أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - أغنية صديقي البَبَّغاء















المزيد.....

أغنية صديقي البَبَّغاء


محمود يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 08:07
المحور: الادب والفن
    



ياصديقي :

قَدِمْ لي العون ولا تتركني وحيداً ،
لدينا الكثير من العدس وعباد الشمس .
وبقدر ما يتعلق الأمر بي
سأجد لك زوجةً مناسبةً ،
حالما تصل النقود ، سأشتري لك أثمن حسناء .
من الحماقة أن تحاول الهرب ،
تعرف اني لا اُجيد الملاحقة ،
ولسوف يؤلمني فراقك .
لستَ جاحداً وناكراً للجميل الى هذا الحد .
تستطيع أن تتسكع في حدائق الجوار ،
ولكن حذاري أن تأتـيني بالكلمات النابية .
( مقطع من دفتر مذكرات )

الَببَّغاء أحبُّ الطيور المسلـّية الى النفوس . ساحرة ٌ بألوانها المشرقة الزاهية ، وأناقتها وطلعتها البهيّة ، وقدرتها على تقليد الأصوات . اهتـمَّ الانسان بتربيتها كطيورٍ مدلّلـة . وهي طيور ذكيّـة ، هناك من يعدُها أكثر الطيور ذكاءً . وهي طيور اجتماعية ، تردد الأصوات كما هي .
والببغاء طير قديم الوجود ، يعيش لفترة طويلة قد تتجاوز الخمسين سنةٍ .
وهو صديق البحارة القدماء خلال رحلاتهم الطويلة ..
الببغاوات طيور جريئة ، لها القدرة على التوحد في أوقات الخطر المحدق ، والدفاع عن نفسها والقتال حتى النهاية .
الببغاوات طيور وفيّـة ، اذا فقد أحد الزوجين خليله فانه يحزن عليه ولا يقدم على الزواج ثانيةً ..

البَبَّغاء
قصيدة د . جمال مرسي
لي بَبَّغاء يعشقُ التقليدا
وَيُردِّدُ الأصوات لي ترديدا
ان قُلتُ أهلاً ، قال أهلاً مثلها
والى اللقاء يُعيدُها تجويدا
واذا أشرتُ مُهدداً بأصابعي
مدَّ الجناحَ وأرسلَ التهديدا
فاذا رآني عابساً مُتَجَهِما
يحنو عليَّ فيطلقُ التغريدا
يسعى لكي يَستلَُ حزني مُلقياً
اياه عنِّي في الفضاء بعيدا
هو بَبَّغاءٌ مخلصٌ ومثابرٌ
لم يَشْكُ في يومٍ اليّ قيودا
يا طالما أطعمتهُ فضلاتنا
عدساً وخبزاً يابساً وثريدا
فيقول حمداً للذي خلق الورى
يستأهل الشكران والتمجيدا
لم يعترضْ يوماً ولم يُظهرْ أسىً
شجباً ..كمثلِ العُرْبِ ..أو تنديدا
لكنني كم كنتُ فظّاً نَحوهُ
فلطالما قيدتُهُ تقييدا
ومنعتهُ ألاّ يرى غيري أنا
وتركته دون الرفاقِ وحيدا
لا خُلَّةٌ يشكو اليها هَمَّهُ
فَتخَفِّفُ الأعباءَ والتنكيدا
لا صاحبٌ يُفضي اليه بِسِرِّهِ
أهٍ أراني زدتهُ تعقيدا
لو كنت في حالٍ يُحاكي حالهُ
ما كنتُ أرضى ذِلَّةً وحديدا
ولكنتُ حطَّمتُ القيودَ جميعها
لأكونَ حراً في الوجودِ سعيدا
طوراً على الغصنِ الظليلِ ، وتارةً
فوق الجبال أبُثُّها التغريدا
أقتاتُ ممّا أنتقي بارادتي
أو أرتدي ممّا صنعتُ جديدا
وأشاطر الورقاءَ في أفراحها
وأقاسمُ الطفلَ البريءَ العيدا
ما خابَ في الببغاء حدسي ، حينما
عُدتُ المساءَ فلم يكن موجودا
فتشتُ عن آثارِهِ في منزلي
وسألتُ صمتَ الليلِ والتسهيدا
لكنه قد كان فكَّ اسارَهُ
ثم ارتقى صوب النجومِ بعيدا
ناديتُـهُ ، ناجيتُـهُ ، لم يستجبْ
ناشدتُهُ أن ينثني ويعودا
لكنَّهُ أخذَ القرارَ بجرأةٍ
زادتهُ قدْراً .. داخلي .. محمودا
فحزنتُ .. رغم سعادتي .. حزنَ الذي
فقدَ الشبابَ وضيَّع المولودا


قَرَعَتْ بابي بلطفٍ ، وحين فتحته ، ألقت فاتنتي نفسها في أحضاني . قبلتني بصوتٍ مسموعٍ ، وفي داخل الشقة قبلتها قبلة شوقٍ بصوتٍ عالٍ ايضا .. وفيما نحن في خضم العواطفِ ، تهيأ لنا سماع طير البَبَّغاء يرددُ بسحرٍ وهيام صوتَ القبلةِ ، غمرتنا الدهشةُ وسررنا كثيراً . وفي الأيام التالية ، صار الطائر اللطيف ، كلما حضرت الفتاة ، يسارع الى اطلاق قبلاته اللاّهبة والمموسقة في دعوةٍ الى الحب !..

( مقطع من دفتر مذكرات )

منتزه الببغاوات
الشاعر الألماني ريلكه . ترجمة : د . بهجت عباس

تحت شجرِ الزَ يزَفون التركيِّ المُزهرِ ،
على حوافي المَرج المُعشَوشِبِ ،
تتنفَس الببغاواتُ بهدوء في مواقعها المتأرجحة ،
وقد هزَّها الحنينُ الى أوكارها ،
فأخذت تفكر في أوطانها التي ،
وان لم تقعْ أعيُنُها عليها ، لا تتغيَّر .
غُرباء في هذه الخضرة المتزاحمة كموكب استعراض ،
تتباهى وتتعالى وتشعر أنَّها فوق الجميع .
وفي مناقيرها الثمينة المصنوعة من اليَشْمِ واليَشَبِ
تعلك شيئاً رمادياً وتقذفه بعيداً ،
لأنها لا تستسيغ طعمَه .
ومن تحتها تلتقط الطيورُ الحَزانى ما قذَفته ،
بينما تنحني الببغاواتُ الساخراتُ من فوقها انحناءةَ استهزاءٍ .
وبين كلتيهما تفرغ أواني الطعام سريعاً ،
وتبدأُ بالتأرجح مرةً أخرى وتنامُ وتراقبُ ،
وبألسُنِها السُودِ التي تنطق الكَذِبَ عن طيب خاطر ،
تعبث بسلاسل الأغلال في أرجلها . تنتظر المشاهدين .


يؤسفني حقاً النظرة التاريخية في الأدب العالمي لرمزيّة هذا الطائر الذكيُّ الوفيُّ ، الشجاع والأليف الودود ، والساحر في زينته ، فغالباً ما يعتبر رمزاُ لضيق الأفق ِ والبله وعقم التفكير وترديد أقوال الآخرين عن غباء .بخلاف المزايا الآنفة الذكر التي تميز الببغاء عن باقي الطيور .فكأنما أصبحت مقدرته المدهشة على ترديد الأصوات ، سبة وليست ميزة جميلة !..
والأدب العالمي حافل بمثل هذه الشواهد ..


الببغاء والأفيون
الشاعر : معين بسيسو

الببغاء
طليقةٌ بلا قفص
تنقر في الأفيون
وتشهر الجناح
كالسلاح
لكي تحارب البلاشفة
والعاصفة .
الببغاء
في الليل والنهار
في غيبوبة اسطوانة تدور
منقارها يشير
كما أراد أن يشير
السيد الكبير
لنجمة البلاشفة
فوق جبين العاصفة !..
الببغاء في غيبوبة المصير
في نزعها الأخير
ترتجف
في مصفحة
الببغاء في الخريف
صوتها هر ِم
وريشها استحال
الى رماد .
والببغاء حينما يذبل في منقارها الكلام
ينبذها أسيادها الكبار في قفصٍ
قضبانه خيوط عنكبوت
تنقرُ في الأفبون
حتى تموت .

------------------------------

الببغاء
يوسف عبيد – ديوان عاشق الشمس


ماذا أقول ولمن أوجه السؤال ؟
للأمة الحيرى على مسالك الضلال
السوط فوق رأسها والقيد والأغلال
والجوع في أحشائها والمرض القتّال
والجهل يغشى دربها بأحلك الليال
والظلم قد حاق بها والشر والوبال
قانعة راضية بأسوأ الأحوال
كأنها في نعمة مبسوطة الظلال
لم تتحفز للعلى تحفز الأبطال
ولم تثر غاضبة وتلهب النضال
وتستعيد ما مضى من أكرم الخلال
ولم تشيد نهضة لقادم الأجيال
ماذا أقول ؟ ما عساها تنفع الأقوال
أنتظر الجواب ممن يملك المقال
فأنثني بخيبة ويخجل السؤال
فأمتي مشلولة الأقوال والأعمال
لغتها الفصحى غدت عسيرة المنال
( كالببغاء ) رددت تعيد ما يقال
( كالببغاء ) رددت تعيد ما يقال .


ذات مرةٍ ، استضفت أحد أصدقائي . وفي الليل ، حين أزفَ موعدُ النومِ ، أطفأنا الأنوار ، خلدت الى النوم مسرعا ، وتخلّف صديقي متقلباً في فراشهِ . كان أول عملٍ قامَ به في الصباح ، أن أطلق موجةَ ضحكٍ أدمعت عينيه !.. وحين سألته عن سرِّ ذلك ، أجابني قائلاً :
- في الليل ، وبعد أن غفوتَ ، صُرتَ تطلق شخيراً بنغمةٍ غريبةٍ وبصوتٍ عالٍ . وفي أثرك أخذ الببغاء يقلد هذا الشخير ، ويبثـه بنفس النغمةِ ..بل انه بين وقت وآخر كان يفعل ذلك في الليل .. وما بين شخيرك وشخير الببغاء ضاعت ليلتي .

( مقطع من دفتر مذكرات )
----------------------------------

أغنية صديقي البَبَّغاء

في ضوء القمر
صديقي الببغاء
أعطني ريشتك لكتابة كلمة
أطفأ ت شمعتي
ونفذ صبري
افتح لي بابك
لوجه الله ..

( وردت هذه الأغنية في كتاب رقيق هو الليل ، سكوت فيتزجيرالد )

-------------------------------------------
الشطرة - 2008



#محمود_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورد الساعة الرابعة
- نبيذ العشق العرفاني من كوز الأمام الخميني
- درس في الرسم :قصة قصيرة
- الندّاف
- تهيؤات : قصة قصيرة
- الحب من آخر نظرة : قصة قصيرة
- برعم وردة على صدر العجوز
- اسقربوط البحر المظلم
- في أرض رجل ليس مريضاً :قصة قصيرة
- غسق الرشّاد البرّي (قصة قصيرة )
- غسق الرشّاد البرّي
- ضريح السرو : قصة قصيرة
- كرابيت GRABEIT
- هكذا تكلمت (خميسة )وهكذا سكتت
- خلدون جاويد: قلب يغرد بالمحبة
- تفاح العجم
- احتباس
- الرجاء الصالح (الى استاذي د.شاكرخصباك )قصة قصيره
- أللوز ..من ذلك ألجبل أ لبعيد


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - أغنية صديقي البَبَّغاء