أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الذكرى التسعون لنهاية الحرب العالمية الأولى















المزيد.....

الذكرى التسعون لنهاية الحرب العالمية الأولى


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعون عاماً مرت على الحرب العالمية الأولى .. في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر عام 1918 ، وقعت ألمانيا على اتفاقية إنهاء الحرب .. وبذلك انتهت الحرب العالمية الأولى .. تاركة خلفها نهراً هادراً من الدماء و الخسائر المادية الجمة .. في أوربا خصوصاً و العالم عموماً ، العالم في هذا العام (2008) وبعد تسعة عقود كاملة على نهاية الحرب العالمية الأولى .. جرت فيه احتفالات في الولايات المتحدة و أوربا بذكرى نهاية الحرب .. ولكن بطريقة عبرت عن كيفية تحول الدول المحاربة آنذاك إلى رعاة للسلام اليوم .. ففي الولايات المتحدة .. جرى احتفال بالمناسبة التي تسمى هنالك (بيوم المحاربين القدامى) والقي الرئيس بوش كلمة استذكر بها دور قوات بلاده في الحروب حول العالم ، وكيفية تحولها إلى راعية للسلام في مراحل أخرى .. أما في بريطانيا فقد جرى احتفال رسمي حضره ثلاث جنود ممن حاربوا في الحرب العالمية الأولى .. وبلا شك إن الثلاثة قد تجاوزت أعمارهم المائة عام .. لكن حكومتهم لم تنسى ما قدموه لبلادهم في تلك الحرب .. و الاحتفال تناول التقدم العالمي الذي وضع في أولوياته السلام الدولي بعد الحروب الدموية الطويلة .. فرنسا احتفلت أيضاً و بحضور من الرئيس الفرنسي (ساركوزي) ، و شخصيات دولية و فرنسية رسمية .. الفرنسيون أقاموا الحفل على ساحة كانت واحدة من كبريات جبهات الحرب أبان الحرب العالمية الأولى .. إلا إن ما تغير هو اسم الساحة الذي أصبح (ساحة السلام) وعبر الحضور عن الآليات الإنسانية التي طورت الواقع العالمي و الأوربي لتحويل تركات الحرب العالمية إلى تآخي مبني على السلام .. بلجيكا كذلك احتفلت بالمناسبة وعبرت عن الانجاز العالمي الحقيقي الذي شيد فوق ركام الحربان العالميتان وهو (السلام الجديد) .

بلا شك إن فكرة هذا المقال لا تتولد من الرغبة في استعراض ما تحقق من احتفالات في الذكرى التسعين للحرب .. فهذا ليس الهدف .. إنما لعل الهدف الحقيقي وراء هذه الأسطر هو الإشارة إلى ما تحقق عالمياً في مجالات السلام الدولي و نسيان الماضي .. وفتح أفق التصالح و الاستقرار نحو إنشاء أنظمة دستورية ديمقراطية بعيداً عن دكتاتوريات المرحلة الماضية .

العالم قبل تسعين عاماً كان ركاماً ودماء و دخان ، خلفها صراع أربعة أعوام مستمرة بين دول العالم الكبرى وبأربعة قارات خلفت ملايين من القتلى و المعوقين و الأرامل و الأيتام .. التركات الكبرى للحرب الكونية الأولى .. لم تقتصر على الجوانب البشرية و المادية وإنما توسعت لتخلق دكتاتوريات كبرى في القارة الأوربية ، كما هو الحال في ألمانيا (هتلر) و ايطاليا (موسوليني) و اسبانيا (فرانكو) و أخريين .. وتطور الصراع و التداعي لمخلفات الحرب العالمية الأولى .. التي ينضر معظم كتاب السياسة لها بأنها السبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 .. الحربان الكونيتان الأولى و الثانية سجلا أعلى درجات احترافية قتل الإنسان لبني جنسه .

الحرب الأولى التي ساهمت عدة عوامل عالمية في اندلاعها عام 1914 .. ولعل أهم العوامل المفجرة كان عاملاً قومياً .. عندما اغتيل ولي عهد النمسا و المجر الارشيدوق ( فرنسيس فرديناند) في سرايفو في 28 حزيران 1914 .. وبالتأكيد اسم الحرب لم يكن آنذاك بالحرب العالمية الأولى .. فالثانية لم تبدأ بعد ، بل كانت تعرف بالحرب الكونية أو الحرب العظيمة .

الحرب امتدت رقعتها الجغرافية إلى كل القارة الأوربية و إلى الشرق الأوسط و أفريقيا .. كما كان لنهايتها في مثل هذا اليوم قبل تسعون عاماً ، بداية لرسم خارطة جديدة للعالم الذي انتهت أربع ملكيات كبرى منه تماماً .. ونظام دولي جديد بعيد ذاك .. وانتهى مع نهاية الحرب نظام التحالفات الأوربية الذي بقي مهيمناً منذ ما بعد مرحلة الحروب الدينية في أوربا عقب توقيع (صلح ويستفاليا) عام 1648 .. العالم بعد الحرب الأولى وضع الأسس لتشكيل أول نظام أممي كبير على مستوى العالم وهو (عصبة الأمم) .. الذي تداعى مع اندلاع الحرب العالمية الثانية .. إلا إن المجتمع الدولي أعاد تصنيف أوراقه وكون برلمانه العالمي (الأمم المتحدة) بعيد الحرب العالمية الثانية ، محاولاً معالجة ثغرات عصبة الأمم ومستفيداً من تجربتها .

قبل تسعون عام من اليوم ، كانت أوربا ركاماً .. إما اليوم فأوربا مثال للمدنية الحديثة .. بل إن أوربا لم تكتفي بانتكاسات الحرب العالمية الأولى ، بل كانت نتائج و تداعيات الحرب العالمية الثانية بلا شك اشد وقعاً بكونها أعظم حرب في تاريخ البشرية .. ولكن قيم و ثقافة التطوير و الأعمار و السلام و الديمقراطية .. ساهمت في بناء كل ما تحطم و تطويره ، لتصل أوربا للريادة العالمية .

ألمانيا كبرى متضررين الحربين العالميتين الأولى و الثانية .. كيف كانت قبل تسعين عاماً .. لقد كانت دولة مهزومة نافذة الخزينة تنتظر ما يملي عليها المنتصرون وراضية بأي قرار كان .. وبعد الحرب العالمية الثانية ألمانيا خرج بواقع أكثر مأساوية .. فيكفي أن نقول إن مدينة برلين الألمانية التي تعتبر اليوم من أجمل المدن عمارة و بنايات في العالم .. لم يكن فيها عام 1945 أي بناية بثلاث طوابق فما أعلى إلا وهدمت بقنابل الحلفاء .. إما اليوم فألمانيا واحدة من الدول الصناعية الست الكبرى في العالم .. هل لأنها حاربت مرة أخرى .. كلا بل لأنها أمنت بضرورة بناء قيم السلام و الديمقراطية و التطور و الإنماء الاجتماعي كبديل عن قيم الحروب التي لم تورثها سوى الدمار .

اعتقد إنها فرصة جيدة ونحن نطمح لبناء بلدنا الذي حطمته حروب وسياسات مراحل مختلفة .. أن نقول إن أوربا بعيد الحرب العالمية الأولى كانت مدمرة ، بشكل هائل جداً .. وما إن تنفست الصعداء حتى دخلت في أزمات تبعات الحرب التي تداعت سريعاً معلنة الحرب العالمية الثانية .. وبعدها خرجت أوربا بأضرار لا تحصى .. إلا إنها عالجت مشاكلها وإعادة بناء مجتمعاتها وأنظمتها لتحقق بسرعة الريادة العالمية .

إما أسس التغيير فكانت تعتمد على تعزيز ثقافة السلام و البناء و التطور و الديمقراطية و حقوق الإنسان .. أما حانت ساعة التغيير في بلادنا لننسى الحروب ونبني بلادنا ونضعها في مكانتها العالمية السليمة .. ليس هنالك من يأس فمن يرى أوربا قبل تسعين عاماً من ألان ويرى الفرق عن أوربا اليوم يتأكد له إن المستحيل لا وجود له على ارض الواقع .





#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية العراقية – الأمريكية .. محاور وخلافات وتحديات
- انفراج في أزمة مسيحي الموصل
- اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر
- الالوسي في إسرائيل مجدداً
- انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء
- التقارب الاقتصادي العراقي - الياباني
- الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح
- الإعلام الغربي .. لا يعكس حقيقة ما يجري في العراق
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الرابعة)
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الثالثة)
- الحضارة الإنسانية بين التحطيم والضياع (الحلقة الثانية)
- نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية
- الحضارة الانسانية بين التحطيم والضياع
- نحو مصالحة سياسية عراقية
- كي يستفد العراق من تجربة لبنان
- المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف
- إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها ح ...
- دعوة إلى ساسة العراق ... لنضع الشماعات جانباً
- المصالحة اللبنانية .. وتدارس الاخفاقات
- عامان جديدان


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الذكرى التسعون لنهاية الحرب العالمية الأولى