أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 8 – ( أساطير الأولين - 2 - )














المزيد.....

أصداف ولآليء – 8 – ( أساطير الأولين - 2 - )


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


1- قال الحكيم : كان المعلم وتلاميذه مسافرين عندما نفد منهم الطعام في الطريق. طلب المعلم من بعضهم أن يذهب ليحضر طعاما فعادوا في آخر اليوم ومع كل منهم ما استطاع أن يجمعه من إحسان الآخرين:
كان هناك فاكهة معطوبة وخبز يابس ونبيذ قارب على الفساد.
كان بين التلاميذ من جاء بتفاح ناضج وهو يقول :
لقد فعلت المستحيل لكي أساعد معلمي وزملائي. قال ذلك وهو يقتسم التفاح معهم.
قال المعلم : ومن أين لك هذا التفاح؟
قال التلميذ : سرقته مضطرا لأن الناس كانوا يعطونني طعاما فاسدا بالرغم من أنهم يعرفون أننا هنا لنشر كلمة الله.
قال المعلم : اذهب بتفاحك ولا تعد. إن من يسرق من أجلي سيسرق مني!!)). ( مكتوب، لباولو كووليو )
فكم من المتاجرين باسم الدين، والآكلين حقوق الناس باسم الدين، والذين يكنزون الذهب والفضة باسم الدين، والمتسلقين على ظهره، والوالغين في دمه، والمتخمين على مائدته!!
فهذا بنك إسلامي، وهذه جمعية مسيحية، وهذا منتدى إسلامي،وذلك حزب شيعي وهذه مدرسة دينية، وتلك قناة دينية وكأن الدين بوابة عبور يمر من خلالها كل أنواع المحظورات والممنوعات، وكأن الدين غطاء يلبس به على الضعفاء والمساكين والبسطاء، وكأن الدين – أخيرا – قناع يتستر به كل صاحب مأرب ومصلحة، حتى أصبح أهل الدين والتقوى والصلاح مظنة شبهه، وحتى أضحى الدين متهما إلى أجل غير معلوم – ولا أقول برئيا حتى تثبت إدانته - .


2- قال الحكيم : يقول المعلم : هناك إلهان. الإله الذي علمونا عنه وذلك الذي يعلمنا. الإله الذي يتكلمون عنه عادة‘ وذلك الذي يكلمنا. الإله الذي تعلمنا أن نخافه وذلك الذي يحدثنا عن الرحمة. هناك إلهان: الإله الذي في السماء وذلك الذي يشاركنا حياتنا اليومية. الإله الذي يأمر وينهى ويطلب منا ويثقل علينا وذلك الذي يعفو عن ذنوبنا ويغفر لنا شكوكنا. الإله الذي يهددنا بالويل والثبور والجحيم، وذلك الذي يهدينا إلى الطريق المستقيم. الإله الذي يسحقنا تحت خطايانا وذلك الذي يحررنا بحبه!! ( مكتوب، مرجع سابق ).
فالطفل عندنا - حين لا تزال تسيطر عليه مخاوف الطفولة وأوهامها - نحفر في سويداء قلبه ونزرع في نخاع عظامه صورة ذلك الإله المنتقم الجبار شديد العقاب الذي لا يرحم، صاحب النار وجهنم والسعير التي لا يكاد ينجو منها مذنب أو عاص..
وإلى أين المفر أيها المسيكين من سؤال منكر ونكير، وضمة القبر وظلمة المصير، وعناء المسير، وقلة الزاد وبعد الشقة وفقدان الاتجاه؟!!
حتى ينشا الناشئ فينا وصورة جهنم لا تكاد تفارقه، والموت والثبور وعظائم الأمور لا تبرح مخيلته، حتى أصبحت عبادتنا وصلاتنا وقيامنا وشعائرنا كلها قائمة على الخوف، فلولا النار ما صلينا ولا صمنا ولا تصدقنا، ولولا الخوف ما آمنا ولا صدقنا، وحتى أضحت طبائعنا طبائع العبيد لا طبائع الأحرار، نعبده خوفا لا رجاء، ونعبده طمعا لا محبة، نعبده ليطعمنا ويسقينا ويرزقنا ويحمينا.
فأين العبادة القائمة على الطاعة والتسليم ، وأين العبادة القائمة على المحبة والرضا ، وأين العبادة القائمة على الاقتناع والإقرار؟
ولا تسل بعد ذلك عن نتائج هذه التنشئة : فكم من إنسان خرج من حظيرة الدين ولم يرجع، وكم من إنسان عاش في جحيم المخاوف وفقدان الثقة والتردد، كائنات هائمة وجلة مضطربة متذبذبة حائرة قد فقدت كل قابلية في الحياة؛ لأن ينابيع الحياة قد جففت لديها مذ كانت غضة يانعة طرية الإهاب، تسرب من بين أناملها كل رجاء وأمل في حاضر أو مستقبل، تغشاها السواد وتبطنها حتى أضحى الوجود كلها لديها سوادا.. كائنات هامشية سلبية اتكالية جبرية، سحقها الواقع المر الأليم من تحتها وأطبقت عليها التعاليم من فوقها.
فهل الإله منتقم عزيز جبار مقتدر متكبر فقط أم أنه قبل ذلك محبة ورحمة وحنان وتحنان ومغفرة؛ إذا كان كذلك فلم لا ينشئون الشبيبة على ذلك ، لم لا يوازنون بين وجهي الصورة على الأقل، أم أن ( رهبوت خير لك من رحموت ) أي : أن يقوم احترامك على الرهبة خير لك من أن يقوم احترامك على الرحمة والمعاملة الحسنة؟!! كما يقول المثل.



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصداف ولآليء – 7 – ( أساطير الأولين )
- أصداف ولآليء – 6 – ( مارك توين .. والنمل – 3 - )
- أصداف ولآليء – 5 – ( مارك توين.. والنمل – 2 - )
- أصداف ولآليء -4 - ( مارك توين.. والنمل -1 - )
- أصداف ولآلئ- 3-
- أصداف ولآلئ- 2 -
- أصداف ولآلئ – 1 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( حصاد ما سبق ) – 8 ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( أساليب متفرقة ) – ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) ...
- هذا ما علمتنيه الحياة – 3 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة )
- هذا ما علمتنيه الحياة -2-
- هذا ما علمتنيه الحياة
- كلنا يهرب
- إلى من سيضرم النار سريعا في هشيم العالم!!


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 8 – ( أساطير الأولين - 2 - )