مشرق الغانم
الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 01:02
المحور:
الادب والفن
الأرق
الرأسُ المتثاقلُ
في الإنتصاف ِ الأزرق ِللّيل ِ
الورم ُالداكنُ للقتلى
يمرّونَ إنخطافا ً
قطارات ٍتائهة
في برِّية ِ الثلج .
تذكُّر
وقعتْ كأسيَ على البلاط ِ
وذكـَّرتني
بقتيل ٍ
نسيَ فأله عندي ذاتَ خريفْ
نسيَ حزمة ًمن قصب ِحنين
وأرجوحة ً
ذكّرتني
كيف أن الطفولة َ محضُ غيمة ٍ
نسحبها من حضن ِأمها السماء
فتعلقُ في شجر ِالنخيل
فيصيرُ النوم ُيقظَ إندهاش ٍ
والعمرُ بياضَ اليقينْ .
الصَّحو
هو الهلعُ
إذ تقعُ الأطرافُ في شرَك ِالصباح
السباقُ الذي يذبحُ الصدرَ
قبلَ النهايةِ لخطِّ الهاوية ِ
الضبابُ الواضحُ
لتلافيفِ الأيام
حين تنحدرُ ظلالنا
لما نزلْ واقفينَ
على هضبة ِالموتْ .
طيورُ الأرق
على نباتات الليل
المعرِّشةِ لصقَ نافذة ٍمنشرخة ٍ
تتأرجحُ طيورُ الأرق ِ
مثلَ خفافيشَ جائعة ٍ
وعليَّ أن أُعدَّ لها الظلام
الموتُ
الذي يستلقي إلى جانبي ناعما ً
وعليَّ أن ألمسه بأصابع ِ طفلٍ أحمق
نسيَ طائرَته مربوطة ًبذراع ِغيمة ٍ
يخِزها شوكُ منتصفِ السماء .
يأس
يائسٌ من كلِّ شئ
أدحرجُ مآذنَ صدئة ٍ
راميا ًالأيديولوجية إلى قعر ِالخديعة ِ
مبتهجا ًبكرنفال ِالموتْ .
الطريق إلى الشجرة
إلى الشجرة
التي غفلَ النهرُ عنها
أربعين عاما ً
سأحزمُ ليليَ
والزجاج َالذي طويلا ً
حدَّقتُ فيه
(الضوءَ البليلَ على الطاولة ِ)
ونبتة َالمنفى صديقي الوحيد
وعشرينَ طائرا ً
كنتُ أزقّها
من وجع ٍأعمى
وأيضا ً
خيبة َقنينة ٍفارغة ٍ
على قارعةِ الطريقْ .
إلى الشجرة ِ
التي غفلَ النهرُ عنها
أربعينَ عاما ً
وما زالتْ
تشبُّ وسط َ الحريقْ .
[email protected]
#مشرق_الغانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟