أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عزو محمد عبد القادر ناجي - الدور القومي للمناضل أحمد الشريف في المقاومة الليبية















المزيد.....

الدور القومي للمناضل أحمد الشريف في المقاومة الليبية


عزو محمد عبد القادر ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:46
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ولد السيد أحمد الشريف في عام 1873م ، وذلك بعد عام من وفاة جده محمد بن علي السنوسي مؤسس الزاوية السنوسية في واحة الجغبوب ، حيث يرجع لهذه الأسرة الكريمة تأسيسها للطريقة السنوسية الصوفية، وقد تزعم الحركة السنوسيه في عام 1902 م خلفا لعمه السيد محمد المهدى ، وبرزت فيه صفات الشجاعته من خلال قيادته لمعارك الجهاد ضد الفرنسيين في كثير من المناطق السودانية ، وهذا مما أهله لتولي الزعامة ، وقد عمل علي تكوين جبهة افريقية إسلامية لمقاومة الاستعمار الأوربي – الفرنسي - الذي أخذ يزحف لبسط نفوذه في إفريقيا ، وفي هذا السبيل اتصل بسلطان واداى ( داود مرّه ) وبسلطان دار فور (علي دينار ) ، وكلاهما في السودان ، وببعض مريدي الطريقة السنوسية في مصر ، وذلك لاعلان الثورة ضد المستعمرين الأوربيين ، ثم انتقل الي جبهات القتال في نواحي درنه خلال سنة 1913 ، وذلك بعد الاحتلال الطلياني لليبيا وتولي قيادة المجاهدين واشترك في العديد من المعارك ضد الإيطاليين .

ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م ، أعاد تنظيم الحركة السنوسيه من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة و سعي لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات العربية والتحررية الأخرى وتدعيم وشائج الاخوة العربية بينها , وارتبط اشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا , ثم عمل على تحويل زوايا الحركة السنوسيه الي معسكرات لاعداد قوة عسكرية من الأهالي والاتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتي الطرق ، وأثر ذالك التنظيم نشبت عدة معارك ضاربة بين الطليان والمجاهدين بقيادة الضباط الأتراك ، ومنهم الضابط السوري ، الذي كان قائد سلاح المدفعية ، نبيه بيك العظمة - الذي أصبح بعد استقلال سوريا وزيراً للدفاع السوري - والذين سرعان ما انسحبوا عندما وقعت حكومتهم معاهدة الصلح – أوشي لوزان – عام 1912 م ، وأمرت بانسحابهم وترك أهل البلاد يواجهون مصيرهم لوحدهم .

وعندما علم اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا , شكل وفدا من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه الي مدينة درنه لمقابلة ( أنور بك- الوالي العثماني ) وسلمه رسالة خطيه رافضاً هذا الصلح ، ونتيجة ذلك وصل مبعوث الوالي العثماني عزيز المصري إلى الجغبوب التي كانت مركز قيادة القيادة السنوسية ، بصفته ممثلا للدولة العثمانية في ليبيا ومديراً للعمليات العسكرية فيها ،وأبلغه أن الدولة العثمانية قد منحت البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها ، إلا أنه بعد توقيع معاهدة لوزان بين تركيا و إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلي إيطاليا , بادر الشريف إلى إعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد ، ثم أعلن الجهاد في منشور عممه علي مشايخ الزوايا السنوسيه والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 الي سن 65 أن يذهب الي الميدان مزودا بمؤو نته وسلاحه .

وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تعزز موقف الشريف وقواته ، مما جعل تركيا تسارع لكسبه إلى جانيها ضد بريطانيا التي كانت تحتل مصر ، وهذا ما حذا به للقيام بالإغارة علي قوات الإنجليز في عام 1915 م داخل الحدود المصرية ، حيث هزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني ، وقد اندمجت قواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب ، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العقاقير 1916م التي أسر فيها جعفر العسكري ، وهرب فيها نورى باشا وعبد الرحمن عزام ورغم ذلك واصل الشريف القتال من المحور الجنوبي ، واحتل عدداً من الواحات ثم انتقل من الجغبوب واتجه غرباً متخطياً كل الواحات الليبية في الصحراء إلي سوكنه سنة 1917 ، وعلى ذلك فبالرغم من انسحاب تركيا من الميدان بهذه الصورة المتخاذلة فإن ذالك لم يؤثر في المقاومة الليبية التي ازدادت علي مر الأيام قوة وفعالية ، وظهر هذا واضحا في خطاب الشريف الذي وجهه إلي الوالي العثماني في ليبيا أنور باشا ((نحن والصلح علي طرفي نقيض ولا نقبل صلحا بوجه من الوجوه إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد إلي العدو )) ، حيث أنه منذ تلك اللحظة استلم الشريف المعدات الحربية والأسلحة التركية من المنسحبين واتجه إلى – مسوس – حيث أسس بها قيادة عامة لجيش المجاهدين في 6 أكتوبر 1912م ، ثم انطلق يؤسس الأدوار ويجتمع بمشايخ القبائل ويطلعهم علي التطورات العسكرية ضد الاحتلال الطلياني .

ثم سارع للاتصال بالسيد علي دينار سلطان دار فور بالسودان ومشايخ الصعيد في أسيوط والفيوم ، محاولاً تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز ، لكنها لم تستطع الاستمرار ؛ بسبب قلة الإمكانيات المادية والتفوق التقني للإنجليز ، مما اضطره للذهاب إلى الشام ، ليستمر دوره القومي والإنساني في وطنه الآخر سوريا الطبيعية ، حيث تدخل في الصراعات الدائرة بين قبائل شمر وعنزة وقد حقق الصلح بينهما ، ثم عمل على إثارة روح المقاومة في سوريا لإثارة الشعور الوطني والديني والتحريض علي العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الأتراك غير أن الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه الي تركيا عام 1924م ، لينتقل بعد ذلك إلى الحجاز حتى وفاته عام 1933 ، مستفيدا من العلاقات الخاصة التي كانت تربطه بعبد العزيز بن سعود وبدأ محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد شيخ المجاهدين السيد عمر المختار ، فكان الشريف يتخذ من مواسم الحج والعمرة وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة إلى مكة من قادة الجهاد ويزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالإمدادات ، وجعل من مواسم الحج منبراً إعلامياً يحث المسلمين منه ، والعرب خصوصاً على دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات لهم ، وكان من أهم أتباعه خلال هذه
الفترة المجاهد حسن بوشناق بمنطقة البطنان الذي كان حلقة الوصل بينه وبين المناضل عمر طوسون، الذي كان من أهم المساندين للمجاهدين الليبيين ويمدهم بالسلاح، حيث كان قد تولى حسن بوشناق مسؤولية قيادة المقاومة في البطنان، منذ مغادرة الشريف البلاد ، حيث كانت هذه تعليمات الشريف له .

إضافة إلى ذلك فإنه نتيجة لظروف الحرب العالمية الأولى انتقل إلى شرقي سرت باتفاق مع العثمانيين الذين كانوا يحاربون ضد الحلفاء ، وأقام هناك علي شاطئ البحر في منطقة سلطان ليكون قريبا من الغواصات الالمانيه التي تحمل المساعدات للعرب بقيادته الشجاعة والحكيمة رغم تكالب الأعداء عليه وتعدد الجبهات ضده وهذا كان السبب المباشر في رفع معنويات مؤيديه واستمرار النضال ضد الطليان لأن المناضلين في ليبيا كانوا يدينون له بالولاء العميق ، فكان هذا سبباً في انخراط آلاف منهم في صفوف المجاهدين،مثل الشهيد محمد أسد الذي كان يغامر بحياته سالكاً طريق الخطر لينقل له أخبار المجاهدين في الجبل الأخضر ؛ مما يؤكد رعاية أحمد الشريف للمجاهدين وتمسكه بالمبادئ التي استقاها من مبادئه التي تربى عليها، وقد أناب أحمد الشريف ، أحد رجاله وهو امحمد ميلود الغزالي نائبا عنه في موقع البويرات (شرقي القيقب) الذي قام هذا بتعبئة سكان الموقع وما حوله لمواجهة القوات التي وصلت إلى القيقب، كما أنه دعى رجالة إلى الانخراط مع المقاومة في الجبل الأخضر بقيادة عمر المختار. ، كما أنه بناءاً على تكليف جهادي قام مع بعض رفاقه بتدريب أفواج من المجاهدين على بعض الأسلحة الخفيفة والثقيلة. 
ويتجلى الدور القومي في الحركة الليبية من خلال اشتراك الكثير من المناضلين العرب فيها ، مثل نجيب البطاينة ، الملقب بنجيب الحوراني ، الذي اشترك في الكثير من المعارك في ليبيا مثل معارك الشلظيمية والكردايسي، ومسوس ، وقد استشهد في معركة الشلظمية ، التي كانت في عام 1914 ، والتي قتل الكثير من الطليان فيها ، وتمكنت المقاومة بقيادة أحمد الشريف من تدمير الأسلحة والذخيرة وحرق سيارات التموين والصحة، وهذا ما حذا بالطليان إلى تدمير (زاوية مسوس( ، التي كان الشريف يتخذها مقراً للمقاومة .
   
مما سبق نصل إلى أن الدور الوطني والقومي الذي لعبه أحمد الشريف على المستوى الداخلي الليبي ، وعلى المستوى الخارجي ، كان دوراً كبيراً ساهم إلى حد كبير في دعم المقاومة اللبيبة في الداخل بقيادة الشهيد عمر المختار ، كما ساهم في إثارة القضية الليبية على المستوى العربي ، فكان وجوده في داخل ليبيا نظيراً لوجوده خارجها ، وهذا ما أضعف ثقة المستعمرين الطليان بأن وجودهم سيطول على الأرض الليبية ، وأيقنوا أن فرصتهم في البقاء هي ضرب من المستحيل في ظل وجود رجال أكفاء أعطوا كل ما عندهم من أجل حرية بلادهم و استقلالها الذي تحقق بعد بضعة سنوات




#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم الاستقرار السياسي في القرن الإفريقي (الجزء الثاني)
- عدم الاستقرار السياسي في القرن الإفريقي (الجزء الثالث)
- عدم الاستقرار السياسي في القرن الإفريقي (الجزء الأول)
- أثر العوامل الداخلية والخارجية فى عدم الاستقرار السياسي في أ ...
- دور بريطانيا في عدم الاستقرار السياسي في سوريا
- اتفاقيات ومعاهدات دولية تجاه منطقة الهلال الخصيب
- وثائق في تاريخ سوريا
- النص الكامل لدستور الجمهورية العربية السورية الصادر في 9/2/1 ...
- حقوق الإنسان بين الدستور السوري والقانون
- الدور الفرنسي في عدم الاستقرار السياسي في سوريا
- الدور الأمريكي في عدم الاستقرار السياسي في سوريا
- أول دستور عربي هو دستور المملكة السورية
- الدستور المؤقت للجمهورية العربية المتحدة 1958
- الحق في تكوين الجمعيات والمؤسسات الأهلية في الجزائر
- من حق كوسفو أن تستقل عن صربيا
- دور دول الهلال الخصيب في عدم الاستقرار السياسي في سوريا
- دور المحور المصري السعودي في عدم الاستقرار السياسي في سوريا
- أثر التدخلات الإقليمية: تركيا وإسرائيل على عدم الاستقرار الس ...
- دورالمعسكر الشيوعي في عدم الاستقرار السياسي في سوريا - الاتح ...
- الحزبية والصراع الحزبي في سوريا


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عزو محمد عبد القادر ناجي - الدور القومي للمناضل أحمد الشريف في المقاومة الليبية