جملة مفيدة - خلافات في مجلس الحكم

عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 760 - 2004 / 3 / 1 - 09:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   إذا كان أعضاء مجلس الحكم العراقي لا حول لهم ولا قوة إزاء مصير العراق، وانهم يحتلون مكتبا ملحقا بسلطة الاحتلال بوظيفة (بصامين) على القرارات.. وإذا كانوا يتسابقون على رضى القوات الاجنبية في العراق وتطييب خواطرها، فلماذا يختلفون مع بعضهم حول مشروع إدارة الدولة المقترح من الجانب الامريكي؟ بل ولماذا يختلفون مع إلادارة الامريكية وممثلها في العراق السيد بول برايمر حول طائفة من القضايا؟ ولماذا لا(يبصمون) ويريحون، ويستريحون؟.
  وإذ يفترض البعض ان هذه الاسئلة ساذجة، وباردة، وغير بريئة، وربما متحيزة، فان على هذا البعض أن يضع توصيفا واقعيا لمجلس الحكم، المختلف الان مع نفسه ومع الامريكان في ذات الوقت، غير مانعرفه عن محدودية تمثيله للالوان العراقية وعن الارضية الطائفية المقيتة التي شكل عليها.
  أما الاختلافات والتجاذبات بين اعضاء مجلس الحكم حول عناوين أجملتها الوكالات والاقنية الاعلامية طوال الايام الثلاثة الماضية بعناوين الفيدرالية وموقع الدين الاسلامي في التشريع والمرأة فهي عملية تجسير الى الحالة الصح، على الرغم من الطابع الفئوي الغالب  للخلافات، فقد اصبح معروفا على نطاق واسع بان ثمة صفيح ساخن
   الاختلافات أمر متوقع داخل كيان سياسي متنافر الاهواء والاطياف والمنطلقات حيث عهدت له مهمة شاقة ومعقدة تتمثل في  تصفية إلارث الثقيل للحكم الشمولي الذي لا سابق لبشاعته..غير ان البعض من الاصوات تنفخ في  تلك الاختلافات وتعول على استعصاء التوصل الى توافق حولها وتضفي عليها صفات من جنس الحرائق التي تسبق الحروب الاهلية، وتستكثر على اعضاء المجلس ان يختلفوا، فيما على مرمى بصر تنشب  الخلافات داخل حركة فتح الفلسطينيةالتي فولذت صفوفها تجربة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ومع الدول العربية على حد سواء..وثمة وقائع حية على نهاية  جبهة التحرير الجزائرية، واخرى على مصير جبهة الانقاذ السودانية، وعلى كيانات وتجمعات عربية كثيرة.
  والاختلافات بين فئات سياسية، كما هو الحال بالنسبة للفئات التي تشكل قوام مجلس الحكم،أمر مشروع بمقاييس الديمقراطية، وبمعنى ما، فان الديمقراطية التي يجرب العراقيون اعتمادها في التعامل بينهم تكفل العبور الى ضفاف السلامة وفق قاعدة الشراكة وانصاف الحلول والشفافية.
   وإذا تعذر عليهم التفاهم واختاروا الطريق الاخر، طريق الصراع  فانهم سيخلون الساحة لمن يقبل بوظيفة(بصام) في مكتب ملحق بالادارة المدنية الامريكية، وسيسمعون من يقول، تشفيا: (نارهم تاكل حطبهم).
ومضة:
  
"عندما يكف البشر عن حرث عقولهم، يصبحون لقمة سائغة للهلع"

#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات