أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - اين اختفت النكتة السياسية














المزيد.....

اين اختفت النكتة السياسية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للوضع العراقي الحالي يستطيع ان يسلط الضوء على الكثير من الامور التي تلاشت ،فالذي حدث في العراق ليس بالامر الهين لقد اسقطت تجارب كبيرة لتصبغ حياة العراقيين بالصبغة الحالية .
والاحتلال لم يكن الامر الوحيد الذي اثر بالسلب على الحياة في العراق فما اعقبه كان اكبر تاثيرا ووقعه كان كالصاعقة التي صعقت الفرد وحولته الى انسان يخشى الاتي ويستعد الى تامين احتياجاته باكثر من طريقة والذي حدث من ازمة اخلاقية ونفسية عقب الاحتلال
افقدت الكثيرين شعورهم بالمواطنة وسميت بالحواسم
تيمنا بالاسم الذي اراده صدام لمعركته الخائبةامام قوة
عاتية وظالمة لم تكن يوما صاحبة مد انساني وليست لديها رؤى واضحة حول الشعب العراقي التي حاولت اسقاطه بلعبة الحواسم السيئة وبالاسم الذي اطلقه جنودها على من قام بالسرقات (علي بابا )مستخدمين الدلالة التاريخية في حربهم المعلنة ضد النظام وهي قد طالت الجميع وبلا استثناء ،وانا متأكد ان الامريكان يشعرون
ولهذه اللحظة بالحرج امام تاريخ العراق وعمره الحضاري.كنت اريد ان اركز في حديثي على ظاهرة
كانت شائعة في زمن الجور والاستبداد لتختفي في زمن الاحتلال،لم تصدر نكتة واحدة بحق المالكي حتى هذه اللحظة ناهيك عن ان طالباني الرجل تناول النكتة السياسيةفي احد لقاءاته التلفزيونيةوكان هو بطلها لم يكن
الشعب العراقي صامتا على مر تاريخه كما هو الان،كان الناس يتناولون صدام في نكاتهم بكثير من السرية وكأنها منشور حزبي وانا قد التقيت اشخاصا كانوا مسجونين في ابو غريب ابان حكم صدام كانت تهمتهم انهم سمعوا نكتة تمس صدام ولم يبلغوا عن الراوي والكل يعلم ان الكثيرين اعدموا نتيجة النكات
التي تمس عزة الدوري وليس صدام.هل تلاشت دعابة الشعب العراقي ام ان المظلوم القديم تنعم حاليا وما عاد شيء يحرك وجدانه تجاه الاحداث.
الغريب في الامر ان الوضع الحالي يستوعب كثيرا من النكات التي تلاشت امام صمت العراقيين ،وجهد طالباني ان يعيد النكتة السياسية لما لها من اثر كبير في
التأثير على سير الاحداث ولما لها من وجود في ادبيات
هذا الشعب منذ الجاحظ وكتابه البخلاء الى مرويات اشعب وشخصية جحا وغيرها كثير.
السخرية باب واسع من ابواب الادب العربي ومع اختفاء
النكتة السياسية اختفت ايضا الصحافة الساخرة ليتجهم الجميع ولتخلو سيارات الاجرة من حديث يتناول بكثير من السخرية الوضع الحالي الذي يسمح بالكثير،
احدهم يعزو السبب الى ان قاعدة كل ممنوع مرغوب قد اختفت واصبح كل شيء مباح والاخر عزاه الى الظرف الصعب الذي يحياه الشعب ومع وجود برامج متخصصة
في اطلاق النكات من على قناة السلام مثل برنامج اضحكك اضحكك الذي يقدمه الفنان خضير ابو العباس وابطاله مجموعة من مصصمي النكات منهم رحيم .مطشر ورياض الوادي اللذين قضيا وقتا طويلا مع النكتة ولكن مع الاسف رحيم لم يتطرق الى النكتة السياسية التي كانت شغله الشاغل حين كان يطلقها بكثيرمن السرية .
النكتة السياسية فن قديم وهي من ضمن النوادر التي
تصاغ على اساس فكر مبرمج يعرف اين يصبح الضحك وربما البكاء احيانا ،ومماجاء في كتب التراث
وبالتحديد في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف
ان المهدي العباسي خرج يوما للصيد فغار به فرسه
حتى وقع في خباء اعرابي ،فقال للاعرابي هل من قرى؟ فاخرج له قرص شعير يأكله ثم فضلة من لبن فسقاه ثم اتاه بركوة فيها نبيذ ،فلما شرب قال اعرفتني
من انا ؟ قال الاعرابي كلا فقال المهدي انا من خدم امير
المؤمنين فقال الاعرابي بارك الله في موضعك ثم سقاه مرة اخرى فشرب .فقال يا اعرابي اتدري من انا؟ قال لا فقال انامن قواد امير المؤمنين فقال الاعرابي رحبت بلادك وطال مرادك، ثم سقاه ثالثة قال يا اعرابي اتدري من انا فقال الاعرابي زعمت انك من قواد امير المؤمنين فقال المهدي انا امير المؤمنين ، فاخذ الاعرابي الركوة فوكأها وقال والله لو شربت الرابعة لادعيت انك رسول الله.لو لاحظنا هذه النادرة لوجدنا انها في كل زمن تاخذ شكلا آخر وترتدي ثوبا جديدا فهي قد حكيت عن نوري سعيد الى احمد حسن البكر ثم صدام حتى وصلت للرئيس الحالي جلال طالباني . اذن العملية تتعلق بتراث ادبي متوارث فهو موروث شعبي يجب الحفاظ عليه حتى في ظل الامريكان.




#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم نكن كالطيور
- عاهرة اتقنت اللعبة
- خسر الرهان
- اودونيس وفتاوى الايدلوجيات المتعنته
- لون بابنا
- دوار
- ربما ينجب الصمت
- هو
- عين واحدة لا تكفي
- نصوص
- ليس من يطلب الحق ليعرفه كالذي يطلبه ليعرف به
- بيت البنات واشياء اخرى
- لو اعلنت الحرب
- اقلع عني التدخين
- توأمان
- الغاء البطاقة التموينية واستبدالها بالنقد يرفع من حجم التضخم ...
- يا نبعة الريحان
- هل تذكرين?
- سبع وسبع
- سأحترق


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - اين اختفت النكتة السياسية