أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - عماد الدين رائف - إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية














المزيد.....

إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:44
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


"لو لم يمتِ الناس من أجل المسيح، من أجل الربَ، لما كان ثمة مسيح أبداً!". حقيقة بسيطة واضحة تمتمت بها "الأم" في رواية ماكسيم غوركي، وهي تعلم علم اليقين أن ابنها، وحيدها، "بافل" يقود العمال المعدمين الغارقين في التعب، في عيدهم، تحت لوائه الثوري نحو غد أفضل، مهما كان بعيداً هذا الغد... ويقود نفسه نحو السجن الذي يضم بشكل أو بآخر، كل المنادين بالحقوق. حقيقة بسيطة واضحة تصلح للزمان والمكان والأشخاص... حتى في وطن يُحكم بنظام إقطاعي- مزارعي يسمى بالديمقراطية التوافقية. يفترض بالعمل أن يكون نشاط الإنسان النافع لإنتاج الخيرات المادية والخدمات، لكن وطناً تتناهشه ذئاب الطائفية المرتهنة للخارج دائماً، يحوّل جهود أبنائه العمال إلى "لا شيء". لتجمعهم البطالة والفقر والهجرة النفسية قبل المادية. وطن يتحول فجأة، وبدون سابق إنذار، إلى ثمانية عشر وطناً، إلى مزارع متناحرة لا تؤمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للسواد الأعظم من أبنائه، ليتحكم فيه الخوف بالنفوس... خوف من الآخر المساوي، ويحاول الساسة المتحكمين بالرقاب تجذير الخوف واستغلاله إلى الحد الأقصى، ليثبتوا أحقيتهم في التحكم بهذه الطائفية أو تلك، بعيداً عن أي اعتبارات أخلاقية، قد يتغنون بها بين الحين والآخر.

لم يتحدِ العمال في لبنان! ولا يمكنهم أن يتحدوا ما داموا يسلمون رقابهم ومصائر عيالهم إلى زعماء تمت تجربتهم في حرب أهلية سابقة ما زالت آثارها مستمرة إلى اليوم. على الرغم من كل مساوىء تلك التجربة المرّة، إلا أنها أثبتت أمرين بالغي الأهمية. الأول، أن الأيادي القذرة التي سفكت دماء الأبرياء، وحرقت البيوت والأزقة، وشردت وخطفت وباعت الأرواح على الحواجز المذهبية والطائفية، لن تتورع أن تفعل ذلك كله مجدداً في أي لحظة. بل بشكل متطور مدعوم بتكنولوجيات مستوردة. ستفعله مجدداً في أي لحظة، حفاظاً على مكتسباتها، ولن تسمح للظروف أن تؤثر على مصالحها، بل أن الأبرياء أنفسهم سيشكلون وقود أي حرب أهلية قادمة محتملة. أما الأمر الثاني، فهو أن العمال ديناً واحداً، رغم خضوعهم لتلك الأيادي القذرة كل في قوقعته. دين عِملته الجوع والقهر والفقر، والعرق. أو كما ترجمه نجم على لسان عامل: "أغرق في أنهار العرق طول النهار... وألم همي في المسا وأرقد عليه".
إليهم، إلى عمال يصنعون غدنا ... إلى قوة جبارة ما زالت تتكل على الصدفة لتنهض... إلى آلهة مخضبين بعرقهم اليومي، في عيدهم، تحية.



#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 33 عاماً على ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية
- رصاص ابتهاج سياسي يودي بحياة المواطنين
- المدوّن اللبناني منفعل.. وغير منتج
- الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 5 - 6
- الطفلة - الأم.. في يومها العالمي كامرأة
- الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان 4 - 6
- الحملة المطلبية المستمر للاشخاص المعوقين في لبنان 3 - 6
- المرأة اللبنانية.. نضال طويل نحو المشاركة والتغيير
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 2 - 6
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 1 - 6
- أمهات معوقات يتغلبن على الإعاقة والمجتمع
- حقوق الشخص المعوق ببيئة تحترم حاجاته وكرامته
- توظيف الأشخاص المعوقين.. مستقبل وآفاق
- عن رفاق لم يخرجوا من غرفة التعذيب
- ثماني سنوات على قانون لم يطبق
- من قاموس الحرب الأهلية
- -كي لا تموتوا وأنتم نيام-
- عولمة الأمل.. نحو عالم آخر ممكن
- بين زعيمنا الوطني وسوبر ماريو


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - عماد الدين رائف - إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية