أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - اتفاقية سحب القوات والامطار الغزيرة














المزيد.....

اتفاقية سحب القوات والامطار الغزيرة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يحاول ان يعبر شارع السعدون الذي تحول الى بحيرة في لحظات امتلا بمياه الامطار مختلطة بمياه الصرف الصحي، جسده النحيل ساعده كثيرا على القفز والعبور الى الضفة الثانية بواسطة حجرات وضعها احدهم ليساعد المارة، امراة
سمينة صرخت به (يمعود اوليدي ساعدني )عاد ادراجه الى الخلف لياخذ بيدها
تفاجأ حين سالته (يمه مو وقعوا الاتفاقية ليش ما يصلحون المجاري ) اجابها حجية
لايمكن اصلاح المجاري العملية معقدة وتحتاج الى زمان طويل فقالت (يكولون المطر خير شو الكهرباء طكت والمجاري طفحت وين انروح كلي امريكا اتسويلنة حل) راى ان من المستحيل ان يقدم شرحا تفصيليا عن الموضوع ويبرره لذا رأى
ان يبتعد ،عاود المسير وسط اليم الذي اقترب من البيوت ليدخلها بدون استئذان
فهرع الناس الى تخفيف ما اصابهم دون جدوى ،شبكات الصرف الصحي اجراء
حضاري وهو في خدمة الانسان حيث يصرف المياه الى مصبات متفق عليها ،اما
في العراق فقد اصبح وبالا على الناس لان مياه الصرف تعود ثانية الى البيوت لتملاها بالاوساخ والرائحة الكريهة ،لا يفوته وهو المتكلم ان يتذكر معالجات امانة بغداد فهي طالما عالجت الامر آنيا باستخدام سيارات حوضية تقوم بنقل المياه وهذا الاجراء لايتم عادة بسرعة وانما بعد فوات الاوان، اي بعد ان تقع الكارثة ،اخذته
الافكار وراح يسال نفسه ما دوري انا في هذه الطامة الكبرى التي يسميها البعض خيرا والعراق يستورد الرقي من ايران والطماطم من سوريا والنخيل تناقص عديده من 30 مليون نخلة الى عشرة ملايين وبعقوبة لم تعد مدينة البرتقال والعنبر غادرنا الى غير رجعة والفلاح اصبح حائرا ماذا يفعل ،اول انذار اطلقته السماء ذهب بالكهرباء الشوارع بحيرات آسنة وافواج الناس تتوسل سواق الكيات ،عاود المسير ليرى في طريق سيره لافتة توصي بغسل اليدين قبل وبعد الطعا م كاجراء احترازي من الكوليرا التي انتشرت في الاونة الاخيرة ،ضحك في سره لئلا يحسبه البعض مجنونا ،في الطريق الذي ذكره بقصيدة نازك الملائكة الكوليرا وبويب السياب توقفت
سيارة كيا حمل فهرع اليها (يمعود بس عبرني هاي البحيرة )ركب هو ومجموعة اخرى وتحركت في الشفاه عبارات السخرية من الحكومة وامانة بغداد جميعها تنادي اشسوتنا الاتفاقية ،حاول ان يقول لهم هذه الامور لاتاتي بيوم وليلة قاطعه احدهم بعد ان راى ربطة العنق انته اشتشتغل اجابه صحفي فقال(انتم الصحفيين
كلكم اتجذبون 200 جريدة شنو القبض ) سفرات للخارج ورواتب وهاي هية
فخاف الرجل ان يبطشوا به لانهم يعتقدون حسب الالية القديمة ان يكون الصحفي بالضرورة مواليا للدولة ، صاح بالسائق يمعود نازل ورجع الى حاله يخرج من بركة
ليسقط في اخرى وخصوصا حين حاول اختصار الطريق نحو ساحة الاندلس فدخل البتاويين التي اصبحت اكواما من الطين، التقى بطريق الصدفة صديقا شاعرا فساله رايه بهذه الحال فترنم الشاعر ان الله سعيد الان بهذه الامطار فالجو خرافي ولايحتاج
الا لكاس من العرق على حين غفلة وهو سعيد بما يقول صاحبه رن الهاتف المحمول
واذا بابنته تخبره ان البيت غرق واتلفت اكثر الكتب خصوصا القريبة من الارض
استاذن صديقه مارا بمقر الحزب الشيوعي العراقي نظر الى الرصيف واسمعه ابياتا للجواهري
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام
نامي تصحي نعم نوم المرء في الكرب الجسام
نامي على المستنقعات تموج باللجج الظوامي
نامي على تلك العظات الغر من ذاك الامام





#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امان شعرية
- هي ذي حبيبتي
- بستان الورد
- منطق العيب في ثقافتنا الجنسية
- اين اختفت النكتة السياسية
- لم نكن كالطيور
- عاهرة اتقنت اللعبة
- خسر الرهان
- اودونيس وفتاوى الايدلوجيات المتعنته
- لون بابنا
- دوار
- ربما ينجب الصمت
- هو
- عين واحدة لا تكفي
- نصوص
- ليس من يطلب الحق ليعرفه كالذي يطلبه ليعرف به
- بيت البنات واشياء اخرى
- لو اعلنت الحرب
- اقلع عني التدخين
- توأمان


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - اتفاقية سحب القوات والامطار الغزيرة