أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 7 – ( أساطير الأولين )














المزيد.....

أصداف ولآليء – 7 – ( أساطير الأولين )


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


وكم في أساطير الأولين من كنوز!!
وحتى نأمن اللبس وسوء الفهم وتصيد الأخطاء نرى لزاما علينا ابتداء أن نحدد ما ذا نعنى بالأسطورة هنا؛ ( فالأسطورة ) من الكلمات الشائكة والمربكة والمفخخة بالمعاني التي قد تصل حد التناقض!!
فنحن نقول في كلامنا الدارج حين نريد أن نمدح شخصية مشهورة سياسية كانت أو رياضية أو أدبية : فلان أسطورة؛ وكأننا بذلك قد ألقينا بأهم وأعظم ذخيرة في جعبتنا اللغوية للتعبير عن كل ما يعتمل في نفوسنا.. إذ لا يكفينا أن نقول عنه بأنه عظيم أو كبير أو خارق أو أعجوبة أو داهية أ وحتى مصيبة لا بل نقول عنه ببساطة : أسطورة.
وعلى النقيض من ذلك حين نريد ذم فعل أو ننتقص قدر حكاية أو نحقرمن شأن رواية فإننا نقول عنه بأنه أسطورة أي خرافة لا أصل له من الصحة.
مثال آخر: ( الأسطورة ) في نظر ( العلم الحديث ) هي الخصم اللدود والعتيد الذي ظل مهيمنا على العقلية البشرية لآلاف السنين، والتي لم تتخلص من تأثيره الضار وتسلك دروب النور والتقدم والمدنية إلا بفضله – أي العلم – حين قضى على الأسطورة لا نقول قضاء كليا وفي جميع بقاع المعمورة، كما يدعي ويزعم. ولو أن العلم في الآونة الأخيرة أخذ يخفف من غلوائه وغروره وبدأ ينظر للأسطورة بعين الحكمة والاتزان والتعقل ويوظفها في قطاعات مثل الأدب والفن وعلم النفس والاجتماع وغيره.
وهكذا هي الطبيعة البشرية تطرف في أقصى اليمين يقابله رد فعل عنيف يتطرف في أقصى اليسار ثم العودة مرة أخرى إلى الوسط؟ ربما لفترة ثم تعاود البشرية سيرتها عودا على بدء!!
ولسنا بحاجة إلى القول إن ( الأسطورة ) في أي شكل تبدت حكاية أو حدوتة أو قصة أو مثلا أو حكمة، شعرية كانت أم نثرية هي سيرة طفولة العالم، كيف كان يفكر ويتخيل ويأمل ويخاف ، وكيف كانت علاقته بالعالم المحيط به والكائنات التي يعيش معها، وكيف كان يتصرف إزاء عالم الأرض وملكوت السماء..
من الأسطورة نبع العلم وجاءت الفلسفة ونشأ الدين ثم أخذت تنفصم عنه تدريجيا وإن كانت لم تقطع الصلة به نهائيا.
فالأسطورة إذن هي المنبع والمعين والأصل الذي انبثقت منه كل أشكال النشاط الإنساني والفعاليات البشرية، هو البناء التحتي ، الجذر الذي يضرب بعيدا في أعماق البشرية، ولذا يعاودها الحنين مرة بعد أخرى إلى الاتصال بهذا الجذر‘ بهذا الحبل السري ؛ فالأسطورة باختصار هي الحبل السري للبشرية..
ولكن ما ذا أعنى بالأسطورة هنا؟
أعني بها : أحاديث وأقاويل اختلقها الأولون لا أصل لها ولا نظام، وأنا أسطر – بتشديد الطاء – عليكم تسطيرا أي : أسوق لكم أحاديث تشبه الأباطيل..وأحيانا كانت الأساطير تعني الأكاذيب؛ ولكن دائما هناك فرق بين أكاذيب وأكاذيب!!
ولنلاحظ هنا التشابه اللغوي الظاهري الشكلي والباطني المعنوي بين كل من : الأسطورة والأحدوثة والأكذوبة والأبطولة وكلها تجمع على الوزن ( أفاعيل ) فتصبح : أساطير وأحاديث وأكاذيب وأباطيل.
وهناك مصطلح آخر قريب الشبه بالأسطورة هو ( خرافة ) وهو لغويا يعني : الحديث المستملح من الكذب..
وكثيرا ما توصف المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص بأنها مجتمعات تعشعش في أرجائها الخرافة وبأن تفكيرها تفكير أسطوري ؛ وهو الذي يرد المسببات إلى غير أسبابها الحقيقية، شأن الذين يؤمنون بالسحرة والمنجمين والمشعوذين. وهو أكبر عيب يؤخذ على هذه المجتمعات، وهو عيب نقر به ونسلم ، ولكن السؤال هل كل حديث خرافة باطل وشر وإثم؟ ألا تعشعش الخرافة في أرقى عواصم العالم، ألا تستخدم في أكبر مقرات رؤساء وزعماء العالم؟
أليس هناك فرق بين خرافة وخرافة، أليست النار التي تحرق وتدمر هي نفسها النار التي تدفيء وتنير؟!
والأساطير – وإن شئت الخرافة- هي نتاج عبقرية الشعوب، لا يعرف لها مؤلف بعينه، هي روح العالم وحصيلة العقل الجمعي والمخيلة البشرية؛ كيف ألفت، كيف أبدعت، كيف جمعت، هذا هو السؤال المؤرق الذي ما زال يحير الجميع ولا يزال.



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصداف ولآليء – 6 – ( مارك توين .. والنمل – 3 - )
- أصداف ولآليء – 5 – ( مارك توين.. والنمل – 2 - )
- أصداف ولآليء -4 - ( مارك توين.. والنمل -1 - )
- أصداف ولآلئ- 3-
- أصداف ولآلئ- 2 -
- أصداف ولآلئ – 1 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( حصاد ما سبق ) – 8 ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( أساليب متفرقة ) – ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( حين يتسلق اللبلاب ) ...
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة ) ...
- هذا ما علمتنيه الحياة – 3 -
- دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء.. ( التابوهات الثلاثة )
- هذا ما علمتنيه الحياة -2-
- هذا ما علمتنيه الحياة
- كلنا يهرب
- إلى من سيضرم النار سريعا في هشيم العالم!!
- كليلة ودمنة في أراب ستان -7-


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - أصداف ولآليء – 7 – ( أساطير الأولين )