التيار الأردني الصاعد نحو الهاوية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تشعر بتفاهتك وأنت مثقف تحترم نفسك ولا يحترمك مجتمع صاعد نحو الهاوية , ويدعي أن بيده الحل وهو لكل زمان ومكان ,وتشعر بتفاهة اللوبي الذي يدعمه مدعيا أن هذا توفيق من الله وهو الرازق كما أنه هو الخالق , في حين نعلم جميعا من يقسم الأرزاق في المجتمعات العربية جميعها.

والتيار الحزبي الأردني الصاعد في هذه الأيام ومنذ 11سنة لا نستطيع أن نسميه حزبا ولكننا نصطلح على تسميته حزبا هكذا جزافا فهو ليس حزبا بل مجموعة تمارس سلطات مدنية كما كانت الإولغارشية اليونانية تمارسها ضد المثقفين .

والأوليغارشيا مجموعة فوضوية تفتقر للعلم والثقافة والنباهة والفنون وفنون الحكم والسياسة بشتى أنواعها ولا يمكن لهذه الفوضة أن تحقق نهضة بل عملت الأوليغارشيا على مدى فترات من العصور على إسقاط أنظمة الحكم السياسية والثقافية, بل وأسقطت هذه الفوضوية حضارة فلسفية كاملة عهي اليونانية كانت هذه الحضارة قد أرست فنون التقدم الحضاري للعرب في القرن الرابع الهجري وكذلك إستعان بها فلاسفة عصر النهضة (الريسانس) في أوروبا .

وأعتقد أن الفن البيزنطي (البيزنطي ) كإصطلاح عرفه العرب هو من قبيل هذه الفوضة والتي تعني بمجملها أنها (اللاشيء).
وفي المستقبل البعيد سوف يأتي الباحثون ليجدوا أن الدولالعربية لم تفعل شيئا وهذا بحد ذاته هو التيار الصاعد نحو الهاوية .


الكلمة تموت حين تصل إلى أذن صماء :

والكلمة أيضا مع التيار الأردني الحالي ليست موجودة وهي ليست بحوزة حتى وزارة الثقافة أو التنمية السياسية الأردنية وبالتالي فإن التيار السياسي الناهض حاليا يجرف معه مصيبة شديدة قد تؤثر علينا في المستقبل .

ففي المستقبل سيأتي مثقفون يساريون ويسألون عن حكومات الظل في زمنهم ويطلبونها من زمننا ولكنهم للأسف سيجدون شلة شللية تحكم وترسم وتخطط دون وجود حكومة ظل ولو بمستوى تجميلي أو بشكل أكذوبة على التاريخ في المستقبل .
أين المعارضة الأردنية ؟؟
أين اليسار الأردني السياسي والإجتماعي ؟؟
إنهما كما قلنا مختلفان واليسار السياسي هو (المعارض واليساري )بنفس الوقت وكذلك اليسار الإجتماعي ,ولكن المعارضة ليست خطا يساريا بقدر ما هي مرحلة لها إستحقاقاتها وليس لها فلسفة حكم أو برامج حكم بديلة أو أجندات غير تلك التي تستعملها كحزام أمان على الطرق في الشوارع السياسية المتعرجة والخطيرة معا .

إن التيار الأرد
ني السياسي والإجتماعي الصاعدان هذه الأيام لا يوجد بهما ثقافة أو سياسة أو قدرة في التعبير أو على مستوى كتابة مقال سياسي أو ثقافي فيه 10أخطاء أو أكثر .
إن التيار الصاعد هذه الأيام لا يستطيع كتابة مقال سياسي ولو كان به أخطاء إملائية يقوم بتصحيحه المحررون اللغويون وهو لا يستطيع أيضا أن ينتج مقالا في النقد الإجتماعي توجد به على الأقل 10 أخطاء في الإصطلاحات يقوم على أثره خبراء فنيون بتصحيحه !!!

ولا يوجد في التيار الأردني الصاعد هذا اليوم جماعة من الممكن لها أن تحقق شيئا على صعيد التنمية البشرية فكل الموجودين على الساحة هذا اليوم كلهم من أصحاب شعار : من أجل أردن خالي من الثقافة عام 2009م
لقد لمست هذا الكلام من خلال إحتكاكي برؤساء البلديات في الألوية والمحافظات خلال توزيع كتابي الجديد عليهم وكذلك على مدراء المدارس والشركات والمؤسسات صاحبة رؤوس أموال عالية فكلهم رفضوا شراء كتابي وهذا ليس لي أنا وحسب بل يرفضون من الجميع وهذا يعني أننا في مجتمع أردني كوادره ومؤسساته غير مؤهلة للعمل الثقافي أو السياسي معا ,وبالتالي نحن أمام معضلة تيار أردني طالع وهو ينمو نموا كريها رافضا الثقافة والتحاور مع الآخر بقدر ما يبحذ الإجهاز على الآخر بطرق مدنية حديثة لا تكثر فيها الشوشرات السياسية بقدر ما تعلو فيها الصيحات العشائرية والقوى القديمة المناهضة للتنمية الشاملة .

إن التيار الأردني اليوم وهو من شباب وشابات ظهروا حديثا على ساحة العمل الإقتصادي والسياسي والإجتماعي من غير ذوي الخبرات وهنالك في الأردن ما زال أميون لا يقرأون ولا يكتبون ويملكون شركات إسكان ضخمة وبنفس الوقت يجلس به المثقفون مثلي مكتوفي الأيدي لا حول لهم ولا قوة بينما الجهال والغوغاء يتمتعون بنصيب كبير من العقود الضخمة التجارية والإستثمارية وهنالك لوبي أردني سري يتحكم بمصير المثقفين ويدعم ويساند مجتمع الجهال والغوغاء .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل