أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد محمود القاسم - دراسة بعنوان: المرأة السعودية تواجه القمع والارهاب وحيدة في الساحة















المزيد.....


دراسة بعنوان: المرأة السعودية تواجه القمع والارهاب وحيدة في الساحة


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من اكثر المجتمعات العربية تخلفا وقمعا للمرأة العربية، هو المجتمع السعودي، وهذا يعود لعشرات السنين مضت، عندما كانت ادوات القمع والارهاب والسياط والاعتقال والنفي والقتل والاعدام، يطال كل من تسول له نفسه، معارضة او مخالفة أي نظام من انظمة الحكم العربية المستبدة، وعندما كانت المملكة السعودية ترش الكثير من الدولارات على بعض أنظمة الحكم العربية، على شرط ان تكون هذه الأنظمة تدور في فلكها، وتجاملها في سياساتها داخليا وخارجيا، مهما كانت هذه السياسة، تؤثر او لا تؤثر على شعوب تلك الأنظمة سلبا او ايجابا، وكان النقاش والرهان دائما يطول كثيرا في الساحات العربية بين الأفراد، عن موعد بداية الأعياد، وهما عيدي الفطر والأضحى، فكنا نتساءل؟؟؟؟ هل يستطيع هذا النظام، ان يخالف بداية الصوم اذا صامت المملكة العربية السعودية في ذلك اليوم؟؟؟ أو اذا افطرت في ذلك اليوم أيضا؟؟؟؟؟ وحتى في عيد الأضحى كذلك، كنا نتساءل؟؟؟ هل يستطيع النظام هذا أو ذك، ان يحدد يوم العيد بعد او قبل ما تحدده المملكة السعودية؟؟؟؟ وكنا نملك ثقة كاملة، ان الكثير من انظمة الحكم العربية، خاصة من تغدق عليهم السعودية بدولاراتها يخضعون بالكامل، في سياساتهم لها، سواء الداخلية منها أوالخارجية، فلا احد يستطيع ان يقول للملكة (لا)، في أي قضية عربية او دولية، داخلية كانت او خارجية، ولسبب واحد أحد فقط، وهو كون الحكومة السعودية هي من ترش الدولارات على الحكومات وعلى الحكام، وكذلك النفط، بدون مقابل، سوى، ان يعيروها سكوتهم وسكوت مواطني دولهم، عما يجري في داخل الأراضي السعودية، من عمليات قمع وارهاب لحرية المواطن السعودي، وخاصة لحرية المرأة السعودية المناضلة والعظيمة، والتي مضى عليها مئات السنين، وهي ترزح تحت نير الظلم والكبت والحرمان والقمع والأضطهاد والأذلال والجلد، على ايدي منظمة ما يعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأجرامية, كل هذه الدول، التي كانت تتلقى رشاوي من المملكة العربية السعودية، تخضع في كل سياساتها الداخلية والخارجية، لسياسة المملكة، حتى في ادق القضايا والتفاصيل، وفي داخل بلادها و فيما يتعلق بالمواطن كفرد، اما الدول التي لا ترش السعودية عليها دولاراتها، وهي قلة كليبيا مثلا، فإنها في حل من السعودية، والألتزام بسياستها، حتى عند تحديد بدء شهر الصيام في شهر رمضان المبارك، او حتى في تحديد يوم الافطار، وكذلك في تحديد يوم عيد الأضحى المبارك، فقضية الصيام في رمضان، وحتى الأعياد التالية، لم تعد قضية دينية، بقدر ما اصبحت قضية سياسية، يتم من خلالها اعلان الولاء، ولاء الطاعة لحكام الأسرة السعودية الحاكمة، حتى ينالوا رضاها ودولاراتها.
الثقافة السائدة في المجتمعات العربية، من المحيط الى الخليج، هي ثقافة ذكورية موجهة اصلا، لقمع المراة العربية، وطمس هويتها وشخصيتها، واللعب بها، وتشكيلها، كي تكون طيعة بين أياديهم كالعجينة، وكي يشكلونها حسب امزجتهم، واكثر ما يهدد المجتمع السعودي، هو التغيير الذي يحدث وسيحدث من داخلها، اما ما يحدث في المجتمعات العربية الأخرى، فلن يؤثر عليها سريعا بمقدار ما يحدث بداخلها، وفيما كان هناك يهدد نظام الحكم السعودي من داخل هذه الأنظمة، ومهما كان تافها، يكفي للنظام السعودي عبر اجهزته القمعية والارهابية، ان يتصل بالأجهزة المثيلة، لأجهزته القمعية في الدول العربية الأخرى، اذا ما ظن أو شك بان فردا ما، يشكك بها لأمر أو لآخر، كي يعتقل هذا الفرد من الناس ويعدم دون ان يشعر أو يسأل به أحد، فيكون لها ما تشاء.
في المجتمع السعودي، لا بد من آلية قمعية داخلية، تعتمد عليها السلطة الحاكمة، وتقوم بهذا الواجب، وبايعاز منها ايضا، وتكون اليد الطولى لنظام الحكم، وتضرب بها كل من تسول له نفسه، المساس بقوانين وانظمة الحكم وعاداته وتقاليده، والتي عفى عليها الدهر وشرب، والتي يفرضها النظام بقوة الحديد والنار، فكان ان انشأت الحكومة السعودية، ما يسمى بجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأرهابية، لتكون هي يد الحكومة الضاربة والشديدة على المواطن، من اجل ارهابه وقمعه واذلاله، كي يسير على الصراط المستقيم، التي يؤمن بها النظام المستبد، والذي رسمه لهذه الجمعية، كي تسير على نهجه، حسب اهواء من شكلها ودربها ومولها، خاصة ضد المرأة السعودية أو بشكل أعم (الأنثى)، هذه المرأة العظيمة والصامدة والصابرة على معاناتها وحرمانها وكبتها، ولتكون هذه الجمعية أيضا السوط المسلط على كل من ينبث، ببنت شفة، واعتبرت هذه الجمعية الارهابية النساء هم اساس الفساد في المجتمع لأنهم الأضعف، وهم رأس الفتنة، وهم من يغوون الرجال، ويدفعونهم للفساد والفاحشة والزنى، ولأن الثقافة السائدة هي ثقافة ذكورية بدون منازع، فرجالات جمعية الأمر بالمعروف، بلحاهم وشواربهم، ودشاديشهم الميني جوب، هم من يقع على عاتقهم فرض ومنع ما يحرم وما يحلل، وكل هذا وذك، يصبغونه بأوامر الله ونواهيه عبر الدين، وحقيقة، كلها باسم الحاكم بأمره، ومن يقوم بتوزيع الثروات على بطانته، لكن الدين يذكر عادة لأعطاء الأمر أهمية خاصة، حتى يجرم من يخالف القانون، ويتهم بأنه ضد الله، وليس ضد الحاكم، فكونه ضد الله، فهذه جريمته، ولا مناص من اعدامه بقطع رأسه بحد السيف، وسحق وجوده، حتى يكون عبرة لمن يحاول ان يخالف نظام الحكم وعاداته وتقتليده البالية.
في ظل العولمة والأنفتاح والتقدم التكنولوجي الهائل، ودخول الكمبيوترات الى كل منزل، وانتشار شبكات الأنترنت في كل مكان، وصعوبة السيطرة على ما ينشر على الشبكة العنكبوتية من معلومات وأحداث، اصبح السكوت والتكتم على الجرائم الانسانية وغيرها، من قبل انظمة الحكم العربية المستبدة والظالمة، ليس بالأمر السهل، فما يحدث من صغيرة أو كبيرة، في أي مجتمع عربي، اصبح ينتقل بسرعة البرق، الى كل الساحات العربية والدولية، واصبحت الناس قادرة على فضحه والتعبير عن مواقفها منه، سلبا او ايجابا، لذا اصبح رأي المواطن في كل الساحات مؤثرا ومسموعا، في كل مكان وكل لحظة، وهو كفيل بتشويه صورة كل الأنظمة المستبدة والدكتاتورية، وفضح ممارساتها الظالمة والغاشمة الى ان ترتعد عن ممارساتها وسياساتها القمعية والارهابية.
تقول الدكتورة اليمنية الرائعة الهام المانع عن المجتمع السعودي: (ذاك مجتمع، تكفي فيه الكلمة أو النظرة، أن تقف فتاة مع شاب في مكان عام، حتى تتهم في شرفها! والشرف معناه في دول شبه الجزيرة العربية كبير، وكبير جدا، لأن قطرات الدم تتحول إلى نصل سكين حاد، يجز رقبة الشابة جزاً، لو هامت حولها مجرد شبهه، لذا، تشب الفتاة منذ نعومة أظافرها على الخوف: (خافي من جسدك”. “خافي من نفسك”. “خافي ممن حولك”. “خافي”. “لأن الخوف مفتاح الأمان”. ترضع على أوامر النهي والجزر. “لا تضحكي هكذا”. “لا تبتسمي أمام الرجال”. “واخفضي صوتك”. “لا ترفعيه عالياً أمام الرجال”. “ثم لا تحركي جسدك هكذا. حبذا لو لففت نفسك كالشبح، في قماشة حتى تغيبي.. تغيبي كالضباب”. “قفي وأنت مضمومة، مزمومة، عابسة، متجهمة، صامتة، ثم لا تحدقي فيمن حولك. اكسري عينيك، وانظري إلى الأرض”. “ليتك تتحولين إلى فقاعة، تذوب في الهواء فلا نرها).
المرأة العربية في شبه الجزيرة وفي غيرها من الدول العربية الأخرى، تربت على أيدي الرجل، يؤمرها فتطيع، يطلبها فتحضر، إذا تكلم سكتت، لا يجوز أن تأكل أو تشرب قبله، وإذا شبع، شبعت معه، إذا ضحكت، أتهمها بأنها تضحك عليه، وإذا تألمت، وصفها بأنها (مغنوجة)، المفروض أنها لا تمرض، وعلى ذلك، صقلت نفسية المرأة بالخنوع والخضوع والقبول، منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، منذ قامت أول الهجرات العربية من الصحراء العربية، فأصبحت طيعة وخانعة ولقمة سائغة في فم الرجل العربي من المحيط الى الخليج.
اعتبر المجتمع العربي المرأة، بشكل عام مصدر الكيد والفتنة والفساد، وقالوا عنها بأنها رضعت وإبليس من ثدي واحد " وهي المسئولة عن الخطأ والفاحشة، وهي المخلوقة من ضلع آدم الأعوج، فلا يمكن اصلاحها، واذا ما حاولت فان هذا الضلع سينكسر، كما يجب منعها من الإختلاط، ومنعها من الخروج من بيتها الا بمحرم، ومنعها من قيادة السيارة، ومن الجلوس على شبكة الأنترنت، خوفا من مشاهدتها الأفلام الجنسية وخلافه، ويجب فرض لبس الحجاب عليها، وحديثا طالبوا بأن يكون الحجاب الذي تلبسه، من النوع الذي ترى من خلاله بعين واحدة، وليس بعينتين اثنتين، زيادة بالحيطة والحذر، كي لا ترى شيئا زيادة عن اللزوم، وفرض عليها عدم مشاهدة التلفزيون وسماع الأغاني والموسيقى، كما منعت من حق التصويت والانتخاب، ومنعت من الحديث او رفع صوتها لأنه عورة، ومنعت من مشاهدة المباراة الرياضية مع الجمهور في الأستادات الرياضية ،ومنعت من تبوأ المناصب السياسية والمهمة، واذا وضع زوجها يده عليها وأزاحتها، تعتبر آثمة.
اشترط الرجل البدوي على زوجته ليلة زفافه قبل كل شيء، أن تحترم والديه، وتخدمهم وتطيعهم، وتعد جميع وجبات الطعام لهم، وبترتيب ونقل جميع مقتنيات العائلة، وبالرعي وحلب وسقاية الإبل والغنم وخلافه، والحياكة والخياطة، وتبيع وتشتري، وتتصل مهمات المرأة الى المواشي والمزروعات، وجني المحاصيل والاحتطاب، وجلب المياه، والمرأة غالبا محرومة من حق توارث الأراضي وتملكها في مناطق كثيرة، وعرضة لجرائم الشرف والزواج دون موافقتها، والعقاب يطالها دوما، وهي تستمد مكانتها الخاصة فقط، من كونها أما وابنة وأختا، والمرأة هامشية في مراكز النفوذ السياسي وغيره،
تقول الكاتبة رؤى البازركان في مقال لها بعنوان:(شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل) وهو منشور على صحيفة الحوار المتمدن الألكترونية:(أن حل الكثير من الاشكاليات، غالبا ما يكون على حساب المرأة، كما يؤكده الناشطون في حقوق الانسان.. فمفهوم الشرف، يفهم في مجتمعاتنا تجاه المرأة، بخلاف ما يفهم تجاه الرجل.. فيتم تغييب عقل المرأة، واختصارها بالجسد، واختزال شرفها بالعذرية... حيث لازالت المجتمعات العربية، يمارس فيها تقديم الدليل، شرفية المرأة، بمنديل فيه قطرات من دم العروسه، اي ان ليلة الدخلة هي امتحان للمرأة وشرفها دون الرجل، ويعتبر جسد المرأة، هو ملك للزوج والعائلة والعشيرة، وشرف المرأة مرتبط ومرهون بالجزء السفلي من جسدها فقط.. مع ان هناك حالات مثبتة علميا، لا تظهر فيها قطرات الدم في ليلة الدخلة اطلاقا، لأسباب فسيولوجية وتشريحية مثبتة فسيولوجيا وتشريحيا، وقد تمارس عمليات الترقيع لغشاء البكارة للكثير من الشابات، اذا فقدن عذريتهن لسبب أو لآخر، بعد ان اجازها رجال الدين.. لتقول المرأة بعد ذلك، ها هو دليل شرفي، وهذا ما تريدونه، تفضلوا، وعليكم ان لا تنبثوا ببنت شفة، أي أن المرأة تستطيع أن تضحك وتتحايل على الرجل، طالما فهمه ومستواه أصبح متدنيا لهذا الحد.؟
فيما اوضحت الدكتورة هبة قطب-استشارية العلاقة الزوجية والجنسية، الجانب الطبي والتشريحي، لما يعرف بغشاء البكارة فقالت: (.....منه يوجد على سبعة أنواع، نوعان منه فقط، يحدث به نزف دموي، في اول لقاء جنسي، وباقي الانواع، لا تنزف مطلقا، ومنها أنواع لا ينفض غشاء البكارة بالجماع بتاتا، بل ينفض ويزول، بعد اول عملية ولادة حمل فقط، وأكدت كذلك، ان ما نسبته 30% من الأناث، يولدون بدون غشاء بكارة, كما أنه لايوجد نص قرآني، ولا حديث في السنة، يشير الى ان عذرية ألفتاة البكر، مرهونة بوجود هذا الغشاء، ولم يرد مصطلح غشاء البكارة في الثقافة الاسلامية مطلقا, وقالت ان هذه عادات افريقية قديمة.. وعلى ضوء ذلك، فهل يعني ان 30% من النساء اللواتي ليس لديهن غشاء بكارة، غير شريفات، لانهن ولدن بدون هذا الغشاء؟؟؟؟؟
الإعلامية آلاء الجبوري اوضحت وقالت: (بأن شرف المرأة بقى ورقة رابحة بيد الرجل، من اجل مصالح سياسية واقتصادية، وفي الجزيرة العربية، حيث البيئة الصحراوية المعروفة بشحة عطائها غذائيا، مارس الرجل وأد الأنثى في الماضي، وبرروا فعلتهم هذه، بأنه من أجل صيانة شرف القبيلة والعائلة وخلافه، والسبب الحقيقي وراء ذلك، كان إقتصاديا، وليس أخلاقيا, فيما تضيف مدافعة عن الدين الاسلامي، بأنه هو الذي حرر الجواري والاماء من زواج المتعة، ليأتي رجال الدين اليوم، بتفسيراتهم وتشريعاتهم، بأعطاء صيغ شرعية جديدة للزواج، باسماء مختلفة، مثل المسيار والمتعة والعرفي، وخلافه، ونحن في نفس الوقت، لا نعلم اي معايير لشرف اوعذرية الرجل).
في موضوع آخر بعنوان: (غالبية السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية)،للكاتب ابراهيم علاء الدين والمنشور على موقع الحوار المتمدن يقول فيه:(أن الدراسات النفسية، أثبتت ان الكبت والقهروالحرمان، يولد سلوكيات مشينة متمردة، تدفع الانسان الى البحث عن مخرج، وعن كل السبل لتجاوز القيود، وهذا ما اثبته الداعية السعودي (احمد الشقيري) الذي يعمل مقدما لبرنامج (خواطر) على قناة (mbc) السعودية، حيث قال في تصريحه الذي جاء فيه:(ان غالبية النساء السعوديات، يرتبطن بعلاقات غير شرعية)، واضاف:(ان الشذوذ الجنسي منتشر في البلد، مما يؤكد ان هناك مشكلة، والنسبة قد ترتفع، وانني اعني بذلك الاغلبية وليست الاقلية).
هذا هو واقع الحال للمرأة السعودية العظيمة والرائعة والصابرة والصامدة، ضد الظلم المسلط عليها في المجتمع، والذي لا يتحمله انسان على وجه الخليقة مثلها،حيث يسود الفكر الوهابي المتزمت والمتحجر، والموغل في التخلف والرجعية، والذي له قواته الخاصة الضاربة، الأرهابية والقمعية، تحت اسم "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر". وحيث الفتاوي لا تتوقف حول المراة وفتنتها وحجابها، واخرها فتوى الحجاب بعين واحدة، وفتاوي الزواج من حيث التعدد والتنوع، وجهود مجمع رجالات الدين بالحجر عليها وعزلها وابعادها عن الرجل، وتحريم خروجها من البيت منفردة، وتحريم الاختلاط، وتحريم مشاهدة التلفزيون، وقيادة السيارة، وتحريم سفرها بدون محرم، حتى لأي مكان كان.
رغم كل هذه القيود، الا انها لم تمنع غالبية النساء السعوديات من الارتباط بعلاقات مع الجنس الآخر، وذلك لأن العزل والحجر، لا يتفق وسنة الحياة، وطبيعة التكوين الانساني.
في مدينة مكة، في سياق الكشف عن اوضاع النساء بها، ذكر تقرير لصحيفة الحياة في شهر اغسطس/تموز2008م ذكرت فيه: (أن المدن السعودية سجلت خلال العام 2007م رسمياً 280 حالة لأطفال لقطاء، أبلغت الجهات الرسمية بالعثور عليهم).
وقالت أن الإحصاءات الصادرة من جهاز الأمن العام، كشفت أن منطقة مكة المكرمة، سجلت اكتشاف 95 حالة، بما معدله 33.4% من الحالات المسجلة بالبلاد.
يتضح مما سبق، وعلى الرغم من وحشية رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاكمهم الاجرامية، ان هناك طرق اخرى للتحايل على التشدد والكبت والمنع والحرمان، حيث لا يجدي العنف، بفرض قيم الفضيلة بالأرهاب والجلد بالسياط.
معروف، ان زواج المتعة يحلله المذهب الشيعي، ويعتبره المذهب السني زنى محرما شرعا، غير ان الكثيرين من السنة، يرتبطون بعلاقات جنسية بموجبه، فلماذا هذا التناقض بين القول والفعل؟؟؟؟
فان المسلمين السنة، والمذهب الوهابي السلفي، في السعودية، وفي جماعات الاخوان المسلمين، تجيز انواع من الزواج، كزواج المسيار والسياحي، و البوي فرند، وهي لا تختلف عن زواج المتعة، والذي يعتبره السنة زنى.
كما اجاز المأذون الشرعي لمدينة جدة أحمد المعبي، أحد علماء الوهابية، انواع اخرى من الزواج، مثل زواج "الوناسة" و "المسيار"، و"زواج الإنجاب" و"المحارم" و"الفريند وزواج المصياف كما تجيز المذاهب الاسلامية الاخرى انواع اخرى تصل الى حوالي 45 نوعا.
رغم ان خبراء علوم النفس، يعتبرون ان كل هذه الانواع من الزيجات، هي تحايل على القوانين الوضعية، وعلى مؤسسة الاسرة الرسمية، وهي نوع من الدعارة المتسترة باسم الدين، وهي بنفس الوقت، شكلت متنفسا للرجال والنساء، للتمرد على المؤسسة الدينية نفسها، وعلى القهر والكبت، الذي تمارسه بحق المرأة والرجل سويا.
تقارير وزارة الداخلية السعودية،تؤكد ان اعداد كبيرة من النساء، من داخل المملكة وخارجها، يؤمون مدينتي مكة والمدينة في مواسم العمرة، بهدف ممارسة أنواع الزواج المتسترة بالدين، وذلك لاسباب اقتصادية.
الزواج العرفي غير منتشر في السعودية، وفق المذهب السلفي الوهابي المتزمت، الا أن السنة المصريين يجيزونه، لذا فان الكثير من النساء السعوديات، يتزوجن وفق نظام الزواج العرفي، بعقود يبرمنها في القاهرة، اثناء زياراتهم الصيفية.
في مقال آخر بعنوان:المملكة العربية السعودية..مملكة التناقضات، بقلم الكاتب مهند حبيب السماوي ومنشور على موقع الحوار المتمدن يقول فيه الكاتب:
(السعودية لها وزن على كافة الصعد، السياسية والاقتصادية، لكنها تتعامل بتناقض غريب مع قضية الدين والطائفية، من جهة أولى، تعتبر إحدى الدول الإسلامية التي تتسم بالتشدد الديني المتزمت، والأصولية المغلقة، حيث تزدهر في أرضها الحركة الوهابية المتشددة والمنغلقة، وبتأثير الوهابية، أنطلق زعماء تنظيم القاعدة التكفيري، وتصدر فتاوى التكفير والقتل والفتاوى الغريبة بحق الإنسانية، كما صدرت أخيراً من الشيخ اللحيدان، حيث أفتى بجواز قتل أصحاب الفضائيات التي تنشر الفجور والفسق، وتمول السعودية العديد من الحركات المتشددة والمتطرفة في العالم، وتمارس الإقصاء والتهميش مع المواطن السعودي الذي ينتمي للطائفة الشيعية، كما ان هناك عشرات الفتاوى المتشددة التي تُمارس من قبل هيئة الأمر بالمعروف، التي يشهد تاريخها كثيرا في مجال مضايقة الناس وارهابهم والتدخل في شؤونهم الشخصية، تتعلق بالحشمة المصطنعة والالتزام الديني، والتقيد بالضوابط التي وضعتها الحركة الوهابية.
نرى في نفس الوقت، أن الكثير من الفضائيات العربية، التي ينطبق عليها صفة "نشر الفجور والفسق" تعود مُلكيتها الى شخصيات سعودية معروفة وكبيرة، ولعا نفوذ وباع كبير من الأسرة الحاكمة، لنقرأ ما يقوله الشيخ الدكتور سعد الفقيه وهو معارض سعودي بارز في مقالة له:
(باستعراض سريع للقنوات الفضائية، يتبين أنها جميعها مملوكة للعائلة الحاكمة، بما يعني أن هؤلاء الملاك، معنيون بهذه الفتاوى: وهذه القنوات هي:مجموعة روتانا، وهي مملوكة للوليد بن طلال، ومجموعة الأوربت، وهي مملوكة لأبناء عبد الله بن عبد الرحمن وهم أبناء عم الملك، ومجموعة (الإي آر تي) وهي مملوكة لصالح كامل النايف بن عبد العزيز شراكة فيها، ومجموعة (الإم بي سي)، وهي إسميا للوليد الإبراهيم، وحقيقة، هي لعبد العزيز بن فهد وسلمان بن عبد العزيز، ومجموعة (الإل بي سي) يملك خالد بن سلطان جزءا كبيرا منها ، ومجموعة المستقبل، وهي ظاهريا مملوكة للحريري، ومن خلف الكواليس مملوكة للملك عبد الله شخصيا).
فلماذا هذا الدور المزدوج للحكومة السعودية؟؟؟؟ ولماذا تشن هيئة الأمر بالمعروف الهجوم الشنيع على امرأة تُظهر ولو قليلا من شعرها الأمامي، وتسكت عن الصدور العارية التي تظهر في القنوات الفضائية التي تعود لأمراء وحكام السعودية؟؟؟؟؟
كيف تنشر التشدد الديني والمتطرف في وسائلها الإعلامية الخاصة؟؟؟ وتمارس الدور المعاكس لذلك، عبر وسائل إعلامية أخرى، حيث يبث في هذه الفضائيات الرقص والغناء والحفلات، وتظهر بها المذيعات كأنهم عارضات للأزياء وللأثارة وغيرها، من السلوكيات التي تُعد خطاً أحمرا عند الهيئة والحركة الوهابية.
مما سبق ذكره، أن التزمت والتشدد والتطرف الديني، الذي تمارسه جمعية الأمر بالمعروف الأرهابية على المرأة السعودية بخاصة، لا يحول دون الفساد والافساد، وان الارهاب والقهر، الذي يمارسه رجالها ، لا يحول دون انتشار العلاقات الجنسية في المجتمع السعودي، كما قال الداعية احمد الشقيري،.
تثبت كافة الدراسات، ان الانفتاح والديمقراطية والوعي، وانتشار الثقافة والعلاقات الانسانية القائمة على التكافؤ، هي السياج الحقيقي لاخلاق المجتمع، برجاله ونسائه، بدل القمع والارهاب، الذي تقوم به ما يعرف بمنظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأرهابية، وعليهم ان يساعدوا المرأة السعودية بدل ارهابها وقمعها وجلدها بالسياط، وعلى اتاحة الفرصة لها في العمل، حيث ان 76% من العاطلات عن العمل، هن من خريجات الجامعات، و يشكلن ما نسبته 41% من اجمالي العاطلين، وفق ما صرح به الدكتور عبد الواحد الحميد/نائب وزير العمل السعودي.
ما ورد من معلومات سابقة، هو مرتبط بالرجل السعودي أيضا، ولا يهدف التشهير أو المس بالمرأة السعودية الرائعة والعظيمة والمتفوقة، ولا بالرجل السعودي كذلك، بقدر ما يهدف الى ارسال رسالة واضحة وجلية، لرجال منظمة الأمر بالمعروف التكفيرية والارهابية، مفادها بأنكم، مهما فعلتم، فأنكم لن تستطيعوا نزع حق حرية المرأة، مهما كانت هذه الحرية ونوعيتها، فليس بالأرهاب تصنع الفضيلة، كما قال القرآن الكريم:{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } (آل عمران:159). ، فان من حق المراة السعودية ان تعلن تمردها على كل اشكال العبودية والقهر والارهاب الفكري والديني، والجلد بالسياط، ولكل من اراد ان يتنفس الحرية، وربما ما يحصل، هو نوع من الاحتجاج والمماحكة، ونوع من التحدي لمفاهيمهم الدينية، والطريقة التي يتبعونها بنشر قناعاتهم الشخصية المتزمتة، والمنافية للقيم الحضارية والانسانية في المجتمعات الحرة .. وكأن المراة السعودية، ليست انسانة كباقي البشر، وكباقي نساء العالم، لن ينفع معها الا الضرب بالسياط، ووضعها بالقمقم، وحبسها وقهرها بالزنزانات، وتعذيبها، وحجب نور الشمس عنها، وحرمانها من الخروج من بيتها ومنزلها، ومنعها من قيادة سيارتها بنفسها، وكأنها جاهلة، لا تعرف انها مهما فعلت من افعال، فهناك رب واحد أحد، يعلم ما بقلبها، ويعلم بنياتها، ويراقب تحركاتها، وحتى همساتها، واذا كان بنيتها الخوف والأرتداع، فالأجدى لها الخوف، من رب العالمين وحده، وليس الخوف من سياط منظمة الأمر بالمعروف الأجرامية، ما تود قوله المرأة السعودية الرائدة والعظيمة والأبداعية، لمنظمة الأمر بالمعروف، ان هذا هو جسدي فهو ملكي، وهذه حريتي حق لي، علي التصرف بهما حسب قناعاتي ومبادئي وقيمي، وما يمليه علي ديني وضميري، وليس ما تودون انتم فرضه علي، حسب اهواءكم وامزجتكم، ودينكم الذي صنعتموه بانفسكم، وحسب جهلكم وحقدكم وتزمتكم وآراءكم وكذبكم وافتراءاتكم، فيا ايها الكافرون، لا اعبد ما تعبدون، ولا انا عابد ما عبدتم، لكم دينكم ولي دين، وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟؟؟؟).
انتـــهت الدراســـة
ملاحظة: تمت الأستعانة بمقالات من موقع الحوار المتمدن بتصرف:
1-مقال بعنوان: غالبية السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية/ابراهيم علاء الدين
2008 / 10 / 19م
2-مقال بعنوان: شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل/رؤى البازركان
14/10/2008م.
3-مقال بعنوان:المملكة العربية السعودية..مملكة التناقضات/مهند حبيب السماوي



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديبة صابرين الصباغ والقدرة على تقمص الشخصيات
- كنت في بيت لحم
- الوجه الآخر للكاتبة والصحفية والاعلامية اللامعة سلام الحاج
- تصريحات اولمرت/رئيس وزراء العدو الصهيوني ذات دلالات واضحة
- موازين القوى الفلسطينية –ا لإسرائيلية مختلة والوضع الفلسطيني ...
- الجرأة والصراحة في كتابات وأسلوب زينب حفني
- قراءة في رواية -موسم الهجرة إلى الشمال -للكاتب السوداني الطي ...
- قراءة بين السطور: لرواية (أحلام النساء الحريم) للكاتبة والأد ...
- قراءة في رواية (أنثى العنكبوت)
- لماذا رفض الفلسطينيون قرار التقسيم في العام 1948م
- وجهات إسرائيل الاستراتيجية بعد 60 عامًا على إقامتها -وثيقة م ...
- قراءة بين السطور في رواية زينب حفني (ملامح)
- النانو والثورة العلمية
- تقرير( مدار) الاستراتيجي في العام 2008
- قراءة في كتاب، قصة صبا الحرز (الآخرون)
- قراءة بين السطور في قصة (الأوبة)، للكاتبة والأديبة السعودية ...
- في الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد القائد الوطني عمر القاسم
- مجزرة بلدة الطنطورة الفلسطينية والإجرام الصهيوني
- لغة الجسد وكيفية فهمها
- أحلام مستغانمي والكتابة في لحظة عري،


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد محمود القاسم - دراسة بعنوان: المرأة السعودية تواجه القمع والارهاب وحيدة في الساحة