أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون














المزيد.....

رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون


إسلام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


بى .إس:لا ألومك إن إستعنتى لفك رموز الكتابة بالمعجم


هل تريدين أن أكتب فيكى الشعر....."أنا مُتعَب أكثر مما تتصورين"!
الكلمات لها عندى وقع شديد أكثر من رؤيتى للأشياء التى ألمسها بيدى و أتحقق من وجودها. كلمة واحدة عندى بمثقال جبال من الذهب و المرمر، أعطى للكلمات حقها من الفهم و التأويل و التساؤل، و أقلبها على أوجه متعددة......لست بارعا فى تسطير الجمل الناقصة أو الجمل المحتشدة بالمعانى القاسية الذائدة عن الحاجة.....هل يكفيكى الشعر لأفصح عنكِ, أجلو تفاصيلك الكثيرة المترعة بكأس النشوة.

أحيانا ما يصبح الشعر عبئاً على وصف الحقيقة، و خاصة عندما تكون حقيقة ضامرة، مختبئة خلف جدران كثيفة، حقيقة مدفونة فى باطن الأرض، لا تكفى سنوات و سنوات كى أصل إليها.

هل يكفى ما أقول، أعطيت للقول صفة الإطلاق، ليست لدية القدرة على......
التوقف، بحورٌ تتخلق لا تفيض فلدى الأرض متسع لاحتواءها.....صورتك ثابتة لا تهتز، فقط ما يهتز هو عدسة الكاميرا فى يدى، لا أصبر على إحتمال الجمال المنبعث من روحك المتمردة التواقة لكسر كل الأغلال و خلق المطلق لديكِ، كل شىء تصفينه بالنسبية إلا أنتِ، فأنتِ فى نفسك مطلقة و أبدية، غير متقبلة للزوال.

حتى لا تحدسى كلامى بشكل مغاير لا يعتمل فى نفسى.....الحق أقول لكِ
ليس حباً ما أتطق به....حب سنين الصبا الأولى لم يعد ماثلاً فى نفسى، إنى أخشى الألم و لكنى أطيقه، لا أبحث عنه و لا أجرى خلفه، أحاول الإبتعاد قدر الإمكان، أضع للمعانى حدودها، أخلق نقاطا للحروف، مسميات للأشياء.


وهبتك نفسى على طبق من كلمات موشاة، ليست هبة للتملك، إنما لإمعان النظر و الرؤية عن قرب، كما أنى وهبتك عن رضىً قدرة تصحيح أخطائى الإملائية، آثرت أن أنزع ورق التوت عنى مقابل اكداس الأوراق الخضراء التى تغطى حتى وجهك و عينيك، ليست لى القدرة على قطف الزهور الغضة، مكانها الثابت فى الدغل الذى يحوط روحك يعطينى مساحة للإرتياح و السكون.
لا أسعى لجلاء غيبك المكتنز، غموضك الآسر يعطينى فسحة للتمسك و المحاولة الفاشلة، ثم إعادة المحاولة مرة أخرى و مرات.

عندما نكشف الحقيقة نكون قد وصلنا لنهاية الطريق، لكنى أسعى أن يكون طريقى أبديا لا نهائياً...يمنحنى مساحةً للدهشة من معرفةٍ جديدة.
مساحةً للفقد أضمرها فى قلبى، حتى حينما أوقن أن الفقد آتٍ لا يغالبنى البكاء، حالة الفقد توقظ الطفل الصغير النائم بداخلى
أطلب منكِ لا توقظيه، إتركية ينام فى ثبات كالملائكة، و إن تقلب و تململ فى فراشه..هدهديه و طبطبى عليه و غنى له حتى يهدأ و ينام؟

أضع أسئلةً و أمنحها إجابة...لماذا تظنين الأسئلة دائمة موجهة إليك؟..، سهامها تنبعث منى لتصل إلىّ..أنا السائل و المسئول....تراوغين، تجعلين من أجوبتى أرحاماً لأسئلةٍ جديدة و تجعلين هوامش الإجابة أسئلةً مستفزة ترشقينها بعلامات التعجب!!!!!!!!!!
مهما تكررت أسئلتى و إنهمرت فهى مجرد صدىً لسؤالٍ واحد مدموغ بالتعجب!!!! أليست إقامة البشر على هذه الأرض ضرباً من اللا معنى؟

تمتلىء حياتى بالأضداد، الخواء و الزخم، الوحدة المترعة بالصحبة، الغربة الممتلئة أسىً و مرارة فى مكان صحوت فيه صغيراً لأجدنى فى لفافة بيضاء على عتبته.، ثورة كسولة مُلصقة أقدامها بغراء قوى على أرضٍ ثابتةٍ لا تمور.، قهرٌ مسكونٌ بالخزى.

لا أنكر صراعاً محتدماً ممتداً فيما بيننان شرز النار لا يصدر عن حجر واحد و إنما عن حجرين يصتدمان فيولدان شارة تنطفىء، ثم تعاد الكرّة ليشتعل حطب أيامنا، يضىء لنا فى العتمة و يدفئنا وقت البرد و يدرأ عنا ذئاب الصحارى...هذا الصراع أطلبه، إنه يضرم النار، يخلق شيئاً من لا شىء، النار تجلو معادن ارواحنا، و تضىء أركاناً من أنفسنا معتمة...... أحياناً كثيرة نحس حرارتها و نشم إنصهار الجلود، لكن الجلود لها القدرة على التشكل و إعادة البناء من جديد تاركةً ندوباً شوهاء يتقبلها أحدنا الآخر بمودة لنكمل المسير.

الدبة التى قتلت صاحبها لتهش عن وجهه الجميل ذبابة....لم تكن تقصد إيذاؤه، لكنها ستعدم رميا بالرصاص، ليست جريرتها و إنما جربرته هو لأنه آوى دبة تخفى مشاعرها عن البشر القاطنين حول كوخه، كانت قناعاتهم أن الدببة شريرة و متوحشة و من آكلى لحوم البشر لذلك إقتصوا منها، و لو عاد للحياة مرة أخرى لصفح عنها لأنه هو الوحيد الأدرى بمشاعرها نحوه،و أنها لم تكن تقصد..سيلثم يدها و ينتقم من الذبابة.
كانت حكايتك عن الدبة ممتعة و تحليلك المناقض لى أروع رغم ماديته نوعاً ما، لكن تحليلى هو الأروع بالنسبة لى لأنه أيقن أن الدبة لم تكن قادرة على التحدث و الدفاع.......أتساءل..هل تحبين الدببة؟

نظرتك الأرستقراطية..عبثاً أسميها هكذا، نبرتك المتعالية تمنعنى احياناً من الإسترسال فى الإفصاحن منطقك الجدلى ينم عن عنفٍ طفولىّ يكافئه عنف شاعرىّ تستلبينه من أغوار نفسى، لا علم لى بحالى عندما أجد نفسى متلبساً بجَيَشَانٍ حكائىّ إعترافىّ لما يدور فى خلدى و روحى، تاريخ الأم المسطر على خلجات وجهى يهرب إليكِ مستجيراً ، مفصحاً بنهنهةٍ خفيضة فتربتين عليه فى وداعة أم.

أخشى ما أخشاه هو الركود، المياه الآسنة تخلق متنفساً للعطن، و تجد الحشرات الهائمة على سطحها بيئةً مناسبة، أحب الهزات العنيفة، الرمال على شاطىء مدينتك الساحلية ليست رمال كل يوم، و لا الموجة التى أراها الآن قادمة تتكسر على رمال الشاطىء هى نفس الموجة التى تليها أو التى أراها فى نغس اللحظة فى اليوم التالى، ضرباتك العشواء لا تقصم ظهرى بل تزيده حدة، الهدوء الذى يرتسم على صفحة وجهى يخفى بركاناً هائلاص تفور منه حممٌ لا تخبو نارها ...عذراً علت نبرتى قليلاً ...ليس من عادتى علو النبر..صوتى أشبه بالهمس عادةً ..هل تلتمسين لى "العذر"؟!..ربما


تبق أشياءٌ كثيرٌة لم أقلها بعد


أشكرك


بى .إس:الرسالة قابلة للتأويل



#إسلام_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتحار كفعل إرادى فى مواجهة لا إرادية و لا أدرية العالم
- عازف البيانو


المزيد.....




- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون