|
انعتاق في البعد الآخر
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 05:00
المحور:
الادب والفن
تَتَعَثَّرُ خَطَوَاتِي الْعَرْجَاءُ عَلَىَ حَافَةِ عُمْرٍ ثُلاثِيُّ الأَبْعَادْ ، وَتَذْوي أُسْطُوْرَةُ بَعْثِي كَقَطْرَةِ نَدَى تُعَانِقُ الْمَوْت عَلَىَ سَاقِ وَرْدَةٍ أَزْهَرَتْ فِي خَرِيْفِ الْحَيَاةِ ، أَتَلاشَى فِي صُوَرِ الْغُرُوبِ الْمُنْعَكِسِ عَلَىَ صَفَحَاتِ الْمَوْجِ ، أَتَقَلَّبُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ وَتَلْهُو بِي الرِّمَالُ عَلَىَ الشَّاطِئ الْبَعِيْدِ ، فَتَذُوبُ أَحْلامِي كَمَا يَذُوُبُ الْجَلِيْدُ فِي وَهَجِ الشَّمْسِ الْمُحْرِقَةِ ، وأَتَلاشَى كَغَيْمَةِ صَيْفٍ عَابِرَةٍ تَرْحَلُ مِنْ بُعْدٍ لآخَر لِتُشَكِّلَ قَصِيْدَةً أُخْرَى مِنْ تَسَاؤلاتٍ مُحْوَرِيَّّةٍ فِي مَعْنَى الْوُجُوْدِ ... أَسْرَابُ الْوُعُوْدِ تَمْضِي بَيْنَ قَوافِل الْمُهَاجِريْن فِي مَوَانِئ الرَّاحِِليْن ، حَقَائِبِي ما زَالَتْ هُناك مُشَرَّعَةً للرِّياحِ الْبَارِدةِ وأَعَاصِير الْقُطْبِ الْحَزيْن .. تَسْقُطُ آخرُ الْحُرُوفِ عَلَىَ أَوْرَاقٍ مُسَافِرَةٍ فِي زَمَنٍ مُتَغَيِّرٍ خُمَاسِيّ الأَبْعَاد ، تُبْحِرُ قَوَارِبُ الْمُشَرَّدِيْن وَتَبْتَعِدُ ذِكْرَيَاتِي عَنْ الْحُدُودِ ، فَتَتُوهُ أَسْئِلَتِي لِتُغْرِقَ مَرَاسِيَ الإجَابَاتِ فِي قَعْرِ مُحِيْطٍ عَنِيْد ، فَتُقْلِعُ طَوَابِيْرُ الْعَابِريْن بَاحثَةً عَنْ ضَفَّةٍ أُخْرَى عَنْ مَرْفَأ يَحْتَويها مِنْ جَدِيْد .... مَا أَكْثَرَ التَّسَاؤلات !! وَهَلْ نَجِدُ لِكُلِّ سُؤَالٍ جَوَابْ ..؟! أَيْنَ هِيَ الْبِدَايَةُ .. وَأَيْنَ الانْتِهَاءْ ..؟! نَحْيَا أَوْهَامَ اللّحَظَاتِ ، يُتَعْتِعُ بِنَا الزَّمَنُ الْمُخَادِعُ فِي ظِلِّ كَوْنٍ آخِذٍ فِي التَّمَدُّدِ والابْتِعَادْ ... كَوَابِيْسُ أَحْلامُنَا تُنْعِشُهَا تَرَاتِيْلُ الأَمَانِي وَعِبَادَةُ الأَوْثَانِ فِي صُوَرِ الذَّاتْ ... صَحْرَاءُ هِي قِبْلَتُنَا ، نَرْكُضُ فِيْهَا عَلَىَ غَيْرِ هُدًى بَحْثًا عَنْ سَرَابٍ مُخَادِعٍ وَأَوْهَامٍ ثًلاثِيِّة الأَبْعَادْ ..؟ تُوْمِضُ قَطْرَةٌ عَلَىَ سَاقِ وَرْدَةٍ ، تَتَحَوَّلُ مِنْ شَرْنَقَةٍ لِفَرَاشَةٍ رَبِيْعِيَّةٍ لِتَحُطَّ عَلَىَ شِفَاهِ زَهْرَةٍ فِي حَدِيْقَةِ التَّسَاؤُلات ، تَطِيْرُ تَبْحَثُ فِي أَعْمَاقِ الْقَضِيَّةِ ... أَنَا شَاعِرٌ أَتَخَيَّلُ الْمُحَالَ وَأَرْسُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، عَلَىَ وَجْهِ حُرُوفِي قِنَاعٌ مَجَازِيّ وتَهَجُّد فِي سِرِّ الْبَقَاءْ ... فِي مُعْجَمِ الْخَلْقِ وِلادَةٌ وَفَنَاءٌ وَتَعَطّش أَزَلِيّ لِنُورِ الصَّفَاءْ .. آه يا وُرُود التِّيْهِ الْمُنْتَشِرَةِ عَلَىَ سُطُوْحِ مُسْتَنْقَعَاتِ الشَّهَقَاتِ الْتِي تَنْمُو كَنَبَاتِ النّيْلوفر كَانْفِجَارِ الْكَيْنُونَةِ كَتَشَظِّي ذَاكِرَةٍ كَوْنِيَّةٍ فِي عُمْرِ الْوُجُودِ ... مَتَى يَسْطَعُ الْحَقُّ فِي مَنَارَاتِ الْعِرْفَان ...؟ وَيَرْتَوي الْعَطَشُ الأَزَلِيُّ مِنَ النَّهْرِ الأَزْرَق لِتُصْبِحَ الإجَابَاتُ إسْقَاطًا لِعَهْدِ اللاَّ جَدْوَى وَفَوْضَى الْمَجِيء ........ لا شَيءَ سَيُضِيءُ الطِّفْلَ النَّائِمَ في الأَعْمَاقِ ... لا شَيءَ سَيُوقِظُ خَفَقَاتِ ذَلكَ الْهَاجِعِ فِي أَسْرَابِ الْمُسْتَحِيْل .... لا شَيءْ !! سُوَى قَنَادِيْل الْمَعْرِفَة تَشِعُّ مِنْ مِشْكَاةِ الأَرْوَاحِ تُنِيْرُ الطَّرِيْقَ وَتَهْزُمُ أُفُوْلَ اللّيْلِ الطَّويْل الطَّويْل ... مِنْ أُفُوْلِ الذِّكْرَيَاتِ تُشْرِقُ أَطْيَافٌ تَرْسُمُ لَوْحَةَ السَّمَاءِ بِلُغَةٍ مِنْ حَرِيْرٍ مُخْمَليٍّ شَفَّاف ، تَخْرُجُ أَحْلامُ الْمُعَذَّبِيْن فِي الأَرْضِ لِتَنْسَجِمَ مُعَادَلاتٍ دَائِريَّةٍ وَرُؤىً نَبَويَّةٍ تَنْبَعِثُ مِنْ خَلَجَاتِ فِكْرٍ غَرِيْب ، رِسَالَة لَمْ يَقْرَأْهَا وَلِيْد ، صَلاة وَدَاعٍ لِلَحْنٍ عَتِيْد .. تَنْزِفُ يَنَابِيْعُ النُّشُورِ أُغْنِيَاتِ زَمَنٍ قَادِمٍ وأَنْوَارِ شُمُوسٍ لا تَغِيْب ، تَسْتَيْقِظُ جِرَاحُنَا لِتُصْبِحَ عِشْبًا بريئًا ، نَسْتَعِيْرُ مَا تَرْكَنَاهُ مِنْ وُرُودٍ عَلَىَ قَارِعَةِ الطَّرِيْق ، لِنَصْنَعَ أَكَالِيْلَ صَمْتٍ خَاشِعَةٍ تُكَفِّن عَهْدًا فِي عُمْرِ الْوُجُود .. فَرُبَّمَا تُوُرِقُ آنذاك أَوْرَاقٌ مَاتَتْ لِتُوْلَدَ مَنْ جَدِيْد ..عَلَىَ أُرْجُوْحَةٍ دَائِمَةِ السَّفَرِ وَانْعِدَامِ الْمَكَان فِي لَوْحَةِ الْقَدَرْ!!
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
* رُوحٌ لا جَسَدْ *
-
ضَحَالةُ فِكْر
-
خِدَاعُ الْعِشْق
-
سحايا الذاكرة
-
المَلْهَاةُ
-
دَيْمُومَةُ الذَّاتِ
-
مَتاهَةٌ
-
بعضُ رثاءٍ
-
تَمَنِّي
-
حُلُمُ يَقْظَتي
-
حَضَارةٌ آفِلَةٌ
-
معاناة
-
هَوَاجِسُ الْرُّوحِ
-
مَخَاضٌ قَبْلَ الفَجْرِ
-
هروب نحو الجذور
-
سُرَى فِي هَجِيعِ الليل
-
اعتراف
-
مَوْعِدٌ
-
تراكض خلف التساؤلات
-
مُنَاجَاةٌ
المزيد.....
-
المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت
...
-
-قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم
...
-
-فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ
...
-
والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه
...
-
النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024
...
-
عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد
...
-
صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
-
ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس
...
-
متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr
...
المزيد.....
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
المزيد.....
|