أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟














المزيد.....

الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حادثة الحذاء الذي وجّه إلى بوش وحاول نوري المالكي التصدي له كحارس مرمى فاشل، لم تبق وسيلة إعلامية إلا ونشرت الخبر بطريقتها الخاصة من كبريات الصحف العربية إلى الفضائيات التلفزيونية إلى مواقع الانترنت. وقد تصدّى الكتاب للموضوع بذكاء نادر وبسرعة مباغتة، وانقسموا: إما معارضين للحذاء أو مؤيدين له، وواكب الحدث والمقالات عنه، معلقون ممتازين وبالعشرات.
وسارع التيار الصدري إلى تسيير المظاهرات المليونية، دعماً للصحافي ولحذائه، بل إن بعض الكتاب دعا إلى وضع الحذاء في المتحف الوطني، دون أن يذكر أن على مختلف الدول التي وصلت إليها الآثار العراقية المنهوبة أن تعيدها إليه.
وآخر أشاد بالحذاء وقال بأنّه سيستدعي نحاتاً كي ينحت له في حديقة منزله حذاء! وآخر قال إنّه لم يشعر بالسعادة منذ سنوات الا حين رأى الحذاء يطير ويطير ويقترب من رأس بوش! كتاب آخرون راحوا يقارنون بين حذاء خروتشوف في الخمسينات وحذاء الصحافي العراقي، وفائدة إطلاق مشروع قومي جديد على إثر حادثة الحذاء. وأخشى أن ينضم مؤرخون عرب لتحديد التاريخ العربي بما قبل حادثة الحذاء وما بعدها!!
في المقابل، ندّد البعض بالحذاء وبصاحبه، واعتبروا من واجب السيد المالكي أن يعتذر باسم الشعب العراقي من السيد بوش، محرّر العراق من الديكتاتور البغيض، وان إستعمال القندرة العراقية تعبير همجي سخيف بربري لا يستحق أن يُعطى أية أهمية تذكر، ولكنّه كتب مقالاً كاملاً عن»سعادة»الحذاء!
فلماذا كل هذا الاحتفاء بالحذاء، لماذا لا يحتفى بعملية عسكرية ضد القوات الأميركية، أو بصدور كتاب لمفكر عربي يحلّل آثار الاحتلال وغير الاحتلال على العراق. لماذا لا يُنصر سجناء الرأي والمدافعون عن الديموقراطية في طول العالم العربي، وكل من له رأي، لماذا لا تخصص ندوات حول أوضاع الطبقات الفقيرة في طول العالم العربي، بينما تخصص ساعات من البث التلفزيوني والإذاعي والصحفي والانترنتي لفخامة الحذاء!
وبالتالي، هل الأمر يعود للعلاقة الحميمة بين الحذاء وبين الشعب العربي، حيث لا يعاقب الفرد العربي في منزله الا عبّر الحذاء أو ما يلبس في الأقدام أو عبر الضرب أمام الناس وفي كل وقت، بينما يعاقب المرء في الغرب عبر الأساليب النفسية والحرمان وغير ذلك.
قد يكون الأمر كذلك، وقد يكون الاحتفاء الكبير نتاجاً للوعي الحسي الساذج الذي لا يزال يعبر فيه العربي عن أحاسيسه ومشاعره وأفكاره، بدلاً من أن يُعمل العقل والتفكير في حاضره ومستقبله.
ولكن وفي كل الأحوال، كان تعبير الصحافي وسيلة بسيطة جداً، وغير ذات أهمية فعلية، لأن بوش لا تعنيه مثل هذه الأشكال من الوداع كما أشارت مقالات كثيرة، بل إنه وبمجرد الانتهاء من تلك الحادثة حتى راح يمازح المحيطين به حول مقاس الحذاء، وعن رأيه بالصحافي وغير ذلك. ثم أكمل عمله ووقع الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية! وهذا ما كان على الكتاب والجماهير التركيز عليه وليس على سعادة الحذاء.
نستطيع القول: لقد أثبتت حادثة الحذاء أن العرب لا يزالون يمتازون بالوعي الحسي ولم يقاربوا الوعي العقلي والاستراتيجي والتفكير الجاد بكيفية صناعة مستقبلهم دون احتلال.
وفي النهاية نتضامن مع الصحافي الذي خلع حذائه وهو يقبع في سجنٍ تابعٍ للأمن القومي كما نُشر، ونؤكد على ضرورة إطلاق سراحه دون تأجيل.
* كاتب سوري.




#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن حوار المستقبل
- عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي
- الازمة الأمريكية العالمية والازمة الاشتراكية
- الهيمنة الأمريكيّة والحرب على الإرهاب
- شوارعنا تعكس بدائية سلوكنا.. النظافة العامة ثقافة غائبة ولا ...
- أسعار باهظة وخدمة سيئة.. روضات الأطفال زرائب أم سجون؟
- جامعاتنا في قفص الاتهام.. لا تخرج مثقفين وليست أكثر من ممر ل ...
- ماذا يسأل السوريون بعضهم عن مدينتهم الأصلية!
- سمير القنطار وزياد الرحباني في سورية
- كركوك كرة نار،فهل أشعلوا النفط
- من نكبة فلسطين إلى نكبة العرب
- النضالات الواقعية المفتقدة
- دولة ديمقراطية علمانية واحدة لا دولة إسرائيلية مهيمنة
- قراءة في كراس طريق الانتفاضة
- الدولة الطائفية ليست بديلاً عن الدولة الواحدة الديمقراطية ال ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟