أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - عين من الداخل














المزيد.....

عين من الداخل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حالتنا الفلسطينية ،وفي قطاع غزة بالتحديد ،وفي هذه الرقعة الصغيرة المكتظة بالبشر ،تزدحم في ذاكرة المهتمين ،الكثير من المصطلحات النفسية والاجتماعية ،المرتبطة بالواقع والبيئة المحيطة ،
ومن أهم هذه المصطلحات:
شك ،تردد Incertitude ،عصيان ،عدم انضباط Indiscipline ،تفرديه ،Individuations ،خداع جماعي Hlusiongrouplوالتي تتحول إلى مجموعة من الظواهر النفسية والاجتماعية ،ويكاد يتسم بها الغالبية العظمى من المجتمع ،هذه النتائج السلبية ،والمدمرة لنسيج المجتمع ،قد تتفاقم أعراضها قبل أن ندرك مدى خطورتها على المجتمع ،وهنا لا أريد أن أقوم بعملية تشخيص نفسي لهذه الظواهر ،عن طريق التحليل النفسي ،بقدر ما أردت أن انب هان هناك الكثير من أوجه المسئوليات الهامة ،التي ابتعدت كثيرا عن أولويات اهتمامنا برغم أهميتها وخطورتها ،ونحن نخوض هذا السجال السياسي ،ونحن نعرف أن مساحة الصراع ضيقة وان الناس مخنوقين بين حدي شريط ضيق ،من رفح حتى بيت حانون،وان حدود اللعبة المسموحة محدودة ،حيث أثارها تنعكس وبشكل مباشر للداخل المكتظ،،فلو حاولنا تطبيق المصطلحات المذكورة والتي سأكتفي بها بهذا المقال ،على ما يوجد من ظواهر في داخل المجتمع الفلسطيني ،فنجد أن الشك ظاهرة عامة وتكاد تكون جماعية ،فالجميع يشك بما هو بين يديه ،حيث التناقض ، وعدم المصداقية ،والشك بالمستقبل ،حيث أن المعطيات المتاحة كلها تشير، أن المستقبل ملبد بالغيوم السوداء ،وتؤدي إلى الفشل ـ وهذا بدوره يؤدي إلى حالة من التردد ، وعدم المبادرة ،والنكوص والإحباط ،وهذه ظاهرة تكاد تراها بوضوح ،وأنت تنظر عبر عين من الداخل ،وأما حالة العصيان ،فان المجموعات الغير منضبطة الفاقدة الثقة ببرامج الأخر ،تتمرد على القوانين السائدة ،على اعتبارها قوانين ظالمة ،ما زالت اليوم تقوم بنفس الدور ،برغم تغير القوانين والنظام السائد ،وما يسببه هذا السلوك من عمليات تفكك اجتماعي ولكنه بشكل مجموعات ، داخل المجموعة الواحدة .
وهذا ما يطلق عليه علماء النفس ،بالفردنة ،أي التفرد بسلوك يشعر هذه المجموعات أنها تستقل في سلوكها ،وقيمها ،وقناعاتها .
وهذا يأخذنا إلى ما يسميه علماء النفس في " الخداع الجماعي ، حالة وصفها الدكتور والعالم الشهير انزيو ، بأنها حالة نفسية جماعية يصيغها أعضاء الجماعة على النحو التالي :"بالفعل " نبني جماعة جيدة ولنا قائد جيد " إذا كان قائد الجماعة يشارك بهذه الحالة " والواقع الفلسطيني أدى إلى وجود أكثر من قائد وأكثر من جماعة ، مما أدى إلى وقوع هذه المجموعات في هذه الحالة من الخداع الجماعي ،والتي تتجه لتصبح كارثة وطنية ،وكل ما ذكر يؤدي إلى حالة من التداخل والتشابك ،والتناقض ، مما يؤدي إلى حالة من اللا تكيف ، وما تنتجه هذه الحالة من الإحباط ،والانطواء ،والهروب ، والانسحاب ،ومن ثم الرغبة في الهجرة الجماعية .
لقد أفزعني المشهد ،وأنا ارقب ما يحدث ، عبر عين من الداخل
ولكن وحتى لا اتهم كمراقبة ،باني سوداوية النظرة ، ا وان لدي رغبة في لوم الذات بقسوة ،فان هذا المشهد الاجتماعي، النفسي، في قطاع غزة ،كان بفعل قوى قوية ومؤثرة منذ عقود ،من الزمن سواء على مستوى كثافة الزحام في مكان ضيق ،أو على مستوى ترك القطاع ومن فيه وحيدا ،يواجه أخطاره وأحزانه ومشكلاته ، عدة مرات .
أو جعل النسيج الاجتماعي في قطاع غزة يشعر بان الطريق أمامه مغلقة، وانه لا يستطيع إلا تخيل المستحيل، وأول هذه القوى وأكثرها تأثيرا، التي خلقت هذه الحالة وبالإكراه هي، الاحتلال الإسرائيلي، الذي اهتدى إلى أبشع الصور من صور الوجود السلبي،
وهي :
أن يتظاهر بأنه موجودا هناك في البعيد بينما هو في حقيقة الأمر يسكن في جميع التفاصيل ،وهو ما يمكن أن نسميه الاحتلال الأكثر بشاعة .





#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا
- امريكا تبحث عن الافضل
- لقد جاء الذئب فعلا
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل
- اختبار الارادة الوطنية
- انتظار
- أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
- الى اللقاء الاحد
- فتح ومؤتمرها السادس
- عكا بعد ستين سنة
- القراصة الصغار والقراصنه الكبار
- مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني
- دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين
- الصعود باتجاه الحوار


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - عين من الداخل