أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البابلي - رسالة أخرى ( 4 )














المزيد.....

رسالة أخرى ( 4 )


فتحي البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 06:48
المحور: الادب والفن
    


" فأنا صنعتكِ من هوايَ ومن جنوني " .. أيّة قمّة تعبيرية يبلغها ذلك الشاعر في تبيان الحقيقة الغائبة عن الجميع..وهل هنالك من حدود زمانية أو مكانية يمكن بها أن تحدّ ولو بشئٍ من القرصنة المهينة،سلطة الحقيقة،وسطوعها كشمسٍ في رابعةِ نهارٍ متخمٍ بالوهج..بلاغة ما بعدها بلاغة..سحرٌ ما بعده سحر..وجمالٌ ما بعده جمال..ولكن لفضح القبح والعفونة..
فلقد تداخلت الخنادق ما يكفي في حرب استنزاف العواطف،حربٌ يعلم الله اني لم أخترها،ولم " أجرّد لها رماحي "..ولم أضع لها تصوّراً..ولم أكن يوماً من الدعاة اليها..بل دخلتها لكي لا أفوز،ولكن،لكي لا أخسر أيضاً.
قلتُ لم أخترها،وتلك هي نصف الحقيقة فقط..يعلم الله أيضاً اني هيّأت لها بلا وعيٍ ولا إرادة بقصائدي المتلاحقة،وقبلها بمشاعر دفينة طيلة ثماني أعوام مضينَ جدباء قاحلة..يبابٌ كما يباب الوطن البعيد...
من أيّ جمرٍ صنعك الرب..فما أحرّ ما لامس قلبي من جمر!..غير انّي كنتُ دائماً عصيّاً عليه..لا يقوى على استدراجي نحو صرخةٍ ولو يتيمة...صرخت هذه المرّة وأيّةُ صرخة!..وليغفر لي الله لأقول أنتِ صنيعتي..أنتِ الطين الذي نفختُ فيه روحاً..ليأخذ بعدها مكانة آلهه عراقية موغلة القِدم..ضجّتْ بالنّور لتغرق في ظلام التمرّد.
بما تبقّى من سحركِ..كنتُ احاول أن أستردّ ولو شيئاً يسيراً من إتّزاني الزائل..لا لشئٍ الا لكي لا أصرخ..فلقد ابتلينا،ربّما سويّةً،وأخذتنا لعبة عضّ الأصابع..يخسر فيها من يصرخ أوّلاً..وينسحب من الحلبة..وقد صرختُ..فقط لأني كنتُ وحيداً ولم تأخذ بيديّ قدرة..هل أقولُ قُدرة قادر لكي أكون مألوفاً لديكم...
كنتِ تجرّدين عليّ رهطاً من أشباح..شهور طويلة..كانت دمائي تغلي..تغيّر لوني.. اضمحلّ بدني..اشتعل رأسي وأصبح بلون الفضّة..كنتُ أشعرُ وكأنني في حلبة ملاكمة..هل ينفع قلم في حلبة ملاكمة؟..حلبة ظلماء..لا أرى فيها حتّى نفسي..حتّى انني لم أكن أعرف فيها من هم خصومي..وكان عليّ أن أصمد واقارع في تلك الحلكة..لم تكن حرباً عادلة..ولا شريفة..ولا متكافأة..إن تجرّأتم وأسميتم ذلك فوزاً فقد ظلمتم أنفسكم..كانت أسلحتي الصمت ووضع الأفخاخ..والقصائد..لكنّي أطلقت تلك الصرخة المرجوّة في نهاية المطاف.
كتبتُ اليكِ مرّة رسالة الكترونية..كنتُ أوشك على ارسالها قلت فيها:
أردتُ ارسال باقة ورد في ذكرى ميلادك..و..تردّدتُ فقد تعتبرها الوالدة مفخّخة ثالثة"الله..كم كانت رحيمة معي"..مقطع من قصيدة جديدة ربّما ينفع....
هل تذكرينْ
تلكَ المشاويرِ الصّغيرةِ
قبلَ عامْ
ها قد عادَ آبْ
والشُّجيراتُ نمَتْ
ونهاياتِ الغصونْ
أعمَهَتْ في السّكرِنشوى وانحَنَتْ
وأنا لمْ أزَلْ مثلما أنتِ
تحتَ طائلةِ الجّوابْ
......................
لم أستطعْ إكمالها لأنني مشوّش بسبب الارباك الذي تمارسينه..عقلي تشوبه الكُدرة وتستولي عليه آيات اللايقين..أرى مقدرتي في القصيدة النثريّة أو ذات التفعيلة تتراجع..امّا العموديّة..فلن أتورّط في كتابتها الا اذا كنتُ متأكّداً من قوّتها..مع ذلك كتبتُ مطلع قصيدة عمودية جديدة سأكملها وأنشرها لاحقاً..أنتِ موضوعها كالعادة (سباية جديدة..أو كما قلتِ مرّة- سباية يهلّ الصوت)..أقول في المطلع:
مرُّ المنايا كوى لي خافقي ودَمي.........كيفَ البُراءُ إذا حُبّي لها سَقَمي
ربّما رأيتِ انني أفتقد الى الثقة أو الاعتداد بالنفس في موضوع الكتابة..فيما الكثيرون..ممّن لا يرقى عندهم مستوى ما يكتبون الى مستوى الأدب الراقي ..قد حسم أمره منذ زمنٍ بعيد وأوغل في مشروعه الأدبي وأصبح عنواناً في سماء الأدب..أمّا أنا فمازلتُ أقلّب صفحات تجاربي التي انحسرت بسبب الارتباط العشوائي ربّما..ذلك لأني احاول التّخلّص من نرجسيّة الكاتب..هي مطلوبة أحياناً، لكنّها تجعل ابصاره يزوغ بعيداً عن الهدف النّهائي..من يفهمني؟..حتّى أنتِ لم تفهميني!..لن يضيرني أن أكون مجرّد قلم في حياتك..تضارب الأشارات يمنع المعرفة..قلتُ لكِ مرّة"لن تقودني مرّة أخرى سوى عبارات صريحة"..كنت على وشك الموت بسبب اللدغة الأولى..مجرّد قلم لا بأس..حتى في هذه الحالة نستطيع أن نفعل الكثير..سأنسى تخرّصات أسرتكِ..وما قالوه بهتاناً فيّ..ونضع أقدامنا سويّة على عتبة جديدة..هل ستقوديني الى مجدي أم مجدكِ أم مجدنا معاً..ربّما..
أنتِ لا تعرفيني بشكلٍ جيّد..أنا إن وضعتُ أطرافي في المغامرة..أيّة مغامرة..فلن يسعدني أن اخرج منها الا منتصراً..وإن إنهزمت..فلن يكون في ذلك حتفي..وإن متُّ..فلن أعلن موتي!..أمّا أنتِ فغامضة..تتحاشين التصريح..وتلجئين الى الايماءة..أنا اقوم بليّ الحروف لأصنعَ منها تيجان كلمات في جملةٍ مضيئة..انتِ تعمدين الى ليّ الكلمات في تراتبية جملة تؤثث لأفكار زرادشت في ثنائية الخير والشر..النور والظّلام..هل سينفع ذلك مع زرادشت نفسه؟ّ!..
في يدي جوهرة لا أكاد ألمسها..بل لا تنقطع عن ترسيخ إختفاءها من المشهد الذي أمام ناظريّ..ليس لي من تلك الجوهرة سوى ذكرى وإشارات غامضة هنا وهنالك..إفهمي..أنا لست ذلك الشيخ الذي يلهث وراء الصّبايا..لستُ "همبرت" ولستِ "دولوريس هاز" في ( لوليتا )..نحن شخصيّات واقعية في النهاية..مع شعوري بأهميّة السيناريوهات التي تتدرّبين عليها..الفرق بيننا عدا السن..هو انّني شخصية نهاريّة..لا أحيط نفسي بالغموض..كنورسٍ ازداد بياضاً تحت أشعّة الشمس..في كلّ الأحوال غموضكِ يقتلني..يؤذيني..يدفعني أن أنظر اليك،في نوبات غضبي،كوطواطة ليل..لكنك بحق أحلى وطواطة في حياتي..
في غضون أسابيع قليلة لا تتعدّى عدد أصابع اليد الواحدة..سأبتّ في أمرك..فلقد صبرت طويلا..سأهئ نفسي لذلك القرار..وأكون مستعدّاً لتجاوز النتائج..وسأقول لكِ إذا لم تردّي..فلتذهبي الى الجحيم!..
- يتبع -
2008-11-17



#فتحي_البابلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة أخرى ( 3 )
- رسالة أخرى ( 2 )
- رسالة أخرى ( 1 )
- نارٌ مسّتْ


المزيد.....




- منظمة مغربية تطالب بتمكين اللغة العربية ووضع حد لتغول الفرنس ...
- 4 أفلام عربية من بينها العراقي كعكة الرئيس مرشحة لجائزة الأو ...
- حريق مفتعل أم قضاء وقدر؟ جدل حول وفاة الفنانة المصرية نيفين ...
- -صوت هند رجب- يمضي لمسافة أبعد في منافسات جوائز الأوسكار الـ ...
- -صوت هند رجب- و3 أفلام عربية أخرى تقتحم سباق الأوسكار
- الأوسكار في دورته الـ98.. قائمة بأبرز الأفلام المرشحة لنيل ا ...
- ضايل عنا عرض لمي سعد وأحمد الدنف: فيلم يروي يوميات سيرك غزة ...
- -صوت هند رجب- يتصدر ترشيحات الأوسكار بعد جائزة -الأسد الفضي- ...
- بالصور.. مهرّج مكلوم يرسم الابتسامة على وجوه أطفال غزة
- نجوم الغناء ضحايا الاصدارات الزائفة باستخدام الذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البابلي - رسالة أخرى ( 4 )