أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم الاعسم - جملة مفيدة - هل كان نظام صدام علمانيا حقا؟














المزيد.....

جملة مفيدة - هل كان نظام صدام علمانيا حقا؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 753 - 2004 / 2 / 23 - 04:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 

 

    بين آن وآخر، يظهر شاهد زور على المسرح ليلقي ما يشاء من الاوصاف على النظام العراقي السابق طبقا لحاجات السوق الاعلامية، وقد راج القول في هذه السوق، فجأة، بان ذلك النظام كان علمانيا، وذهب أحد اولئك الشهود الى القول بان صدام حسين، قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعقود، حرم ارتداء الحجاب في المدارس العامة التزاما بعلمانية الحزب الحاكم، فيما افترض سياسي عربي مرموق بان نظام صدام حسين كان النظام العربي العلماني الوحيد، في ما يشبه النكتة والضحك على اللحى ومحاولة تصريف العلمانية في السوق السوداء باعتبارها عملة مهربة يجهل العامة معناها وفحواها.
  وإذا ما استعجلنا المناقشة حول ما تعني العلمانية في صورها المبسطة كونها نظام تفريق بين الدولة والدين بما يعنيه من تحريم استخدام الاسلام في عملية تداول السلطة والتنافس عليها، وترسيم خصوصيات وفروض ولوازم الدين عن خصوصيات وفروض ولوازم السياسة العامة، فان صدام حسين لم يكن (لاعلمانيا) فقط، بل كان اسوء نموذج للحاكم الاسلامي الذي يستخدم الدين(عن غير قناعة طبعا) وامتداداته الطائفية، في موضع محاربة العلمانية الى ابعد مدى.. واكثر من هذا..كان قد حول المسجد الى مؤسسة سياسية حزبية صارمة، وعالم الدين الى مهرج..وفروض الفضيلة الدينية الى هرطقة، وحين احتسى -يوما- كؤوس البيرة المثلجة مع ضيفه السياسي الروسي المعروف فلاديمير جيرونوفسكي، كان قد القى كلمة(القيت بالنيابة عنه) امام مؤتمر اسلامي في بغداد حضره انصار شبكة القاعدة وممثلو الاخوان المسلمين في الاردن ومصر ولبنان والسودان والبحرين تفيض في لغة الغفران والفضيلة والاعتصام بحبل الله، وشاء جيرونوفسكي ان يخص وكالة الصحافة الفرنسية بعد يومين  بحديث عن وقائع سهرته الباذخة على مائدة الرئيس، وقد نشرتت صحيفة عربية الخبر تحت عنوان: صدام ..يسكر في الليل ويستغفر الله في النهار.
  وتشاء(علمانية) صدام ان تجد تعبيرها العجيب في ما اسماها بـ(الحملة الايمانية) التي حشرت، منذ منصف التسعينيات، جيلا كاملا بالعصا والخوف وهراوة مفارز الامن الخاص في مساجد الله، ما شجع الاب الروحي لتنظيم القاعدة، الداعية السوداني الشيخ حسن الترابي الى الاعلان عن قوة تأثيره على صدام قائلا:"إن لي علاقات بصدام حسين الذي فرض،الآن، على قيادة البعث(بنصيحتي) ان تحفظ بعض صور القرآن الكريم" كما شجع قاضي حسين اكبر داعية اسلامي متطرف في باكستان الى الكشف ان ثلاثة جوامع تشيد في كراتشي واسلام اباد وبيشاور باموال من صدام حسين.
وقد يجادل البعض بان برنامج حزب البعث والدستور الذي التزمه النظام السابق يتمثلان العلمانية، الامر الذي يكشف عن جهل المجادلين، هنا، أو تجاهلهم، لحقائق معروفة وبسيطة، فصدام حسين اجرى تغييرات جوهرية على برنامج حزبه وأدخل عليه نصوصا اسلامية سلفية تكللت بمسخرة تخلي مؤسس الحزب ميشيل عفلق عن دينه المسيحي وتحوله الى الاسلام لكي يتلاءم الامر مع الهوية الاسلامية للبعث الجديد، فيما كان دستور الدولة المعتمد هو الدستور المؤقت الصادر على عام 1958 الذي التزم الاسلام هوية للدولة العراقية.
  ان محاولات اضفاء العلمانية على حكم صدام حسين الذي كان في الواقع نموذجا حيا لطغاة العصور الاسلامية الغابرة، لا تعدو عن كونها محاولة اختطافنا من عقولنا لنقبل بدولة يديرها اسوء من صدام حسين.
ومضة:
"الصولة على من هو دونك ضعف، وعلى من هو فوقك فخر، وعلى من هو مثلك سوء خلق"
عبدالقادر الكيلاني



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنسد الطريق علي جحافل الظلام
- شارون.. بركة دم أخري


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم الاعسم - جملة مفيدة - هل كان نظام صدام علمانيا حقا؟