|
ليس من يطلب الحق ليعرفه كالذي يطلبه ليعرف به
محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 04:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جاء في كتاب تاريخ اداب العرب(الجزء الثاني) ل مصطفى صادق الرافعي وفي فصل (الاقوال في اعجاز القرآن) انه مضى اكثر المتكلمين من رؤوس الفرق الاسلامية على الا يبالوا ان يضربوا بآرائهم صفحاً،ولهم في ذلك صلابة يوهمون انها صلابة اهل الحق،وعناد يلتبس بيقين على العامة واشباه العامة من اتباعهم فلا تنفعهم نافعة حتى يأخذوا بآرائهم وينتحلوها،ثم لا تكون لهم الخيرة من امرهم بعد ذلك فيما يأخذون وما يدعون. وقد اسلفنا في غير هذا الموضع ان كل فرقة انشعبت في الاسلام وانبسط لها ظل-فأنما هي عقل رجل ذكي واحد،بالغاً ما بلغ اتباعها ومنتحلو عقائدها؛فان نبغ في هؤلاء عقل آخر انصدعت الفرقة فخرجت منها فرقة ثانية،وهلم جراً فالمقر من اولئك كالمنكر من هؤلاء،ما دام سبيل جميعهم من صناعة الكلام،وعلى ناحية المكابرة،وما دام نفي الشك بقوة المنطق كانه في المنطق اقرار اليقين بقوة الحق فان سقطت الشبهة وبطل الاعتراض- ولو من عجز او عي او ما هو حكمهما من عوارض المنطق-فذلك هو العلم المحض او الرأس الصريح،والا فما دام للشبهة ظل،وللاعتراف وجه-ولو من المعارضة والمكابرة-فلا اقرار لذلك الرأي،ولا ثبوت لذلك العلم ولا يبلغ الجدال منهما رأياً ولا علماً. وليس من طلب الحق ليعرفه كالذي يطلبه ليعرف به.فان الاول ينصف من نفسه كما ينتصف لها،ولكن الثاني خصم لا يريده الا جدلاً فيصير اليه مرجع القول في النحلة او المذهب فهو يتعسف لذلك ويركب كل صعب ويتحمل من كل وجه ويتعنت بكل آية وليس له هم دون قوة الاقناع ودون الافحام والتعجيز ومن ثم لا يبالي ان ينعت خصمه بالسفه فهذه كلها ادوات في صناعة الكلام وما دام الكلام قادراً بادواته على ان يصنع الحق او ما يسمى حقاً وان كانت الصنعة فاسدة او سقيمة وكانت التسمية من خطأ او ضلال. هذا ما جاء في تاريخ اداب العرب على اصحاب الرأي من المعتزلة وغيرهم من المذاهب الاسلامية. ما يعني ان هناك بضاعة يجب الترويج لها وليست هنالك اصلاحات يمكن اللجوء اليها في داخل الفكر نفسه ففي عهد الرسول لم تكن هنالك فضائيات ولا مواقع الكترونية ولا سكائر وهناك من يجتهد في الفتيا بهذه الامور وغيرها كثير،يقولون ان رجلاً جاء الى الحسن البصري يطلب منه الفتوى في قتل بعوضة اثناء الصلاة فاجابه البصري متعجباً من اين الرجل فقال من الكوفة فقال البصري كيف استطعتم سفك دم الحسين وتخافون الله في دم بعوضة،هذه مثل تلك الفتاوى الكثيرة التي استباحوا بها دماء الناس باسم الجهاد والتي هي خالية من الانسانية فقد ابيدت في العراق عوائل كثيرة باسم الدين وباسم الجهاد،قتلوا الاطفال والنساء وفجروا الكنائس والجوامع وحرموا التداول في قوالب الثلج وحرموا الحلاقة والزلاطة لانها تجمع بين جنسين مؤنث الطماطة والخيار وهو المذكر،لقد استباحوا كل شيء بفتواهم ونحن امامهم خرس لا نستطيع ان نجهر بالقول،فالامريكان من جانب وهم من جانب آخر وجميعهم بدأوا حملة شعواء ضد الحضارة والتمدن،هؤلاء قوم يعيشون ماضيهم الذي يريدون ان يكونوا فيه اصحاب مذاهب واقوال بدون افعال ها هم يملأون الجوامع ودور العبادة بلا عمل يذكر فهم لم يزرعوا شجرة ولم يصنعوا طابوقة واحدة ولم يشفوا مريضاً من علته،ويتبجحون بالعلم واصحاب العلم ليت شعري أي علم يقصدون هنالك قرآن وهنالك احاديث الرسول(ص) والحق بين والباطل بين ايضاً،هؤلاء لم لم تجندهم الدولة ليقوموا بعمل كما كان السلف الصالح يفعل لكان اجدى لهم واحسن، ورد في الادبيات ان رجلاً حضر الى المسجد وكان الرسول(ص) ومجموعة من الصحابة جالسين فسلم الرجل وبدأ بالمصافحة فأنفوا عن مصافحته بحجة ان في كفيه دمامل فأخذ الرسول بيد الرجل وقبلها وقال (انها يد يحبها الله ورسوله) لانها يد عاملة . لفترة قريبة كانت دراسة الجغرافية في بعض الدول الاسلامية ممنوعة لانها تتحدث عن كروية الارض،وبعدها لم يصدقوا ان القمر كوكب يسبح في الفضاء وان الارض كذلك الى ان جاءهم دليل لا يقوون على منازعته تراهم يشترون الجواري والاماء حتى قام احدهم بصناعة فتوى للخليفة مقابل جارية او اثنتين.ظلموا المرأة في فتواهم واجلسوها في البيوت تندب حظها العاثر،جاءوا بها سبية وملكوا الولدان وهذا كله باسم الدين . لقد حاصرتهم الحضارة الان واصبح التمدن يغزو بيوتهم دون رضاهم –دخل الانترنت والهاتف المحمول وغيرها من وسائل الاتصال المتطورة،يستخدمونها لقضاء حاجاتهم الضرورية ويلعنون الشياطين التي بداخلها لا يهتمون بالوسيلة المتطورة والعقل الذي توصل اليه بقدر ما يهتمون انها تسيء الى اخلاق الجيل وهذه حجة العاجز،اعمال الشيطان كثيرة حتى نسبوا للشيطان كل افعال التطور والرقي جهاز الانترنت والتلفزيون والستلايت اكثرها شيطانية. لقد ابتليت المجتمعات بغير المنتجين هؤلاء، فهم بعيدون عن الفنون وليست لديهم امكانية الاحساس بالاشياء،اقفلوا كل شيء وفلسفة الموت لديهم هي الوحيدة التي تعج بها قواميسهم اما فلسفة الحياة فلا يمتلكون منها شيء. اذا حاولت ان تبحث في اللغة وتستخرج بعض الامور الغير ضرورية انبروا لك بان هذا فعل ينافي الخلق فاللغة ثابتة والاخلاق ثابتة ولا شيء يخضع للتطور،يجب ان نجد شيئاً يخلصنا من هؤلاء كي نرى الضوء في نهاية النفق المظلم الذي ادخلونا فيه لمدة ليست قصيرة،كل واحد يقرأ الدين آلاف المرات ويقرأ معه التاريخ ويستنبط احكاماً ما انزل الله بها من سلطان. لقد قال نهروالذي ساهم بتحرير(400)مليون انسان ((اني اجدني في صميم نفسي،مهتماًبهذا العالم وبهذه الحياة ولست مهتماً اننا سنحيا بعد الموت ام لا)) لقد تكلم هذا الانسان عن طقس عانى منه المجتمع الهندي كثيراً وهو تحضير الارواح حتى قال انه استغلال لعواطف الناس الذين يجدون من السهل ان يصدقوا،اذ انهم في حاجة الى ما يخفف عنهم متاعبهم العقلية،لقد عاش نهرو في المجتمعات الراقية مثل انكلترا ولهذا اخذ يقارن بين الانحطاط والرقي.لقد وضع صناعة الفن من اولويات الرقي والتطور،يقول سلامة موسى في كتابة (مقالات ممنوعة)(ان المستبد الديني يصر على ان غيبياته يجب ان تكون المذهب الوحيد الذي يعم الدنيا وان من يخالفه في العقائد الخاصة بها يجب ان يعاقب) ولا ادري كيف استطاع رجل الدين السعودي صالح محمد اللحيدان وهو رئيس مجلس القضاء الاعلى ان يفتي في اعدام اصحاب القنوات الفضائية ،الاسلام قد وضع عقوبة للزاني وعقوبة لشارب الخمر وقتل من ينادي بالكفر جهارة أي ان يشرك بالله اما باقي عقوبات الرب فهي مؤجلة فعلام يستعجل اللحيدان ايقاد جهنم على سطح الارض ويفتي بقتل هذا وذاك. الانبياء قد غيروا المجتمعات بروح التسامح والمحبة والوئام ونبينا (ص)دليل على ذلك والسيد المسيح شاهد على روح التسامح والمودة والاخاء فالانبياء صنف من الناس يتعب ويغير وهم الدعاة الحقيقيون لتغيير الحياة وليس الى ارجاعها الى الخلف كما يفعل بعض رجال الدين في العالم الاسلامي.
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيت البنات واشياء اخرى
-
لو اعلنت الحرب
-
اقلع عني التدخين
-
توأمان
-
الغاء البطاقة التموينية واستبدالها بالنقد يرفع من حجم التضخم
...
-
يا نبعة الريحان
-
هل تذكرين?
-
سبع وسبع
-
سأحترق
-
ياصديقي الغراب
-
مرثية الوقت والفحولة
-
قصيدتان
-
اليوم السابع
-
مثل شهريار
-
كم كنت وحدك
-
القصيدة التافهة
-
عاشق ولص
-
أربيئيلو
-
انف الطين
-
هذيان القصائد
المزيد.....
-
سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
...
-
الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
-
روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
-
روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره
...
-
بعد 11 عاماً من تهجيرهم.. مسيحيو قره قوش يتحدّون إرث -داعش-
...
-
علي الأمين: إيران ربما تفعل الورقة الشيعية للدفاع عن سلاح حز
...
-
’مادونا’ تحث بابا الفاتيكان على زيارة قطاع غزة المحاصر
-
مستشار رئيس فلسطين في مؤتمر الإفتاء: سنصلي جميعًا في القدس و
...
-
إسبانيا تلغي حظر خوميا الاحتفال بأعياد إسلامية في الأماكن ال
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|