إبراهيم اليتيم .. عزاء وذكريات

جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 01:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

برحيل الشخصية الوطنية المناضل اليتيم قد فقدنا رمزاً آخر من اعمدة الثقافة العراقية والعالمية وعزائي الى كل عراقي يهتم بالأدب والثقافة وكل أصدقائه ورفاق دربه في كل انحاء العالم وإلى عزيزته الغالية ماريتا .. إنه رحل جسداً ولكنه بيننا ولايمكن ان يفارقنا ، إرثه جامعة كبرى حين يكتب ويقرأ بسبع لغاتِ .. ان استذكاري للرفيق ابراهيم ليس مدحاً وانما هي الحقيقة التي شاهدتها حين حل عندنا ضيفاً كريماً في جمهورية ألمانيا الديمقراطية من اجل العلاج ..
لم اكن ألتقي بالرفيق ابراهيم اليتيم مسبقاً ولكن بتكليف من حزبنا الشيوعي العراقي على ان أستقبل الرفيق لأنه سيدخل ( مستشفى روستوك ) للعلاج ولأني كنت مقيماً في مدينة روستوك تم تكليفي لرعايته وزوجته .. رقدوا في المستشفى أكثر من شهرين وكنت لن أفارقهم وكل يوم نجلس سويّه ونتحدث عن العراق ومايدور فيه من اوضاع - عام 1976 - .. روى لي كيف وصلوا الى ألمانيا :-
بعد تعرضه لحادث سير وهو عائد من تركيا بسيارته التي إنقلبت في الطريق الجبلي فقد راح ضحية الحادث زوجة الاديب يوسف الصائغ حيث - توفيت - أما زوجته فقد جرحت والرفيق ابراهيم أيضاً جرح .. وحين عرض نفسه وزوجته للعلاج فقد قرر الأطباء أن يتم ( بتر رجل اليتيم ) ولكنه رفض وإستنجد بالحزب ان يسافر الى أي دولة لإنقاذ رجله .. ولكن قد حصل تأخير غير طبيعي وبما إنه كان عضواً في مجلس السلم العالمي ويعمل في مقر مجلس السلم فرع العراق مع الراحل الوطني المعروف عزيز شريف فقد تبنى الأخير مسألة السفر وبشكل سريع وعلى حساب مجلس السلم وحين حاول الرفيق ابراهيم وزوجته الخروج من مطار بغداد الدولي فقد تفاجأ بأنه ممنوع من السفر .. وقتها رفع سماعة التلفون وتحدث مع الرفيق عامر عبدالله حيث كان وقتها - وزيراً للدولة - وقد كلّم جهاز أمن المطار وبعد جدال قال لهم رفيق ابو عبدالله إرفعوا عنه المنع وأنا سأتحمل المسؤولية .. وبهذه الطريقة تمكن الرفيق اليتيم من النفاذ من بغداد والوصول إلينا في ألمانيا الديمقراطية .. وبعد ذلك قد علمنا بعض المشاكل قد حصلت للدكتور عامر بسبب سفر اليتيم ..
بعد حوالي ستون يوماً من العلاج هو وزوجته فقد خرجوا من المستشفى يمشون على أرجلهم وبكامل صحتهم ..!!
كنت مكلف ان اساعدهم في الترجمة لتوفير احتياجاتهم ولكن البرنامج قد تغيّر بحيث وجدت نفسي أنا من يحتاج تعلّم اللغة الالمانية من الرفيق ابراهيم وبالفعل كنت أأخذ الدروس كل يوم الى ان غادروا المستشفى .

#جواد_القابجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات