية القبلية – نظم أوتوقراطية وكلانية ديكتاتورية ، سيادة الغيبيات والأساطير ، أي كان بامتياز مجتمع ( ما فبل العلمي ).. دون أن ننسى أن النموذج السوفييتي أعطى مثالا سلبيا سيئا، لهذا بدأ الفكر الماركسي بالتراجع والتقلص والانزياح في بعض الأرجاء من العالم العربي ..وربما الانحسار في بعضها الآخر...
أجل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تسيد العالم القطب الرأسمالي بالرغم من تقلص رقعته الجغرافية، وتفردت أمريكا كقطب أوحد ، ففي خضم صراع الرأسمالية مع المعسكر الشيوعي ، استطاعت الرأسمالية أن تجدد نفسها بفضل الثورة العلمية والتكنولوجية ،فقد أدخلتهما في خدمتها أي في حيز الاستثمار، كما استطاعت أن ترفه شعبها وترفع من مستوى معيشته ، وترسخ من مبادئ الديمقراطية والحريات العامة ، وهي باقية وستستمر في السيادة في المدى المنظور، لكن ليس إلى الأبد، فالرأسمالية شأنها شأن التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية السابقة لها، لابد أن تفتح الطريق أمام تشكيلة اجتماعية جديدة ، فالرأسمالية ليست نهاية العالم ، كما أن الشيوعية ليست نهاية العالم....
إن انهيار الاتحاد السوفييتي سيمكن الماركسية من تجديد نفسها ، فلا بد للماركسيين من قراءة واقعية جديدة ، لا بد من مفاهيم جديدة لمواجهة واقع جديد ، لابد من النظر إلى الاشتراكية كعلم ودراستها وتناولها بالتالي على هذا الأساس ،إذا كنا نؤمن بأن تطور المجتمع عملية طبيعية، فلا بد من مواكبة هذا التطور ، فلا سير إلى الأمام في عربة الماضي ، لا بد من خطاب جديد يغلب فيه الجانب المعرفي على الجانب الإيديولوجي ، والجانب الاجتماعي على الجانب السياسي ، لابد من تأسيس وترسيخ لقيم الديمقراطية, لا بد من نبذ المفهوم الشائع، بأن تحقيق الاشتراكية لا يتطلب سوى استلام حزب الطبقة العاملة للسلطة ، الاشتراكية لا تتكون بالانقلابات ولا تتطور عن العسكرية، بل عن التنمية والتصنيع ، ولم أعد من جانبي أقتنع بالانقلابات كطريق لبناء الاشتراكية ، أنني أؤمن بالطريق السلمي إلى الاشتراكية، أؤمن بالنضال السلمي،والصراع التنافسي السلمي، وبالمشاركة السياسية، وبالإصلاحات المضطرة عليها الرأسمالية كطريق ممكن للسير نحو الاشتراكية ..
أجل إن الرأسمالية ليست نهاية العالم ، فالحركة التصاعدية شأن التاريخ والمجتمعات، فلا بد للرأسمالية من أن تفتح الطريق أمام مجتمع جديد ينبثق عن المجتمع القديم ، لكن بعد أن تستنفد الرأسمالية كل طاقاتها ، ولن ترحل أوتغيب قبل ذلك الوليد الذي سأسميه الشيوعية، أما أنت فسمه ما شئت ..!؟


فيما يلي القسم الثاني من الحوار الذي أجراه الكاتب المغربي محمد الصدوقي مع السيد دهام حسن في برنامجه ضيف تحت المجهر.. كما نوهنا من قبل..


التعريف بالضيف
دهام حسن كاتب سوري، مواليد 1946 إجازة في اللغة العربية- التحق بصفوف الحزب الشيوعي السوري في سن مبكرة في عام 1960 – درس في إعدادية المعري في عامودا ويقيم الآن في مدينة القامشلي .- اعتقل عام 1962 وهو طالب في الثالث الإعدادي لأسباب حزبية سياسية ، وعلى أثر ذلك تم فصله نهائيا من المدرسة وكان آخر عهده بها- تابع دراسته خارج المدرسة ( دراسة خاصة = حرة ) .- شهد حريق سينما عامودا عام 1960 ووقف على الجثث المتفحمة .- كتب الشعر وهو في الإعدادية ، كما كتب القصة القصيرة . لكن هذه الموهبة في سنه المبكرة ، جاء وأدها نتيجة ظروفه الخاصة ومنها فصله من المدرسة.بدأ بالكتابة في الشؤون الفكرية والسياسية متأخرا ، تميز بكتاباته النقدية ومعالجاته الفكرية في تناوله لتجربة الاشتراكية السوفياتية ، وبقراءة جديدة للفكر الماركسي ، يعد كاتبا ذا ثقافة ماركسية دون تزمت منفتحا للآراء..
الأسئلة من أعضا ء منتدى سحر الشرق:
فاطمة الزهراء المرابط.. كاتبة وباحثة من المغرب
من بين أحضان أصيلة الساحرة.... أقول لك مساء عاطر بطعم الورد..

1 ـ لماذا تهتم بالمقالات السياسية أكثر من أي مجال آخر؟
2 ـ كيف تنظر الى الأحداث التي تقع الآن في لبنان و سوريا؟
4 ـ بعيدا عن عالم النت و الإبداع من هو دهام حسن؟
5 ـ كيف تنظر الى وضعية الثقافة العربية خلال الوقت الراهن؟
===========
دهام حسن
البيئة الاجتماعية كثيرا ما تحدد مسار اهتمامات وإبداع الكاتب، عندما انتقلت من الريف إلى المدينة، أشرقت الوجوه في عيني ، وتفتحت شهيتي للحياة ، فبدأت بكتابة الشعر والقصة القصيرة ،ثم خذلاني بعد أن تم فصلي من المدرسة ، فعدت ثانية إلى الريف إلى القرية القاحلة ، أفنيت فيها سنوات وهجي واشتهائي للحياة واندفاعي وشهيتي للشعر وانفعالاتي.. أسمعت مرة قصيدة من شعري لمعلم قريتنا فأطرق بعد أن سمعها وهمس بينه وبين نفسه قائلا ( ياما مواهب بتموت ) لقد أصاب معلم قريتنا، فابتردت تلك الجذوة رغما عني في تلك البيئة وفي تلك السن، أما عن السياسة فهي مسبحة في يد كل واحد منا ، وهي زاد كل بيت ،لكن قلما تأخذ عمقا معرفيا ، فالجدل السياسي لسان حال الجميع ، وأدركت أن السياسة ، لا يكفي أن تسمع وتنقل الخبر وتدخل في سفسطة مع الآخرين ، دون خلفية معرفية ، فالسياسة دون فكر ودون القدرة على التحليل سفسطة وهراء ، لهذا عكفت على القراءة بنهم وأنا في الخمسين، لذلك فمقالاتي السياسية ترتدي طابعا فكريا ،وكثيرا ما أتحايل على النص بالهروب إلى الفكر بتضمينها آراء مبهمة لها أكثر من جانب في القراءة خوفا من عيون عسس الليل ... أخت فاطمة مقالاتك عن المرأة وعن الشباب ،مقالات سياسية بامتياز، وأنت تحمّلين الدولة الكثير من الأسباب في معالجاتك، أليس هذا قراءة سياسية ثقافية بخلفية معرفية....أنا لدي متابعة فيما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين، لكني لا أستطيع أن أفيدك بأي تعليق ، علك أدركت السبب الآن...
وأخيرا أقول.. قبل أن نقف على واقع الثقافة في العالم العربي، إما بالقدح أو بالإطراء ، علينا أن نقف على واقع الإنسان العربي، كيف يعيش ؟ ما معاناته وهمومه وتطلعاته ؟ الإنسان العربي يتطلع إلى الخبز قبل الكتاب .! إلى الحرية قبل الثقافة.. كثيرا ما أبخل على نفسي من شراء كتاب لضيق ذات اليد ،شاهدي برنامج حكايات مصرية ،وآخر مماثل عن المملكة المغربية تجدي عالما آخر من كوكب آخر، مغرقا في التخلف ، زاخرا بالسحر والأساطير والشعوذة، عالما بلا كتاب ..لازدهار الثقافة لابد من توفر شروط من أهمها ، توافر الأجواء الديمقراطية ، التنمية البشرية ، كفاية الإنسان المعيشية، عندها لا تغدو الثقافة أو الفكر ترفا...!
مع تحياتي.
ريما قاسم.. شاعرة من الأردن..
الأخ دهام...
أهلا بك بيننا هنا اليوم ضيفا تحت المجهر ... فهذا يسعدنا جميعا... لأننا سنتعرف عليك أكثر و أكثر هنا ... يا أخانا الطيب...
إليك أسئلتي...
ـ ما هو رأيك بالشبكة العنكبوتية وهل تخدم المبدع و تساعده في نشر إبداعه و تقرب المسافة بين المبدعين أم لا؟
ـ هل الإبداع في وقتنا الحاضر قادر على ترجمة الحقيقة ؟
ـ من هو دهام الإنسان؟
ـ ما هي الطقوس التي تقوم بها ككاتب قبل البدء بالكتابة أهناك طقوس معينة؟
ـ ما أحب القصائد التي كتبتها لنفسك,ولماذا تحبها؟
أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليك بأسئلتي أخي دهام...اعتذر عن تأخري بسؤالك أخي بسبب سفري...
دمت بخير و حفظ الله... مودتي
آيات روا شدة…شاعرة من أردن..
سيدي الكريم دهام .. مساؤك دفء .. مساءٌ مطمئن .. مزهر ومعطر برائحة المسك .... مساؤك كما أردت له أن يكون ....
اسمح لي بأن أسألك بعض الأسئلة ..
1_ كيف تمارس جنونك على الورق ككاتب ؟
2_ متى أو في أي حاله لا تستطيع الكتابة وتعجز عن إتمام جمله ؟
3_ ما هو المكان الذي تجد به نفسك وشخصيتك التي تحب .. هل على الأرض وفي الواقع ؟ أم عندما تحلق في السماء غير مدرك الى أين تذهب .. بل تحلق فقط دون غاية أو إدراك ؟
4_ كيف تشرب القهوة ؟
آسف لبساطة أسئلتي .. أن أحببت سأعاود السؤال أخي ....
فاطمة الجنوني ــ كاتبة من المغرب…
الأخ دهام مساء الخير
1ـ بعد رصيد مهم من الإبداع هل تحس بأنك راض عما كتبت؟
2 ـ الى آي درجة يحضر الوطن في كتاباتك؟
3 ـ بصفتك ماركسيا هل ترى الماركسية مازالت صالحة لهذا الزمن؟
===========
دهام حسن
الأخت الحنونة ريما قاسم .شكرا لودك وابتسامتك وشكرا لأسئلتك...
الضيفة العزيزة الطارئة على سحر الشرق" آيات" أهلا بك...

سوف أجمل هنا أجوبتي وعذرا إذا كان الخطاب بلغة الغائب عندما أقدم نفسي ...
دهام إنسان جدا عادي ، متواضع في علاقاته ، بسيط في تعامله، مسالم جدا ، يشهد له بالخلق السمح ، فيه مسحة من الخجل،لاسيما مع الشخص الذي يوده ، يمتلك مشاعر رقيقة، عاطفي جدا،كثيرا ما يأخذه مشهد إنساني أخلاقي ، فتنهمر دموعه ، هادئ متزن يحترم نفسه ، تريحك شخصيته ، لم تخلع ثقافة المدينة عنه ثوبه الريفي النظيف، في البيت يلبس الجلابية ويتكئ على وسادة...متزوج وله ثلاثة أولاد هم – رشا- جوان – نوزت – زوجته مهندسة زراعية ، يعيش حياة هادئة مستورة بعيدة عن تعقيدات الحياة ....
أخت ريما .. عندما اكتشفت الطباعة في القرن الخامس عشر قال فيها مارتن لوثر الذي قاد الشقاق البروتستانتي ضد تزمت الكنيسة، قال إن الطباعة من أعظم فضائل الرب على عباده .. والشبكة العنكبوتية الإنترنيت من أرقى ما وصل إليه العقل البشري، هي تعدم المسافات،وتقرب البعيد ،وتمد جسور المحبة بين المتحاورين ، والمتعارفين حديثا،( تقرب المسافات بين المبدعين ) لها من الجدوى والفائدة ما لا يمكن تخيله، سلو المنعزل المهموم .لكن بالمقابل حذار من العنكبوت إذا اتخذته وسيلة للتسلية والإمتاع فقط .! فقد يسرقك من واقعك ، ويختلس منك الوقت دون أن تحس به ، ولا يدع لديك مجالا للواجبات الأخرى ومنها المطالعة لمواصلة العطاء الناضج المبدع ..إذن تكمن فضائل الشبكة في حسن التعامل معها ...
أخت ريما .. الكاتب المبدع يتناول موضوعه ، فيضفي عليه مسحة مما بداخله ، ويمضي به على مسار قناعاته ، هل هو يترجم الحقيقة ، أو يحثنا لمعرفة الطريق إليها ؟ أي مبدع مهما كان،لا يمكن أن يحتكر الحقيقة ، فقد نأخذ بجانب من موضوعه ، وندع جانبا آخر ، وإن سعى هو جادا لترجمة الحقيقة ، فالحقيقة ليست واحدة عند كل الناس..
ليست هناك طقوس للكتابة عندي فالمقالة السياسية والفكرية خاصة تتطلب الهدوء ، وراحة النفس،وقبل المباشرة بالكتابة ، أحاول أن استجمع شتات أفكاري ، وقد أقتبس وأسترجع بعض الأفكار من مدوناتي ، أو أعاود قراءة مراجع للموضوع الذي أنا بصدد كتابته ...أما الكتابة الإبداعية من شعر ونثر " خاطرة " مثلا فلها شأن آخر ، فالحالة تأتي دون استئذان ، تفرض نفسها، وهي لا تستغرق سوى فترة وجيزة تتزاحم الأفكار والأخيلة والصور فوق رأسك، وهنا تضج بأي همس في البيت ، فتنزوي لكي لا ينقشع ما حولك من سراب لتغرق في الاستمتاع بما تكتب، أو بما تملي عليك الحالة...
أخت ريما أنا لا أكتب الشعر لأصبح شاعرا كما يخطط واحدنا ، شعري يعكس حياتي الخاصة، شعري معاناتي ألمي شكواي فرحي وبكائي ، وأية قصيدة لابد أن تكون قد كتبت تحت حالة ما ، تجربة فاشلة مؤلمة ، أمارس حينها جنوني في الكتابة بتعبير الأخت آيات،كتبت الشعر العمودي " زيارة حبيب" وكتبت شعر التفعيلة كما في قصيدة " ليلى العراق " وكتبت شعر النثر " الحر" كما في قصيدة " فتاة من إفريقيا "وهي القصيدة الوحيدة اليتيمة التي كتبتها دون أن ألتزم بالوزن ... ولها عندي نكهة خاصة ولم تستغرق معي سوى دقائق قليلة تحت ضغط حالة هستيرية ، ومن وحي سحر الشرق، ثم رممتها بعد ذلك ...!
أخت آيات عندما أكتب في السياسة والفكر أكون على الأرض ، أرض الواقع ، لكي أحسن التفكير وأجيد الربط والإقناع ، والإتيان بالحجج ، والتماسك من دون شطط، لأن المقالة من هذا النوع ، يكتبها العقل ، لا يرسمها الخيال ، أما كتابة الشعر والخاطرة فلهما طقوس أخرى ، وهنا تكون ممارسة الجنون على الورق، والتحلق في فضاءات الخيال والسباحة مع الأحلام الوردية دون إدراك في أي مرتع نرسو... العجز في الكتابة يأتي من تراكم الهموم البيت الشارع الأصدقاء الوطن..ولكن لا تحبطني تلك الحالات إلا لفترة وجيزة لأعاود ممارسة عقلي وجنوني في الكتابة من جديد..
أحب القهوة العربية المرة .. استطعمتها منذ الصغر عندما كنت وخالي نمضي خلسة في غياب جدي لنحتسي ونحتسي ، أما القهوة الحضرية مع السكر فلا ، أنا مشروبي الشاي ..وعلى سيرة القهوة في قصيدة زيارة حبيب ختمتها بقول الحبيبة:
وتسألني كعادتها تريد الشاي أم قهوة
أتمتم وهي تفهمني لعمري أنها " حلوة "
==============
دهام حسن
الأخت العزيزة فاطمة الحنوني ...
أبدا أخت فاطمة لست بتمام الرضا ... أنا مقل في الكتابة ، وبدأت متأخرا ، لكن أنا مقتنع بالوجهة الفكرية عما أكتب ، ولا أكتب أبدا للموضة ، أما عن الرضا عما أكتب ، فأقول لك بصراحة ، أنا أعرف حدود إمكاناتي المتواضعة ، فأقف عندها ، وأطمع وأتطلع لعمق فكري أكبر ، وأعلم أن هذا ينقصني ..
أما عن الماركسية ، فأحيلك إلى ما كتبته في هذه الحلقة من " ضيف تحت المجهر " ( القسم الأول) فسوف تجدين تناولي لهذه المسألة بشكل مسهب
.. أما عن الوطن .. فكل مقالاتي تقريبا تطرق باب الوطن ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، ولك أن تتطلعي على مقالتي في " منتدى سحر الشرق " بعنوان " إلى وطني " وعلى العموم أخت فاطمة ، إذا كان تعريف الوطن هو أرض وسلطة وشعب ،فلا أريد لوطني أن يمثله جهاز للقمع ، ولا أن ينظر إلى المواطنين كرعايا ،أريد وطنا لكل المواطنين ، أريد وطنا محصنا بسياج المواطنة ، ومسورا بالقانون ، ومعززا بالمؤسسات ، وطنا لي فيه أرض ودار وصوت كما يقول فولتير فالمستعبد لا وطن له فهو غريب حتى في وطنه ..
مع محبتي لك وشكري على أسئلتك..
============
إدريس الواغيش __ قاص من المعرب
أستاذ حسن
لست أدري هل أناديك بالرفيق ، أم بالأخ ، أم بالمناضل ؟. فقد اختلطت الأوراق، وكثرت الأسماء والمسميات، وأصبح الكل رفيقا ومناضلا وأخا. قبلها لم يكن أحد يجرؤ على أن ينادي بالأخ أوالرفيق. أما الآن فقد أصبح الجميع مناضلا ورفيقا ، في زمن غاب فيه النضال وأصبح الانبطاح رمزا للمرحلة، مع الاستثناء طبعا، لأن التعميم لا يجوز. لعل بدايتك لا تختلف عن بدايتي مع اختلاف قد يكون بسيطا، لكنه مفصلي. فقط لم أطرد من المدرسة، لكن كدت أن أكون في يوم من الأيام كذلك، ولنفس الأسباب. حديثك أعادني إلى التماس الأول مع الماركسية ورفاق لينين، لكنني وأنا ابن ال17 سنة، بحدس القروي المتمرس ، علمت أن طريق الشيوعية والماركسية لا يصلح لبلد مثل المغرب ( عربي ، مسلم) . وأن المطرقة والمنجل يلزمهما الكثير من الوقت لتحقيق ثورة صناعية في بلد تحكمه موازين كثيرة. وبالتالي اخترت الارتماء بين أحضان الاشتراكية، التي لا زلت أؤمن بها نهجا للحياة. حين أتكلم عن الشيوعية والماركسية في بلاد الرفاق، أحس بالغبن الذي لحقنا كعرب ومسلمين . وأعرف كم هو الظلم الذي ألحقه بنا ستالين بكل جبروته وأعطى نموذج الاستبداد في الاتحاد السوفياتي الشيوعي اللينيني الماركسي، بعيدا عن الأسماء والمنظرين ، لأنها لا تهمني الآن. لكن ما يهمني هو الحصيلة. لو لاحظت يا أخي حسن أنه في الوقت الذي كنا نتغنى من ورائهم بأن الدين أفيون الشعوب، كان الروس يشيدون أكبر كنيسة في العالم في موسكو. وفي الوقت الذي كنا ننادي بإنصاف الفلاح والعامل ، كان إخواننا في كازاخستان وأذرابيدجان ، وتركمنستان، ...و.... وكل البلاد الإسلامية التي احتلها الرفاق ابتداء من 1900وصولا إلى أفغانستان التي كانت نقطة البداية والنهاية معا، يعانون الويلات والترحيل القسري. في الوقت الذي كنا نناضل كسياسيين بسطاء مؤمنين بالاشتراكية والديمقراطية من أجل المساواة وتكافؤ الفرص، كان رفاق ستالين يشيدون أكبر القصور على سواحل البحر الأسود. ويدعمون بلا قيود، ما تبقى من ديكتاتوريات القرن العشرين. تاريخ الاتحاد السوفياتي يا أخي أكبر أكذوبة عرفها التاريخ.انظر الآن إلى الاتحاد السوفياتي المسلم، وقارنه مع الجزء المسيحي منه : أوكرانيا ، روسيا وروسيا البيضاء ... وستعرف حينها كم هو مخادع هذا الذي كنا نرى فيه المنقذ من الضلال. وكم كان عدائيا ومنحازا، يبني هنا ويهدم هناك. أعتقد أن المسألة تحتاج إلى أكثر من وقفة و تأمل. أما الآن فدعني أسألك :
هل مازال يراودك حلم بعودة الماركسية، بعد أن غزا الهمبرغر محلات وأسواق موسكو؟
أم شهية الاشتراكية أقوى؟ وفي هذه الحالة أسأل من جديد: أي اشتراكية تريد؟
شكرا لك، وأنتظر منك أجوبة لو كنت كريما..
================
دهام حسن
الرفيق العزيز إدريس ... تحية من الأعماق ، وشكرا لمعرفتي بك وأرجو أن نتواصل..
أخي كنا طوباويين بامتياز ، حتى في عهد ماركس كان من يقول بإمكاننا أن نضع أيدينا في جيوبنا والاشتراكية ستتحقق قريبا مهما حاول الأعداء للحيلولة دون ذلك .. في سوريا كنا نقول – في الثلاثينيات من القرن الماضي – نريد دولة للعمال والفلاحين ، وكنا نهتف ( باريس مربط خيلنا ) وفرنسا كانت تحتل سوريا،لاشيء أستطيع أن أجزم به هل الاشتراكية ستتحقق أم تبقى حلما ،سئل ماركس ذات مرة ما هو شعارك المفضل ؟ فأجاب الشك في كل شيء..إذن الشك كان يراوده في كل شيء، لكن ماركس في الوقت نفسه كان يدرس الاشتراكية كعلم ، وبأن التطور التاريخي الصاعد للمجتمعات لا يتوقف ،وبهذا يمكن أن نقول: إن الرأسمالية ليست نهاية العالم ، لانهاية لأي نظام في العالم ، هذا علميا صحيح ، وهذا ما أخذ به ماركس ،نعم الرأسمالية استطاعت أن تجدد نفسها ، واستفادت من المستحدثات العلمية ،واستغلتها لخدمتها ، لإدامة هيمنتها ، لكن الصراع سيظل قائما ، والرأسمالية ستضطر للإصلاحات المتتالية ، تحت ضغط القوى الصاعدة ، وهذه القوى لا تتجسد في حزب ماركسي وحده ، لأن الذي يبني المستقبل ، هو الشعب ، وليس حزبا ماركسيا فحسب ، فجراء الإصلاحات المتتالية ، ونتيجة النضال السلمي ، والمشاركة السياسية ، يمكن أن يتطور البلد إلى حالة جديدة نوعية جديدة، تتجاوز الرأسمالية في مفهومها ، ويمكن أن نسميها الشيوعية ...
أخي إدريس .. روسيا أصبحت في عداد الدول الرأسمالية ،وتتأسس فيها مبادئ الديمقراطية ، ويبقى الصراع فيها قائما ، والماركسيون مع القوى التاريخية الأخرى ،يمكن أن يناضلوا في النقابات ، والبرلمانات ، ومؤسسات المجتمع المدني،ليحققوا كما من الإصلاحات تفضي بالضرورة إلى حالة نوعية جديدة للنظام القائم ، هذا ما أسميه الاشتراكية حيث يصبح نظاما سائدا، ومثالا جذابا يقتدى به ، يتقدم على النظام الرأسمالي ،من حيث الوفرة ، والحريات ، والرفاه ، والاستقرار ، وتعزيز روح المواطنة وسيادة القانون ، ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق الانتخابات، وهذا،ما لم ينفه ماركس ولا إنجلز.، وربطا ذلك بمناخات ديمقراطية . وبتوافر المناخات الديمقراطية ستشهد الساحة العربية نزوعا نحو العلمانية وستنكفئ على نفسها الحركات الأصولية ، وستنتعش الحركات التقدمية المتطلعة لبناء مستقبل أفضل ومن ضمنها الديمقراطية الليبرالية كمرحلة أولى ، والحركات الماركسية التي ستبني على ما أنجزته الحركات السابقة لها ومنها الليبرالية ،ويبقى التاريخ مفتوحا لاحتمالات عديدة ، وما ندعيه بالعلم وبالاشتراكية ربما ظل في إطار التكهنات...لكن ما يمكن الجزم به .أن حركة التاريخ الصاعدة لن تتوقف ، وسوف تظل البشرية تنشد النظام ألأفضل، فالأفضل ..1 ولا تنس أخي أنني رفضت أن يخلع على النظام السوفييتي بردة الشيوعية أو الاشتراكية ، وقلت أن الاشتراكية مازالت مشروعا مستقبليا ، وليس مثالا محققا يمكن الاكتفاء والتمثل به بتعبير سمير أمين...
وعندما تبدي غيرتك على الإسلام وترى الصعوبة في اختراق الماركسية لهكذا أصقاع ، أقول لك أخي العزيز أن الكنيسة لم تكن بأقل سطوة من الحركات الإسلامية ، وكان سندها القوي الإقطاعية، لكن ببزوغ البرجوازية ثم صعودها ، وانتشار حركة التنوير، والعقلانية والعلمانية ، وبروز مؤسسات المجتمع المدني بدأ النظام الإقطاعي بالأفول ، وانزوت معه الكنيسة، ومتى تطورت بلداننا صناعيا ، وهيمنت البرجوازية، ستتوفر الديمقراطية ، لأن البرجوازية عندما تحقق هذا الإنجاز لن تحققه بمعزل عن الطبقات الدنيا التي لن تكتفي بانتصار الرأسمالية على الإقطاعية ، بل ستمضي في المطالبة بالديمقراطية وسوف تحققها، وبتحقيق الديمقراطية تنتشر العلمنة لأن الناس يأخذون بالعلم أكثر من أي شيء آخر وحينها ينكفئ الإسلام في المؤسسات الدينية، كما كان شأن الكنيسة من قبل....! أما عن ارتكابات الشيوعيين بحق الديانات فقد نالت الديانتان الإسلامية والمسيحية نصيبهما من الانتهاكات، ومس المشاعر، وبالطبع كان للديانة المسيحية النصيب الأوفر من التعدي لأن الثورة اندلعت في روسيا المسيحية كما هو معلوم، فقد وجدنا صورا من الانتهاكات، فقد هوجمت الكنائس، واسقطت الصلبان، ولم تسلم بالتالي المساجد فقد وجدت أن مسجدا كبيرا كيف تحول إلى صومعة للحبوب في إحدى الدول السوفييت الآسيوية، أما عن انتهاكات البلاشفة للمؤسسات الدينية، الإسلامية خاصة من وجهة نظرك..هناك ربما أختلف معك على وقف الانتهاكات على الديانة الإسلامية، لا تنس أخي أن الثورة اندلعت في روسيا وهي مسيحية الديانة، وجرى للمؤسسات الدينية ما جرى ، البلاشفة لم يفضلوا المسيحية على الإسلام، بل ربما الاضطهاد الذي لحق بالديانة المسيحية كانت أبلغ أثرا، لما كانت تتمتع الديانة المسيحية من سطوة، وأيضا الخوف بالتالي منها...
============
سعد البغدادي ــ إعلامي عراقي
المناضل /الإنسان/ الكاتب المبدع دهام حسن/ بعد التحية والثناء لجنابك الكريم اسمح لي أن اختلف مع زملائي في الحديث معك من اجل الوصول الى ما خفى عني وعلمه عند غيري وما ذا ك إلا جهلا مني ببواطن الأمور فعذري عن جهالتي والمأمول منك الصفح والمغفرة.
الآن أصبح الاتحاد السوفيتي لا يمثل دولة اشتراكية ؟ الآن قلنا هذا كيف : تقول
( لكي أكون متسقا في ردي ، وبحدود معالجتي المتواضعة للموضوع ، سأحاول أن أجتهد في قراءاتي ، وأكون منسجما بالتالي مع قناعاتي .. أنا كإنسان ذي ثقافة ماركسية ، أنظر إلى الماركسية كمنهج علمي ذي قوانين علمية – قانون صراع الأضداد – قانون نفي النفي – قانون الكم والكيف .. وأظن أن هذه القوانين ما زالت صالحة، وتفعل فعلها في المجتمع والتاريخ ، ومن أن تطور المجتمعات عملية طبيعية تاريخية لا تتوقف ؛ وفي ضوء ذلك تأتي قراءاتي وتحليلي للأحداث، وتصوري بالتالي للمستقبل ..لهذا عندما أندار إلى النظام السوفيتي السابق ، لا أرى فيه نظاما اشتراكيا، لأن الاشتراكية هي السرور والبحبوحة، وليس الفقر والقمع...)
هل هذا حقا؟
الم تكن دولة الاتحاد السوفيتي دولة فقراء وجياع الم يكن السوفيتي يؤمن له كافة احتياجاته من المأكل والملبس والعمل ثم ما علاقة القمع بالدولة الاشتراكية ومن أين استقيت إن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة؟ بمعنى إن إدارة الدولة تتطلب آليات الدفاع عن مصالح الأمن القومي؟
وإذا كان ما تؤمن به الآن ترى أين تضع الرفيق خالد بكداش وشهداء الحركة الشيوعية الذين ناضلوا من أجل إبقاء جذوة الاتحاد السوفيتي ملتهبة.
ثم تقول:

( فالنظام السوفييتي كان ينفرد بنمط من الإنتاج تحتكره الدولة " الدولنة " أو ما اصطلح على تسميته تهذيبا ( نمط الإنتاج السوفييتي ) وأني آخذ بفكرة سمير أمين من أن الاشتراكية هدف اجتماعي لا يزال مشروعا مستقبليا ، وليس نموذجا محققا يمكن الاكتفاء والتمثل به، ..لماذا هذه القراءة والجزم بهذا الرأي ؟ وللجواب لا بد من العودة إلى الوراء، إلى البدايات ...)

أتساءل فقط كيف يمكن لدولة تنهض بأعباء الفقراء لمدة سبعين عاما ثم نقول إنها لا تمثل الاشتراكية.؟ ثم تقول:
(أكد كلاسيكيا الماركسية – ماركس إنجلز- غير مرة عن استحالة بناء الشيوعية دون أن تبلغ الرأسمالية تطورا صناعيا ضخما ،كما توقعا وقوع ثورة اشتراكية في مجموعة بلدان أوربية في آن معا.. )
وهل هذا تبريرا لفكر عفوا انهزامي؟...
هذه الأسئلة الجاهلة تلح علي أنا واثق أن صبرك الجميل وبساطتك الريفية ستمنحاني الصفح على هذا التطاول ولك كل الحب والتقدير
============
دهام حسن
المناضل العزيز ، أخي سعد..تحية حب وتقدير...
تأخذ علي قولي بأن النظام السوفييتي السابق لم يكن نظاما اشتراكيا ثم تضيف ( الم تكن دولة فقراء وجياع....) ثم تعاود في موضع آخر لتقول: (كيف يمكن لدولة تنهض بأعباء الفقراء سبعين عاما ثم تقول أنها لا تمثل الاشتراكية..) أنا فعلا لهذا السبب أقول عنها بأنها ليست اشتراكية ، وهذا هو بيت القصيد، وأظن أنك سهلت علي مهمة الإجابة ، أخي بعد أكثر من سبعين عاما تقول عنها دولة الفقراء ، لماذا بعد أكثر من سبعين عاما من البناء الاشتراكي يظل بأكثرية سكانها فقراء ، هل كان بإمكان العامل السوفييتي أن يحلم بسيارة ، هل بعد أكثر من سبعين عاما من الاشتراكية كان النظام قادرا أن يحسن من مستوى العامل ليرقى إلى مستوى العامل في أية دولة أوربية ، النمور الآسيوية حققت نهوضا اقتصاديا ، وحسنت من مستوى المعيشة لشعوبها في غضون عقود قليلة ما لم يستطع النظام السوفييتي تحقيقه في أكثر من سبعين عاما، ثم لو كان الشعب السوفييتي راضيا عن النعم التي تقاطرت على الفقراء لدافعوا عن النظام ، كان في الاتحاد السوفييتي 19 مليون شيوعي و 36 مليون شبيبي و80 مليون عامل ، فضلا عن الجيش الأحمر أين تبخر كل هؤلاء ، لماذا لم يدافعوا عن النظام ، وعن نعم النظام.؟ لماذا تركوا الحزب...؟ هات ثلاثة ملايين شيوعي روسي حقيقي من أصل 12 مليون عدد الشيوعيين الروس في عهد النظام السابق الاشتراكي أي ربع الشيوعيين السابقين ستجد كيف يستلمون السلطة فيما لو استلهموا أفكار كلاسيكيي الماركسية من الواقع المعيش لا من تضاعيف الكتب، كم بلغ عدد البعثيين في عهد صدام أين هم الآن مع فارق ملحوظ في المقارنة ، كم قتل ستالين من الشيوعيين ، ثم إذا كنت مثلي تحب لينين ، فلينين أول من تنبأ بعودة الرأسمالية إلى روسيا، أنا صدقته لأنه تناول الحالة علميا وليس عاطفيا ،ربما تحمّل الرأسمالية الانهيار كعادة أكثرية الرفاق الشيوعيين ، أخي عندما سقطت الحكومة القيصرية، واستلمت زمام الأمور حكومة مؤقتة في شباط من عام 1917 كان عدد الشيوعيين لا يتجاوز 24 ألفا، وهاجمت روسيا 14 دولة ومع ذلك لم يسقط النظام الذي دافع عنه ملايين السوفييت .. هناك سؤال أحاول أن أفهمه تقول فيه : ( ثم ما علاقة القمع بالدولة الاشتراكية، ومن أين استقيت أن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة ...) أخي الكريم أنا لم أقل أن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة ،، أنا استغرب هذا التساؤل ، ما قلته بأن النظام السوفييتي لم يكن نظاما اشتراكيا أو لم تكن دولة اشتراكية، هذا ربما تقصده أنت ، وهذا ما أصر عليه ،للأسباب التي ذكرتها آنفا وما يأتي في جوابي على سؤال تال.... فعن القمع يكفي مثال واحد للاستشهاد به وهو حكم الحزب الواحد ومنع التعددية السياسية . هل كان بإمكان أي إنسان أن ينشط سياسيا خارج إطار الحزب الشيوعي الوحيد على سدس الكرة الأرضية.؟ ألا يعد هذا الحظر قمعا .؟ هل حدث تغيير للأمناء العامين للحزب فبل موتهم ما عدا خروشوف .؟ معظم رفاق لينين قتلهم ستالين ، لو استمر الشيوعي السوفييتي لاستمر صدام إلى اليوم...أحترم خالد بكداش وأنحني أمام نضالا ته ، كما أنحني أمام شهداء الحزب وشهداء الحركة الشيوعية وفي مقدمة هؤلاء الرفيق فرج الله الحلو والرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وخلفه الرفيق سلام عادل ...ولكن يا أستاذ سعد.. هل تعلم أن الرفيق خالد بكداش بقي أمينا عاما للحزب ثمانية وخمسين عاما حتى وفاته.؟ وكان عاجزا قبل رحيله بسنوات ولم يسلم الأمانة لأحد، وتعلم بعد وفاته تسلمت قيادة الحزب زوجته .؟ والآن يتهيأ ابنه لتسلم القيادة، وتعلم أن الحزب لم يشهد حياة داخلية ديمقراطية منذ عشرات السنين، وتعلم أن الحزب هو الآن أضعف من السابق بما لا يقاس ...
أخيرا تأخذ علي ما قلته مستشهدا بماركس وانجلز من أن بناء الاشتراكية يتطلب تطور البلد تطورا صناعيا ضخما ، وقيام الثورة في عدد من البلدان في تزامن ..لتنتهي بالقول(هل هذا تبرير لفكر --عفوا --انهزامي ) أخي العزيز كان لينين ماركسيا وتناول مسألة الاشتراكية بأمانة علمية ، لا شك أنك تذكر ما قلته في أجوبتي للأخ الصدوقي ويبدو لي أنك قرأتها بإمعان ، أولا ... لينين لم يناصر ثورة تموز عام 1917 تمسكا بمبادئ ماركس عن الثورات كون روسيا في عداد البلدان المتخلفة ، وبالتالي فبناء الاشتراكية في بلد متخلف أمر مخالف لأفكار ومبادئ ماركس ، وعند قيام ثورة أكتوبر كان الشعب الروسي في غليان ويأس من النظام القائم، فقاد لينين الثورة بنجاح ،وكان تبريره أن التاريخ مفتوح لاحتمالات عديدة ، وأن ماركس كان يثمن عاليا المبادرات الجماهيرية من أي شيء آخر ، هذا كان موقفه وأنا لم أعاتبه على موقفه هذا ، لكنه تنبه بعد ذلك بقول له ما معناه أن استلام السلطة سهل في البلدان المتخلفة لكن بناء الاشتراكية صعب ، إلى أن وصل إلى قناعة عبر عنها قبيل رحيله المبكر في عام 1924 بقوله : أننا قد فشلنا .. ولا أريد أن أكرر العبارة ، وكما قلت تنبأ بعودة الرأسمالية إلى روسيا وما نشهده اليوم على الساحة الروسية يعزز من تأكيد عبقرية لينين على نبوءته العلمية..
============
منال الخالدي ــ شاعرة مغربية مقيمة في إسبانيا
الأخ دهام
أصدقائي في سحر الشرق
مساء الخير جميعا.
1 ـ كيف تقارن بين الحركة الاشتراكية في العالم العربي و الغربي؟
2 ـ لماذا نحن العرب دائما نستورد أفكارا من الخارج أليس لدينا أفكار خاصة بنا؟
3 ـ كيف ترى منتديات سحر الشرق مقارنة مع المواقع الأدبية الأخرى؟
=========
دهام حسن
الأخت العزيزة منال..يتقدم إليك أخوك دهام معزيا ومصافحا بحنو أب وبمشاركة مشاعر أخ ( اتفق تاريخ الحوار مع وفاة والدتها ) ..ونورت المنتدى بإطلالتك ....
لن أخفيك الحقيقة أن أجوبتي على أسئلتك لن تفي بالغرض فقد أكون عاجزا عن الإغناء ..وربما لو وجهت هكذا أسئلة لمطلع على الواقعين الغربي والعربي ربما كان أوفق بالإجابة مني ، ومع هذا سوف أحاول وأجتهد...
ارتدت الحركة الاشتراكية في العالم العربي الطابع السوفييتي ، الطابع الثوروي الانقلابي دون أخذ الواقع والظروف بالحسبان، وعد أي نضال بخلاف ذلك ضربا من الإصلاحية، ووجدتنا كيف كنا نهاجم هؤلاء، حتى استهجنا أشكال الديمقراطية التي حققتها أحزاب وقوى من تلك الدول والتي عرفت بالاشتراكية الدولية، وفي ظل نظم (الاشتراكية الدولية ) والنظم الديمقراطية الليبرالية تقلص دور الأحزاب الشيوعية التي نادت بالحل الجذري ،وسخرت من الأشكال الديمقراطية المحققة في تلك البلدان،فقد قامت تلك البلدان ومن ضمنها أنظمة الاشتراكية الدولية بتحسين علاقات الإنتاج الرأسمالية نسبيا فطورت من قدراتها الاقتصادية، وحسنت من مستوى الطبقات الدنيا ،وكان أناسها ينعمون بقيم الديمقراطية، والنضال السياسي الحر، ودخول الانتخابات ، ناهيك أن النموذج السوفييتي قد أصاب تلك القوى المتطلعة إلى النموذج المثال بالخيبة، فلم يعد نموذجها يغري أحدا، لقد أصيبوا بالإحباط ،وأدركت تلك الأحزاب طالما أن النضال السلمي متاح لهم فلماذا مغامرة غير محمودة العواقب ، وأن شعوب تلك الدول لن تتخلى عن الطابع الديمقراطي بوعود على الشجرة مقابل ما في اليد ، ولم يعد العنف مستحبا لدى شعوب تلك البلدان، عندما مات فرانكو كان الصراع قائما بين أنصاره وبين القوى الديمقراطية وكان أمام إسبانيا حيث تقيمين أحد الخيارات، إما استخدام العنف لاستلام السلطة ، أو الاستمرار على نهج فرانكو ، أو التلاقي والمساومة والتنازلات من قبل الأطراف المتصارعة على السلطة فارتضى بالحل الأخير جميع الأفرقاء وكان التوافق على الديمقراطية والمنافسة على السلطة، لسان حال النظام الجديد
في العالم العربي حاولت القوى الراديكالية من شيوعيين ، وقوميين برداء اشتراكي تطبيق النموذج السوفييتي، فجاءت نظم ما قبل قومية ... القمع ، نظام حكم الحزب الواحد ، وأد الديمقراطية الجنينية التي خلفها الاستعمار، تعرفين أخت منال أن الدستور السوري لعام 1928 في ظل الاستعمار الفرنسي هو متطورا أكثر من دستورنا الحالي، وأكثر رحمة، واعلمي أن بعض الأفرقاء ينادون اليوم بالعودة والعمل بدستور 1950 وهو قد أنجز في ظل الديكتاتوريات ( حكومة سامي حناوي والشيشكلي ) كما أنه أكثر تطورا من دستور عام 1928 ..
بالإمكان الاستفادة من لمع من التراث العربي والإسلامي، لكن تراثنا أيضا من جانب آخر مليء بالارتكابات فالقريشيون وحدهم حكموا أكثر من تسعة قرون.. إننا يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين فالحضارة هي أخذ وعطاء، لكن خطأنا إننا أخذنا الأفكار من واقع مغاير لواقعنا ثم حاولنا زرعها في واقعنا.. لهذا أتت النبتة بثمرة فجة غير صالحة ، فالشعب المتخلف يمارس السياسة بشكل متخلف...
أختي العزيزة لست والله من رواد المنتديات ،وقد مررت على بعضها مرور العابرين ، لم أر فيها أي ضبط ولا حيوية، اصطادني الأخ عادل محمود مشكورا...لكن أقول يبقى سحر الشرق البيت المستضيف لكل نازل جديد ، مفعم بالود ، حاضن لكل من يبحث عن بيت آمن ، كما تجدين الدفء والحب والمساعدة وإسداء النصح ،من قبل فريق بدأت أتعرف عليهم واحدا إثر واحد ، وصدقيني إذا قلت لك صرت أحب الجميع ، وهيهات لي من فراق عنهم.اللهم إلا إذا تنكرت لي ضالتي وأبعدتني عن سحرها وحضنها الدافئ..
===============
سعد البغدادي ... إعلامي عراقي
كيف حالك أيها المناضل العنيد/ أتمنى أن تكون بعافية
هذه المرة سأعود معك للنقاش حول الأممية الثانية/ اعرف رحابة صدرك ورقة إحساسك فهما من أطمعني أن أتحدث معك بشيء من التجاسر
صديقي العزيز
كررت أكثر من مرة في هذا الحوار أن لينين العظيم اعترف بفشل التجربة وقال لقد فشلنا؟ وكأنك تحمل هذا النص ما لايحتمله في فشل التجربة الاشتراكية وتنسى أو تتناسى قول المعلم لينين ومعه الأممية الثالثة ( الاشتراكية يمكن أن تظهر في البلدان غير المتطورة دون أن تمر بمطهر المرحلة الرأسمالية)
كيف إذن نحمل فشل التجربة السوفيتية ؟ لأنها وحسب تعبيرك لم تمر ميكانيكا ضمن قوانين ماركس
==============
دهام حسن
أخي العزيز سعد ... أشكرك على فيض مشاعرك ، كما أعبر عن إعجابي بلغتك الرشيقة ...
نعم في مؤتمر الأممية الثالثة كما تفضلت تم طرح مفهوم التطور اللارأسمالي، مرحلة التطور نحو الاشتراكية، دون المرور بالرأسمالية ، وقد تم هذا الطرح من قبل لينين ،وتبنى هذا المفهوم فيما بعد الحزب الشيوعي السوفييتي، كأحد أركان نضاله الفكري ،وأخذنا به جميعا،لكن جرى التخلي عنه فيما بعد ، ويمكن أن تصحح لي هذه المعلومة... بعد ثورة أكتوبر ، أصيب لينين بشيء، ربما لم يدر في خلده، بناء الاشتراكية أصعب من استلام السلطة في بلد متخلف بقوى فلاحيه زراعية ، ففي مقابلة له مع صحفي ياباني في عام 1920 أي بعد ثلاث سنوات من سلطة البلاشفة سأله الصحفي فيما إذا كانت فرص بناء الشيوعية متاحة هنا عندكم أكبر أم في الغرب ، أجاب لينين دون تردد في الغرب ، ويعود سبب هذا الجزم من جانب لينين أن الغرب متطور رأسماليا وصناعيا ، وأن الغرب ذو تقاليد ديمقراطية لم تعرفها روسيا ثم أن لينين كان يركز على الثورة في الغرب وخاصة على ثورة نوفمبر في ألمانيا عام 1918 وقد عاتبهم لينين لتأخرهم على نجدته لهذا راح يقول في عام 1921 (كنا على يقين من أن انتصار الثورة البروليتارية ( في روسيا ) مستحيل دون مساندة الثورة العالمية )
قد أكون في كتابتي أسأت الصياغة عندما وقفت مليا بالتقيد في ( ترسيمة )ماركس، لكن.! لم أقصد الميكانيكية في الأخذ بل ركزت على بعض المفاهيم التي كان مقتنعا بها لينين ،وازدادت قناعاته بها قبيل رحيله المبكر أي بناء الاشتراكية لا تتم إلا في دول رأسمالية متطورة صناعيا...لكن أخي الأخطاء لا تقلل من مكانة العباقرة ، لاسيما إذا هم اعترفوا بأخطائهم ... فماركس في المسألة الأيرلندية قال : لقد كنا على خطأ... وإنجلز قال : لقد أخطأنا أنا وماركس..... ولينين سخر من أولئك الذين يركزون على أخطائهم ويتناسون متعمدين أضعاف أضعاف إنجازاتهم ، وكم نحن رددنا هذه المقولة من لا يعمل لا يخطئ ... هؤلاء كبراء القوم لم يكونوا معصومين... واعلم أخي(سعدا) أن الطمع الزائد ( مو زين )
============
محمد الصدوقي ــ كاتب من المغرب
في آخر يوم لهده الحلقة نتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ دهام حسن على تفاعله المفيد والرزين والسريع مع محاوريه،والذين نشكرهم أيضا على مشاركاتهم القيمة والتي تضمن دائما جو الحيوية والديمومة لكل الحلقات...





#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات الفكر الغربي في تشكيل الثقافة الحديثة..!
- قضايا الشباب .. بين المجتمع والدولة..!
- الليبرالية ...قراءة في التاريخ..!
- هلز والكناري
- هذيان
- اليسار العربي.. التشخيص ودواعي النهوض..!
- ماركس ..وبعض القضايا القومية..!
- من الحرب الباردة إلى بيروسترويكة غورباتشوف...دوائر سياسية..!
- الحداثة ...لغة واصطلاحا ونشأة ومضامين..!
- بعض ملامح الاستبداد تاريخيا..!
- ذكرياتي عن حريق سينما عامودا..!
- بين العلمانية والدين..!
- الحركات الإسلامية ، بين العبادة والسياسة...تساؤلات..!
- ثورة أكتوبر الاشتراكية..البدايات..!
- دفاعا عن الاشتراكية
- إشكالية المفهوم القومي تاريخيا
- مسالك الإصلاح
- اليسار العربي والخطاب الموقوف!
- المقاومة بين غايات نبيلة وتساؤل مشروع
- الحضارة والإنسان


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام حسن - حوار سياسي وفكري مع السيد دهام حسن....