ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 02:49
المحور:
الصحافة والاعلام
نشاهد ونسمع عن ممارساتٌ غريبة في العمل السياسي لا تليق بالنشاط الذي يفترض أن يقصد به الخدمة الإجتماعية . خروشوف يضع حذاءه على الطاولة في الإجتماع السنوي للهيئة العامة للأمم المتحدة ، الدكتور محمود المشهداني يخرج الأحذية من فمه في إجتماع مجلس النوّاب ومنتظر الزيدي يرمي بوش بالحذاء . المفروض أن كلّ ممارسة سياسية هي رسالة إلى العالم فترى ما هي الرسالة التي وجهها هؤلاء إلى العالم بإستعمالهم الحذاء؟
قد يكون هناك قلّة من الناس المحسوبين على هؤلاء يفلسفون ويبررون أعمالهم ، ولكن الحقيقة وبالتأكيد أن العالم الحضاري الحالي يستهجنها ويدينها .
خروشوف بعمله ذاك لم يضرّ أحداً سوى سمعة الإتحاد السوفييتي ، والمشهداني فضح نفسهُ ومستواه الأخلاقي قبل أن يهين أحداً ، أما الزيدي فلم يكن عمله إلاّ بنسبة وزن القشّة من آلاف الأطنان من أوزار الإرهابيين الذين بأعمالهم يشوّهون سمعة الشعب العراقي أمام الرأي العام العالمي .
تُرى ما الذي كان يدور في ذهن الزيدي عندما رمى بوش بالحذاء ؟ هل كان يعتقد أنه سيسقط النظام الإستعماري الذي تمثله الولايات المتحدة ؟ هل كان يعتقد أنه لو أصاب رأس بوش بحذائه سيزيل الإحتلال ، أم أنّه كان يعتقد عمله بطولة يستحقّ عليها الثناء والتقدير والنياشين ؟ تُرى هلى كان عمل الزيدي إنفرادياً أم كان هناك أناس يمثلهم .
إننا في أزمة فكرية عميقة جداً . لا المثقفون يرشدون و يهدون ، ولا الأحزاب التقدمية تقوم بواجب التوعية ، والعامة من الناس فريسة لأهواء السياسيين من الطائفيين والعنصريين والتكفيريين يقودونهم كالنعاج إلى ما لا يدرون . مصلحةُ الوطن والشعب أصبحت لغزاً يفسرها أولئك حسب هواهم ولما يحقق لهم أغراضهم الضيقة .
قرعُ ناقوس الخطر واجب كلّ مثقف تقدّمي لإيقاف عجلة التداعي المستمر منذ خمس سنوات . فلنعلّم الناس أن السياسة ممارسة أخلاقية لخدمة المجتمع . ولنعرف حقوقنا أولاً ثمّ نتعرّف على من هو المؤهل للدفاع عنها وصونها . نحن مقبلون على إنتخابات تحدد لنا المستقبل . فلنرسل للعالم رسالة تُبلّغُ أننا فعلاً كنا ولا زلنا بناة الحضارة .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟