أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صائب خليل - الشعب يستطيع الكلام حتى عندما يحرم الإستفتاء














المزيد.....

الشعب يستطيع الكلام حتى عندما يحرم الإستفتاء


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:36
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


خرجت تظاهرات في مدن عديدة تؤيد المعاهدة الأمريكية، فهل أن الشعب مع المعاهدة أم أنها تظاهرات من التي تستطيع أية حكومة أن ترتبها؟

نعترف بدءاً أن الحكومة والجهات القابلة للمعاهدة تمكنت من طمس رأي الشعب بدرجة ما، وأن هذا وإن كان مؤشراً جيداً على أن الشعب ضدها، لكنه ليس برهاناً كافياً، لذا علينا أن نجد طريقة أخرى لمعرفة رأي ا لشعب بها.

عندما كنت أناقش الهولنديين والعرب من غير العراقيين حول موقف العراقيين من صدام، كان البعض لايقبل رأيي بسهولة بأن العراقيين يكرهون صدام وانه ليس له أي مؤيدين. كانت التظاهرات الهائلة التي ينظمها كفيلة بزرع الشك في محدثي عن صحة كلامي. هل من المعقول أن كل هؤلاء ضده؟
ورغم أني كنت متأكد من ما أقول، لكني لم استطع أن اثبته. ليس هناك إستبيان أو انتخابات لتبين صحة أو خطأ كلامي فأين أجد البرهان؟
وفي يوم ما خطرت الفكرة ببالي: في عام 91 استولت الجموع الثائرة على 14 محافظة من أصل 18، أليس هذا تعبير رائع عن الرأي؟ أهناك أصدق من هذا الإستفتاء؟
في عام 2003, عندما كانت طبول الحرب تدق، كانت الـ (14 من أصل 18 ) حجتي الدامغة التي تأتي لتنقذني، في مقابلة تلفزيونية أو في الراديو أو في مؤتمر أو عند مناقشة أو حتى سؤال عابر...عندها فكرت أن الشعب لا بد أن يجد طريقة يعبر بها عن نفسه إن هو حرم الإستفتاء والإنتخاب، وما علينا سوى أن نبحث على الدلائل التي يتركها الشعب والتي تعبر عن رأيه بأصدق استفتاء!

والآن وقد رفضوا أن يسمحوا بالإستفتاء كما كان متوقعاً، فما هو رأي الشعب بالمعاهدة؟ أحد السعداء بالنتائج الأولية لمذبحة الديمقراطية الدائرة حالياً قال أن تصويت الوزراء بالإجماع على المعاهدة دليل قاطع على شعبيتها. لكنه في الحقيقة ليس "أقطع" من مظاهرات صدام على حب العراقيين لصدام. وليس "أقطع" على شعبية المعاهدة البريطاينة من تصويت حكومة نوري السعيد عليها!
أما أنا فأقول العكس تماماً: المعاهدة الأمريكية مرفوضة رفضاً شعبياً بشكل كبير في العدد وعنيف أيضاً!

1- "شاهد من أهلها":...السياسيين المؤيدين للمعاهدة من كرد وغيرهم اشتكوا منذ البداية أن الموقف الشعبي مضاد لها تماماً, وألقوا اللوم بذلك على الحكومة التي ابقتها سرية فـ "خاف الناس منها"..
2- عسرة ولادتها! فمنذ شهور والزيباري يصرح بأنها على وشك الخروج وأنها ممتازة وفي صالح العراق، ورغم ذلك لم يجرؤ اصحابها على أن يخرجوها.
3- سريتها: إنه ليس دليل قاطع لكنه مؤشر قوي. لقد أبقوها مجهولة رغم أنهم يعلمون أن الناس تكره المجهول وتخافه، لكن لابد أن طباخيها قدروا أن الناس إن قرأتها فسينفرون منها بأكثر مما ينفرون من المجهول!
4- ما يفخر به المفاوضون من إنجازات: لاحظوا أن أكثر ما يفخر به المفاوضون (دون حق، فمن حقق التحسن هم الرافضون بتقديري) هي الأشياء التي تقلل وجود الأمريكان، تضمن خروجهم، تقلل صلاحياتهم. أي أن ما يريده الناس هو أقل ما يمكن من العلاقة مع الأمريكان وهو ما يعترف به المفاوضون المؤيدون للمعاهدة على ما يبدو، بدليل تركيزهم على تلك النقاط والفخر بها. أي أن المعاهدة المثلى لدى الناس هي "لامعاهدة"!
5- أسماءها الحسنى: كثرة الأسماء والحيرة بها ككثرة الملابس والمكياج، لا بد أنها تغطي شيئاً منفراً
6- إسمها الأخير المعاكس لمحتواها: تختار الأسماء لتكون محببه للناس، فإن اضطررت لإختيار اسم بعكس المحتوى. أما الدليل على أن الإسم عكس المحتوى فهو أن من يصدق الإسم، يجب أن يصدق أن الصدريين يعارضون "إنسحاب القوات الأمريكية" وأن ألأكراد يريدون هذا الإنسحاب بشدة وأن إيران ترفض "انسحاب القوات الأمريكية" وأن الأمريكان يرشون ويهددون ويغتالون من أجل ان نقبل أن "تنسحب القوات الأمريكية"! اليس مناسباً جداً كفصل جديد في قصة "اليس في بلاد العجائب"؟
7- كثرة المراوغات والكذب وعكس الحقائق: إنها لاتدل إلا على أن ليس للمعاهدة ما يقنع الناس بها. المؤيدون لم يجعلوا من أنفسهم مسخرة بهذا الشكل اعلاه لو أنهم وجدوا طريقاً آخر!
8- محاولة إقناع الشعب بأن المعاهدة تخلصهم من الأمريكان: بل وإنها الطريقة الوحيدة لذلك، وليس هناك افصح دليل على كره الناس للأمريكان ومن يقف معهم أكثر من هذا! وهو ما يعني أن المؤيدين يريدون إجبار الشعب علىالتعايش مع من يكرهه، من خلال محاولة إقناعه بأن تحمله المؤقت هو الطريق الوحيد للخلاص منه.
9- لافتات المتظاهرين المؤيدين للمعاهدة: لو قرأنا لافتات المتظاهرين لوجدنا إنها تستفيد من الإسم المزيف للمعاهدة: إنسحاب القوات الأمريكية. فهم يؤيدون "إنسحاب القوات الأمريكية" وربما تم خداعهم، أو الكثير منهم، وقيل لهم بأنهم يتظاهرون من أجل إخراج القوات الأمريكية!
10- أخيراً وليس آخراً، كثرة شكاوي المؤيدين للمعاهدة من أن المعارضين إنما يريدون كسب الشعبية لأنفسهم لقرب الإنتخابات!!

نعم ان الشعب العراقي يجد دائماً طريقة للتعبير عن نفسه ورأيه إن هو حرم من التعبير عنه بشكل مباشر، حتى وإن تم اغتيال الأبطال ممن طالبوا بحق الشعب في الكلام كما حدث لشهيد الإستفتاء الدكتور صالح العكيلي.

لقد قال الشعب رأيه بالحكم الظالم بدمائه وآلامه في زمن الدكتاتور، وهاهو يقول رأيه بالمعاهدة بألف لسان في زمن الإحتلال. الرأي واضح صريح ومعروف للجميع ولم يبقى من القرار سوى أن يؤخذ به أو يرفس بعيداً، ولكل حسابه عند التاريخ.







#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما حان الوقت لننظر بشجاعة إلى الإرهاب في عينيه؟
- إحفظوا هذا النص ليحفظكم، دافعوا عن الدستور ليدافع عنكم
- بعد انهيار سعر النفط، ندعو لإعادة تسعير السفراء العرب
- السؤال هو من أي خطر إيراني بالضبط أحتاج لحماية الجيش الأمريك ...
- أين دستورية فتوى المحكمة الدستورية ؟
- لوكانت الأسماء بفلوس، ماذا كان سيكون أسم المعاهدة؟
- رد معسكر -لا- على معسكر -الصمت- للأعسم
- الخوف من إيران – 1- ضرورة تحديد حجمه وشكله
- زيباري وكروكر ونتائج الإنتخابات – ترقبوا الفضائح وأعدوا بطون ...
- مسعود البارزاني يعيد الحيوية لمناقشات المعاهدة الأمريكية
- حتى أنت يا حمزة الجواهري؟
- سيناريو التراجع الإنهياري المحتمل لمعارضي المعاهدة
- مقابلة الغزالة السمراء مع ال بي بي سي
- النائب صالح العكيلي، الأمين على أصوات شعبه
- حين اجتمعت الفئران لحل مشكلتها مع الهر
- المالكي: مراوغات وتساهلات خطرة
- ماذا قال ساترفيلد في السفارة الأمريكية في بغداد؟
- مناقشة لمقالة عادل حبه حول المعاهدة الأمريكية.
- الحل البديل للمعاهدة 2 – حلان بديلان وظرف تأريخي رائع!
- ما الحل البديل للمعاهدة الأمريكية؟ 1- مشكلة متغيرة وحلول ثاب ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صائب خليل - الشعب يستطيع الكلام حتى عندما يحرم الإستفتاء