أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - مقعد للجلوس














المزيد.....

مقعد للجلوس


إسلام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:41
المحور: الادب والفن
    


فى طريق عودتى من الأقصر
المنظر: ليل/خارجى
القطار يسير بخطى وئيده, ممله/ تلاحظه من بعيد كدودة هائله/ فى ليلة مقمره/ أعطت لسطحه لمعانا/ وئيدا يسير/وكعادته يأكل فى طريقه ساعات السفر/ ينسج من خيوطها أردية الملل/ نلبسها فى هدوء ونستكين

فى القطار

ليل/داخلى
أغالب النعاس/تشدنى الطرق خارج النافذه/ ولافتات المحطات تدعونى لسد جوع فضولى لعناوين المدن المسافرة للخلف/ بعيدا عن عجلات القطار الحديدية ذات النغم ذو الوتيرة الواحدة الممله/ إمرأة عجوز و شابه حسناء/ خبطات موجاتهما الصوتيه على طبلة أذنى تطير من عينى النعاس/ يتحدثن عن الحماوات و أنواعهن و أفعالهن/ تتكلم الشابة الحسناء بصوت عذب قاهرى ذا إيقاع جميل عن حماتها و المكائد التى تفعلها/ أما المرأة العجوز فهى فى الأصل حماة/ تتكلم عن نفسها و عن فوائد تالحماوات و أخلاقهن الحميدة/ تتكلم بصوت رفيع صعيدى, إيقاع كلماتها متسارع فياض/ يزورنى النعاس مرة أو مرتين أو ثلاث/ نوم ليلى متقلب فى قطار أسبانى مكيف/ لم تساعدنى برودة هوائه على النوم/ بين اليقظة و النعاس و التقلب على كرسى الوثير قضيت ليلة مؤرقه

فى القاهرة

الوقت ظهرا/ خارجى/ لقطة كبيرة, ميدان رمسيس بدون تمثال رمسيس, بنك مصر فى مواجهة مسجد الفتح/ آلة الصرف الشخصى لا تعمل/ باب دورة مياه مسجد الفتح/ الرجل الجالس خلف البنك الخشبى بجانب الباب لا يتوقف عن صيحاته(أيوه يا بيه ايوه يا باشا)يقذفها فى وجه الخارج و الداخل/ زحام مميت/ أما م كل دورة مياه رجل أو إثنين و أحيانا ثلاث/ أنتظر دورى
خارجا من دورة مياه مسجد الفتح/ الوقت قبل صلاة الجمعه بنصف الساعه/ الشمس حارقه/ الطرق شبه خالية من المارة/المحلات شبه مغلقه/ أرطب صدرى بكوب من عصير القصب/ أواصل المسير/ فى رحلة البحث عن مقعد خالى يسكن الشوارع لأسكن إليه/ مارا بشارع رمسيس/ جالسا على الدكة الخشبية الظليلة أمام معهد الموسيقى العربية/ متظرا لا شىء/ واضعا رأسى بين كفى/ يد تنبهنى/ (ممكن لو سمحت) /تزحزحت قليلا/ (لأ, قوم خالص)...شابين يحملان برميلا بلاستيكيا به صنبور يعلوه كوبين من الماء/ مملوء بالماء المثلج لرى العطشى من العابرين/ وضعوه فوق الدكه الخشبيه/ مساحة ضئيلة للجلوس/ جلست فى وضع مزرى/ الذين يشربون يغالبون المساحة الضئيله بينى و بينهم خشية الاحتكاك/ قمت / تركت المكان خاليا/ مشيت

قطع, نهار/ خارجى, لقطة عامة كبيرة لشارع 26 يوليو خلف دار القضاء العالى, لقطة كبيرة لمقهى امريكين, بائع الجرائد و الكتب أمام المقهى.....أتصفح المعروضات/ تشترى فتاة مجلة العربى/ تمرر العينين على عناوينها قبل الشراء/ لا تقدر فض غلافها البلاستيكى الواقى خلافا لما كان يحدث من قبل عندما كنا نتصفحها كاملة فبل الشراء من الغلاف إلى الغلاف/ إشتريت كتابا و جريدة و ذهبت

قطع, نهار/ خارجى, لقطة كبيره/ قريبا من ش شريف/ مطعم آخر ساعه/ الشمس حامية/ الدكك الخشبية التى إختبئت من الشمس , أصبحت كجزر منعزلة وسط بحيرات من الحصر و السجاجيد التى إفترشها المصلون/ ما زلت أبحث عن مقعد/ إخترق شريط الشنطة القماشى كتفى/ و أوهنت كفى يد الكيس البلاستيكى الملىء بالكتب الإنجليزيه/ حال لون كفى من الوردى إلى الأحمر القانى إلى البنفسجى ثم إلى الأزرق/ أسقط الشنطة و الكبس/ أستريح قليلا واقفا بظل

قطع, نهار/خارجى, لقطة كبيرة, ش شريف, قطع/ لقطة متوسطة, مكتبة لينرت ولاندروك/ واجهاتها الزجاجية اللامعه/ من خلفها تظهر طتب الفن عن سيزان و بيكاسو و ماتيس و تكنيك الرسم بالألوان المائية/ واجهة العرض الأخرى, تتوزع بداخلها صور فوتوغرافية بالأبيض و الأسود/ كشك للكتب و بائعه البسيط, فتاة سمراء, مركب شراعية تتهادى على صفحة النيل, صور لأضرحه و مساجد و أبواب عتيقه

قطع, الظهيرة/ خارجى , شارع طلعت حرب, لقطه كبيرة/ الشارع نصف مزدحم/ أحاول الإحتماء من الشمس بالبواكى المتناثره/ أقف قليلا عند بواكى ممر بهلر/ أواصل المسير/ يقابلنى الرجل العجوز الذى هو شبيه آينشتين/ شعره الطويل الأبيض/شاربه الكث/ يهلوث بكلمات زاعقه/ مثيرا إنتباه المارة لحديثه ذا الطرف الواحد غير المفهوم/ يشبه آينشتين/ غير أنه لا يملك كمانا/ و لا يعرف حرفا واحدا عن النسبيه/ و لم يخرج من حيز القاهره/ أعرف أنه يملك حذاءا أصابه البلى لعق أتربة الطرقات/ و قدمين تساعدانه على المسير/ و بدلة مهترئة كالحة اللون/ وكذلك له عقل يساعده على أنت يعيش فى قوقعه/ نظرت للخلف/ مازل يسير و يهلوث و يرمى بسبابه فى اللا شىء


فى المقهى


المنظر: ظهيرة/ داخلى
أخيرا/ أختار مقعدا فى مقهى يطل على ميدان التحرير/ أطلب فنجانا من القهوه/ أمرره على أنفى أولا/ أتحسس الرائحه ثم أرشف رشفات صغيرة/ فنجان من القهوة ممزوج بصهد الظهيرة/ أعتدل فى الكرسى الخيزران/ أمامى طاولة رخامية/ يعلوها كوب زجاجى به ماء مثلج و مطفأة سجائر ملساء, برتقالية اللون/ أركز عينى فى الفراغ/ أختبىء بداخلى بعيدا عن البشر و الناس/ أهيم فى فضاء صنعته مخيلتى/ أفيق على أغنية عمرو دياب (الليلا دى) منبعثه من مذياع المقهى/ مستقرا فى المكان/ ثابتا كصخره/ و الناس من حولى يتحركون/ تخلوا المقاعد و تمتلىء/ و ما زال كرسى الجميل فى حالة إمتلاء/ يجلس أماى رجل عجوز/ يقتل الوقت بحل ألغاز الكلمات المتقاطعه/ و آخر يغمس وجهه بدخان الشيشه/ تدخل علينا سيدة عجوز على وجل يشوبها حياء/ تستجدى قروشا قليلة/ تخرج كسيفة الحال/ شباب غض يمر أماى/ يراقب تالحسناوات لينات المؤخرة من الإنتاج المحلى/ أما ذوات الشعر الأشقر فقليلون/ يمرون مكشوفى السيقان/ ينتبه الشباب للصدور الطرية البارزة خلف قماش رقيق شفيف/ أفرد جريدة أخبار الأدب متصفحا / و ديوان "بيت من سكر" لسوزان عليوان قارئا/ كنت قد إشتريتهما من بائع الجرائد الذى هو عند مقهى أمريكين/ أختبىء كثيرا بين الورق/ غذائى اليومى/ آخذ جرعتى/ راضيا/ ثم أركب عائدا إلى مدينتى , المنصوره



#إسلام_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء حميمة
- المرآة ذات اللون الأحمر
- بحر يتسع لإحتوائى
- رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون
- الإنتحار كفعل إرادى فى مواجهة لا إرادية و لا أدرية العالم
- عازف البيانو


المزيد.....




- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - مقعد للجلوس