أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عماد الدين رائف - حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً.. تجارب ناجحة















المزيد.....

حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً.. تجارب ناجحة


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 07:30
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


تشير تقارير المنظمات غير الحكومية، المحلية منها والعالمية العاملة على الأراضي اللبنانية أن نسبة الأشخاص المعوقين، من الإعاقات الأربع السمعية والبصرية والحركية والذهنية)، تتجاوز عتبة العشرة بالمئة من تعداد سكان البلاد.
وقد حظيت هذه الفئة من المواطنين اللبنانيين بإطار تشريعي حمل الرقم ٢٢٠ في العام ،٢٠٠٠ اعتبر لدى صدوره قبل ثماني سنوات بأنه »التشريع الأكثر شمولية وتطوراً في العالم العربي« في ما يتعلق بحقوق الأشخاص المعوقين. لكن، وبعد مرور الزمن، لم ير الأشخاص المعوقون تطبيقات تذكر، بما أن الوزارات المعنية لم تعمل على استصدار المراسيم التطبيقية لترجمة التشريع إلى واقع يعيشونه؛ بدء من حق الوصول، إلى العمل والتربية والتعلم والتأهيل والصحة والبيئة الدامجة، وصولاً إلى التنمية الشاملة.
بعدها، صدرت الاتفاقية الدولية بشأن تعزيز حقوق الأشخاص المعوقين وكرامتهم في كانون الأول ،٢٠٠٦ ثم دخلت حيز التطبيق في أيار من العام الحالي، لكن المجلس النيابي اللبناني لم يبادر إلى تلقفها والمصادقة عليها، كما فعلت مجالس تشريعية عربية أخرى، كتونس والأردن وقطر. وبدأ المجتمع المدني يسعى لتجاوز التجاهل الرسمي المتمادي في تطبيق القانون ٢٢٠/،٢٠٠٠ لاسيما القسم الثامن منه المتعلق بحق الشخص المعوق بالعمل اللائق، فقدم بدائل عملية لتطبيق القانون الذي خصص كوتا مقتطعة بنسبة ثلاثة بالمئة من الوظائف في القطاعين العام والخاص لهذه الفئة من المواطنين.
وقد بادرت الجمعيات المعنية بقضايا الإعاقة إلى تقديم نماذج عملية لتوظيف الأشخاص المعوقين، منها مشاريع تطبيقية، كمشروع »فتح آفاق فرص العمل أمام الأشخاص المعوقين« الذي استمر ثلاث سنوات، ومشروع »الدمج الاقتصادي الاجتماعي« الممول من الاتحاد الاوروبي بالشراكة مع منظمة الإغاثة المسيحية، المنفذ من قبل اتحاد المقعدين اللبنانيين في أربع محافظات لبنانية هي الجنوب، والبقاع، وبيروت وجبل لبنان.
ويعتبر منسق عمل مشروع الدمج الاقتصادي الاجتماعي، حسن مروّه، أن »التوصيف الوظيفي هو من أكثر القضايا إلحاحا لأنه يقودنا إلى التركيز على الوظيفة نفسها وليس على شاغل الوظيفة«.
وعمليا، تستفيد المؤسسات من التوصيف الوظيفي لتحديد الاحتياجات من التعيينات الجديدة، وللإعلان عن شغل الوظائف، ولتحديد الواجبات والمسؤوليات المطلوبة من الموظف، ولتحديد الرواتب وللمساهمة فى تقييم أداء الموظفين. أما التكييف، بحسب ضحى يحفوفي، منسقة المشروع: »فهو عبارة عن تعديلات في البيئة المكانية للعمل، أو في طريقة أداء المهام المتعلقة بالمهنة، بشكل يجعلها مهيأة ومجهزة ليتمكن الشخص المعوق من إنجاز مهمته على أفضل وجه«.
وتشرح أن التكييف يشمل إعادة تصميم أو تحوير الأجهزة أوالآلات او المعدات المستخدمة في أداء مهمات الوظيفة، وتعديل في تسلسل أداء مهمات الوظيفة، وتجزئة مهمات الوظيفة إلى اقسام عدة وإعادة تنظيمها.
وتتحدث يحفوفي عن تعديل مواعيد أو أوقات العمل، وشروط العمل، بحيث تؤمن التقديمات المهنية والإجتماعية وفوائدها للأشخاص المعوقين تماماً كالتي تقدم للموظفين الآخرين. وكذلك تكييف ظروف العمل، كتنظيم دورات تدريبية للفريق او للطاقم الاداري حول التنوع والدمج.
ولا يحتاج أرباب العمل للقيام بتكييف مهام الوظيفة إذا لم يكن لديهم موظفون ذوو احتياجات إضافية. وليست هناك صيغة موحدة للتكيف، إذ أنه يتطلب قدرا من المرونة والملاحظة الدقيقة، بالإضافة الى دراسة مفصلة لكل شخص بحد ذاته.
ويوضح مروة أن فرق مشروع الدمج الاقتصادي الاجتماعي تقوم بالتوعية وتقديم الاستشارات الفنية لأرباب العمل ومواكبة تنفيذ التجهيزات الهندسية، وتكييف المهام الوظيفية داخل الشركات، في القطاع الخاص، بالإضافة إلى عمل المشروع على مواكبة الأشخاص المعوقين في التأهيل والتوظيف. في ما يلي، نماذج لثلاثة أشخاص معوقين خاضوا مع أرباب أعمالهم، تجارب دمج نجحت: (انتهت المقدمة)

كريستين : التكييف ممكن
تعيش كريستين ( ٢١ عاما) مع أهلها و إخوتها الثلاثة.
كريستين صماء وتعاني اضطرابا في النطق منذ الولادة. تعليمها المدرسي متوسط، وقد نالت شهادات من دورات علمتها تصفيف الشعر والماكياج والكومبيوتر.
تنقلّت كرستين في عملها بين ثلاثة صالونات للتزيين النسائي في منطقة زحلة و جوارها، منذ ،٢٠٠٣ وهي تعمل حاليّاً كمساعدة مزيّن في صالون سليم صوايا زحلة بدوام كامل. تشمل مهامها الوظيفيّة تنسيق مواعيد الزبائن، واستقبالهم في المحل، ومعرفة طلباتهم، ثم المباشرة بغسل الشعر، وتصفيفه بعد انتقاء التسريحة المناسبة؛ وهي تقوم أحيانا بتحضير لون للصباغ، ووضعه على الشعر، ثم تحاسب الزبائن.
من المشاكل التي تواجهها كريستين عجزها عن حجز المواعيد عبر الهاتف. كما أنه لا يمكنها أن تعرف إذا دخل أحد إلى المحل أثناء قيامها بغسل شعر إحدى الزبونات. وتتأخر في بعض الأحيان في استبيان هدف الزبونة بسبب صعوبة التواصل.
هكذا، لجأ رب العمل إلى التكييف الذي اقتضى مستويات عدة فتمت إحالة مهمّة الرد على الهاتف على أحد زملائها ، وأجري تعديل على جهاز الهاتف لتزويده ببرنامج رد آلي لحجز المواعيد على الكمبيوتر. وزودت أجهزة تصفيف الشعر بإشارات ضوئية تشير إلى عملها أو تشغيلها. ووزعت كتيبات تسمح بتواصل أفضل بين كريستين وبين الزبائن، وهو عبارة عن دليل توضع فيه صور مختلفة تتمكّن من التواصل من خلالها. أما في التجهيز، فتم استعمال إشارات ضوئيّة موزّعة بشكل يسمح لها بمعرفة إذا دخل أحد الأشخاص إلى المحّل أو إذا قرع الجرس. هذه التعديلات التي يمكن أن تكون بسيطة وغير مكلفة سهلت على كريستين عملها وتمكّنها من إعطاء أفضل إنتاجيّة ممكنة لديها.

جولييت: العلم نورٌ
ولدت جوليت ( ٣٠ عاما) مكفوفة. هي مجازة في العلوم الإجتماعية من الجامعة اللبنانية. بدأت مسيرتها المهنية في منظمة »مرسي كورب« حيث تعمل حالياً كسكرتيرة بدوام جزئي. بدأت تدربها في وظيفتها على مهام السكرتاريا، لكنها واجهت بعض المشكلات في تأدية بعض مهامها، منها تداول فريق العمل المعلومات والمهام المطلوبة من كل شخص بشكل مكتوب. كما أنه ليس بامكانها استلام الفاكس، و لا تستطيع قراءة مضمونه ولا تعرف لمن تسلمه.
بالاضافة إلى ذلك، ليس بامكانها استلام القرطاسية وتسليمها، إذ يتعين أن تحصي الأعداد والأنواع وتوضيبها في أماكنها. وهي تجيد استعمال الكمبيوتر.
كانت حلول تلك المشكلات بسيطة مع إدخال التكييفات الملائمة، إذ تم تجهيز كمبيوتر جولييت ببرنامج ناطق. كذلك، تم الاتفاق على إرسال كل المعلومات المطلوبة منها عبر البريد الإلكتروني. وأعيد توزيع المهام بينها وبين سكرتيرة أخرى في المكتب بحيث تتولى زميلتها استلام رسائل الفاكس والقرطاسية، على أن تستلم هي حجوزات السفر والفنادق.
وبعدما تنهي جولييت فترة تدريبها من المقرر أن تعمل بدوام كامل في الشركة. في هذه الأثناء، هي تعمل على تقوية مهاراتها في اللغة الإنكليزية، وتخضع لدورات متواصلة، كما أنها تتدرب على برنامج الناطق وعلى استخدام الانترنت لتقوم بعملها بشكل مستقل وسريع. في الشركة، لا تواجه جولييت مشكلة في التنقل، إذ استطاعت أن تحفظ تفاصيل المكان وتتنقل فيه بشكل مستقل. واتفق زملاؤها بالا يغيروا أماكن الاثاث من دون إبلاغها.

مصنع ألومينيوم
أنهى هيثم (٣٩ سنة) تعليمه الابتدائي وتوقف. هو اليوم متزوج وله ستة أولاد. تعرض في العام ١٩٩٧ لحادث سير أدى إلى بتر ساقه اليمنى من وق الركبة، مما اضطره لترك عمله كميكانيكي لتصليح السيارات.
يستعين هيثم بطرف اصطناعي يمكنه من التنقل بسهولة ولكن بشكل بطيء نسبياً. عمل بعد الحادث لمدة سنتين كعامل تنظيفات، لكنه توقف لأن العمل لم يكن يتناسب وقدراته الحركية. قبل خمسة أشهر، بدأ هيثم عمله في معمل ألوتكس لصناعة الألمنيوم بدوام كامل من السابعة صباحاً ولغاية الرابعة بعد الظهر.
جرب العمل قي كافة أقسام المعمل تقريباً، واجهته مشكلة الحرارة المرتفعة داخل المعمل بسبب استعمال المواد الكيميائية والأحماض والمياه الساخنة في تلوين وتغطيس الألمنيوم، ما أثر على الطرف الإصطناعي الذي أصبح يتمدد بفعل الحرارة كونه من مادة البلاستيك.
بعد التقييم واكتشاف المشكلة، نقل هيثم إلى قسم الكبس الذي تبين أنه المكان الأنسب له كونه خارج المعمل بعيداً عن الحرارة.
هناك واجهته مشكلات أخرى. فالألمنيوم الذي يجب تلفه موجود على مقربة من الآلة المخصصة للكبس حيث ترمى القطع لتتكوم فوق بعضها البعض، ما يؤخر هيثم ويعيقه في النقل. ومع حلول فصل الشتاء تسبب له تدني درجات الحرارة بألم في فخذه الأيمن كونه يعمل في مكان غير مغلق.
أما الحلول فكانت في استبدال مهمة جلب الألمنيوم المكوم مع زميل له ليبقى هو واقفاً أمام الآلة لتشغيلها ولفرز ما يتلف.
ومع الوقت، اعتاد هيثم على طبيعة العمل وأصبح قادراً على جلب الألمنيوم من إرتفاع يصل إلى المتر ونصف المتر. كما تم الاتفاق مع رب عمله على أن يترك عمله قبل زملائه بخمس دقائق ليكون من أول الواصلين للتوقيع على أن تحسم المدة من فترة استراحته. أما في التجهيز، فقد تم إغلاق المكان وعزله عن الهواء بشكل يحمي هيثم من البرد ويقيه من المه ولا يعيق عمل الآلة وزملائه.



#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء لبنانيات يروين قصص تعرضهن للعنف والتعذيب
- التمييز القانوني ضد المرأة في لبنان
- بين المجتمع المدني العربي وقمة الكويت القادمة
- ستون عاماً على انتهاكات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- تشي غيفارا يحتفل في بيروت بألوان عربية
- في يوم الغذاء العالمي: دعوة الى الاستيقاظ دعماً للجياع حول ا ...
- زيادة أجور هزيلة تقدم كإنجاز حكومي
- في الرهان على المجتمع المدني اللبناني
- حراك المجتمع المدني اللبناني .. نحو -وطن لجميع ابنائه-
- المجتمع المدني اللبناني يناقش البيان الوزاري
- أي قانون انتخاب يريده المهمّشون في لبنان
- رسالة المجتمع المدني اللبناني إلى السياسيين
- حول -النداء العالمي لمكافحة الفقر-.. عربياً
- حملة لا للحرب في لبنان... بين السياق والنتائج
- المجتمع المدني اللبناني ينتصر!
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 3-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 2-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 1-4
- إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عماد الدين رائف - حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً.. تجارب ناجحة