أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - تأويل الثقافة














المزيد.....

تأويل الثقافة


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


تمر الذائقة الأدبية بمراحل عدة لاستهواء وتقبل النص واستقراء قدرة الكاتب على عرض مادته وفق وعي وثقافة تمكنه من عبور حواجز النقد والتأويلات ، وقد يقع نصه بين فكي كماشة تقرر الإطاحة به من اول قراءة ..
وفي ظاهرة بدت تستشري في ثقافتنا العراقية وتتبؤا لها مواقعا متعددة سواء في المجالس الخاصة او من خلال الاسماء المستعارة في الصحافة او على صفحات الانترنت ، هي رفض الابداع الحقيقي وخاصة في القصة او القصيدة او الدراسات النقدية ، دون محددات و لا مقاسات فنية ، الرفض غير المدروس للمنجز وصانعه بلا مسوغ .. أي نص لاي كاتب يمكن ان يمر مرور الكرام دون حتى قراءته احيانا .. فالحكم الجاهز بات جاهزا ايضا ..ومعظم المتقولين يطلقون الاحكام السلبية سلفا ومهما كان الكاتب معروفا ومهما او كاتبا شابا او ناشئا لافرق . فهم لا يبحثون عن الاصوات بل عن صداها فتنعكس ذهنيتهم المتناسلة على رفض الآخر وإشباعه بطعون الكلام والهجوم اللاذع ومحاولة افراغ النص من اهميته .. هذه الجماعات التي تعيش لحظة التمظهر والتمسك بماضيها التليد والتعكز على منجز سابق لا ظهير آخر له أو لا منجز البتة ، تؤسس لثقافة متفردة في الخطورة رغم أنها غير مجدية أحيانا .. غير مجدية الأحكام وغير جادة طبعا في أحكامها الاقصائية المجردة من عناصر التخيل والإشراق .. وتوخيا لعدم الاقتراب من المفاهيم المحمولة في النص ، فهم لا يخوضون في معناه ولا في صوره ولا في روحيته وفضاءات تحليقه . لأنهم يرفضون حتى النظر إلى العنوان أحيانا . فالقراءة التأويلية لأي نص يسقطه في عوامات من الهشاشة والضعف ويجب ـ باعتقادهم ـ مواراته ودفنه بطريقة الانسلاخ المؤذي ومن ثم جر كاتبه إلى الدخول في معارك جانبية ومساجلات لا طائل من ورائها سوى المتعة وإرضاء دواخل متعبة وتعطيل مقصود للإنتاج المتجدد لصانع النص . وهو انعكاس لمحمولهم الثقافي الواهن غير المنسجم والمتغاير مع توهج النص .. يطلقون جائر الكلام في مثل هذيان النائمين أسفل فرش الأسئلة البعيدة ، لا يجدون من يبتاع لهم علبة الأمنيات العصية على الأخيلة ..
يظنون أنهم في منأى كالطير الذي ظل واقفا ينظر من أعالي الثقوب بزهو السواد .. انهم بذاكرة لا تجتر ، إلا لانعكاسات وإسقاطات الذات المدمرّة الخارقة للمألوف ..
.. شاعر يتهم بأنه يسرق قصائد غيره بطريقة سارق محترف ، واخر قاص شاب يصدر كتابين ويتهم بأن والده هو من يكتب له نصوصه حتى صارت اللازمة الثابتة والمكرورة وآخرون يعتبرون الحضور الراهن في الساحة الأدبية ، مضيعة للوقت وإضعافا للموهبة وغيرهم يقول بأن الصحافة تصلح لنشر الحوادث وصور الفاتنات وليس لنشر الادب .. فأدباء وكتاب وفلاسفة كبار على وزن هوميروس ونيتشه ودوستوفيسكي وهيرمان مليفل ، لم يكونوا بمستوى مقبول يجعل أعمالهم خالدة !! ولا يمكن ان يكون سعدي يوسف سوى متمرد وإعلامي أكثر منه شاعر .. الماغوط مسطّر كلمات ، وماركيز سارق مذكرات وحنا مينا يستمد حكاياته من عمال الموانيء .. وبذا من ينجو من فخاخهم طالما انهم ينتشرون كذرات الرمل .. ومتى يستريح النص من تجاذبات الكلام .. ومتى يستريح صانعه من تقولات تأسست على بلادة الخطاب دون وعي .. وكم أسمعت كلماتهم أديبا وهي منقصة يراد بها اغاظته وتكبيل منجزه مثلما كتب الناقد دروجينين لتولستوي يطلب منه التقليل من كتاباته :
(( انك تنحو نحو الدقة المسرفة في التحليل التي يمكن ان تغدو نقصا كبيرا عندك .. ان الكبح من جماح هذا الاتجاه ، ضروري مهما كلفك من جهد )) ..



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أول الطريق
- ثقافتنا في العصر التقني
- الكتابة عند حاجز الجنون
- الحوار المتمدن .. الحوار الإنساني المرصع بالحرية
- إعلامنا وهيمنة الإعلام القاتل
- السوط
- هل ينبغي إبادة شعب ؟
- رسالة إلى قيادة شرطة الناصرية
- كل حروبنا .. انتصار !!
- إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع !
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع
- خير الإعلام ما قل ودل
- في ذكرى كمال سبتي ..احتفاء بهيبة الشعر
- من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر كمال سبتي
- ست قصص قصيرة جدا
- الاعلام وهمومنا المؤبدة
- فضاء متوهج
- مجلة ( ثقافتنا ) وقفة شجاعة في زمن المحنة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - تأويل الثقافة