أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن الفواز - دفاعا عن اسئلة ادونيس














المزيد.....

دفاعا عن اسئلة ادونيس


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يعنى الاختلاف الثقافي خروجا دائما على الاعراف والمألوفات المتداولة والمستهلكة؟ وهل ان الكاتب المختلف عن الاخرين يعني بالضرورة بانه الخارج عن تقاليد الامة وسنن ملتها كما يقترحها البعض من فقهاء الثقافة؟ وهل ان المبدع والمفكر وصانع وعي الحرية هو احد المحرضين على صناعة الكفر الثقافي؟ وهل ان الحرية اصبحت زندقة وجنوحا وتمردا غير مشروع على الجسد والسوق الفكرة والدولة وصاحب الرعوية؟
هذه الاسئلة المرعبة هي ذاتها اسئلتها الحث على تجاوز مشكلاتها، لان الاختلاف والتنوع ضرورة وتعبير عن الوجود، وان الكاتب المختلف يعني الكاتب الذي يرى بعينين، ويعرف ان التاريخ ليس بالضرورة هو تاريخ لاباء صالحين، وان الكتابة ليست بالضرورة هي تاريخا لايمكن الشك به والحوار معه.. وان خروج الكتابة باتجاه قراءة هذا التاريخ هي دلالة على عافية الوعي وقدرة الانسان على تجاوز ذاته وحكايات تاريخه.. وان الحرية تعني جوهر الوجود وكينونة المعنى وسر تجدد الكائن، وان الخروج عن الحرية يعني الدخول في العطالة..
ادونيس واحد من فقهاء الحرية، اقصد حرية الكتابة، وبقطع النظر عن الاختلاف والتوافق مع ادونيس الايديولوجي، فان الاحترام لادونيس الثقافي مهم جدا لانضاج فاعلية الحوار مع المختلف، الواعي لاختلافه..
ادونيس جزء من مشروع النقد الثقافي والنقد المعرفي والنقد التاريخي، واظن اننا جميعا نحتاج الى منظومة هذه النقود، لكي نعي اصل مشكلاتنا المتوغلة فينا بسبب تهميش فاعلية النقد، ونتلمس عن قرب حجم ازمتنا، ازمة اللاحوار، واللاتنمية، واللامسؤولية.. لان الثقافات الرسمية المطمئنة الى اسواقها، واستهلاك بضاعاتها، تسعى جاهدة للحفاظ على هذه الاسواق ونصوصها واشاعتها واوهامها من اي خرق عقلاني معرفي..
ولعل ما يتعرض له ادونيس هذه الايام من هجمات اعلامية وفقهية، تصب في هذا الاتجاه الذي يخشى البعض من بروز اسئلته الصادمة، وتفعيل عوامل وجوده الخلافية داخل مشروع الثقافات العربية والاسلامية.. وكأن هذه الثقافات يجب ان تظل بمنأى عن اي نقد او جدل او قراءة..فضلا عن عدم اطمئنانها العلني للنقاد الذين يمتلكون القدرة على تفكيك سطوح السرد التاريخي والحكواتي الذي ظلل اجيالا لقرون طويلة..هذه الطروحات تعني ان نقاد الحداثة هم الاكثر خطورة واثارة للرعب، لانهم يقرأون تاريخ الحاكمية بوعي متعال، وتاريخ المراكز بادوات تملك بصيرة التفكيك، وتاريخ الثقافة بدون حساسيات من هيمنة التابو القديم..نقد ادونيس الحاد للمؤسسة الثقافية العربية، هو نقد معرفي وثقافي، لكنه ليس نقدا عدوانيا، وان مواجهته العنيدة لفقهاء الظلام والارهاب وقمع الحريات والافكار، لايعني الاجتهاد الساذج لمقاطتعه وا خراجه من الملة..
انحياز ادونيس للمختلف يعني الكثير في وعي اهمية هذا المختلف، فنحن لم نعد امة خارج الدنيا، ولسنا الوحيدين الذين يملكون حق الوجود وان غيرنا- يشرب كدرا وطينا- وان اباحة الاجتهاد في تكفير الناس دون حق او معرفة يعني ايضا منع وتهميش اي وعي او رؤية مناقضة للمألوف والمكرس في حياتنا الثقافية.. ان اية قراءة للراهن الثقافي الرسمي وغيره، ودور هذه الثقافات الرسمية والايديولوجية يرسم لنا خارطة شوهاء لاثر الفاعليات الثقافية التي يمارسها مسوقو هذه الثقافات بدءا من تداول البضاعة الثقافية الحقيقية الصالح لادامة الوجود والمعرفة والتنمية، وانتهاء بتداول مصطلحات ومفاهيم تنتمي الى قانون الموتى، ناهيك عن خلوها من اي وعي يعبر عن انتماءها وحراكها وتفاعلها.
الدفاع عن ادونيس ليس دفاعا عن مثقف اعزل، بقدر ما هو دفاع عن اسئلة ثقافية ضرورية وعميقة، مثما هو دفاع مشروع ثقافي عامر بوعي التحديات، كما ان الدفاع عن ادونيس ليس دفاعا عن اديولوجيا، بقدر ماهو الدفاع عن افق ثقافي عربي واسلامي وكوني يمكن ان يكون جزءا من وعينا الحضاري، وصناعة اسئلتنا الجديدة..



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة التفاعلية بوصفها لوحة اعلانات
- محمود درويش/ شاعر بامتياز الرؤساء
- الوعي المزيف.. المكان المزيف
- بدري حسون فريد//ذاكرة الايام العصيبة
- العالم بخفة النكتة
- كاظم جهاد/الترجمة واكتشاف المجهول
- جائزة ادونيس
- عنف الثقافة/ عنف المتحف
- ثقافتنا العربية الخليجية اسئلة تشبه الهيجان
- ما قاله ابو داود للحرب القابلة
- ثورات وهمية
- السياسة العراقية/فوازير الغالب والمغلوب
- سيامند هادي/ محاولة في كتابة مدونة الوعي الشقي
- عتمة الوعي وخفة الخرافة
- صناعة العين الباصرة
- اخطاء ثقافية
- الثقافة الديمقراطية///الحقائق والشروط والمسؤوليات
- انثربولوجيا الكلاشنكوف/ عقدة اللغة وعقدة السلاح!!!
- مراثي المواطن الاخير
- ما قبل الدولة //مابعد الدولة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن الفواز - دفاعا عن اسئلة ادونيس