أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - رسالة فى ذم البشر و مديح الكلاب















المزيد.....

رسالة فى ذم البشر و مديح الكلاب


إسلام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 05:53
المحور: الادب والفن
    


Prologue

لا أعرف من أنا
و لا أين ولدت
أجهل من أين أنا
أو إلى أى جحيم أتجه
أنا قطعة من شجرة ساقطة
أجهل أين سقطت
أين جذورى؟
على أى نوع من الأشجار نموت؟

..أشعار شعبية من بوياكا
كولومبيا
ــــــــــــــــــــــــــ

ليتوقف قرع الطبول
و أنتم أصغوا إلىّ
هذه هى الأنشودة الحقيقية
و صوت الإنسان العادى: سُحبت العنزة نحو التلال
و التلال نحو السماء
و السماء نحو مكانٍ مجهول
لا أعرفه الآن

..إدواردو كاليانو
ذاكرة النار



*خيانة
ـــــــــــ

هل كان بيننا عقد موثق بالشهر العقارى؟ لا؟....لم يكن؟..و لكن الذى كان أننا وُجِدنا ها هنا، قدمى بمحاذاة قدمك، فى حجرة واحدة سقفها السماء و أسفل أقدامنا أرض مشتركة، هل كان ثمة عائق؟ الحذاء؟ هه؟ لا مانع لديه من الإنزواء قليلاً فى ركن الحجرة حتى تتلامس بشرات جلودنا التى نظنها مرهفة و غير معزولة بطبقات من الصدأ، فلنرتفع قليلاً، يداك فى يدى، بحميمية تتشابك و تلتصق، إذاً لمَ كل هذا التباعد؟ أهناك من سبب؟ إذاً فلنرتفع أكثر، كتفى على كتفك، رقبتى ملامسة لرقبتك، هل هناك أكثر حميمية من ذلك؟ معاناتنا شىء يفوق الوصف، إنى أستشعر ذلك و أعيشه...إذا لم كل هذا التشاحن؟، لنرتفع كثيراً، ها هو ذا، عينى فى عينك، بحبٍ تتلاقى، أو لعله إيحاء نبع من غلالة ماءٍ شفيفة و مبذولة بوهن فوق كرة عينيك، إذا لعله ما وراء العين بالداخل، حيث من وراء حجاب تقتلنى بنفس المدية التى بها أقتلك.


* نظرية المؤامرة
ــــــــــــــــــــــــــ
ــ

لماذا تتعقبنى على هذا النحو و تعد خطواتى، و تحدنى بحدود فوق طاقتى فأفر منك، كفأرٍ مذعور ينزوى فى ركنٍ رطب لأتخذ خطوة دفاعية بدقات قلبٍ لا متناهية السرعة، هل جهزت الشَرَك و أعددت قطعة الجبن التى أحبها؟ لماذا يتلبسنى الخوف منك؟، ألسنا فئران فصيلة دمنا واحدة و جبننا واحد فى شرك كبير لا نقو على الفكاك منه؟..أرجوك لا تتهمنى بالخوف و ترتدى أنت أسمال الشجاعة، لا تتظاهر، إنى أراك بمنظار أكبر، عينى الخرزية مجرد مادة بلاستيكية خرساء نزعتها من فستانٍ لإمرأةٍ تربض على أرصفة الشوارع ليلاً، أوقف إشارات البث لتلفازات العالم، ما نحن إلا فئران صغيرة

أعرف أنك تتضحك فى نفسك من كلامى و تهزأ بى و تتهمنى بالمعتوه، هل تتهمنى بالمعتوه؟ لا؟ إذاً لم كل هذا الصمت؟ أنت لا تلقى بالاً إلى أسئلتى...تتجاهلنى كأننى لا شىء أمامك....هل تظننى نكرة؟ .. قلها و أرحنى..لم لا تقلها؟...فقط قلها..لن تكلفك مشقة...لن تقلها؟..إذاً أنت تود إيذائى ....ياللشقاء.


*عيون مغلقة
ــــــــــــــــــــــ

يتشحون بالصمت، بالليل يرقدون على أسرّة من الهراء، و فى النهار يضاجعون ساعات عملهم و ينظرون للسماء بعيون شبه مفتوحة، بوهنٍ ينظرون و بإستسلام يجعلهم يشعرون برضىّ مفتعل ينبئهم بأن حياتهم رغدة و أن لا شىء أصلح من ذلك لهم، يطوقون يقيناً خاصاً بين صدورهم بالقرب من القلب شاعرون براحة من خرج لتوه من دورة المياه مفرغاً حمولته الثقيلة، يرهفون آذانهم لأصوات تأتى من الخارج ..بعيدة و صارخة..فيرتعشون، يتخبطون فى حجرة مملوءة عن آخرها بهم، محاولين إصطياد جحر يلوذون إليه خشية نورٍ ليست لديهم القدرة على رؤيته، إنما سيرونه بوضوحٍ فى حياةٍ أخرى.

*الخديعة
ــــــــــــــ


تصحو من النوم بعيون منتفخة حمراء، ترتمى تحتها هالاتٍ سوداء، شعرك مهوش، لديك رغبة ملحة فى قضاء حاجة، هناك ألم يعتصرك أسفل الرقبة، بجانبك إمرأة شعثاء الشعر عارية، تستلقى على بطنها، ترمى قدميها و يديها بإهمال على قارعة السرير، قضت وطرها لتوها..ستتأمل وجهك فى المرآة و تشعر بالحزن، تفتح الخزانة لترتدى ملابس بألوانٍ مبهرة صارخة، و تجلب مساحيق ذات ألوان تبعث على السعادة لترسم وجهاً آخر ترتسم عليه إبتسامة وقحة، إبدأ الآن يومك و عندما تعود لا تنس أن تزيح المساحيق- التى إبتذلت طيلة اليوم- بماءٍ صافٍ مقطر، لترى وجهك الذى أوحشك طيلة نهارٍ ملىءٍ بالسعادة.


*قلوب متقيحة
ـــــــــــــــــــــــ

نغنى أغنية واحدة، غنها معى، إنى أحفزك و أنت لديك القدرة على الإستمرار، نعم..هكذا، لكن لماذا عندما نصل للنهاية تحيد عن اللحن و تصدر صوتاً ناشزاً، لا يهم إن كان صوتى أجمل من صوتك طالما نغنى نفس الأغنية و ننتهى نفس النهاية، هذا ما يعطى لوجودنا قيمة، فلا تجعل نفسى سقيمة و إشدد على يدى بمحبة.


*طنين العزلة
ـــــــــــــــــــــ

هل يسعك الكون؟...طاقاتك أكبر من ذلك بكثير و لديك قنبلة موقوته لا تستطيع إيقافها، هل تفكرت يوماً: ما وراء الكون؟...أرواح تحمل أجسادها على أكفها، معزولة فى الصقيع الذى ما إن لامس بشرتها حتى تخلّق إلى كتلٍ ضخمة، قشرة ضئيلة مع الزمن إستحالت إلى جدار صلب لا تقو على الإنعتاق منه، لكل منا جليده الخاص به بألوان تتدرج من الأبيض إلى الأسود و عندما تصطدم أجسادنا بعنف المعارك لا تتشقق و إنما نزداد صلابةً و عنف ككواكب حادت عن مسارها تبغى المجهول و تختبىء خلف أستار من العتمة، أرنى وجهك ربما أشعر بالإمتنان لك، أزح طبقات الجليد بحرارة قلبك، فجِّر قنبلتك من أجلى فى وجه العالم...ربما عند ذلك نكتسب القدرة على المصافحة.


*غذاء الملكة
ـــــــــــــــــــــ

تتخلق الأحرف بعفوية على السطور، أقطن حجرتى متفرجاً على شاشات الدنيا، أرقبكم و أكتب و عندما يمتلىء الورق أعرضه عليكم لتشاهدوا أنفسكم بغير ورقة توت، لم أصر بعد إلهاً حتى تنّحونى جانباً إلى هذا الحد، ليس لى سماء أسكن إليها و ليست الأرض ملككم، إذاً لم كل هذا الجفاء؟ تستمتعون بى ثم تلقونى فى سلة المهملات. لماذا لا تضعونى فوق رفٍ نظيف و تمرون علىّ بين حينٍ و آخر، تتفحصوننى و تسألون عن الصحة و عن الكيفية التى دار بها يومى و عن نفسى المضطربة، تربتون على رأسى كطفلٍ رضيع، لماذا تمنحوننى إحساساً موحشاً بالوحدة؟..لم آت من كوكب آخر، هل ما يصلنى بكم هو مجرد حروفٍ باهتة أنهكتنى حتى النزيف؟...إرتشفوا دمى علّنى أجد من لعابكم دواءً لآلامى.


*طيور داجنة
ـــــــــــــــــــــ

وجهها إلى الأرض، تنقر فتات الطعام من أرضٍ طينية، تتناكح و تبذر الشر فى الفراخ الصغيرة، تتقاتل على كسرة خبز، تعيش حياتها على وتيرة واحدة تبعث على الملل، و تستلقى ليلاً فى حظائر قذرة تكسرت مصابيحها، و عند الفجر تقوقىء و تصيح مستقبلة صباحا ً آخر من الملل.


*طيور ذات أجنحة
ــــــــــــــــــــــــــ ـــ

لأنها علت و علت ثم علت، صارت على مرمى القنص، تتبعها عند الرأس نقطة حمراء ليزرية، تصيبها طلقة الصياد فيتهشم الدماغ و تتبعثر بقايا المخ فى أنحاء المكان، تسقط ثم تسقط ثم تسقط لترتطم بالأرض عند حظيرة من حظائر الطيور الداجنة.

*منزل القلوب المحطمة
ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

صدرٌ وثير بنهدين كبيرين و حلمة منتصبة مشرعة نحو صدرى.. وسط مستدق و نحيل, حوض واسع و ردفان كبيران, أنت بغاية الجمال, يشع نور من وجهك, فخذاك عريضان ناعمان نظيفان من الشعر, هل اشبعت غرورك؟ حباً تريدين..تتولهين .. تتحرقين..و نصطلى على جمر العشق, هل كلما نظرت إليك بمحبة تفهمين اننى أريدك هنا بجانبى على السرير؟, لماذا تبغضيننى إلى هذا الحد و تسيئين فهمى؟ قلبى متعب...لم هذا التمايز؟..ما أريده منك بسيط جداً غاية البساطة...أن نجلس وحدنا على الشاطىء أو فى مقهىً شعبىٍ متواضع, أبثك همومى و أناقش معك مسألة وجودنا و تفعلين انت الأخرى كذلك, لا أريد كلمات عشقٍ مبتذلة و تأوهات قلب مهدود, فلننس أننى رجل و أنك إمرأة...هل ترضيك الصحبة؟...أتغارين ان تكلمت مع أخرى؟... لا تعطى بالاً لذلك...يكفى اننا هنا ....بنورٍ نستضىء.


*موسيقى جنائزية
ــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

بك أرانى, لم كل هذا الإحتياج إليك؟ أشعر بالمهانة والغضوع، وجودى رهنٌ لوجودك، و عندما تتسع فجوة بحجم ذرة من الرمال أحس بالوحدة، و عندما تتسع لعدة أمتار أحس بالوحشة، عندما لا أراك اشعر بفنائى، إبق بجانبى محباً و عطوفاً و إلا إضطررتنى لقتلك، إبق بجانبى و لا تمنحنى مذلة الإحتياج، سأقبلك بما أنت عليه لكن إياك أن تولينى ظهرك، فتصبح المرآة سوداء و لا أرى ملامحى
...... أيها الإنسان



#إسلام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذة معلّقة من أطراف أصابعها
- نشيج
- تتهجى أحرفها الأولى
- السىء فى الأمر ....أنه ليس سيئاً إلى هذا الحد
- حجرة مظلمة
- بقايا أوراق محترقة من إعترافات قاتل جون لينون
- مرحاض عمومى
- ألم رصاص
- مقعد للجلوس
- أشياء حميمة
- المرآة ذات اللون الأحمر
- بحر يتسع لإحتوائى
- رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون
- الإنتحار كفعل إرادى فى مواجهة لا إرادية و لا أدرية العالم
- عازف البيانو


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - رسالة فى ذم البشر و مديح الكلاب